فسألني : وهل أرض كربلاء المقدسة أشرف من جميع بقاع الأرض(1)حتى أرض مكة المعظمة والمدينة ، حتى يكون السجود عليها أفضل ؟(2)
فقلت : وما المانع من ذلك ؟
____________
1- راجع : بحار الأنوار للمجلسي : 98/106 ب 15 .
2- ونحن أيضاً إذا رجعنا إلى كتب السيرة والتأريخ وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ الذي لنا به أسوة حسنة ـ كان يقدس هذه التربة الشريفة حتى احتفظ بها وكان يشمها كما يشم الطيب ، وقد سلمها إلى اُمّ سلمة ، وإليك بعض الأخبار في ذلك :
1 . عن اُمّ سلمة قالت : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يمسح رأس الحسين (عليه السلام) ويبكي ؟ فقلت : ما بكاؤك ؟ فقال : إن جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء قالت : ثمّ ناولني كفاً من تراب أحمر وقال : إن هذا من تربة الأرض التي يقتل بها فمتى صار دماً فاعلمي أنه قتل ، قالت أم سلمة فوضعت التراب في قارورة عندي وكنت أقول إن يوماً يتحول فيها دماً ليوم عظيم . راجع : ذخائر العقبى ، أحمد بن عبدالله الطبري : 147 .
2 . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وعيناه تفيضان قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : قام من عندي جبرئيل (عليه السلام) قبل وحدثني أن الحسين (عليه السلام) يُقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
راجع : مسند أحمد بن حنبل : 1/85 ، مسند أبي يعلى : 1/298 ح363 ، تاريخ دمشق ، ابن عساكر : 14/187 ـ 188 ، تهذيب الكمال ، المزي : 6/407 ، ذخائر العقبى ، أحمد بن عبد الله الطبري : 148 .
3 . وروي لما أتى جبرئيل بالتربة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من موضع يهراق فيه دم أحد ولديه ولم يخبر باسمه شمها وقال : هذه رائحة ابني الحسين (عليه السلام) وبكى ! فقال : جبرئيل صدقت . وغيرها من الأحاديث ، وإن شئت المزيد في ذلك فراجع : ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري : 146 ـ 148 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي : 1/158 ـ 162 و 170 (الفصل الثامن) ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : 3/11 ـ 12 ح12 .
أرض كربلاء أشرف البقاع
- الزيارات: 1141