آل سعود
فيصل بن تركي:
تولى فيصل بن تركي الحكم بعد ابيه، ولكن محمد علي باشا لم يمهله طويلاً، فأرسل حملة كبرى الى نجد، ومعها خالد بن سعود الذي كان مع السعوديين المنفيين بمصر، فدخل جيش محمد علي نجداً، واستولى على العاصمة بلا مقاوم بعد ان فر منها فيصل، فأقام المصريون فيها خالد بن سعود حاكماً مكان فيصل، وذلك سنة 1253هـ. وكانت الحجاز لم تزل بيد محمد علي.
وسنة 1254 ظهر فيصل مع رجاله من اتباعه، وحاول طرد المصريين، ولكنه لم يفلح، ولم يجد سبيلاً الا الاستسلام، فاستسلم، ونفي الى مصر، مع من نفي فيها من السعوديين.
وبعد ان قويت شوكة محمد علي بخضوع الجزيرة العربية له بما فيها نجد والحجاز وعسير وتهامة استولى على فلسطين ولبنان وسورية، وبلغ ابواب الاستانة، ولكن الحلفاء اضطروه الى التراجع والانسحاب من البلاد التي احتلها، وتسليمها للأتراك، ما عدا مصرا، حيث منحت له ولسلالته يديرونها ادارة باشوية باسم سلطان الاستانة، وذلك سنة 1256هـ.
وفي سنة 1259. عاد فيصل من مصر الى نجد هو والأمراء السعوديون الذين نفوا اليها من قبل، وحلوا ضيوفاً في مدينة حائل شمالي نجد على اميرها ابن الرشيد، وكان من قبل تابعاً للسعوديين، بل ان فيصلاً هو الذي عينه حاكماً لحائل قبل الاحتلال المصري مكافأة له على مناصرته للقضاء على فتنة مشاري الذي قتل اباه تركياً(1) .
وقد رد له ابن الرشيد هذا الجميل، فاحتفى بفيصل، وقدم له الرجال والمال، ودعا للالتفاف حوله، واول من استجاب اهل عنزة، وزحف فيصل على الرياض بمعاونة ابن رشيد، وكان فيها امير يدعى عبدالله بن ثنيان، اقامه المصريون حين جلائهم عنها، فاسترجعها فيصل منه بعد مقاومة، وحصار دام 20 يوماً، وأسر ابن ثنيان، ثم عفا عنه.
وما استتب الأمر لفيصل، حتى شرع باسترجاع ما اخذ من السعوديين، فأخضع نجداً وعسيراً والاحساء والقطيف، ودان له بالطاعة امراء البحرين، ومسقط، وسواحل عمان.
مات فيصل بن تركي سنة 1282هـ.
____________________
(1) فيليبي ص169.