السؤال : لقد فادني موقعكم في أمر ديننا ودنيانا كثيراً .
هناك حديث يردّده دائماً السلفيّون وهو : أنّ محمّد بن الحنفيّة سأل أمير المؤمنين عن من هو أفضل بعد النبيّ ، فقال : ( أبو بكر وعمر ) ، ثمّ قال : ( أنا واحد من المسلمين ... ) .
وأنّه (عليه السلام) كان يجلد كلّ من قال : إنّ عليّاً أفضل من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ... ، ولكن العقل السليم يرفض هذا الحديث ، لأنـّه لا يمكن لأبي بكر وعمر مغتصبي الخلافة ، ومغتصبي حقّ الزهراء (عليها السلام)، أن يكونا أفضل من علي (عليه السلام) ، وأن يدخلا الجنّة كأنّهما لم يفعلا شيئاً ، وإنّي سمعت أنّ هذا الحديث افتراه ابن تيمية ، فما تقولون في هذا الحديث وصحّته ؟ الرجاء إفادتي .
الجواب : نلخّص الإجابة بنقاط :
1ـ ما ورد في كتب أهل السنّة ليس بحجّة علينا ، وإلاّ كانت رواياتنا حجّة عليهم أيضاً .
2ـ إنّ السلفيّين يدعون تواتر مضمون هذا الحديث ، وقد يكون تبعاً لمجمل كلام ابن تيمية ، فإنّ له عدّة عبارات في كتبه غير منضبطة المعنى ، ولكن إدعاء تواتره دعوى بلا دليل ، ويعجزون عن إثباتها قطعاً ، وإنّما هي حجّة لإحراج الشيعيّ ، لا تصمد أمام النقد والاستقصاء .
3ـ هذه الرواية عن ابن الحنفيّة وردت في البخاريّ (1) وهي ضعيفة السند ، إذ فيه محمّد بن كثير العبدي ، قال فيه ابن معين : ( لم يكن بثقة ) (2) ، وفيه سفيان الثوري ، وكان يدلّس عن الضعفاء (3) .
____________
1- صحيح البخاريّ 4 / 195 .
2- مقدمة فتح الباري : 441 .
3- الجرح والتعديل 4 / 225 ، مسند ابن الجعد : 279 .
( ... . ... . ... ) ما ورد عن ابن الحنفيّة في أبي بكر وعمر ضعيف
- الزيارات: 386