السؤال : ما هو رأيكم في التبرّك بالقبور ؟
الجواب : من المعلوم لديك أنّ الأشياء تابعة لأسبابها وعللها ومناشئها ، وتكتسب الوصف المناسب لها بحسب الهدف والغاية منها .
وقضية التبرّك بالقبور لا تخرج عن هذه القاعدة ، فالقبر إنّما يكتسب الاهتمام وعدمه إذا سلّطنا الضوء على صاحب القبر ، فإنّ كان المدفون فيه عبداً كافراً فاسقاً ، فمن الطبيعيّ لا يصحّ التبرّك بقبره .
أمّا إذا كان عبداً مقرّباً عند الله تعالى ، ووليّاً من أوليائه ، أو نبيّاً ، أو ما شاكل ، فيكتسب القبر اهتماماً لأجل المدفون فيه .
ويصحّ التبرّك بالقبر لأجل صحّة التبرّك بصاحبه ، فقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصحّ التبرّك به ؛ لأجل أنّ المسلمين كانوا يتبرّكون به في حياته .
وكما قلنا : فإنّ الأشياء تابعة لمناشئها وعللها .
وقد تناقل المسلمون ـ شيعة وسنّة على السواء ـ صحّة التبرّك بالقبر وأمثاله ، وعلى سبيل المثال لا الحصر : فقد نقل عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب العلل والسؤالات قال : ( سألت أبي عن الرجل يمسُّ منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ويتبرّك بمسِّه ويقبِّله ، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى ؟ قال : لابأس به ) (1) .
____________
1- وفاء الوفا 4 / 1404 ، العلل 2 / 492 ، سبل الهدى والرشاد 12 / 398 .
( خالد . ... . ... ) رأي الشيعة فيه
- الزيارات: 376