• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لا استبعاد في خروج اليماني من اليمن

 استبعد بعض الباحثين أن يخرج اليماني من اليمن، باعتبار أن راية اليماني التي وُصفت في الروايات بأنها أهدى الرايات لا بد أن تكون على مذهب الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، واليمن منذ عهد بعيد ولحد الآن حاضنة للزيدية دون الشيعة الإمامية، وحيث إن بعض الروايات دلّت على أن أنصار اليماني يُعدّون بسبعين ألف مقاتل، فمن البعيد جدًّا حصول هذا العدد من الشيعة الإمامية في اليمن، وهذا يرجّح خروج اليماني من بلاد أخرى شيعية كالعراق مثلاً.
قال الباحث المذكور:
إن اليمن كانت منذ عهد بعيد وما زالت حاضنة للعقيدة الزيديّة، وهذه العقيدة اتّجهت مع مرور الزمن لتقترب أكثر مع العقيدة السلفيّة، أو لتبتعد بشكل عام وبصورة أكثر عن العقيدة الإمامية، ولا مجال للشكّ بأن ما يجري في اليمن حاليًّا دليل على ذلك، واحتمال أن تكون في مستقبل بعيد منظور حاملة لهذه العقيدة، وحاضنة لقاعدة ثورية تتبنّاها بشكل قوي على مستوى أن تكون حاضنة لجيش اليماني، لا وجود له بالمرّة(١٢٠).
والجواب: أن هذا استبعاد محض لا أكثر، ورَدٌّ لصريح الروايات التي دلّت على أن اليماني يخرج من اليمن باستبعادات واحتمالات لا تغني من الحق شيئاً، ولو فتحنا مثل هذا الباب في علامات الظهور لحقَّ لنا بالأولوية أن نشكِّك في خروج الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرَجه الشريف من مكة المكرّمة؛ لأنها كانت منذ عهد موغل في القدم ولحدّ الآن حاضنة لأعداء الإمام المهدي المنتظر عليه السلام وشيعته، وجمع ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً يكونون هم القاعدة الأساس لأنصار الإمام المهدي عليه السلام غير كافٍ بحسب الموازين الطبيعية للسيطرة على الحرم المكّي الشريف، والاستيلاء على مكّة، وإخضاع أهلها لحكم الإمام المهدي عليه السلام، مع ما تدل عليه الروايات من أن أهل مكّة في عصر الظهور سيكونون مناوئين للإمام المهدي عليه السلام.
فقد روى النعماني في (الغيبة) بسنده عن يعقوب السراج، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائمُ أهلَها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو أميّة، وأهل البصرة...(١٢١).
كما دلّت بعض الروايات على أن أهل مكة يقتلون النفس الزكيّة وأخاه بين الركن والمقام، لا لشيء إلا لأنه سفير الإمام المهدي عليه السلام فقط.
فقد روى الكليني قدس سره بسند صحيح عن يعقوب السراج، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: متى فرج شيعتكم؟ قال: فقال: إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته(١٢٢)، وظهر الشامي، وأقبل اليماني، وتحرّك الحسني، وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقلت: ما تراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبُرده وقضيبه ورايته ولامته وسرجه، حتى ينزل مكة، فيُخرج السيف من غمده، ويلبس الدرع، وينشر الراية والبُردة والعمامة، ويتناول القضيب بيده، ويستأذن الله في ظهوره، فيطَّلع على ذلك بعض مواليه، فيأتي الحسني فيخبره الخبر، فيبتدر الحسني إلى الخروج، فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه، ويبعثون برأسه إلى الشامي، فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر، فيبايعه الناس ويتبعونه...(١٢٣).
مضافاً إلى ذلك فإن بعض الروايات دلّت على أن أحوال الناس ستكون مختلفة في ذلك العصر عما كانت عليه من قبل، فيدخل في هذا الأمر بعض من كان خارجاً منه، ويخرج منه بعض من كان داخلاً فيه، فقد روى النعماني بسنده عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: أخبرني من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا خرج القائم عليه السلام خرج من هذا الأمر من كان يُرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر(١٢٤).
وروى الشيخ الطوسي قدس سره بسنده عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لينصرنَّ اللهُ هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان(١٢٥).
قال الشيخ المجلسي قدس سره:
لعلّ المراد أن أكثر أعوان الحق وأنصار التشيّع في هذا اليوم جماعة لا نصيب لهم في الدين، ولو ظهر الأمر وخرج القائم يخرج من هذا الدين من يعلم الناس أنه كان مقيماً على عبادة الأوثان حقيقة أو مجازاً، وكان الناس يحسبونه مؤمناً، أو أنه عند ظهور القائم يشتغل بعبادة الأوثان(١٢٦).
ولعلّ الله تعالى ينصر هذا الدين عند قيام صاحب الأمر عليه السلام بأقوام لم يكونوا منتمين إلى مذهب الشيعة الإمامية من اليمن أو من غيره، ويكون بعضهم من أتباع اليماني المعهود، والله العالم.
هذا مع أن حركة التشيّع في اليمن في هذا العصر نشطة جدًّا بحسب ما علمت من بعض أهل اليمن، والشواهد والحوادث تدل على ذلك، حيث صار وجود الشيعة الإمامية في اليمن ظاهراً ومؤثّراً بشكل ملحوظ، خلافاً لما كان عليه قبل ذلك.
ولو سلّمنا أن اليمن لن يكون حاضنة للشيعة الإمامية في عصر الظهور فإن ذلك لا يمنع أن يكون خروج اليماني من اليمن في عدّة آلاف من اليمنيّين الشيعة الإمامية، والباقي من الزيدية، إذ لا محذور في أن يكون كثير من أنصار اليماني المعهود من الزيدية، أو ينضم إليه بعد ذلك باقي أنصاره من الشيعة الإمامية الساكنين في بلاد مختلفة، كالحجاز، والعراق، والشام وغيرها من البلاد التي يتكاثر فيها الشيعة في عصر الظهور، فإن الروايات لا تشعر بأن جميع أنصار اليماني سيكونون من بلاد واحدة.
وربما يستفاد هذا المعنى من الرواية التي سبق ذكرها لما جاء وفد أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيها أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال فيهم: منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً، ينصر خلفي وخلف وصيّي، حمائل سيوفهم المسك(١٢٧).
فإن قوله: (يخرج في سبعين ألفاً)، ربما يشعر بأن أنصار اليماني من بلاد أخرى غير اليمن؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك في سياق مدح أهل اليمن بأن منهم المنصور اليماني، ولو كان جميع أنصاره من اليمن لكانت المناسبة تقتضي مدح أولئك الأنصار أيضاً، فيقول: منهم المنصور اليماني وأنصاره الذين ينصرون خلفي وخلف وصيّي.
على أن اليماني إذا لم يخرج من اليمن فلا يمكن الجزم بأنه سيخرج من خصوص العراق؛ لأنه ربما يخرج من بلاد أخرى، كالحجاز، أو الخليج، أو بعض نواحي إيران، أو غيرها.
ثم إن الباحث المذكور تساءل قائلاً:
فعندئذ سنتساءل: من أي حدود سيرد [اليماني] إلى العراق؟! وكيف يؤمِّن خطوط الوصل المطلوبة للدعم اللوجستي، التي تعني - حكماً- وجود قواعد إمداد وإدامة؟! وذلك لأن الحدود السعودية مع العراق لن تكون صالحة، بدليل وجود دولة مناهضة له حكماً، والحدود مع الأردن وسوريا ستكون تحت وصاية السفياني، ومن الواضح أن هذا الاحتمال لا وجود لإمكانية تصوّره.
وأؤكِّد هنا على ما أشرنا إليه سابقاً، بأن حديثنا هنا لا ينظر إلى الأمور بمنظار اليوم، وإنما بمنظار ما أشارت إليه روايات الظهور وما قبله لمعطيات الواقع السياسي الموضوعي(١٢٨).
وقال في موضع آخر مؤكّداً ما قاله هنا:
أما اليمن فإن عدم وجود حدود مشتركة تقضي على أي احتمال في هذا الصدد، ولا سيما أن الروايات تشير إلى وجود دولة مركزية يومذاك في الحجاز تعمل ضد الإمام روحي فداه وشيعته، وهي بالنتيجة ستكون حاجزاً جغرافيًّا أساسيًّا ضد أي تحرّك من هذا القبيل لو كان له وجود(١٢٩).
والجواب: أن الروايات دلّت على أن الوضع في الجزيرة العربية في تلك الفترة سيكون مرتبكاً ومضطرباً جدًّا، ولن تكون هناك دولة قوية تضبط الأمور، ولهذا فإن الإمام المهدي المنتظر عليه السلام سيعلن دولته في مكة، وسيبايعه الناس في المسجد الحرام من دون أن يكون هناك أي قتال أو مقاومة رغم عداوة أهل مكة له عليه السلام، وهذا يدل على أن الوضع في جزيرة العرب سيكون مهيّئاً لليماني للانطلاق من اليمن إلى العراق بجيشه من دون أن يجد أي عوائق تحول بينه وبين الوصول إلى الكوفة في أسرع وقت، فما قاله الباحث المذكور من أنه لا يتحدّث بمنظار اليوم، وإنما (بمنظار ما أشارت إليه روايات الظهور وما قبله) غير صحيح.
وقد اعترف الباحث في موضع آخر بأن الوضع في الحجاز سيكون ضعيفاً متفكِّكاً في ذلك الوقت، فقال:
وما بين هذا وذاك، فإن الأحداث السياسية العامّة المرتبطة بحركة اليماني في هذا الزمن ستكون ملامحها متلخّصة في:
أ- تفكك كبير في سلطة حكّام الحجاز، حتى يكون فيهم ضعفاً كبيراً [كذا] يُلجئهم إلى طلب النصرة من السفياني للوقوف بوجه الإمام (روحي فداه) سعياً للقضاء عليه...
هذا وقد يعبَّر في الروايات عن الأوضاع السياسية في الحجاز بأنه ملك اليوم والليلة، إشارة إلى قصر مدّة الحكم، وسرعة نهاية ولاية الحكّام فيها، وزيادة الاضطراب والتفكّك الأمني(١٣٠).
ولو سلّمنا أن الوضع في الجزيرة العربية في ذلك الوقت لا يمكِّن اليماني من الانطلاق برًّا بجيشه من اليمن إلى الكوفة، فإن انتقال جيش كامل في هذا الزمان بنحو متفرّق إلى المناطق الأخرى ليس بعسير ولا مستغرب، بل إن اجتماع المقاتلين الذين ذهبوا من بلاد عربية مختلفة إلى أفغانستان للقتال ضد الاتحاد السوفياتي كان بهذا النحو.
وأحداث الساعة في هذه الأيام في سوريا والعراق تؤكّد صحّة ما قلناه، فمن المعلوم أنه اجتمع في سوريا والعراق عشرات الألوف من جميع بقاع الدنيا على هدف واحد، وهو إسقاط النظام في سوريا، وإعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام في الجزء الأوسط من العراق.
فإذا كان الحال هكذا في هذه الأيام مع وجود دول قويّة قادرة على بسط نفوذها وضبط حدودها، فما بالك في ذلك الوقت الذي ستكثر فيه الفتن والنزاعات، وستسقط فيه الحكومات في الجزيرة العربية والشام والعراق وغيرها، أو ستكون ضعيفة غير قادرة على ضبط الأمور؟
ومن الاستبعادات التي ذكرها الباحث المذكور أنه قال:
والمعطيات هنا بأجمعها تؤكّد ذلك(١٣١)؛ إذ لا يعقل كل هذا الدور المصيري الذي سيلعبه العراق في حركة الإمام المنتظر روحي فداه كما تشير الروايات، ولا يكون في شيعة العراق من يمهّد للإمام بأبي وأمي في خضم هذه المعركة المصيرية، أو من يتصدّى لأعداء الإمام صلوات الله عليه، كالسفياني اللعين، بحيث إن الشعب العراقي - مع كل حيويّته وعشقه للإمام روحي فداه وحماسه لذلك - يبقى يتَّكل على جيوش خارجية لتغيثه!! مع العلم بأن كثيراً من أصحاب الإمام روحي فداه هم من شيعة العراق إن لم تكن الغالبية منهم(١٣٢).
وهذا الاستبعاد لا قيمة له؛ لأنا نتكلّم ضمن دائرة دلالة الروايات، لا بحسب الرغبات والتمنّيات، والروايات دلّت على أن السفياني يأتي إلى الكوفة، ويقتل من أهلها مقتلة عظيمة من دون أن يجد أي مقاومة تُذكر.
فقد روى الشيخ الطوسي قدس سره في كتاب (الغيبة) بسنده عن عمار بن ياسر، أنه قال: إن دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتى تجيء أماراتها.
إلى أن قال: ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني، فيسبق اليمانيَّ [فيَقتل](١٣٣)، ويحوز السفياني ما جمعوا، ثم يسير إلى الكوفة، فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويقتل رجلاً من مسمّيهم، ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح...(١٣٤).
وروى النعماني في كتابه (الغيبة) بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا جابر، الزم الأرض، ولا تحرّك يداً ولا رِجْلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أوّلها اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدِّثْ به من بعدي عني، ومنادٍ ينادي من السماء...
إلى أن قال: ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعدَّتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان، وتطوي المنازل طيًّا حثيثاً، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء، فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة...(١٣٥).
وهاتان الروايتان وغيرهما تدل على أن الشيعة في العراق وبالأخصّ الكوفة سيكونون في حالة من الضعف بحيث لا يتمكّنون من الدفاع عن أنفسهم من هجمات السفياني.
والبحث العلمي لا يخضع لقول: (لا يعقل)، ولا سيما في الأمور الغيبيّة التي لا طريق إليها إلا من خلال الروايات التي لم تبيّن أن هناك قوة فاعلة في العراق تستطيع أن تقف أمام جيش السفياني الذي بيَّنت الروايات أنه سيتغلّب على راية الأصهب والأبقع وغيرهما، وستكون له قوة فائقة تغريه بالتوجّه للعراق لقتل الشيعة هناك.
والذي يظهر من جوّ الروايات أن العراق في ذلك الوقت لا توجد به حكومة مركزيّة قويّة، والجيش العراقي - إن كان موجوداً في ذلك الوقت - سيكون ضعيفاً مفكَّكاً غير قادر على مواجهة جيش السفياني.
ولا يخفى أن هذه الروايات وغيرها ليس فيها أي دلالة على أن ما يصنعه السفياني بأهل الكوفة من المحتوم، وغير المحتوم قابل للتغيير، أو لعلّه لا يقع أصلاً إذا وُجد ما يمنع وقوعه، كالدعاء ونحوه، أو إذا أحسن المؤمنون العراقيون الاستعداد للدفاع عن أنفسهم، وأعدّوا لعدّوهم ما استطاعوا من قوّة، أو إذا صلح حال المؤمنين، وكانوا أكثر قرباً من الله تعالى، فتعاونوا على البر والتقوى، ونبذوا عنهم النزاعات الهامشية، وعطف كبيرهم على صغيرهم، وغنيّهم على فقيرهم، فإن الله تعالى ربما يدفع عنهم بلاء السفياني ويرد كيده في نحره.
وأما بقاء الشعب العراقي مع كل حيويّته وعشقه للإمام المهدي عليه السلام وحماسه له معتمداً على جيوش خارجية لتغيثه فهو أمر غير مستغرب؛ فإنه ربما يكون التسليح في العراق في ذلك الوقت خاصًّا بجيش الحكومة العراقية الضعيفة، وأما الشعب العراقي فإنه غير مسلح بدرجة تؤهّله لمواجهة جيش السفياني الذي قوامه سبعون ألف مقاتل، ولهذا فإن الخراساني سيتوجّه بجيشه إلى العراق لمواجهة جيش السفياني، وإنقاذ العراقيين من بطش السفياني وسفكه وتنكيله.
وخير مثال على ذلك ما نعيشه في هذه الأيام التي سيطر فيها تنظيم داعش على ثلث العراق، ولحدّ كتابة هذه السطور فإن الجيش العراقي لم يستطع أن يلحق الهزيمة بتنظيم داعش ويسترد الموصل منه، رغم أن الحكومة العراقية الحالية قد استعانت بالدول المختلفة لمساعدة الجيش العراقي في محاربة هذا التنظيم الإرهابي.
وأما قول الباحث: (إن كثيراً من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام هم من شيعة العراق إن لم تكن الغالبية منهم) فهذا شيء لا نعلمه، والمستفاد من الرواية التي ذكرها الشيخ اليزدي الحائري في إلزام الناصب(١٣٦)، المروية عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أن عدد أنصار الإمام المهدي عليه السلام من جميع المدن العراقية لا يتجاوز ٣٥ رجلاً بحسب الظاهر(١٣٧) من مجموع أنصار الإمام القائم الثلاثمائة والثلاثة عشر.
وهو عدد قريب من نصف عدد أنصار الإمام عليه السلام من مجموع المدن الإيرانية بحسب ما يستفاد من هذه الرواية، حيث بلغوا ٦٧ رجلاً.
فكيف صارت غالبية أنصار الإمام المهدي عليه السلام من العراق؟
نعم، إذا كان المراد بأنصاره عليه السلام الذين يقاتلون معه وينصرونه من غير الثلاثمائة والثلاثة عشر المذكورين في الروايات فربما يكون أهل العراق أسعد الناس بنصرته عليه السلام، وربما يكون غيرهم أسعد منهم، فإن هذا من الغيب الذي لم نطّلع عليه.
نعم روى القاضي النعمان المغربي ما يدل على أن بعض المدن العراقية التي يُتوقّع أن يكون كثير من أهلها من أنصار الإمام المهدي عليه السلام، لكنّ الذي سيقع سيكون خلاف ذلك.
قال: عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال لقوم من أهل الكوفة: أنصارنا غيركم، ما يقوم مع قائمنا من أهل الكوفة إلا خمسون رجلاً، وما من بلدة إلا ومعه منهم طائفة إلا أهل البصرة، فإنه لا يخرج معه منهم إنسان(١٣٨).
وظاهر هذه الرواية أن أنصار الإمام المهدي عليه السلام من الكوفة أقل من غيرهم، ولهذا قال لهم: (أنصارنا غيركم) مع أن أهل الكوفة كانوا منذ مئات السنين ولا يزالون من شيعة أهل البيت عليهم السلام أو محبّيهم.
وهنا لا بدّ من تنبيه القارئ العزيز إلى أن الحيوية وعشق الإمام المهدي عليه السلام وشدّة الحماس له عليه السلام غير كافية للفوز بالانضمام إلى جملة أنصاره عليه السلام؛ لأن جميع أنصار الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرَجه الشريف سيكونون من أهل الاستقامة والصلاح، والالتزام بأحكام الله تعالى، والورع عن محارمه سبحانه، ولن يكون من السهل على كل واحد من الشيعة - سواء من العراق أم من غيرها من البلاد التي يتواجد فيها الشيعة - أن يكون من أنصاره عليه السلام إذا لم يكن متّصفاً بالمواصفات العالية التي تؤهّله للفوز بذلك.
***************
(١٢٠) راية اليماني الموعود أهدى الرايات: ٥٠.
(١٢١) الغيبة: ٣٠٩.
(١٢٢) الصِّيْصِيَة: هي بالتخفيف قَرْن البقر، وما خَلْف رِجْل الديك، والحصن، والجمع الصياصي، وكأنه كناية عن قيام كل ذي قوة لطلب الملك والرئاسة، أو عن رفع السلاح مثل الأسنّة والرماح وغيرهما، أو عن رفع الحصون والقلاع حفظاً من تسلّط الأعداء، والغرض هو الإشارة إلى شدّة ذلك الزمان وصعوبة الأمر فيه. (شرح المازندراني لأصول الكافي ١٢/٣٠١).
(١٢٣) الكافي ٨/١٨٨.
(١٢٤) الغيبة: ٣٣٢.
(١٢٥) نفس المصدر: ٤٥.
(١٢٦) بحار الأنوار ٥٢/٣٢٩.
(١٢٧) الغيبة: ٤٦.
(١٢٨) راية اليماني الموعود أهدى الرايات: ٧٣.
(١٢٩) نفس المصدر: ١٥٣.
(١٣٠) نفس المصدر: ١٩٣.
(١٣١) أي تؤكد أن اليماني من أهل العراق لا من أهل اليمن.
(١٣٢) راية اليماني الموعود أهدى الرايات: ٧٥.
(١٣٣) كذا في بعض النسخ.
(١٣٤) الغيبة: ٤٦٣.
(١٣٥) نفس المصدر: ٢٨٨، ٢٨٩.
(١٣٦) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ٢/١٧٤.
(١٣٧) ذكر أنهم: اثنان من البصرة، واثنان من سعداوة، وثلاثة من زين (إن كانت العراقية)، وأربعة من شيران، ورجل من (عقر) إن كانت إحدى قرى العراق، وأربعة من الكوفة، ورجل من واسط، وثلاثة من الزوراء (إن كان المراد بها بغداد)، ورجلان من سامراء، ورجل من كرخ بغداد، ورجل من الأنبار، ورجل من القادسية، ورجلان من الموصل، ورجل من سنجار، ورجلان من الحلّة، وثلاثة من كربلاء، واثنان من النجف.
(١٣٨) شرح الأخبار ٣/٣٦٦. 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page