• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثالث والعشرون سورة الصافات 1الى24


مجمع البيان ج : 8 ص : 681
( 37 ) سورة الصافات مكية و آياتها ثنتان و ثمانون و مائة ( 182 )

عدد آيها
مائة و إحدى و ثمانون آية بصري و آيتان في الباقي .

اختلافها
آيتان و ما كانوا يعبدون غير البصري و كلهم يعدون و إن كانوا ليقولون غير أبي جعفر .

فضلها
قال أبي بن كعب قال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و من قرأ سورة الصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني و شيطان و تباعدت عنه مردة الشياطين و برىء من الشرك و شهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمنا بالمرسلين و روى الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة مدفوعا عنه كل بلية في حياته الدنيا مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق و لم يصبه الله في ماله و لا ولده و لا بدنه بسوء من شيطان رجيم و لا جبار عنيد و إن مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيدا و أماته شهيدا و أدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة .


تفسيرها
افتتح الله هذه السورة بمثل ما اختتم به سورة يس من ذكر البعث فقال : .
سورة الصافات
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَ الصفَّتِ صفًّا(1) فَالزَّجِرَتِ زَجْراً(2) فَالتَّلِيَتِ ذِكْراً(3) إِنَّ إِلَهَكمْ لَوَحِدٌ(4) رَّب السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَيْنهُمَا وَ رَب الْمَشرِقِ(5) إِنَّا زَيَّنَّا السمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ(6) وَ حِفْظاً مِّن كلِّ شيْطن مَّارِد(7) لا يَسمَّعُونَ إِلى الْمَلا الأَعْلى وَ يُقْذَفُونَ مِن كلِّ جَانِب(8) دُحُوراً وَ لهَُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ(9) إِلا مَنْ خَطِف الخَْطفَةَ فَأَتْبَعَهُ شهَابٌ ثَاقِبٌ(10)

مجمع البيان ج : 8 ص : 682
القراءة
أدغم أبو عمرو و حمزة التاء في الصاد و في الزاي و في الذال من « الصافات صفا » « فالزاجرات زجرا » « فالتاليات ذكرا » و الذريات ذروا و قرأ أبو عمرو وحده و العاديات ضبحا مدغما فالمغيرات صبحا فالملقيات ذكرا و السابحات سبحا و السابقات سبقا مدغما و ابن عباس لا يدغم شيئا من ذلك و الباقون بإظهار التاء في ذلك كله و قرأ عاصم و حمزة « بزينة » بالتنوين « الكواكب » بالجر و قرأ أبو بكر « بزينة » منونا أيضا الكواكب بالنصب و قرأ الباقون بزينة الكواكب مضافة و قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر « لا يسمعون » بتشديد السين و الميم و الباقون لا يسمعون بالتخفيف .

الحجة
قال أبو علي إدغام التاء في الصاد حسن لمقاربة اللفظين أ لا ترى أنهما من طرف اللسان و أصول الثنايا و يجتمعان في الهمس و المدغم فيه يزيد على المدغم بخلتين هما الإطباق و الصفير و يحسن إدغام الأنقص في الأزيد و لا يجوز أن يدغم الأزيد صوتا في الأنقص صوتا فلهذا يحسن إدغام التاء في الزاي من قوله « فالزاجرات زجرا » لأن التاء مهموسة و الزاي مجهورة و فيها زيادة صفير كما كان في الصاد و كذلك حسن إدغام التاء في الذال في قوله « فالتاليات ذكرا » و الذريات ذروا لاتفاقهما في أنهما من طرف اللسان و أصول الثنايا فأما إدغام التاء في الضاد من قوله تعالى و العاديات ضبحا فإن التاء أقرب إلى الذال و إلى الزاي منهما في الضاد لأن الذال و الزاي و الصاد من حروف طرف اللسان و أصول الثنايا و طرفها و الضاد أبعد منهن لأنها من وسط اللسان و كذلك حسن إدغام التاء فيها لأن الصاد تغشى الصوت بها و اتسع و استطال حتى اتصل صوتها بأصول الثنايا و طرف اللسان فأدغم التاء فيها و سائر حروف طرف اللسان و أصول الثنايا إلا حروف الصفير فإنها لم تدغم في الضاد و لم تدغم الضاد في شيء من هذه الحروف لما فيها من زيادة الصوت فأما الإدغام في السابحات سبحا و السابقات سبقا فحسن لمقاربة الحروف فأما من قرأ بالإظهار في هذه الحروف فلاختلاف المخارج و أما من قرأ « بزينة الكواكب » جعل الكواكب بدلا من الزينة كما تقول مررت بأبي عبد الله زيد و من قرأ الكواكب بالنصب أعمل الزينة في الكواكب و المعنى بأن زينا الكواكب فيها و مثل ذلك أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما .
و من قرأ بزينة الكواكب
مجمع البيان ج : 8 ص : 683
أضاف المصدر إلى المفعول كقوله تعالى من دعاء الخير و بسؤال نعجتك و من قرأ « لا يسمعون » فإنما هو لا يتسمعون فأدغم التاء في السين و قد يتسمع و لا يسمع فإذا نفي التسمع عنهم فقد نفي سمعهم من جهة التسمع و من جهة غيره فهو أبلغ و يقال سمعت الشيء و استمعته كما يقال حقرته و احتقرته و شويته و اشتويته و قد قال تعالى و إذا قرىء القرآن فاستمعوا له و قال و منهم من يستمع إليك فعدي الفعل مرة بالي و مرة باللام و حجة من قرأ يسمعون قوله إنهم عن السمع لمعزولون .

اللغة
قال أبو عبيدة كل شيء بين السماء و الأرض لم يضم قطريه فهو صاف و منه الطير صافات إذا نشرت أجنحتها و الصافات جمع الجمع لأنه جمع صافة و الزجر الصرف عن الشيء لخوف الذم و العقاب .
المارد الخارج إلى الفساد العظيم و هو من وصف الشياطين و هم المردة و أصله الانجراد و منه الأمرد فالمارد المنجرد من الخير .
الدحور الدفع بالعنف يقال دحر يدحر دحرا و دحورا .
و الواصب الدائم الثابت قال أبو الأسود :
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه
يوما بذم الدهر أجمع واصبا و الخطفة الاستلاب بسرعة يقال خطفه و اختطفه و الشهاب شعلة نار ساطعة يقال فلان شهاب حرب إذا كان ماضيا و الثاقب المضيء كأنه يثقب بضوئه و منه حسب ثاقب أي شريف .

الإعراب
« حفظا » مصدر فعل محذوف أي زيناها و حفظناها حفظا .
« لا يسمعون » جملة مجرورة الموضع بأنها صفة شيطان « دحورا » مصدر فعل دل عليه « يقذفون » أي يدحرون دحورا .
« إلا من خطف الخطفة » يحتمل أن يكون من خطف في موضع نصب على الاستثناء و العامل فيه ما يتعلق به اللام في لهم عذاب و المستثنى منه هم من لهم و يحتمل أن يكون استثناء منقطعا فيكون من خطف مبتدأ و خبره « فأتبعه شهاب ثاقب » .

المعنى
« و الصافات صفا » اختلف في معنى الصافات على وجوه ( أحدها ) أنها الملائكة تصف أنفسها صفوفا في السماء كصفوف المؤمنين في الصلاة عن ابن عباس و مسروق و الحسن و قتادة و السدي ( و ثانيها ) أنها الملائكة تصف أجنحتها في الهواء إذا أرادت النزول إلى الأرض واقفة تنتظر ما يأمرها الله تعالى عن الجبائي ( و ثالثها ) أنهم جماعة من المؤمنين يقومون مصطفين في الصلاة و في الجهاد عن أبي مسلم « فالزاجرات زجرا »
مجمع البيان ج : 8 ص : 684
اختلف فيها أيضا على وجوه ( أحدها ) أنها الملائكة تزجر الخلق عن المعاصي زجرا عن السدي و مجاهد و على هذا فإنه يوصل الله مفهومه إلى قلوب العباد كما يوصل مفهوم إغواء الشيطان إلى قلوبهم ليصح التكليف ( و ثانيها ) أنها الملائكة الموكلة بالسحاب تزجرها و تسوقها عن الجبائي ( و ثالثها ) أنها زواجر القرآن و آياته الناهية عن القبائح عن قتادة ( و رابعها ) أنهم المؤمنون يرفعون أصواتهم عند قراءة القرآن لأن الزجرة الصيحة عن أبي مسلم « فالتاليات ذكرا » اختلف فيها أيضا على أقوال ( أحدها ) أنها الملائكة تقرأ كتب الله تعالى و الذكر الذي ينزل على الموحى إليه عن مجاهد و السدي ( و ثانيها ) أنها الملائكة تتلو كتاب الله الذي كتبه لملائكته و فيه ذكر الحوادث فتزداد يقينا بوجود المخبر على وفق الخبر ( و ثالثها ) جماعة قراء القرآن من المؤمنين يتلونه في الصلاة عن أبي مسلم و إنما لم يقل فالتاليات تلوا كما قال « فالزاجرات زجرا » لأن التالي قد يكون بمعنى التابع و منه قوله و القمر إذا تلاها فلما كان اللفظ مشتركا بينه بما يزيل الإبهام « إن إلهكم لواحد » و هذه أقسام أقسم الله تعالى بها أنه واحد ليس له شريك ثم اختلف في مثل هذه الأقسام فقيل أنها أقسام بالله تعالى على تقدير و رب الصافات و رب الزاجرات و رب التين و الزيتون لأن في القسم تعظيما للمقسم به و لأنه يجب على العباد أن لا يقسموا إلا بالله تعالى إلا أنه حذف لأن حجج العقول دالة على المحذوف عن الجبائي و القاضي و قيل بل أقسم الله سبحانه بهذه الأشياء و إنما جاز ذلك لأنه ينبىء عن تعظيمها بما فيها من الدلالة على توحيده و صفاته العلى فله سبحانه أن يقسم بما شاء من خلقه و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به ثم قال سبحانه « رب السماوات و الأرض » أي خالقهما و مدبرهما « و ما بينهما » من سائر الأجناس من الحيوان و النبات و الجماد « و رب المشارق » و هي مشارق الشمس أي مطالعها بعدد أيام السنة ثلاثمائة و ستون مشرقا و المغارب مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق و تغرب في مغرب عن ابن عباس و السدي و إنما خص المشارق بالذكر لأن الشروق قبل الغروب « إنا زينا السماء الدنيا » يعني التي هي أقرب السماوات إلينا و إنما خصها بالذكر لاختصاصها بالمشاهدة « بزينة الكواكب » أي بحسنها و ضوئها و التزيين تحسين الشيء و جعله على صورة تميل إليها النفس فالله سبحانه زين السماء على وجه تمتع الرائي لها و في ذلك أعظم النعمة على العباد مع ما لهم من المنفعة بالتفكير فيها و الاستدلال بها على صانعها « و حفظا من كل شيطان » أي و حفظناها من كل شيطان « مارد » أي خبيث خال من الخير متمرد و المعنى و حفظناها من دنو كل شيطان للاستماع فإنهم كانوا يسترقون السمع و يستمعون إلى كلام الملائكة و يقولون ذلك إلى ضعفة الجن و كانوا يوسوسون بها في قلوب الكهنة
مجمع البيان ج : 8 ص : 685
و يوهمونهم أنهم يعرفون الغيب فمنعهم الله تعالى عن ذلك « لا يسمعون إلى الملأ الأعلى » أي لكيلا يتسمعوا إلى الكتبة من الملائكة في السماء عن الكلبي و قيل إلى كلام الملأ الأعلى أي لكيلا يتسمعوا و الملأ الأعلى عبارة عن الملائكة لأنهم في السماء « و يقذفون من كل جانب » أي يرمون بالشهب من كل جانب من جوانب السماء إذا أرادوا الصعود إلى السماء للاستماع « دحورا » أي دفعا لهم بالعنف و طردا « و لهم عذاب واصب » أي و لهم مع ذلك أيضا عذاب دائم يوم القيامة « إلا من خطف الخطفة » و التقدير لا يتسمعون إلى الملائكة إلا من وثب الوثبة إلى قريب من السماء فاختلس خلسة من الملائكة و استلب استلابا بسرعة « فأتبعه شهاب ثاقب » أي فلحقه و أصابه نار مضيئة محرقة و الثاقب المنير المضيء و هذا كقوله إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين .
فَاستَفْتهِمْ أَ هُمْ أَشدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَهُم مِّن طِين لازِبِ(11) بَلْ عَجِبْت وَ يَسخَرُونَ(12) وَ إِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ(13) وَ إِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَستَسخِرُونَ(14) وَ قَالُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُّبِينٌ(15) أَ ءِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَاباً وَ عِظماً أَ ءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(16) أَ وَ ءَابَاؤُنَا الأَوَّلُونَ(17) قُلْ نَعَمْ وَ أَنتُمْ دَخِرُونَ(18) فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وَحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظرُونَ(19) وَ قَالُوا يَوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ(20)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم بل عجبت بضم التاء و الباقون بفتحها و قرأ ابن عامر و أهل المدينة غير ورش أو آباؤنا ساكنة الواو و الباقون بفتحهما و كذلك في الواقعة .

الحجة
قال أبو علي من قرأ « بل عجبت بالفتح فالمعنى بل عجبت من إنكارهم البعث و هم يسخرون أ و عجبت من نزول الوحي عليك و هم يسخرون و الضم فيما زعموا قراءة علي (عليه السلام) و ابن عباس و روي عن شريح من إنكار له فإنه قال أن الله لا يعجب و قد احتج بعضهم للضم بقوله و إن تعجب فعجب قولهم و ليس في هذا دلالة على أن الله سبحانه أضاف العجب إلى نفسه و لكن المعنى و إن تعجب فعجب قولهم عندكم و المعنى في الضم أن إنكار البعث و النشر مع ثبات القدرة على الابتداء و الإنشاء عجيب و يبين ذلك عند من
مجمع البيان ج : 8 ص : 686
استدل عندكم مما تقولون فيه هذا النحو من الكلام إذا ورد عليكم مثله كما أن قوله أسمع بهم و أبصر معناه أن هؤلاء ممن تقولون أنتم فيه هذا النحو و كذلك قوله فما أصبرهم على النار عند من لم يجعل اللفظ على الاستفهام و على هذا النحو قوله ويل للمطففين و ويل يومئذ للمكذبين و قوله لعله يتذكر أو يخشى و لا يجوز أن يكون العجب في وصف القديم سبحانه كما يكون في وصف الإنسان لأن العجب فينا إنما يكون إذا شاهدنا ما لم نشاهد مثله و لم نعرف سببه و هذا منتف عن القديم سبحانه .

اللغة
اللازب و اللازم بمعنى أبدلت من الميم الياء قال النابغة :
و لا يحسبون الخير لا شر عنده
و لا يحسبون الشر ضربة لازب و بعض بني عقيل يقولون لاتب أيضا بالتاء و الداخر الصاغر أشد الصغر .

المعنى
ثم خاطب سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « فاستفتهم » أي فاسألهم يا محمد سؤال تقرير « أ هم أشد خلقا » أي أحكم صنعا « أم من خلقنا » قبلهم من الأمم الماضية و القرون السالفة يريد أنهم ليسوا بأحكم خلقا من غيرهم من الأمم و قد أهلكناهم بالعذاب و قيل أ هم أشد خلقا أم من خلقنا من الملائكة و السماوات و الأرض و غلب ما يعقل على ما لا يعقل « إنا خلقناهم من طين لازب » معناه أنهم إن قالوا نحن أشد فأعلمهم أن الله خلقهم من طين فكيف صاروا أشد قوة منهم و المراد أن آدم خلقه الله من طين و أن هؤلاء نسله و ذريته فكأنهم منه و قال ابن عباس اللازب الملتصق من الطين الحر الجيد « بل عجبت » يا محمد من تكذيبهم إياك « و يسخرون » من تعجبك و من ضم التاء فالمراد أنه سبحانه أمر نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أن يخبر عن نفسه بأنه عجب من هذا القرآن حين أعطيه و سخر منه أهل الضلال و تقديره قل بل عجبت عن المبرد و قيل يسخرون أي يهزءون بدعائك إياهم إلى الله و النظر في دلائله و آياته و روي عن الأعمش عن أبي وائل قال قرأ عبد الله بن مسعود بل عجبت بالضم فقال شريح إن الله لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش فذكرته لإبراهيم فقال أن شريحا كان معجبا برأيه إن عبد الله قرأ بل عجبت و عبد الله أعلم من شريح و إضافة العجب إلى الله تعالى ورد الخبر به كقوله عجب ربكم من شباب ليس له صبوة و عجب ربكم من الكم و قنوطكم و يكون ذلك على وجهين عجب مما يرضى و معناه الاستحسان و الخبر عن
مجمع البيان ج : 8 ص : 687
تمام الرضى و عجب مما يكره و معناه الإنكار له و الذم « و إذا ذكروا لا يذكرون » أي و إذا خوفوا بالله و وعظوا بالقرآن لا ينتفعون بذلك و لا يتعظون به « و إذا رأوا آية » من آيات الله و معجزة مثل انشقاق القمر و غيرها « يستخسرون » أي يستهزءؤن و يقولون هذا عمل السحر و سخر و استسخر بمعنى واحد و قيل معناه يستدعي بعضهم بعضا إلى إظهار السخرية و قيل معناه يعتقدونه سخرية كما تقول استقبحه أي اعتقده قبيحا و استحسنه أي اعتقده حسنا « و قالوا إن هذا إلا سحر مبين » أي و قالوا لتلك الآية ما هذا إلا سحر ظاهر و تمويه « أ إذا متنا و كنا ترابا و عظاما أ إنا لمبعوثون » بعد ذلك و محشورون أي كيف نبعث بعد ما صرنا ترابا « أ و آباؤنا الأولون » الذين تقدمونا بهذه الصفة أي أ و يبعث آباؤنا بعد ما صاروا ترابا يعنون أن هذا لا يكون و من فتح الواو و جعلها واو العطف دخل عليها همزة الاستفهام كقوله « أ و أمن أهل القرى » ثم قال سبحانه لنبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « قل » لهم « نعم » تبعثون « و أنتم داخرون » صاغرون أشد الصغار ثم ذكر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة فقال « فإنما هي » أي فإنما قصة البعث « زجرة واحدة » أي صيحة واحدة من إسرافيل يعني نفخة البعث و الزجرة الصرفة عن الشيء بالمخافة فكأنهم زجروا عن الحال التي هم فيها إلى الحشر « فإذا هم ينظرون » إلى البعث الذي كذبوا به و قيل معناه فإذا هم أحياء ينتظرون ما ينزل بهم من عذاب الله « و قالوا » أي و يقولون معترفين على نفوسهم بالعصيان « يا ويلنا » من العذاب و هو كلمة يقولها القائل عند الوقوع في الهلكة و مثله يا حسرتنا ينادون مثل هذه الأشياء على وجه التنبيه على عظم الحال « هذا يوم الدين » أي يوم الحساب عن ابن عباس و قيل يوم الجزاء عن قتادة و المراد أنهم اعترفوا بالحق خاضعين نادمين .
هَذَا يَوْمُ الْفَصلِ الَّذِى كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ(21) * احْشرُوا الَّذِينَ ظلَمُوا وَ أَزْوَجَهُمْ وَ مَا كانُوا يَعْبُدُونَ(22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِرَطِ الجَْحِيمِ(23) وَ قِفُوهُمْ إِنهُم مَّسئُولُونَ(24)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page