• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

3 ـ الأرضية الاقتصادية للذنب


3 ـ الأرضية الاقتصادية للذنب
ان بعض الامور الاقتصادية تهيىء الارضية لاقتراف الذنب وهي على نوعين .
1 ـ الغنى والثروة المالية .
2 ـ الفقر والفاقة .

ان الفقر والفاقة عاملان لطغيان وكفر الانسان احياناً وكذلك الثروة وكثرة الاموال فهي سبب آخر للطغيان .
وكثير من الروايات والآيات القرآنية تؤكد ذلك وسوف نذكر بعض النماذج لاثبات المقصود . ولكن في البداية يجب الانتباه الى ان كلامنا يدور حول الغنى والثروة اللذين يهيئان الارضية للذنب احياناً .
وليس الغنى دليل الفساد والذنب كما تقول الشيوعية ، لانّ هناك فرق كبير بين الارضية والدليل ، وبعبارة واضحة : ان الغنى ليس سبباً للذنب . بل يميل بالانسان الى الذنب في بعض الاحيان ، وسوف نشرح ذلك في الآية 6 و 7 من سورة العلق حيث تقول الآية :
( انّ الأنسان ليطغى أن رآه استغنى ) .
إن هذه الآية لم تقل ان الثروة وعدم الفاقة سبب وعامل للفساد ، بل تقول : ان الانسان اذا رأى نفسه غنياً اصابه الطغيان أما اذا لم تكن هذه النظرة عنده فالثروة والغنى ليست سبباً للفساد .
ولتوضيح ذلك نطرح هذا السؤال وهو : هل الثروة سبب للفساد ؟
والجواب على هذا سؤال على نحوين أن الثروة عامل فساد :
1 ـ اذا كانت رؤية الانسان بان الاموال قد جمعها بقوته وذكائه .
2 ـ اذا اعتقد الانسان بأنه حرّ في جمع المال وانفاقه بالطريقة التي يريدها .
ولكن الآيات القرآنية والروايات تؤكد أن الثروة والمال ليست ملكاً للانسان بل هي مال الله سبحانه الذي يرزق به عباده .
حيث ورد في القرآن الكريم ذكر كلمة ( رزقناكم ) 7 مرات كلمة ( رزقناهم ) 13 مرة ( يرزقكم ) 5 مرات . وجعل حدوداً لجمع وانفاق الاموال ، فمثلاً اذا حصل الانسان المال عن طريق الربا او الكذب او الرشوة او الظلم فذلك حرام بالطبع ، فالمال بمثابة السكين في يد الكافر ، حيث يذبح ويقتل ويكون سبباً للفساد ، ولكن اذا كانت في يد المؤمن فهي وسيلة حسنة .
أو كمثل الزجاجة حيث نستطيع ان نستفيد منهابان
نضع فيها ماء الليمون ويمكننا ان نضع فيها الخمر والنبيذ أيضاً . اذن فالزجاجة وسيلة ولكن لاي غرض تستخدم ؟
مثال آخر :
ان البرد يسبب الرشح عند من يصيبه ولكنه ليس علة لأنّ الانسان يستطيع ان يحفظ نفسه من البرد في فصل الشتاء ؛ كذلك يصاب الانسان بالرشح في الصيف اذا أهمل نفسه ولم يهتم بها .
وعلى هذا الاساس فالبرد يهيىء الارضية للمرض وليس علة للمرض .
الثروة في يدي فرعون وقارون سبب للفساد . ولكن في يدي حضرة سليمان ( عليه السلام ) سببّ للعمار وسد النواقص الاقتصادية والاجتماعية .
وهناك نموذجان من الاثرياء في القرآن الكريم :
1 ـ النبي سليمان ( عليه السلام ) .
2 ـ قارون .
إنّ هذين الثريين أوتيا من المال ما لم يؤت لاحدٍ مثلهما ، وكلاهما تصرف باستخدام المال بطريقته الخاصة ، فالاول جعل الثروة والملك وسيلة للوصول الى مرضاة الله سبحانه وان ما يملك هو كله من عند الله سبحانه وتعالى . فيقول :
( هذا من فضل ربّي ليبلوني أأشكر أم أكفر ) ( سورة النمل الآية 40 ) .
أما الآخر فتصور أنّ المال الذي امتلكه ، كان نتيجة لقدرته وذكائه وعلمه وجعله وسيلة للفساد وزينة للدنيا .
ولكن نرى سليمان ( عليه السلام ) انه فقير الى الله سبحانه وكل ما يملك مرده الى الله جل وعلا .
أما قارون ذلك الثري الذي يرى ثراءه وملكه من عنده فعندما طالبه موسى ( عليه السلام ) بزكاة امواله حسب الاوامر الالهية اعترض وقال :
( إنّما اوتيته على علم عندي ) ( القصص الآية 78 ) .
فغضب الله عليه بقوله جل وعلا في سورة القصص الآية 81 :
( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئةٍ ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) . ( القصص الآية 81 )

الترف والمترفون في القرآن الكريم :
جاءت عبارة « الترف والمترف » باشكالٍ مختلفة ولثمان مرات في القرآن الكريم .
« المترف » من أصل الترف والترفه « على وزن لقمة » ومعناها الزيادة وكثرة النعم التي تجعل صاحبها غافلاً ومغروراً الى حد الطغيان . وبهذا الصدد نقرأ ما جاء في الآية 34 من سورة سبأ :
( وما ارسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها انّا بما أرسلتم به كافرون ) .
ويذكر القرآن الكريم أن الثروة التي يطغي بها صاحبها ويغتر هي تلك التي تهيىء الارضية للذنب . ومثل أولئك نراهم تحت الانذار الالهي الشديد . ومصداق ذلك جاء في الآية 58 من سورة القصص .
( وكم أهلكنا من قريةٍ بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الاّ قليلاً ) .
وجاء في الآية الاولى من سورة التكاثر : ( الهاكم التكاثر ) .
قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« التكاثر في الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها ، في الأوعيةٍ » . (1)

علاقة الفقر والفاقة بالذنب :
كما ذكرنا سابقاً بان الفقر في بعض الاحيان يهيىء الارضية للذنب ، ولكن نرى ان بعض الروايات تمدح الفقر وبعضها تذمّه ، أمّا الذي ذمته الروايات فهو الفقر الاقتصادي الذي يحصل بسبب الستغلال المستعمرين وجشع أصحاب رؤوس الأموال والاوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تتولّد عنها الفوضى والبطالة .
وهذا الفقر والفاقة هما اللذان يسببان الانحراف واقتراف الذنب . مثل : الادمان ، السرقة ، والجرائم الاخرى . كما في المثل
القائل :
« الانسان الجائع لا ايمان له » .
وعلى هذا الاساس فانّ أحد الاسباب التي تساعد على ايجاد الارضية الاقتصادية للذنب هو الفقر .
ولصيانة المجتمع بشكل جيد من الانحراف يجب محاربة الفقر والفاقة .
1 ـ قال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« الفقر الموت الاكبر » . (2)
2 ـ وقال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) لابنه محمد بن الحنفية :
« ... فانّ الفقر منقصة للدّين ، مدهشة للعقل داعية للمقت » . (3)
3 ـ وقال ( عليه السلام ) كذلك :
« القبر خير من الفقر » . (4)
معالم في الاقتصاد الاسلامي :

يرتكر الاقتصاد الاسلامي على أساسين مهمين في المجتمع :
أولهما ان لا يكون اسراف وتفريط ، وثانيهما القضاء على الفقر
والفاقة . وبالانتباه الى هذين الاساسين وتطبيقهما تحلّ الكثير من المشاكل الاقتصادية . نعم : ان هناك مميزات وخطوطاً عريضة في الاقتصاد الاسلامي اذا طبقت حسب المجرى الصحيح فلا يبقى في المجتمع أثر للمشكلات الاقتصادية ، والخطوط العريضة عبارة عن :
1 ـ يعتبر المال والثروة في نظر الاسلام « أمانة » .
2 ـ الناس متساوون في الاستفادة من الموارد الطبيعية كـ ( الماء ، والهواء ، والغابات ، والجبال والسهول ) . وحسب الموازين والقوانين ، المتقدم سابق ، حق التقدم معه .
3 ـ حق العمل للناس ولا يقتصر على الاعمال العضلية بل يتعدى الى الاعمال الفكرية والكتابية و ....
4 ـ يعتبر العمل مقدساً وعبادة في الاسلام .
5 ـ تعتبر الملكية في الاسلام ملكية فردية وجماعية خلاف الافكار والنظريات الاخرى .
6 ـ الهدف من العمل في الاسلام هو هدف مقدس ومكسب للمال حسب الحدود الشرعية .
7 ـ يعتبر الاسلام ان كسب المال عزة . كما ورد في الحديث عن الائمة الاطهار « اذهب نحو عزتك » . (5)
فتعني اذهب نحو العمل والكسب والعزة ، فالفقر يكون عاملاً لنفوذ الاجانب في المجتمع الاسلامي ، والثروة المشروعة تكون
حائلاً دون نفوذهم .
8 ـ بخس حق العامل من اكبر الذنوب .
9 ـ الدنيا والمادة وسيلة وليست الهدف .
10 ـ يجب الاهتمام بالدنيا والاخرة على حد سواء .
11 ـ العمل مطلوب للرجل والمرأة مع الالتفات الى اختيار ما يناسبهما .
قال أحد الائمة المعصومين ( عليهم السلام ) :
« طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمةٍ » . (6)
12 ـ التسكع ممنوع في الاسلام كما قال الامام ( عليه السلام ) لأحد الاشخاص :
« احمل على رأسك واستغن عن الناس » . (7)
13 ـ العمل الكاذب والمصطنع ممنوع في الاسلام « مثل الدلالة والواسطة التي لا حاجة فيها » .
14 ـ جميع اولياء الله سبحانه كانوا يعملون لكسب رزقهم فمثلاً كان نوح ( عليه السلام ) نجاراً ، وهود ( عليه السلام ) كان تاجراً ، وادريس ( عليه السلام ) خياطاً ، واكثرهم كانوا يربون الحيوانات ويزرعون الارض ورعاة للأغنام ، وهنا ملاحظة لطيفة في حكاية شعيب وموسى ( عليهم السلام ) وذلك عندما اراد شعيب ( عليه السلام ) ان يزوج احدى ابنتيه الى موسى ( عليه السلام ) حيث شرط عليه ان يرعى أغنامه مدّة ثمان سنوات ثم قال :
( وما أريد ان اشقّ عليك ستجدني ان شاء الله من الصّالحين ) ( القصص آية 27 ) .
15 ـ يهتم الاسلام اهتماماً بالغاً في المسائل والاعمال المنتجة مثل : الزراعة وتربية الحيوانات ، ويعتني بها عناية خاصة .
كما ورد عن احد الائمة الاطهار ( عليهم السلام ) انه قال :
« فانكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم » .
16 ـ الكسل والاهمال وعدم السعي الى كسب الحلال والقاء كل الانسان على الناس يعتبر كلّها من الذنوب الكبيرة .
وفي رواية معروفة عن الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال :
« ملعون من ألقى كلّه على الناس » . (8)
ومن دعاء الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« اللهمّ بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه ، فلولا الخبز ما صلّينا ولا صمنا ولا ادّينا فرائض ربّنا » . (9)
قال علي بن ابي حمزة : ان ابي قال : رأيت الامام الكاظم ( عليه السلام ) يعمر ارضاً وقد غطى العرق قدميه ، فقلت له :
فداك ابي وامي يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اين مواليك ؟ ـ حتى لا يدعوك تتعب من العمل ـ فقال ( عليه السلام ) :
« يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في ارضه ومن ابي » .
فقلت له : ومن هم ؟
فقال ( عليه السلام ) :
« رسول الله وامير الممؤمنين وآبائي كلهم قد عملوا بايديهم وهو من عمل النبيّين والمرسلين والاوصياء الصالحين » .
* * *

عبرة من التأريخ :
إن التجارب المرة التي عاشها الانسان كان سببها الحرص على الثروة والتعلق الشديد بالدنيا . ولم يكن الحرص والتعلق سبباً في تهيئة الارضية للذنب فحسب ، بل كانا سبباً للكفر والشرك والارتداد عن الدين . وعلى سبيل المثال نرى :
1 ـ عندما طلبوا من قارون أن يساعد الفقراء والمحرومين طغى وأعلن الحرب على موسى ( عليه السلام ) . (10)
2 ـ أحد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يدعى ثعلبة . عاش عيشة مترفة بدعاء الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما تحسن وضعه المالي وصار مالكاً للمواشي والزراعة نقل ثروته الى خارج المدينة لكثرتها .
وبالرغم من حضوره الى صلاة الجمعة والجماعة ايام فقره أصبح محروماً من نعمة الحضور مع الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لشغفه في الثروة والاغنام الى ان استحق ما يملكه الزكاة فارسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجباة اليه . فعارض ثعلبة الجباة وانكر الزكاة عليهم بزجرٍ وتذمر و نسي عهده الله ورسوله ان لو رزقة الله سبحانه وتعالى لكان اول من يساعد الفقراء والمحتاجين ولكن عندما أصبح ثرياً طغى واستكبر . (11)
فنزل قرآن في ذمّه بقوله تعالى :
( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين . فلمّا آتاهم من فضله بخلوا به وتولّوا وهم معرضون ) ( التوبة الآية 75 ـ 76 ) .
3 ـ قال الطبري : في معركة أحد أجلس رسول الله رجالاً بازاء الرماة وأمّر عليهم عبد الله بن جبير و قال لهم : لا تبرحوا مكانكم ان رأيتمونا ظهرنا عليهم وان رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا فلما لقى القوم هزم المشركون حتى رأيت النساء قد رفعن عن سوقهنّ وبدت خلا خيلهن فجعلوا يقولون : الغنيمة الغنيمة ، فقال عبدالله بن جبير : مهلاً أما علمتم ما عهد اليكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فابوا فانطلقوا فلما أتوهم صرف الله وجوههم فاصيب من المسلمين سبعون : وحتى شفاه واسنان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد جرحت واستشهد عمه حمزة ( عليه السلام ) في هذه المعركة لاجل ترك الرماة مواضعهم من اجل جمع الغنائم . (21)
4 ـ قال ابو جعفر الاسكافي : روي ان معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة الف درهم حتى يروي ان هذه الآية نزلت في علي ( عليه السلام ) :
( ومن الناس من يعجبك قوله .... ) .
وان الآية الثانية ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) نزلت في ابن ملجم فلم يقبل ، فبذل له مائتي الف درهم فلم يقبل فبذل ثلاثمائة الف درهم فلم يقبل فبذل له اربعمائة الف فقبل . (13)
5 ـ عمر بن سعد لشدة عشقه لملك الري صار قائداً لمعسكر الاعداء وقد شارك في قتل الامام الحسين ( عليه السلام ) .
6 ـ عند رحيل الامام الكاظم ( عليه السلام ) من الدنيا جمعت الأموال عند أحد وكلائه الذي يدعى ( عثمان بن عيسى ) وكان من الواجب ان يقدّم الاموال الى الامام الرضا ( عليه السلام ) ولكنه بسبب أكله اموال الناس اعلن ان لا امام بعد الامام السابع وان الامامة قد انتهت وبهذه العقيدة وقفوا عند الامام الكاظم ( عليه السلام ) فسمي مذهبهم بمذهب الواقفية » . (14)
7 ـ انتقد القرآن الكريم الذين قتلوا اولادهم خوف الفقر والفاقة ( الانعام ـ 151 ـ الاسراء ـ 31 ) .
وعلى كل حال نرى عبادة الدنيا وطلب المقام كل يوم ، وكل ساعة تجعل اناساً بسطاء يغترون بالدنيا وطلب المقام فهناك كثير من الامثلة التي تحتاج الى مجلدات من الكتب لاحصائها .
8 ـ مرّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) براعي ابل فبعث يستسقيه ، فقال : أمّا مافي ضروعها فصبوح الحي و أمّا ما في آنيتها فغبوقهم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم اكثر ماله وولده ، ثم مّر براعي غنم فبعث اليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها واكفأ ما في إنائه في اناء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعث اليه بشاة وقال : هذا ما عندنا و ان احببت ان نزيدك زدناك ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم ارزقه الكفاف فقال له بعض اصحابه : يا رسول الله دعوت للذي ردك بدعاء عامتنا نحبه ودعوت للذي اسعفك بحاجتك بدعاء كلّنا نكرهه ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ان ما قل و كفى خير مما كثر وألهى .... (15)
فالنتيجة ان الحرص والطمع بالثروة والمقام من العوامل المهيئة للذنب .

الكسل والضجر :
جاء في الآية 7 من سورة الانشراح : ( فاذا فرغت فانصب ) .
وهدف هذا الأمر الالهي هو القضاء على اوقات الفراغ الذي هو سبب لايجاد الارضية لانواع الذنوب .
لان الفراغ يدعو الى ارتكاب الجرائم والادمان عليها وشل نشاط الانسان ، لذلك نرى ان سجل الجرائم يرتفع الى سبع مرات بسبب البطالة والفراغ ولهذا نجد ان الروايات الاسلامية مليئة بحثّ الانسان على العمل ونبذ الكسل والضجر .
1 ـ قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« أجر العامل أجر المجاهد في سبيل الله » . (16)
2 ـ وقال ايضاً ( عليه السلام ) :
« إياك والكسل والضّجر فانهما يمنعانك من حظّك من الدّنيا والآخرة » (17) .
3 ـ وقال الامام الصادق ( عليه السلام ) ايضاً :
« ومن كسل عمّا يصلح به امر معيشته فليس فيه خير لأمر دينه » (18) .
4 ـ وقال الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) :
« ان الله عزوجل يبغض العبد النّوام الفارغ » .
5 ـ وقال الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ايضاً :
« اياك والكسل والضجّر فانك إن كسلت لم تعمل وإن ضجرت لم تعط الحقّ » . (19)
6 ـ قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) :
« ان الاشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر » (20)
ومن أهم الاسباب التي تحطم شخصية الانسان وتدعوه الى اقتراف الذنوب هو التسكع ومد اليد للمساعدة والسؤال .
قال الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « مسألة الناس من الفواحش » . (21)
فالنتيجة ان البطالة والضعف يوجبان الفقر ويكونان عاملاً مساعداً للذنب .
____________
(1) نور الثقلين ج 5 ص 662 .
(2) نهج البلاغة حكمة 163 .
(3) نهج البلاغة حكمة 319 .
(4) فهرس الغرر باب ( الفقر ) .
(5) وسائل الشيعة ج 12 ص 5 .
(6) بحار الانوار : ج 103 ، ص 9 .
(7) فروع الكافي ج 5 ص 77 .
(8) فروع الكافي ج 5 ص 72 .
(9) نفس المصدر السابق ص 73 .
(10) شرح في تاريخ الطبري ط بيروت ج 1 ص 262 الى 265 .
(11) شرح في اسد الغابة ج 1 ص 237 ـ البحار ج 22 ص 40 .
(21) التوضيح في تاريخ الطبري ج 2 ص 192 ـ 193 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 47 سيرة ابن هشام ج 3 ص 129 الى ما بعد .
(13) شرح ابن ابي الحديد ج 1 ص 471 ـ سفينة البحار ج 1 ص 654 .
(14) التوضيح في مجمع البحرين ( وقف ) .
(15) اصول الكافي ج 2 ص 141 .
(16) فروع الكافي ج 5 ص 88 .
(17) فروغ الكافي ج 5 ص 85 .
(18) نفس المصدر السابق .
(19) فروع الكافي ج 5 ص 84 .
(20) فروع الكافي ج 5 ص 86 .
(21) جامع السعادات ج 2 ص 89 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page