السؤال : توجد بعض المذاهب تعتقد بأنّ النبيّ قد سحر في فترة من فترات حياته ، فما رأيكم في هكذا اعتقاد ؟ وما ردّكم عليهم ؟
الجواب : جاء في بعض المجامع الحديثية من الفريقين ما يشعر بوقوع السحر (1) ، ولكنّ الصحيح أنّ السحر لا يؤثّر في نفوس الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) ـ كما عليه المشهور والمحقّقون من علماء الإمامية ـ ويدلّ عليه عقلاً ، بأنّه (صلى الله عليه وآله) في فترة السحر ـ على فرض المحال ـ تكون تصرّفاته غير لائقة بالإنسان العادي ، فكيف وهو نبي ؟!
وأيضاً يعتبره القرآن من تقوّلات الكفّار والمعاندين في سبيل عدم الرضوخ للحقّ { إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا }(2) ، و{ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا }(3) ، و{ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا } (4) .
وعليه فلابدّ من تأويل الأحاديث الواردة في هذا المجال بما لا ينافي المسلّمات ، أو طرحها من الأساس باعتبار ضعف أسانيدها.
وهنا نقطة لابأس بالإشارة إليها وهي : أنّ الروايات الشيعية في هذا الموضوع تدلّ فقط على محاولة بعض اليهود لسحر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وليس فيها دلالة على تأثير ذلك السحر في نفسه الكريمة (صلى الله عليه وآله) ، بل وفيها دلالة على صدق نبّوته ، إذ أنّه (صلى الله عليه وآله) اطّلع على هذا التمويه بإخبار من الله تعالى ، فأمر باستخراج السحر من مكان خاصّ ، فكان كما أخبر هو (صلى الله عليه وآله) ، وهذه القضية أصبحت تأييداً آخر لنبوّته ورسالته .
وعلى العكس ، فإنّ في روايات أهل السنّة في هذا المجال ما يأباه العقل والنقل ، ويردّه حتّى القرآن ـ كما ذكرنا ـ بالصراحة ، فتأويلها أو رفع اليد عنها أحرى وأجدر من طرح الأدلّة العقلية والنقلية بهذا الشأن .
____________
1- الخرائج والجرائح 1 / 34 ، طبّ الأئمّة : 113 ، صحيح البخاري 7 / 29 و88 و 164 ، صحيح مسلم 7 / 14 ، سنن ابن ماجة 2 / 1173 .
2- الإسراء : 47 .
3- الإسراء : 101 .
4- الفرقان : 8 ـ 9 .
( خليفة . ... . ... ) لا يتأثّر بالسحر
- الزيارات: 263