قد يتبادر إلى الذهن سؤال، وهو: أنَّه مثل هؤلاء من علماء السُّنَّة يعترفون وينقلون لنا الأحاديث في إمامة أهل البيت (عليهم السلام)، ومع ذلك لا يؤمنون بها، فكيف الحلُّ؟
فنقول في المقام: يُحتَمل أحد احتمالين:
الاحتمال الأوَّل: أنَّ القندوزي الحنفي وأمثاله بعد هذه الأحاديث استبصروا وتبيَّن لهم الحقُّ واتَّبعوه.
الاحتمال الثاني: أنَّهم لم يؤمنوا بهؤلاء الأئمَّة كما نحن نؤمن، ولا ضير في ذلك، إذ إنَّ بعض الحقائق العقدية والفقهية واضحة موجودة في كتبهم بنحو لا تشوبها شائبة، ولكن مع ذلك لم يؤمنوا بها، وهم بين منكر لها أو محرِّف لمعناها، فيُحرِّفوا معنى هذه الأحاديث المبيِّنة لإمامة الأئمَّة الاثني عشر كما قلبوا معاني الأحاديث الأُخرى، كحديث الثقلين، والغدير، والموت على الجاهلية، وغيرها، بحيث لا تُهدِم ما جاؤوا به، ولكن مثلهم مثل الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت: ٤١).
كما ينبغي التنبيه على أنَّ هذه الأحاديث متواترة ومتعدِّدة الطرق، والحديث المتواتر يفيد العلم واليقين.
تنبيه بشأن القندوزي ومن على شاكلته
- الزيارات: 176