أ _ في العهد القديم:
ذكر العهد القديم هذه الغاية في سفر المزامير بقوله: (الصدّيقون يرثون الأرض ويسكنونها إلىٰ الأبد، فم الصدّيق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحقّ شريعة إلهه في قلبه لا تتقلقل خطواته)(٢٣٦)، والحكمة هنا يراد بها تمييز الخير من الشر وعمل الخيرات وطاعة الله في أوامره ونواهيه لرؤيته قدرة الله في كلّ ما يحيط بالإنسان(٢٣٧)، وبداية الحكمة هي خشية الله (رأس الحكمة مخافة الربّ)(٢٣٨)، ومخافة الله لا تكون إلَّا بمعرفته (مخافة الربّ رأس المعرفة)(٢٣٩)، ولذلك فإنَّ الحكمة لا تتحقَّق إلَّا باتّباع كلمة الله، ومن يتخلَّف عنها لن تكون له حكمة (قد رفضوا كلمة الربّ فأيَّة حكمة لهم)(٢٤٠)، فلا يمكن إصدار قرارات حكيمة من غير اتّباع شريعة الله(٢٤١).
ب _ في العهد الجديد:
أمَّا العهد الجديد فقد بيَّن ضرورة اتّباع كلمة الله (طوبىٰ للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه)(٢٤٢)، لأنَّ الذي يسمع كلام الله ويعمل به يثبت للوصول إلىٰ غايته(٢٤٣)، وفي نصّ آخر بيَّن بوضوح أنَّ الانتساب الحقيقي للسيّد المسيح يكون باتّباع شريعة الله(٢٤٤) بقوله: (أُمّي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها)(٢٤٥). وإذا تمَّ اتّباع كلمة الله عندها تتحقَّق معرفته سبحانه في قلوب البشرية وتستنير بها(٢٤٦) كي يتحقَّق مفهوم العبادة التي لا تكون إلَّا بعد العلم والمعرفة(٢٤٧).
ومن هنا لا بدَّ من الوقوف علىٰ معنىٰ العبادة وتحديد المراد منها، وما هي حقيقتها وآثارها.
***************
(٢٣٦) سفر المزامير ٣٧: ٢٩ - ٣١.
(٢٣٧) معجم اللاهوت الكتابي/ الموسوعة المسيحية العربية الالكترونية/ مادّة الحكمة.
(٢٣٨) سفر المزامير ١١١: ١٠.
(٢٣٩) سفر الأمثال ١: ٧.
(٢٤٠) سفر أرميا ٨ : ٩.
(٢٤١) التفسير التطبيقي للكتاب المقدَّس/ شركة ماستر ميديا: ١٢٤٧.
(٢٤٢) إنجيل لوقا ١١: ٢٨.
(٢٤٣) تفسير العهد الجديد/ بنيامين بنكرتن/ مكتبة الإخوة/ موقع الإنجيل الالكتروني (www.injeel.com).
(٢٤٤) تفسير العهد الجديد/ وليم ماكدونالد/ معهد عمواس للكتاب المقدَّس/ موقع الإنجيل الالكتروني (www.injeel.com).
(٢٤٥) إنجيل لوقا ٨ : ٢١.
(٢٤٦) تفسير الرازي ١: ٢٧.
(٢٤٧) تفسير الميزان/ الطباطبائي ٤: ٣٧٠.
الشواهد في كتب العهدين
- الزيارات: 177