• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

( موسى . السعودية ... ) الأئمّة يقيمون العزاء على الحسين

السؤال: لو سمحتم أن توردوا لنا مصادر سواء من كتبنا أو من كتب العامّة على أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) ، أو أحد الأئمّة (عليهم السلام) نصب عزاءً للإمام الحسين (عليه السلام) ، وأنّه كرّر ذكر مظلوميته في كلّ سنة ، وشكراً جزيلاً لكم .
الجواب : أوّلاً : إنّ أوّل مجلس نصبه الإمام زين العابدين (عليه السلام) هو في الشام ، عندما خطب في ذلك الحشد ، وأخذ ينعى ويعدّد صفات أبيه ومظلوميته ، والناس من حوله تبكي ، فهذا مجلس عزاء أقامه الإمام زين العابدين (عليه السلام) في الجامع الأموي (1) .
ثانياً : ما كان يفعله الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند مروره بالقصّابين ، وتذكيرهم بمصاب الإمام الحسين (عليه السلام) ، وأخذه البكاء أمامهم ، فإنّ هذا عزاء لأبيه الحسين (عليه السلام) في الملأ العام ، وليس فقط تذكير .
ثالثاً : روى العلاّمة المجلسي عن بعض مؤلّفات المتأخّرين أنّه قال : " حكى دعبل الخزاعي قال : دخلت على سيّدي ومولاي علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) في مثل هذه الأيّام يعني محرّم فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه من حوله ، فلمّا رآني مقبلاً قال لي : " مرحباً بك يا دعبل ، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه " ، ثمّ وسّع لي في مجلسه ، وأجلسني إلى جانبه ، ثمّ قال لي : " أن تنشدني شعراً ، فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيّام سرور كانت على أعدائنا ، خصوصاً بني أُمية ، يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله ، يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدّي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة " ، ثمّ إنّه (عليه السلام) نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين (عليه السلام) ، ثمّ التفت إليّ وقال لي : " يا دعبل إرث الحسين (عليه السلام) فأنت ناصرنا ، ومادحنا ما دمت حيّاً ، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت " ، قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي ، وأنشأت أقول :أفاطم لو خـلت الحسـين مجـدّلاً وقـد مـات عطشـانـاً بشط فراتِ إذاً لـلطمـت الخـدّ عنـده وأجريت دمع العين في الوجنات"(2)
فهنا الإمام (عليه السلام) عقد مجلساً لذكر جدّه الإمام الحسين (عليه السلام) ، وأمر بضرب الحجاب حتّى يسمع أهل بيته .
رابعاً : روى العلاّمة المجلسي عن بعض المؤلّفات ، أنّه لمّا أخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ابنته فاطمة (عليها السلام) بقتل ولدها الحسين (عليه السلام) ، وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمة بكاءً شديداً ، وقالت : " يا أبت متى يكون ذلك " ؟ قال : " في زمان خالٍ منّي ومنك ومن علي " ، فاشتدّ بكاؤها وقالت : " يا أبت فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له " ؟
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " يا فاطمة إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة ، فإذا كان القيامة ، تشفعين أنت للنساء ، وأنا أشفع للرجال ، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده ، وأدخلناه الجنّة " (3) .
خامساً : روى الشيخ الصدوق (قدس سره) بسنده عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال : " إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ... " .
ثمّ قال (عليه السلام) : " كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى تمضي عشرة أيّام منه ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) " (4) .
فالإمام (عليه السلام) أقام العزاء للإمام الحسين (عليه السلام) ، وجدّد مصيبته في كلّ محرّم بحزنه وبكائه ، وتغيّر لونه .
وهناك روايات كثيرة واردة في أنّ الأئمّة (عليهم السلام) كانوا يظهرون الحزن والعزاء عند دخول شهر محرّم ، نعم تبقى مسألة لابدّ من الالتفات إليها ، وهي حالة الأئمّة (عليهم السلام) وما كانوا عليه من المطاردة والمحاصرة ، والمراقبة المشدّدة من قبل الدولتين الأُموية هي التي وقعت فيها معركة كربلاء والعباسية ، ومعلوم موقف الدولتين من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، فلذلك لا تجد أنّ الإمام يقيم العزاء العام ، ويدعو الناس إليه كما يقام الآن ، لأنّه في رقابة وفي محاصرة تامّة من قبل السلطة ، ويريد أن يحفظ نفسه ، ويقوم بما هو المطلوب منه ، فلذلك لا نجد هذا الأمر بالكيفية التي عليها نحن اليوم .


__________
1- الاحتجاج 2 / 38 .
2- بحار الأنوار 45 / 256 .
3- المصدر السابق 44 / 292 .
4- الأمالي للشيخ الصدوق : 190 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page