غوث الحجة (عج)
((الشيخ محمد المذكور قال لي أيضاً: في نفس سفري ذاك تشرفت بزيارة سامراء (مرقد الهادي والعسكري عليهما السلام ) وعندما هممت التشرف بالنزول إلى السرداب المقدس (الذي اختفىٰ منه الحجة الغائب (عج) ) كان قد حل الغروب ولم أكن قد صليت الصلاة الواجبة فرأيت المسجد المتصل بباب السرداب وقد اقيمت فيه صلاة العشاء جماعة ولم أكن أعلم أن المصلين من المخالفين، فدخلت وولدي المسجدوشرعت بالصلاة والسجود على التربة الطاهرة للحسين (ع)، ولما انتهت صلاة الجماعة مرّوا أمامي وكانوا يُحدقون بي بغضب ويسمعوني كلمات مشينة، فعلمت أني أخطأت ولم أتّقهم وبعد أن خرجوا جميعاً أطفؤا كل الأضواء وأغلقوا الباب عليّ وولدي فاستغثت وصرخت: إني غريب وأنا زائر لكنهم لم يعبؤا بي، فأصابتني وولدي حالة من الاضطراب العجيب والوحشة وكنت أتصور أنهم سيقتلوننا، فأجهشنا بالبكاء والتضرع وتوجّهنا وتوسلنا إلى الله بالحجة بن الحسن (عج) طالبين منه تعالى أن ينجينا.
فإذا بولدي الذي كان يتضرع قرب الحائط يقول لي: أبتاه تعالَ وجدت طريقاً فقد ارتفع قسم من الحائط قرب الباب. فنظرت فوجدت عمود الحائط قد ارتفع عن الأرض مسافة تكفي للخروج من تحتها بسهولة، فخرجت وولدي من تحتها ولما خرجنا عاد العود إلى حالته السابقة وسدّ الطريق، فشكرت الله.
وفي اليوم التالي أتيت إلى نفس المكان، فلم أجد أي أثر وعلامة لتحرك العمود حتى انه لم يكن في الحائط ثقب بمقدار إبرة.