السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الناجي الموسوي / العراق
احد المخالفين يطرح سؤال ما مضمونه :
" تعترضون انتم الشيعه علينا نحن اهل السنة في مسالة الخروج على الحاكم لما يترتب على ذلك من الفساد والإضرار ولكن انتم ايضا تملكون نفس الفكره بحيث تقولون على من يرد بالقول على علمائكم بانه رد على الله عز وجل ؟ فكيف يكون رايكم حق ونحن باطل ؟ "
-----------------------------------------------------------------
بسمه تبارك و تعالى شأنه العزيز
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لا شك أن بناء خلق السماوات و الأرض من الله سبحانه على «الحق» (و هو الذي خلق السماوات و الأرض بالحق) و مدار العالم و مدار الدين و الإيمان كله على «الحق» (هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون) فالحق هو المدار و هو الملاك و هو المتبع في كل شىء (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون).
و لا شك أن «الحق» هو الذي يكون من الله (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين).
فالله تعالى هو الحق ، و هو أرسل رسوله بالحق ، و الرسول لا يقول إلا الحق ، و اتباع الرسول هو اتباع الحق ، و هو قال: "علي مع الحق و الحق مع علي ع ، يدور معه حيثما دار"
فطريق الحق واضح جدا ليس فيه شك و لا امتراء.
و كل من لم يكن في طريق الحق فسبيله باطل و ضلال ، و قوله باطل ، و عمله باطل (قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها و ما أنا عليكم بوكيل).
ثم إن الأئمة الذين وقفوا أمام الخلق يدعونهم على قسمين: أئمة يهدون الخلق بأمر الله يجب اتباعهم و لا يجوز الرد عليهم بل الرد عليهم هو الرد على الله سبحانه (و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا أليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين).
و أئمة يدعون الخلق إلى النار يجب الاجتناب عنهم و لا يجوز اتباعهم (و جعلناهم أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون).
فكل من هو في طريقة الحق و يهدي الخلق إلى الحق و إلى أئمة الحق فسبيله سبيل الحق و الرد عليه رد على الحق.
و كل من هو في طريقة الباطل و يدعو الخلق إلى الباطل و إلى أئمة الباطل فسبيله سبيل الباطل و الرد عليه رد على الباطل.
و ليس بين الحق و الباطل طريق ثالث يمكن المشى فيه (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون).