عندما نطالع الروايات الآنفة الذكر نجد أنَّها لم تُعبِّر بالدين الجديد، وإنَّما عبَّرت مرَّة بـ (الإسلام جديداً)، وأُخرى (دعاءً جديداً)، وهذا يُصرِّح بأنَّ ما سيأتي به الإمام (عليه السلام) ليس ديناً جديداً بمعنى الدين الناسخ للدين الذي جاء به النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
بل إنَّ هذا الأمر لا يُعقَل أبداً من أيّ شخص يدَّعي الإسلام، لأنَّه مخالف لصريح القرآن الكريم، يقول عزَّ من قائل: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ...﴾ (آل عمران: ١٩).
ويقول تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ (آل عمران: ٨٥).
هذا فضلاً عن أنَّ الإتيان بدين جديد هو شأن الأنبياء (عليهم السلام)، ولا نبيّ بعد نبيّنا الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، يقول عزّ من قائل: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ (الأحزاب: ٤٠).
فإذن، ما سيأتي به الإمام (عليه السلام) ليس هو ديناً جديداً، بل هو الإسلام نفسه، لكن بحلَّة جديدة، ومظهر جديد.
النقطة الثانية: هل ما سيأتي به الإمام المهدي (عليه السلام) هو دين جديد؟
- الزيارات: 168