• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الباب الثالث و الأربعون: في السخاء و الجود

 

الباب الثالث و الأربعون في السخاء و الجود
قال الله تعالى وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ و قال سبحانه وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً فمدح سبحانه أهل الإيثار و إن كان بهم خصاصة و المطعمين الطعام على حبه قيل على حب الطعام و قيل على حب الله و يجوز أن يكون على حبهما معا و هذه الآية نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) بلا خلاف و قال النبي (ص) السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار و البخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار و الجاهل السخي أحب إلى الله من العابد البخيل و لا فرق بين الجود و السخاء و لا يسمى الله تعالى بالسخاء لعدم التوقيف على ذلك من كلامه و كلام رسول الله (ص) و جل كلام العلماء و قال علي بن الحسين (ع) إني لأبادر إلى قضاء حاجة عدوي خوفا أن يقضيها له غيري أو أن يستغني و قال آخر ما أحب أن أرد أحدا عن حاجة إما أن يكون كريما فأصون عرضه أو لئيما فأصون عرضي و قال رجل لرجل من أين أنت فقال أنا من المدينة فقال له لقد أغنانا رجل منكم سكن عندنا و ذكره له فقال له إنه أتاكم و لا مال له فقال له ما أغنى بماله و لكن علمنا الكرم فجاد بعضنا على بعض و روي أن أمير المؤمنين (ع) إذا أتاه طالب في حاجته فقال له اكتبها على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجه السائل و جاء رجل إلى الرضا (ع) فقال يا ابن رسول الله لقد فقدت نفقتي و لم يبق معي ما يوصلني إلى أهلي فاقرضني و أنا أتصدق به عنك فدخل داره و أخرج يده من الباب و قال خذ هذه الصرة و كان فيها مائتي دينار و قال له لا حاجة لنا إلى صدقتك فقال له يا ابن رسول الله لم لا تخرج وجهك فقال نحن أهل بيت لا نرى ذل السؤال في وجه السائل و سأل رجل الحسن بن علي (ع) شيئا فأعطاه خمسين ألف درهم و أعطى الجمال طيلسانه كراه و قال تمام المروءة إعطاء الأجرة لحمل الصدقة و قيل إن أمير المؤمنين (ع) بكى يوما فسألوه عن سبب بكائه فقال مضت لنا سبعة أيام لم يأتنا ضيف و ما كانوا يبنون منزلا إلا و فيه موضع للضيافة و ضيف الكريم كريم أربعة أشياء لا ينبغي للرجل أن يأنف منها قيام الرجل في مجلسه لأبيه و إجلاسه فيه و خدمة الرجل لضيفه و خدمة العالم لمن يتعلم منه و السؤال عما لا يعلم و كانوا (ع) يخدمون الضيف فإذا أراد الرحيل لم يعينوه على رحيله كراهة لرحلته و أعظم الجود الإيثار مع الضرورة الشديدة كما آثر آل محمد (ص) بالقرص عند حضور إفطارهم و باتوا مطوين فمدحهم الله سبحانه بسورة هل أتى قال مصنف هذا الكتاب ينبغي للعبد أن يكون الغالب عليه الإيثار و السخاء و الرحمة للخلق و الإحسان إليهم فإن هذه أخلاق الأولياء و هو أصل من أصول النجاة و القرب من الله تعالى فقد قال النبي (ص) السخاء شجرة من أشجار الجنة من تعلق بغصن منها فقد نجا و قال جبرائيل (ع) قال الله تعالى هذا دين أرتضيه لنفسي و لا يصلحه إلا السخاء و حسن الخلق فالزموهما ما استطعتم و قال (ص) جبل الله أولياءه على السخاء قالوا يا رسول الله أي الأعمال أفضل فقال السخاء و حسن الخلق فالزموهما تفوزوا و قال (ص) الرزق إلى السخي أسرع من السكين إلى ذروة البعير إن الله تعالى يباهي بمطعم الطعام الملائكة و قال خلقان يحبهما الله السخاء و حسن الخلق و خلقان يبغضهما الله البخل و سوء الخلق و لقد جمع الله تعالى ذلك في قوله وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و روي أن بني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لاموه في كثرة عطائه فقال يا بني إن الله عودني أن يمدني و عودته أن أجود به على خلقه فأخاف أن أقطع العادة فتنقطع المادة .
و روي أنه دخل ذات يوم إلى حائط له و فيه عبد لجاره و بين يديه ثلاثة أقراص فدخل إليه كلب فرمى له بواحد ثم الآخر ثم الآخر فقال له هلا أكلت منها و أطعمته فقال إنه غريب جائع ف آثرته على نفسي فقال عبد الله يلومني على السخاء و هذا أسخى مني ثم اشتراه و أعتقه و ملكه هذا الحائط و العجب لمن يبخل بالدنيا و هي مقبلة فإن الجود لا يفنيها أو هي مدبرة فإن البخل لا يبقيها و لقد أحسن من قال شعرا :
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها *** على الناس طرا قبل أن تتفلت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت *** و لا البخل يبقيها إذا هي ولت

و روي أن أمير المؤمنين (ع) قال لكميل بن زياد يا كميل مر أهلك أن يروحوا في المكارم و يدلجوا في حاجة من هو نائم فو الذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلبا سرورا إلا خلق الله من ذلك السرور لطفا إذا ثابته نائبة انحدر عليها كالسيل في انحداره فيطردها كما يطرد غرائب الإبل .
و قال (ع) تنفسوا إلى المكارم و سارعوا إلى الغنائم و اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعمته تعالى عليكم و أجود الناس من يعطي من لا يرجوه و من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه اثنتين و سبعين كربة من كرب الدنيا و اثنتين و سبعين كربة من كرب الآخرة و من أحسن أحسن الله إليه و الله يحب المحسنين و قال (ع) من تيقن أن الله مخلف ما ينفقه لم يمسك عن الإنفاق و روي أن الشمس كل يوم تطلع على قرني ملك ينادي اللهم عجل لكل منفق خلقا و لكل ممسك تلفا و قال رسول الله (ص) من أكرم الضيف فقد أكرم سبعين نبيا و من أنفق على الضيف درهما فكأنما أنفق ألف ألف دينار في سبيل الله تعالى و قال أبو عبد الله (ع) أ تدري ما الشحيح قلت هو البخيل قال الشحيح هو أشد من البخيل لأن البخيل يبخل بما في يديه و الشحيح على ما في أيدي الناس و على ما في يديه حتى لا يرى في يدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحلال و الحرام و لا يشبع و لا يقنع بما رزقه الله و للبخيل ثلاث علامات يخاف من الجوع و يخاف من سائل يأتيه و يرحب باللسان مع إخوان الخير و للسخي ثلاث علامات العفو بعد القدرة و إخراج الزكاة و حب الصدقات و قال النبي (ص) لما خلق الله الجنة قالت يا رب لمن خلقتني قال لكل سخي تقي قالت رضيت يا رب و قيل إن رجلا سأل الصادق (ع) فقال يا ابن رسول الله ما حد التدبير و التبذير و التقتير فقال التبذير أن تتصدق بجميع مالك و التدبير أن تنفق بعضه و التقتير أن لا تنفق من مالك شيئا
فقال زدني بيانا يا ابن رسول الله قال فقبض رسول الله (ص) قبضة من الأرض و فرق أصابعه ثم فتح كفه فلم يبق في يده شيء فقال هذا التبذير ثم قبض قبضة أخرى و فرق أصابعه فنزل البعض و بقي البعض فقال هذا التدبير ثم قبض قبضة أخرى و ضم كفه حتى لم ينزل منه شيء فقال هذا التقتير و قال (ع) المؤمن من كان بماله متبرعا و عن مال غيره متورعا و قال (ع) السخاء اسم شجرة في الجنة ترفع يوم القيامة كل سخي إلى الجنة بأغصانها و البخل شجرة في النار تقود بأغصانها كل بخيل إلى النار و قال (ع) رأيت على باب الجنة مكتوب أنت محرمة على كل بخيل و مرائي و عاق و نمام .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page