• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الخلفاء هم أئمة أهل البيت


فإن كلمة الخلفاء منه عامة غير مخصصة لفئة معينة، وتفسير أهل السنة لها بالخلفاء الأربعة تأويل من غير مصدر ولا دليل، لأن القضية أوسع من المدعى، بل إن الأدلة تنطق بعكس ذلك إذ أن الخلفاء الراشدين هم الأئمة الاثنا عشر من أهل البيت، لما ثبت من الأدلة والروايات القاطعة أن الخلفاء بعد الرسول (ص) اثنا عشر خليفة، وقد أورد القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، قال: (ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا أن الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وله وسلم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، في البخاري من ثلاثة طرق. وفي الترمذي من طريق واحد، وفي الحميدي من ثلاثة طرق.ففي البخاري عن جابر رفعه: يكون من بعدي اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها فسألت أبي: ماذا قال: قال: كلهم من قريش، وفي مسلم عن عامر بن سعد، قال: كتبت إلى ابن سمرة أخبرني بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إلي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي، يقول: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)(1).
وبعد هذا لا يمكن بأن يحتج محتج بحديث (وسنة الخلفاء..) حاملا ذلك على الخلفاء الأربعة، لهذا الروايات المتواترة التي بلغت عشرين طريق وكلها تصرح أن الخلفاء اثنا عشر خليفة، ولا يمكن أن نجد تفسيرا لهذه الروايات في الواقع الخارجي إلا في أئمة مذهب أهل البيت الإثني عشر.
فيكون الشيعة بذلك هم الفرقة الوحيدة التي جسدت معاني هذه الأحاديث بولايتهم للإمام علي (ع) ثم من بعده الحسن والحسين ثم تسع أئمة من ذرية الحسين، فيكون العدد بعد ذلك اثنا عشر إماما.
ورغم أن كلمة قريش في هذه الروايات مطلقة وغير محددة ولكن بضميمة روايات وقرائن أخرى يتبين أن المراد منه أهل البيت ذلك لوجود روايات متضافرة على إمامة أهل البيت. سنتطرق إلى بعضها في البحوث القادمة.
ويكفيكم في هذا المقام رواية (إني تارك فيكم إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)(2):
فما دام قيام الدين بولاية اثني عشر خليفة منا صرحت الروايات السابقة، وفي نفس الوقت هناك روايات تؤكد ملازمة أهل البيت للكتاب، فذلك خير دليل عل أن المقصود من (اثني عشر خليفة) هم الأئمة من أهل البيت.
وأما عبارة (كلهم من قريش) فما هي إلا تبديل وتدليس في الحديث، فوضعت حتى تتشوه الدلالة الواضحة في وجوب إتباع أل البيت، لأن العبارة الصحيحة هي (كلهم من بني هاشم) ولكن يد الغدر والخيانة تتبعت فضائل أهل البيت فأخفت منها ما استطاعت وبدلت وغيرت ما يمكن تحريفه(3).
وهذه الرواية إحدى ضحايا التغيير والتبديل، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر نوره، فقد نقل القندوزي الحنفي نفسه في ينابيع المودة: (وفي المودة العاشرة من كتاب ـ مودة القربى ـ للسيد علي الهمداني ـ قدس الله سره ـ وأفاض علينا بركاته وفتوحه عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول بعدي إثنا عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته قال: قال: كلهم من بني هاشم)(4). بل قد روى القندوزي أحاديث أكثر وضوحا من ذلك فقد روى عن عبايه بن ربعي عن جابر قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وإن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي وآخرهم القائم المهدي)(5).
ولم يجد القندوزي الحنفي بعد ذكر هذه الأحاديث. إلا أن يعترف ويقول: (إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث هذا الأئمة الإثني عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن أن نحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على إثني عشر ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك عن جابر وإخفاء صوته (صلى الله عليه وسلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن نحيله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، وحديث الكساء، فلا بد أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الإثني عشر من أهل بيته وعترته صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله. وكان علمهم عن آبائهم متصلا بجدهم صلى الله عليه وآله وسلم..)(6). فحمل الحديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) على الأئمة من أهل البيت أقرب من حملها على الخلفاء الأربعة لما تبين بأن الخلفاء من بعد الرسول (ص) إثنا عشر خليفة من بني هاشم.

____________
1- ينابيع المودة، القندوزي الحنفي ص104 ـ منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان.
2- إن عليا(ع) هو أول الأئمة الإثني عشر إنما يناقش الكاتب هنا النظريتين هل هم أربعة خلفاء أم اثنا عشر خليفة؟ من هؤلاء الإثنا عشر و إلى أين ينتمون؟
3- راجع فصل تحريف المحدثين للأحاديث.
4- المصدر السابق ص104.
5- المصدر السابق ص105.
6- المصدر السابق ص106 .

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page