شهادة الامام الصادق(عليه السلام)
استشهد الامام الصادق(ع) في شهر شوّال ولم يحدد اليوم ولم بخصَّص[1] وذكر أكثر العلماء أنّ عمره الشريف هو خمسٌ وستون عاماً كما روي عن أبي بصير، والبعض قال: ثمان وستون وفي كشف الغمة واحد وسبعون[2]. ذكر الشيخ الصدوق وغيره أنّ المنصور أمر أن يُسم الإمام فقدموا له عنباً مسموماً. ودُفن الإمام جنب أبيه في البقيع.
وقال المسعودي: توفى أبو عبدالله جعفر بن محمد سنة ثمان وأربعين وماة ودُفن بالبقيع مع أبيه وجدَّه، وعلى قبورهم رخامة مكتوبٌ عليها: «بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله مبيد الأمم، ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله(ص) سيدة نساء العالمين وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و محمد بن علي و جعفر بن محمد رضي الله عنهم[3].
وذكر مشايخ الحديث عن سالمة مولاة أبي عبد الله قالت: كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام حين حضرته الوفاة واُغمي عليه فلما أفاق قال:أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الأفطس سبعين ديناراً، وأعطوا فلاناً كذا، وفلاناً كذا، فقلت: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يُريد أن يقتلك؟ قال: تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عزّوجلّ: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ)[4].
روى الشيخ الكليني: عن الإمام موسى بن جعفر(ع) أنّه قال: «أنا كفنتُ أبي في ثوبين شطوّيين كان يحرم فيهما وفي قميص من قمصه، وفي عمامة كانت لعليّ بن الحسين(ع)، وفي برد اشتريته بأربعين ديناراً لو كان اليوم لساوى أربعمائة دينار[5]».
وأيضاً روى: لما قبض أبو جعفر(ع) أمر أبو عبد الله (ع) بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قُبض أبو عبد الله (ع) ثم أمر أبو الحسن(ع) بمثل ذلك في بيت أبي عبدالله (ع) حتى خرج به إلى العراق[6].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ راجع الكافي: ج 1، ص 472 والارشاد: ج 2، ص 180.
[2] ـ كشف الغمة 2/697.
[3] ـ المسعودي: مروج الذهب 3/297.
[4] ـ الرعد: 21.
[5] ـ الكافي: 3/149 ح 8، دارالكتب الاسلامية ـ طهران.
[6] ـ المصدر نفسه:3/251 ح 5.