إنَّ ظهور الإمام المهدي عليه السلام أمر لا بدَّ منه فقد ورد في كيفية خروجه عليه السلام روايات كثيرة نذكر بعضها:
روىٰ ابن قولويه رحمه الله في كامل الزيارات بسنده عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (كأنّي بالقائم عليه السلام علىٰ نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينتفض هو بها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة من إستبرق، ويركب فرساً أدهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة، لا يبقىٰ أهل بلد إلَّا وهم يرون أنَّه معهم في بلادهم، فينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلىٰ شيء أبداً إلَّا هتكه الله. فإذا هزَّها لم يبقَ مؤمن إلَّا صار قلبه كزبر الحديد، ويُعطي المؤمن قوَّة أربعين رجلاً، ولا يبقىٰ مؤمن إلَّا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حين يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم، فينحطُّ عليه ثلاث عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكاً). قلت: كلّ هؤلاء الملائكة، قال: (نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حين أُلقي في النار، والذين كانوا مع موسىٰ حين فلق البحر لبني إسرائيل، والذين كانوا مع عيسىٰ حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف ملك مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مسوّمين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه السلام فلم يُؤذَن لهم في القتال. فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلىٰ يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلَّا استقبلوه، ولا يودِّعه مودِّع إلَّا شيَّعوه، ولا يمرض مريض إلَّا عادوه، ولا يموت ميّت إلَّا صلّوا علىٰ جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكلّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام إلىٰ وقت خروجه عليه السلام)(١٥١).
وروىٰ النعماني رحمه الله في الغيبة بسنده عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (لا يخرج القائم عليه السلام حتَّىٰ يكون تكملة الحلقة)، قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: (عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثمّ يهزُّ الراية ويسير بها فلا يبقىٰ أحد في المشرق ولا في المغرب إلَّا لعنها، وهي راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بها جبرئيل يوم بدر). ثمّ قال: (يا أبا محمّد، ما هي والله قطن ولا كتان ولا قزّ ولا حرير)، قلت: فمن أيّ شيء هي؟ قال: (من ورق الجنَّة، نشرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر، ثمّ لفَّها ودفعها إلىٰ علي عليه السلام، فلم تزل عند علي عليه السلام حتَّىٰ إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين عليه السلام ففتح الله عليه، ثمّ لفَّها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتَّىٰ يقوم القائم عليه السلام، فإذا هو قام نشرها فلم يبقَ أحد في المشرق والمغرب إلَّا لعنها، ويسير الرعب قدّامها شهراً، وورائها شهراً، وعن يمينها شهراً، وعن يسارها شهراً)، ثمّ قال: (يا أبا محمّد، إنَّه يخرج موتوراً غضبان أسفاً لغضب الله علىٰ هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان عليه يوم أُحُد، وعمامته السحاب، ودرعه درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السابغة، وسيفه سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذو الفقار، يُجرِّد السيف علىٰ عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجاً، فأوّل ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلّقها في الكعبة، وينادي مناديه: هؤلاء سرّاق الله، ثمّ يتناول قريشاً فلا يأخذ منها إلَّا السيف، ولا يعطيها إلَّا السيف، ولا يخرج القائم عليه السلام حتَّىٰ يقرأ كتابان، كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة، بالبراءة من علي عليه السلام)(١٥٢).
***************
(١٥١) كامل الزيارات: ٢٣٣ - ٢٣٥/ باب ٤١/ ح (٣٤٨/٥).
(١٥٢) الغيبة للنعماني: ٣١٩ - ٣٢١/ باب ١٩/ ح ٢.
كيفية خروج الإمام المهدي عليه السلام
- الزيارات: 162