• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المبحث الثاني مواقف الإمام عليه‌السلام إزاء تصرفات السلطة

كان الإمام الكاظم عليه‌السلام يدرك حراجة الموقف الذي مر به وهو في تباشير إمامته ، فكان من جانب ملزماً باتباع اُسلوب الحذر والكتمان من إبداء أي نشاط يدل على إمامته لشدة طلب المنصور لصاحب الوصية من أهل البيت عليهم‌السلام بعد الإمام الصادق عليه‌السلام ، ومن جانب آخر كان ينبغي أن يقوم بما يتوجب عليه تجاه أصحابه باعتباره قائداً رسالياً ، سيما وأن بعض الشيعة قد قال بإمامة غيره ، لكنه استطاع التوفيق بين الأمرين عن طريق التصريح بالوصية لخاصته وخلص أصحابه ريثما تتوفر الفرصة المناسبة لذلك ، ولعل من إفرازات تلك المرحلة أن الرواة من خلص أصحابه كانوا لا يسندون الحديث إليه بصريح اسمه حفظاً له وتقية من الظلم المسلط في ذلك العهد ، بل يكنون عنه بالعبد الصالح والعالم والسيد والرجل والماضي ، تعمية على رجال السلطة. ولم يشترك الإمام عليه‌السلام في الميادين السياسية بل كان منقطعاً إلى العلم والعبادة والزهد ، ولم ينضم إلى الثوار من الطالبيين ، لعلمه المسبق بمصير الثورة ، ولأنه لم يكن في موقع المقاومة المسلحة للسلطة لعدم توفر عناصر القوة على مواجهة الحكم بالرفض الصريح والعمل الثوري من أجل إقامة دولة العدل ، وهناك مصالح أخرى يقدرها الإمام عليه‌السلام ويحسب حسابها ، ومع كل ذلك كان مبعث رعب وقلق في نفوس الحاكمين من بني العباس ، فأفقدوه حريته وجعلوه مفرداً غريباً وبالتالي تآمروا على حياته.
وفيما يلي نذكر مواقف الإمام عليه‌السلام من جملة الأمور الاُخرى التي تهمه وتتطلب تدخله ، سواء ما يخص رجال السلطة أو أصحابه وشيعته أو ساجنيه.
١ ـ موقفه في السجن :
السجن في عرف الإمام عليه‌السلام هو ابتلاء ينقضي مثلما ينقضي الرخاء ، لكن هناك يوم طويل أعده الله للمقاصّة من الطغاة الظالمين ، ذلك هو فحوى رسالته التي بعثها الإمام عليه‌السلام من السجن إلى هارون لما طال سجنه ، ونصها : « إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون » (١).
والسجن عند الإمام الكاظم عليه‌السلام مدرسة للعبادة والطاعة والصبر يسخرها الإنسان العارف لبلوغ مدارج الكمال ، ويتعلم فيها ويعلّم العزم الثابت والإرادة الصلبة والتصميم الراسخ على تحمّل الأزمات ، فصبر راضياً بما قضاه الله حتى سمّي الكاظم لما تحمّل من صعاب وما كظم من غيظ عما فعله الظالمون به.
كان عليه‌السلام في السجن سيد الصابرين وإمام العابدين الذي يشكر خالقه لأنه حقق مراده ففرّغه لعبادته والانقطاع لطاعته بقوله : « اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم وقد فعلت ، فلك الحمد » (2). من هنا كان عليه‌السلام يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء ، ويصوم النهار في أكثر الأيام.
لقد واجه الإمام الكاظم عليه‌السلام السجن بروح ملؤها الصبر والإصرار والتحدّي ، فلم يهن ولم تلن له قناة ، بل بقي في موقع القوة والصلابة والعنفوان والإخلاص لله ولرسوله وللإسلام والأمة ، كما لم يخطر بباله أن يظهر الإذعان والخضوع إلى السلطان الجائر كي يستدرّ عطفه وشفقته ، فقد قيل له عليه‌السلام وهو في الحبس : « لو كتبت إلى فلان يكلم فيك الرشيد ؟ فقال : حدثني أبي عن آبائه : أن الله عزوجل أوحى إلى داود : يا داود ، إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني... إلاّ وقطعت عنه أسباب السماء ، وأسخت الأرض من تحته » (3).
٢ ـ موقفه من الرشيد :
تتفاوت مواقف الإمام الكاظم عليه‌السلام من الرشيد بحسب المقام الذي يمليه عليه ، فقد يواجهه بالموعظة الحسنة أحياناً.
عن إسماعيل بن بشر بن عمّار ، قال : « كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : عِظني وأوجز. قال : فكتب إليه : ما من شيءٍ تراه عينك إلاّ وفيه موعظةٌ » (4).
وعن عبدالعظيم الحسني ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، قال : « دخل موسى ابن جعفر عليه‌السلام على هارون الرشيد ، وقد استخفه الغضب على رجلٍ ، فقال له :
انّما تغضب لله عزوجل ، فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه » (5).
وقال الرشيد لموسى بن جعفر عليهما‌السلام : « اني قاتلك ! فقال : لا تفعل ، فإني سمعت أبي يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن العبد يكون واصلاً لرحمه وقد بقي من أجله ثلاث سنين فيمدها الله له حتى ثلاثين سنة ، ويكون العبد قاطعاً لرحمه وقد بقي من أجله ثلاثون سنة فيصيرها الله حتى يجعلها ثلاث سنين » (6).
وقد تكون المواجهة أشد وأكثر وقعاً ، كما في المناظرات التي ردّ فيها الإمام عليه‌السلام شبهات الرشيد المتعلقة بالامامة وحقوق أهل البيت عليهم‌السلام ، وانتسابهم إلى جدهم المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفضلهم على بني العباس. ومنها ما رواه هاني بن محمد بن محمود ، عن أبيه ، رفعه إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام أنه قال : « دخلت على الرشيد فقال لي : لِمَ جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون لكم : يا بني رسول الله ، وأنتم بنو علي ، وانما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنما هي وعاء ، والنبي جدكم من قبل اُمكم ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، لو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نشر فخطب إليك كريمتك ، هل كنت تجيبه ؟ فقال : سبحان الله ! ولِمَ لا اُجيبه ؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقلت : لكنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخطب إليّ ولا اُزوجه. فقال : ولِم ؟ فقلت : لأنّه ولدني ولم يلدك. فقال : أحسنت يا موسى.
ثم قال : كيف قلتم : إنا ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والنبي لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للاُنثى ، أنتم ولد البنت ، ولا يكون لها عقب ؟
فقلت : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلاّ ما أعفيتني عن هذه المسألة. فقال : لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي ، وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم ، كذا أُنهي إليّ ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه ، حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله تعالى ، وأنتم تدّعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو إلاّ وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عزوجل : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (7) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم.
فقلت : تأذن لي في الجواب ؟ فقال : هات ! فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) (8) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ليس لعيسى أب. فقلت : انما ألحقناه بذراري الأنبياء عليهم‌السلام من طريق مريم عليها‌السلام ، وكذلك أُلحقنا بذراري النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قبل أُمنا فاطمة عليها‌السلام.
أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هات ! قلت : قول الله عزوجل : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (9) ولم يدّع أحد أنه أدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، فكان تأويل قوله عزوجل : ( أَبْنَاءَنَا ) الحسن والحسين عليهما‌السلام ( وَنِسَاءَنَا ) فاطمة عليها‌السلام ( وَأَنفُسَنَا ) علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (10).
ونجد الإمام عليه‌السلام أكثر صلابة وأشدّ تحدياً للرشيد وبطانته في حادثة افتخاره عليه‌السلام على هارون ، حين جاء قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله زائراً له وحوله قريش وسائر القبائل ، فلما انتهى إلى القبر قال : « السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي ، فدنا موسى بن جعفر عليه‌السلام فقال : السلام عليك يا أبه » (11).
ومثلها أيضاً أن الرشيد لما حج لقيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام على بغلة ، فقال له الفضل بن الربيع : « ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين ؟ فأنت إن طلبت عليها لم تدرك ، وإن طلبت لم تفت. قال : إنها تطأطأت عن خيلاء الخيل ، وارتفعت عن ذلة العِير ، وخير الأمور أوسطها » (12). فإنما يتلقى الناس الخليفة على الخيل أو الابل الفارهة وليس على البغال ، لكن الإمام عليه‌السلام يريد أن يؤكد حقيقة أن أولى الناس بالتواضع هو خليفة المسلمين ، وعليه أن يتحلى بأوسط الأمور ويأمر الناس بها ، لأن التواضع خصلة كريمة ، والافراط بها يعني الخيلاء والتكبر ، والتفريط بها يعني الذلة والخنوع ، وهو هنا يقدم مثلاً رائعاً في الزهد والتواضع والترفع عن مظاهر الترف الزائلة.
٣ ـ مقاطعة الدولة :
اتخذ الإمام الكاظم عليه‌السلام ومن قبله آباؤه الميامين عليهم‌السلام موقفاً حازماً تجاه السلطات الحاكمة ، يتمثل في دعوة أصحابه إلى مقاطعتها وعدم الركون إليها ، والتحذير من شتى أنواع التعاون معها ، وتحريم الانضواء في أجهزتها إلاّ في حالات خاصة ، وصرّح الإمام عليه‌السلام بهذا الموقف لصفوان بن مهران الجمّال وغيره من أصحابه ، قال صفوان : « دخلت على أبي الحسن الأول عليه‌السلام فقال لي : يا صفوان ، كلّ شيءٍ منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً. قلت : جعلت فداك ، أيّ شيء ؟ قال : اكراؤك جمالك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ قال :
والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا للهو ، ولكنّي أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكة ـ ولا أتولاه بنفسي ، ولكن أبعث معه غلماني. فقال لي : يا صفوان ، أيقع كراؤك عليهم ؟ قلت : نعم ، جعلت فداك. قال : فقال لي : أتحبّ بقاءهم حتى يخرج كراؤك ؟ قلت : نعم ، قال : من أحبّ بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم كان ورد النار. قال صفوان : فذهبت فبعت جمالي عن آخرها ... » (13).
وعن زياد بن أبي سلمة قال : « دخلت على أبي الحسن موسى عليه‌السلام فقال لي : يا زياد ، انّك لتعمل عمل السلطان ؟ قال : قلت : أجل. قال لي : ولِم ؟ قلت : أنا رجل لي مروءة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء. فقال لي : يا زياد ، لئن أسقط من حالق فأتقطّع قطعة أحبّ إليّ من أن أتولّى لأحدٍ منهم عملاً أو أطأ بساط رجلٍ منهم ، إلاّ لماذا ؟ قلت : لا أدري جعلت فداك. قال : إلاّ لتفريج كربة عن مؤمن ، أو فك أسره ، أو قضاء دينه. يا زياد ، إنّ أهون ما يصنع الله جل وعز بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ من حساب الخلائق. يا زياد ، فإن وليت شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة ، والله من وراء ذلك » (14).
أسباب هذا الموقف :
يمكن أن نوعز الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هكذا موقف من قبل الإمام الكاظم عليه‌السلام وآبائه المعصومين إلى ما يلي :
أولاً : إنّ السلطات المعاصرة للأئمة عليهم‌السلام قد أمعنت في إقصائهم عن قيادة الاُمّة ، وعن أداء دورهم الرسالي الذي جعله الله تعالى حقّاً لهم ، ومارست معهم شتّى أساليب الظلم والجور والقتل والسجن وغيرها ممّا هو ثابت في صفحات التاريخ ، من هنا فإنّ التعاون مع تلك السلطات هو تعبير عن حالة الرضا عن ذلك الموقف ، وعن ممارسات الظلم التي يعاني منها غالبية الناس ، فلو لم يجد الحاكمون من يعينهم على ظلمهم وتعسّفهم لما تمادوا إلى هذا الحدّ.
ثانياً : إنّ السلطة تعتبر كياناً قائماً على الظلم والجور وبعيداً عن المنهج الإسلامي الأصيل في ممارسة الإدارة والحكم وعن أبسط مبادئ الإسلام الساميه وعقيدته السمحاء ، وعليه فإنّ العمل في أجهزتها يعبّر عن الإقرار بشرعيتها والاعتراف بأحقيّة ممارساتها.
ثالثاً : إنّ هذا الموقف هو بمثابة دعوةٍ صريحةٍ للاُمّة إلى الانفتاح على مبادئها الرسالية وتوعيتها على واقع الظلم والفساد الذي يعيشه الحكم بسبب السلوك الهزيل الذي تبنّاه الحاكمون في قيادة مسيرة الاُمّة.
استثناءات :
إلى جانب هذا الموقف نجد الإمام الكاظم عليه‌السلام أجاز في حالات استثنائية لبعض شيعته ممارسة العمل في أجهزة الدولة ، فكان من بين الذين زاولوا عمل السلطان أحد أصحابه الكبار وهو علي بن يقطين الذي تولّى ديوان الأزمّة (15) أيام المهدي ، ومنصب الوزارة أيام هارون ، وأقره الإمام الكاظم عليه‌السلام. وعبد الله ابن سنان الكوفي ، وكان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، وهو ثقة جليل لا يطعن عليه في شيء (16).
وقد أجاز عليه‌السلام ذلك لمصالح وأسباب خاصة ، منها إرساء قواعد الحقّ والعدل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمشاركة في دفع الظلم والجور عن كاهل الأبرياء من المؤمنين ، والإحسان إليهم وقضاء حوائجهم ، وتفريج الكرب عنهم ، وفك أسرهم كما هو مضمون حديث زياد بن أبي سلمة المتقدم.
وقال الإمام الكاظم عليه‌السلام : « إن قوماً يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفاً ، فهم الآمنون يوم القيامة ، إن كنت لأرى فلاناً منهم » (17). والمراد بفلان هو علي بن يقطين ، لكنه كنى عنه تقية عليه.
وعن علي بن يقطين قال : « قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : إنّ لله تبارك وتعالى مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه » (18).
وقد طلب ابن يقطين من الإمام عليه‌السلام الإذن في ترك منصبه ، فلم يأذن له ، وأجابه : « لا تفعل ، فإن لنا بك أُنساً ، ولاخوانك بك عزاً ، وعسى أن يجبر بك كسراً ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. يا علي ، كفارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم ، اضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثة ، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته وأكرمته ، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً ، ولا ينالك حد سيف أبداً ، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً. يا علي ، من سرّ مؤمناً فبالله بدأ ، وبالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثنّى ، وبنا ثلّث » (19).
٤ ـ موقفه من أصحابه ومواليه :
يؤكد الإمام عليه‌السلام على ضرورة تعزيز مبدأ الأخوة الإيمانية بين أصحابه ، ويسهم في دعمهم وقضاء حوائجهم وتحذيرهم من الفتن ، ودفعهم باتجاه التغذي بمائدة العلم والمعرفة.
أ ـ تأكيد مبدأ الاخوّة :
حرص الإمام الكاظم عليه‌السلام على تربية أصحابه تربية دينية تعكس روح الإسلام ومبادئه ، وقد مارس الإمام عليه‌السلام دور التربية والتوجيه لإعداد الجماعة الصالحة والقاعدة المؤمنة بمرجعيته الفكرية والروحية.
عن إبراهيم بن هاشم ، قال : « رأيتُ عبد الله بن جندب بالموقف ، فلم أر موقفاً أحسن من موقفه ، ما زال مادّاً يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خدّيه حتّى تبلغ الأرض ، فلمّا صدر الناس قلت له : يا أبا محمّد ، ما رأيتُ موقفاً أحسن من موقفك. قال : والله ما دعوت إلاّ لإخواني ، وذلك أنّ أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام أخبرني أنّه من دعا لأخيه بظهر الغيب نُودي من العرش : ولك مائة ألف ضعف ، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا » (20).
كما أكد الإمام الكاظم عليه‌السلام على مبادئ الإخوّة الإيمانية وإشاعة أجواء المحبة والنصيحة بعيداً عن الأنانية والاستئثار والغش والغيبة والتهمة ، وذلك من خلال جملة تعاليم إنسانية وحضارية راقية أدلى بها لأصحابه.
عن عبد المؤمن الأنصاري قال : « دخلت على الكاظم عليه‌السلام وعنده محمد بن عبد الله الجعفي ، فتبسمت في وجهه ، فقال : أتحبه ؟ فقلت : نعم ، وما أحببته إلاّ فيكم ، فقال : هو أخوك ، المؤمن أخو المؤمن لأبيه ولأمه ، ملعون من اتهم أخاه ، ملعون من غش أخاه ، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه ، ملعون ملعون من استأثر على أخيه ، ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ، ملعون ملعون من اغتاب أخاه » (21).
ويؤكد الإمام عليه‌السلام ضرورة السعي لقضاء حاجة الأخ المؤمن ومساعدته وإجارته مبيناً ثواب هذا العمل وعقاب من لا يلتزم بما يقتضيه.
عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : « سمعته يقول : من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره ، بعد أن يقدر عليه ، فقد قطع ولاية الله عز وجل » (22).
وقال عليه‌السلام : « إن لله حسنة ادخرها لثلاثة : لإمام عادل ، ومؤمن حكم أخاه في ماله ، ومن سعى لأخيه المؤمن في حاجته » (23).
وكان عليه‌السلام لا يقتصر على إصدار الأحكام القولية ، بل يسعى إلى ذلك من خلال سيرته العملية ، وخير دليل على ذلك أياديه البيضاء التي امتدت بالمساعدة إلى قطاعات واسعة من أبناء المجتمع آنذاك ، بحيث أنهم لا يعرفون من أين يأتيهم المال والطعام إلاّ بعد اعتقاله عليه‌السلام ، كما سعى بنفسه لقضاء حاجة إخوانه ، وغرس هذا المبدأ العظيم في نفوس أصحابه.
عن محمد بن سالم ، قال : « لما حمل سيدي موسى بن جعفر عليهما‌السلام إلى هارون جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي ، فقال له : يا سيدي ، قد كتب لي صك إلى الفضل بن يونس ، فسله أن يروّج أمري. قال : فركب إليه أبو الحسن عليه‌السلام فدخل عليه حاجبه ، فقال : يا سيدي ، أبو الحسن موسى بالباب ، فقال : إن كنت صادقاً فأنت حر ولك كذا وكذا ، فخرج الفضل بن يونس حافياً يعدو حتى خرج إليه فوقع على قدميه يقبلهما ، ثم سأله أن يدخل فدخل ، فقال له : اقض حاجة هشام بن إبراهيم ، فقضاها » (24).
وكان نتيجة جهود الإمام عليه‌السلام في هذا المضمار أن وجدنا في هذا الوقت رجالاً من أصحابه يقاسمون إخوانهم المال والثياب ديناراً ديناراً ودرهماً درهماً وثوباً ثوباً (25) ، لأنه عليه‌السلام كان يتابع أعمالهم بدقة في هذا الاتجاه.
ب ـ تحذيرهم من الفتن :
كان الإمام الكاظم عليه‌السلام حريصاً على تحذير أصحابه مما يتعرضون له من دسائس للإطاحة بهم ، وذلك لتفويت الفرصة على رجال السلطة من أن ينالوا من أصحابه ، فقد بعث عبد الرحمن بن الحجاج إلى هشام بن الحكم ، يأمره أن يسكت عن الخوض في الكلام ، فكف هشام عن ذلك حتى مات المهدي العباسي (26) ، وذلك في أعقاب تشديد المهدي العباسي على أهل الأهواء من الزنادقة وغيرهم (27).
وحذر الإمام عليه‌السلام علي بن يقطين أكثر من مرة ، لكونه متهماً بالولاء للإمام عليه‌السلام ومعرضاً لأقوال الوشاة وما يختلقه رجال البلاط من اتهامات ، فحدث مرة أن الرشيد أهدى إليه ثياباً أكرمه بها ، وكان من جملتها دراعة خزّ سوداء موشاة بالذهب ، فأهدى علي بن يقطين الثياب ومعها الدراعة إلى الإمام الكاظم عليه‌السلام ، ولما وصلت إلى الإمام عليه‌السلام ردّ الدراعة إلى علي بن يقطين وأمره أن يحتفظ بها ، وبعد أيام سعى بعض الوشاة إلى الرشيد ، وذكر له أن ابن يقطين يعتقد بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله ، وأنه قد حمل إليه الدراعة التي أكرمه بها ، فاستشاط الرشيد غيظاً ، فاستدعى علي بن يقطين وطلب منه إحضارها ، فلم يلبث أن جاء بها في سفط مختوم ووضعه بين يدي الرشيد ، فنظر إلى الدراعة كما هي ، فسكن غضبه وأمر أن يُضرب الساعي (28).
وكتب علي بن يقطين إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام : « اختلف في المسح على الرجلين ، فإن رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت.
فكتب أبو الحسن عليه‌السلام : الذي آمرك به أن تتمضمض ثلاثاً ، وتستنشق ثلاثاً ، وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلل شعر لحيتك ثلاثاً ، وتغسل يديك ثلاثاً ، وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ، فامتثل أمره وعمل عليه ، فقال الرشيد : أحب أن أستبرئ أمر علي بن يقطين فإنهم يقولون إنه رافضي والرافضة يخففون في الوضوء ، فلما دخل وقت الصلاة راقبه الرشيد بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، فتوضأ كما أمره الإمام عليه‌السلام ، فقام الرشيد وقال : كذب من زعم أنك رافضي ، فورد على علي ابن يقطين كتاب الإمام عليه‌السلام : توضأ من الآن كما أمر الله ، اغسل وجهك مرة فريضة والاُخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما يُخاف عليك » (29).
٥ ـ هداية الخلق :
هنا يسجل الإمام الكاظم عليه‌السلام موقفاً يمثل أحد أهم واجبات الأنبياء وأوصيائهم عليهم‌السلام باعتبارهم قادة الرسالة والمعنيين بتبليغها ، لانقاذ من أغرتهم
الدنيا وإخراجهم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم وساحل الأمان ، من خلال التأثر بسيرتهم الصالحة وبكراماتهم التي حباها لهم الله ، أو من خلال الوعظ والإرشاد ، ممّا له بالغ الأثر في هداية واستبصار الكثيرين ، وقد سجلت لنا كتب الحديث والتاريخ بعض آثار الإمام الكاظم عليه‌السلام في دعوته إلى الإصلاح والإرشاد في أوساط الأمّة المختلفة.
فعلى يده عليه‌السلام تاب بشر الحافي لأنه اجتاز على داره ببغداد ، فسمع الملاهي وأصوات الغناء والقصب تخرج من تلك الدار ، فخرجت جارية وبيدها قمامة البقل فرمت بها في الدرب ، فقال لها : « يا جارية ، صاحب هذه الدار حرّ أم عبد ؟ ، فقالت : بل حر. فقال : صدقت ، لو كان عبداً خاف من مولاه. فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر : ما أبطأك علينا ؟ فقالت : حدثني رجل بكذا وكذا ، فخرج حافياً حتى لقي مولانا الكاظم عليه‌السلام فتاب على يده » (30).
ولما انتقل الإمام عليه‌السلام إلى سجن السندي بن شاهك بأمر هارون ، تعرفت عليه أخت السندي وتأثرت بهديه وصلاحه وعبادته ، فكانت إذا نظرت إليه قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل (31). فاعتنقت فكره ومذهبه ، ولعل من آثار ذلك أن أصبح كشاجم الشاعر حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره.
ونقل ابن شهر آشوب عن كتاب الأنوار : « أن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام جارية حصيفة لها جمال ووضاءة لتخدمه في السجن ، فقال للخادم : قل له : ( بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) (32) لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها. قال : فاستطار هارون غضباً وقال : ارجع إليه وقل له : ليس برضاك حبسناك ، ولا برضاك أخدمناك. واترك الجارية عنده وانصرف ، قال : فمضى ورجع ، ثم قام هارون عن مجلسه ، وأنفذ الخادم إليه ليتفحص عن حالها ، فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها ، تقول : قدوس ، سبحانك سبحانك ! فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر بسحره عليّ بها » (33).
وهدى إلى مذهب أهل البيت عليهم‌السلام الحسن بن عبد الله ، وهو رجل زاهد معني بدينه ، وذلك بعد أن طلب منه أن يتفقّه ويطلب الحديث عن فقهاء أهل المدينة ثم يعرض عليه الحديث ، ثم جاء فقرأه عليه فأسقطه كله ، ثم طلب منه أن يسلك سبيل المعرفة ، وعرفه ما يجب عليه معرفته من منهج أهل البيت عليهم‌السلام وما أوجب الله لهم (34).
ودخل نفر من اليهود على الإمام الصادق عليه‌السلام ، وكان ولده الكاظم عليه‌السلام طفلاً في الخامسة من عمره ، فسألوا الإمام الكاظم عليه‌السلام عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران عليه‌السلام فذكرها لهم ، وسألوه عما أعطي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من الآيات التي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليهم ، فعدد عليه‌السلام نحو ستاً وعشرين آية ودلالة من دلالات نبوة خاتم الأنبياء عليهم‌السلام ، فقالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنكم الأئمة القادة والحجج من عند الله على خلقه ، فوثب أبو عبد الله عليه‌السلام فقبّل بين عينيه ، ثم كساهم أبو عبد الله عليه‌السلام ووهب لهم ، وانصرفوا مسلمين (35).
وأسلم على يده كثير من رهبان النصارى منهم راهب شامي ومعه جماعة بعد أن سائله ، ومن جملة المسائلة قال : «كيف طوبى أصلها في دار عيسى ، وعندكم في دار محمد ، وأغصانها في كل دار ؟ فقال عليه‌السلام : الشمس قد وصل ضوؤها إلى كل مكان وكل موضع ، وهي في السماء ، قال : والجنة لا ينفد طعامها وإن أكلوا منه ولا ينقص منه شيء ؟ قال : السراج في الدنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شيء ، قال : ما يؤكل ويشرب في الجنة لا يكون بولاً ولا غائطاً ؟ قال : الجنين في بطن اُمّه ، قال : أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟ فقال : إذا احتاج الإنسان إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك ، ويفعلون بمراده من غير أمر ، قال : مفاتيح الجنة من ذهب أو فضة ؟ قال : مفتاح الجنة لسان العبد لا إله إلاّ الله ، قال : صدقت » (36).
وأتاه رجل من أهل نجران من الرهبان ومعه راهبة ، فاستأذن لهما الفضل ابن سوار ، فبدأت الراهبة بالمسائل ، فسألت عن مسائل كثيرة ، كل ذلك يجيبها ، وسألها أبو إبراهيم عليه‌السلام عن أشياء لم يكن عندها فيها شيء فأسلمت ، ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة ، كل ذلك يجيبه فيها ، وسأل الراهب عن أشياء حتى انقطع الراهب ولم يكن عنده فيها شيء ، فأخبره بها ، فأسلم الراهب ، ودعا أبو إبراهيم عليه‌السلام بجبة خز وقميص قوهي وطيلسان وخف وقلنسوة فأعطاه إيّاها (37).
وأتاه رجل نصراني وهو بالعريض ، فسأله عن عدة مسائل فأجابه حتى قطع زنّاره وصليباً كان في عنقه من ذهب وأسلم فحسن إسلامه ، وتزوج امرأة من بني فهر ، وأصدقها أبو إبراهيم عليه‌السلام خمسين ديناراً من صدقة علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأخدمه وبوّأه ، وأقام حتى أخرج أبو إبراهيم إلى البصرة ، فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة (38).
وناظر بريهة النصراني هشام بن الحكم ، وكان يطلب الإسلام ويطلب من يحتج عليه ممن يقرأ كتبه ويعرف المسيح بصفاته ودلائله وآياته ، وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس ، وافتخرت به النصارى ، وكان طالباً للحق والإسلام ، وكانت معه امرأة تخدمه ، فجاب بريهة البلدان حتى جاء إلى دكان هشام في الكرخ فناظره حتى أفحم بريهة ، ثم طلب منه أن يصحبه إلى الصادق عليه‌السلام ، فلقوا موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فحكى له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال عليه‌السلام لبريهة النصراني : « كيف علمك بكتابك ؟ ، قال : أنا عالم به وبتأويله ، قال : فابتدأ موسى عليه‌السلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هكذا إلاّ المسيح ، إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، فآمن على يديه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة وحسن إيمانها ، فلزم بريهة أبا عبد الله عليه‌السلام حتى مات أبو عبد الله عليه‌السلام ، ثم لزم موسى بن جعفر عليهما‌السلام حتى مات في زمانه ، فغسله بيده وكفنه بيده ولحده بيده ، وقال : هذا حواري من حواريي المسيح ، يعرف حق الله عليه » (39).
__________________
(١) البداية والنهاية ١٠ : ١٩٧ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٣ ، نور الأبصار / الشبلنجي : ٢٠٤ ، إسعاف الراغبين / ابن الصبان : ٢٤٨ ، تذكرة الخواص : ٣٦٠ ، الفصول المهمة : ٢٢٢ ، الكامل في التاريخ ٦ : ١٦٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٧٣.
٧٣
(2) الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، الفصول المهمة : ٢٢٠.
(3) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١٤.
(4) أمالي الصدوق : ٥٩٩ / ٨٢٩.
(5) أمالي الصدوق : ٧١ / ٣٩ ، عيون أخبار الرضا ١ : ٢٩٢ / ٤٤.
(6) ربيع الأبرار / الزمخشري ٣ : ٥٥٣.
(7) سورة الأنعام : ٦ / ٣٨.
(8) سورة الأنعام : ٦ / ٨٤ ـ ٨٥.
(9) سورة آل عمران : ٣ / ٦١.
(10) عيون أخبار الرضا ١ : ٨٣.
(11) تاريخ بغداد ١٣ : ٣١.
(12) مقاتل الطالبيين : ٣٣٣ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٣ ، اعلام الورى ٢ : ٢٧.
(13) رجال الكشي : ٤٤٠ / ٨٢٨.
(14) الكافي ٥ : ١٠٩ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٣٣ / ٩٢٤.
(15) وهو ديوان استحدثه عمر بن بزيع أيام المهدي لضبط الدواوين المتعددة وتولاّه بعده علي بن يقطين. تاريخ الطبرى ٨ : ١٦٧ ، أحداث سنة ( ١٦٨ ه‍ ).
(16) رجال النجاشي : ٢١٤ ، خلاصة العلاّمة : ١٩٢.
(17) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١٤.
(18) من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٠٨ / ٤٥١ ، الكافي ٥ : ١١٢ / ٧.
(19) كتاب قضاء حقوق المؤمنين / الصوري ـ منشور في مجلة تراثنا ـ العدد ٣ الصفحة ١٨٧ ـ الحديث ٢٥.
(20) أمالي الصدوق : ٥٤٠ / ٧٢٣.
(21) اعلام الدين / الديلمي : ١٢٥.
(22) الكافي ٢ : ٣٦٦ / ٤.
(23) الكافي ٢ : ١٩٦ / ١٣.
(24) اختيار معرفة الرجال : ٥٠ / ٩٥٧.
(25) راجع الحديث في بحار الأنوار ٤٨ : ١٧٤ عن كتاب قضاء حقوق المؤمنين.
(26) رجال الكشي : ٢٢٧ / ١٣١.
(27) بحار الأنوار ٤٨ : ١٩٦.
(28) روضة الواعظين / الفتال : ٢١٣ ، اعلام الورى : ٣٠٢ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٣٤ / ٢٥ ، الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ٢١٨ ، نور الأبصار / الشبلنجي : ٢٠١.
(29) اعلام الورى : ٢٩٣ ، مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٨٨ ، الثاقب في المناقب : ٤٥١ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٣٥ / ٢٦.
(30) منهاج الكرامة / العلاّمة الحلي : ٥٨.
(31) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٢ ، تاريخ أبي الفداء ٢ : ١٥.
(32) سورة النمل : ٢٧ / ٣٦.
(33) مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٢٩٧.
(34) الكافي ١ : ٣٥٣ / ٨ ، الإرشاد ٢ : ٢٢٣.
(35) قرب الاسناد : ١٣٢ ، الخرائج والجرائح ١ : ١١١ / ١٨٦.
(36) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٨٦ ، بحار الأنوار ٤٨ : ١٠٥.
(37) الكافي ١ : ٤٨١ / ٥.
(38) الكافي ١ : ٤٧٨ / ٤.
(39) الكافي ١ : ٢٢٧ / ١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٢٦ ، التوحيد : ٢٧٠.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page