• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حرف الباء


حرف الباء


1 ـ بسم الله الرحمن الرحيم2 ـ بيضة الاسلام 3 ـ بيوت الله 4 ـ البر 5 ـ الأباحة 6 ـ براثا 7 ـ البلوغ 8 ـ التبليغ 9 ـ البهتان 10 ـ بنو اسرائيل (اليهود) 11 ـ المباهلة 12 ـ البكاء 13 ـ التبذير والاسراف 14 ـ البخل 15 ـ البدعة 16 ـ البغي 17 ـ البداء 18 ـ الباطل 19 ـ الأبتلاء 20 ـ البعثة النبوية 21 ـ البينة الشرعية 22 ـ البيع 23 ـ البيعة 24 ـ البيت الحرام (الكعبة المشرفة) 25 ـ بيعة الدار 26 ـ بعث أسامة 27 ـ براءة 28 ـ المبيت على فراش النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) 29 ـ بيعة الشجرة (الرضوان) 30 ـ بيعة النساء 31 ـ بدر الكبرى 32 ـ البينة على من ادعى واليمين على من أنكر 33 ـ الأستبراء 34 ـ بر الوالدين 35 ـ التبري والتولي 36 ـ بقرة بني اسرائيل 37 ـ ابن ـ بنت 38 ـ البرزخ 39 ـ البعث يوم القيامة 40 ـ البديهيات 41 ـ بيع الفضولي 42 ـ بيعة العقبة الاولى 43 ـ بيعة العقبة الثانية 44 ـ بيعة الغدير 45 ـ بيعة الأمام علي(عليه السلام) 46 ـ بيت الأحزان 47 ـ البيت المعمور 48 ـ الباقيات الصالحات 49 ـ البُراق 50 ـ بيت المال 51 ـ البركة 52 ـ البراهمة 53 ـ البشرى 54 ـ البقاء للقيم الخيرة 55 ـ البراءة الشرعية 56 ـ البوذية 57 ـ البهائية 58 ـ البنك اللاربوي 59 ـ بنو أمية 60 ـ بنو هاشم 61 ـ التبشير 62 ـ بنو العباس 63 ـ التبرج 64 ـ الأبرار 65 ـ البحث

* * *

حرف الباء - - موسوعة ثقافة المسلم حرف الباء - - موسوعة ثقافة المسلم
1 ـ بسم الله الرحمن الرحيم(1):
وهي جزء من كل سورة عدا سورة التوبة، ويستحب الأبتداء بها في كل امر ذي أهمية، فقد جاء في الحديث «كلُ امر ذي بال لا يُذكر بأسم الله فيه فهو أبترّ»(2)، من ذلك عند الخطابة وعند الأكل والشرب، وعند النوم والسفر قال تعالى ( وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها ) هود / 41.
ويستحب الجهر بالبسملة في الصلوات، ويجب ذكر الله عند الذباحة والصيد قال تعالى ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق ) الأنعام / 121.
إن الأبتداء باسم الله تعالى يعني الإنطلاق من مصدر الخير والرحمة والاستشعار بالحضور الألهي معنا دائماً، اننا نبدأ كل أعمالنا بذكر الله تعالى لانّه خالقنا الحقيقي الذي هو مصدر وجودنا وبه حياتنا والذي منهُ نستمد مختلف تشريعاتنا التي بدونها لا تتحقق السعادة.
أما معنى (بسم الله الرحمن الرحيم) فتعني:
الأبتداء مستعيناً باسم (الله) الذي من صفاته الرحمن الرحيم، وهما صفتان مشتقتان من الرحمة التي معناها الأفاضة والأعطاء المادي والمعنوي، سواء في الدنيا أو الآخرة، فقد ورد في تفسيرهما:
الرحمن يدل على الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمن والكافر وهو الرحمة العامة، وهذا المعنى يستعمل كثيراً في القرآن قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) طه / 5.
أما الرحيم: فيدل على النعمة الدائمة والرحمة الثابتة الباقية التي تفاض على المؤمن كما قال تعالى ( وكان بالمؤمنين رحيماً ) الأحزاب / 43.
2 ـ بيضة الاسلام(3):
بيضة الشيء بمعنى أصله ومابه وجوده، وبيضة الاسلام تعني أصله ومابه وجوده، ويتمثل ذلك في أحكام الاسلام وأمته وبلاده، وهذه الأمور تجب المحافظة عليها والدفاع عنها إذا تعرضت للعدوان سواء أكان من الداخل أو الخارج، قال تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ) البقرة / 193.
3 ـ بيوتُ الله(4):
وهي الاماكن التي أُوقفت لله تعالى بشأن العبادة لهُ فيها وفي مقدمتها المساجد، قال تعالى ( في بيوت أَذِنَ الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه ) النور / 36، ولابُدّ من احترامها والأهتمام بها واحيائها بكل الممارسات التي تُرضي الله تعالى من الصلاة والدعاء وطلب العِلم قال تعالى ( ومساجد يذكر فيها اسمه ) الحج / 40، وقد ورد في أحاديث كثيرة أن بيوت الله لا تقتصر على المساجد بل تشمل بيوت الأنبياء، والأولياء، يقول الأمام الباقر «هي بيوت الأنبياء وبيت عليٌ منها »(5).
4 ـ البِر(6):
هو التوسعة في الإنفاق في سبيل الله ومن صورهِ انفاق المال، والجهد، العلم الأخلاق، الدم، قال تعالى: ( ومما رزقناهم ينفقون ) البقرة / 3، فقد دعا الاسلام الى كل أعمال البر، فقد ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «إماطتك الأذى عن الطريق، صدقة، وإرشادك الرجل الى لطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة»(7)، والصدقة برٌ ومعروف لأنها عمل نافع يتقرب به الى الله تعالى.
وأعلى صور البر، هي التضحية بالدم حيث القتل والشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى يقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «فوق كل ذي بر برٌ حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قُتل في سبيل الله فليس فوقه بر»(8)، والحج المبرور. المقبول الذي لا يخالطه إثم ولا رياء، والبيع المبرور الذي لاغش فيه ولا خيانة(9).

5 ـ الأباحة(10):
والمباح هو ما لم يكن في فعله، ولا في تركه ذم، وذلك عند ما يكون المكلف مخيراً في الفعل أو الترك، وأسباب الأباحة هي:
أولاً: إذن الشارع: فكل مورد أذن الشارع في فعله أو التصرف فيه يصير مباحاً، كما في قوله تعالى: «كلوا واشربوا من رزق الله» البقرة / 60.
ثانياً: الأضطرار: والأضطرار موجب لأباحة الشيء المضطر إليه عقلاً
وشرعاً، قال تعالى ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) البقرة / 173.

ثالثاً: أسباب التمليك: فكل ما يوجب التمليك، يوجب الأباحة تبعاً، سواء كان تمليكاً للعين أو المنفعة أو الأنتفاع، كالهبة والصدقة، والوقف والأجارة، والعارية.
6 ـ براثا(11):
هو مسجد من المساجد الشريفة يقع في العراق غرّبي بغداد، يستحب الصلاة وطلب الحوائج فيه، صلى فيه عيسى(عليه السلام) وأمه(عليها السلام)، وابراهيم الخليل(عليه السلام).
وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية، يزعمون أن علياً مرّ بها لمّا خرج لقتال الحرورية (الخوارج) بالنهروان، وصلّى في موضع من الجامع المذكور.
قال تعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الأخر ) التوبة / 18.
7 ـ البلوغ(12):
هو المرحلة من العمر التي يكون الانسان عندها مسؤولاً عن التكاليف الاسلامية ويتحقق البلوغ بالشروط الآتية: ـ
1 ـ في الذكر: اكمال السنه الخامسة عشر الهلالية أو الاحتلام أو انبات الشعر الخشن على العانة.
2 ـ في الانثى: إكمال السنة التاسعة الهلالية أو الاحتلام او انبات الشعر الخشن على العانة.
فقد ورد عن الامام الباقر(عليه السلام) «الغلام لا يجوز امرهُ في الشراء والبيع ولا يخرج من اليتم حتى يبلغ خمس عشرة سنة او يحتلم او يُشعر أو يُنبت قبل ذلك»(13) وعن الامام الصادق(عليه السلام): «حدُّ بلوغ المرأة تسع سنين»(14).
8 ـ التبليغ(15):
هو عملية حمل الرسالة الاسلامية وايصالها الى الناس سواء أكان بالكلمة أو السلوك أو بأية وسيلة مشروعة، ولابُدّ في المبلغ ان يكون ملتزماً في نفسه واعياً لما يقولهُ حكيماً في اسلوبه كما عليه ان يكون في عمله طالباً لتحقيق مرضاة الله تعالى.
وان يكون متحملاً لما يواجهه من عناء وأذىً مشفقاً على الآخرين لا تأخذهُ في الله لومة لائم قال تعالى ( ادعُ الى سبيل ربكَ بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل / 125.
ولقد اعطى الاسلام المنزلة الرفيعة للدعاة الى الاسلام حتى ورد في الحديث قول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي(عليه السلام) «يا علي لئن يهدي الله على يديك رجلاً خيرٌ لكَ مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي»(16).
ويجدر بكل إنسان ان يُصغي لدعاة الله وان يكون رائدهُ اختيار الأحسن كما قال ربنا تعالى ( فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنهُ ) الزمر / 7.
ويحسن بالمبلغ أن يضع برنامجاً للمنطقة التي يُبلغ فيها يتناسب مع أهلها والفترة الزمنية التي من المقرر بقاؤها، نذكر لذلك هذا البرنامج مثلاً:
1 ـ صلاة الجماعة.
2 ـ المحاضرات العامة المتنوعة.
3 ـ الأسسئلة والأجوبة.
4 ـ التدريس للمواد الهامة: عقائد، فقه، تلاوة وتفسير... الخ.
5 ـ المسابقات.
6 ـ التزاور.
7 ـ قضاء الحاجات وحل المشاكل.
8 ـ الاحداث السياسية والتاريخية.
9 ـ البهتان:
هو ان يرمي الأنسان او يتهم أخاهُ بما ليس فيه، فقد ينسب الانسان العمل المحرّم للآخرين، وقد يعمل عملاً ثم يرمي به غيره(17).
وقد نهى الاسلام عن البهتان لأنهُ يؤدي الى إيذاء الآخرين وتشويه الحقائق كما يؤدي الى النزاع بين الناس قال تعالى ( ومن يكسب خطيئةً أو اثماً ثم يرمي بهِ بريئاً فقد احتمل بُهتاناً واثماً مبينا ) سورة النساء / 22. وجاء في الحديث «من بهت مؤمناً أو مؤمنة او قال فيه ما ليس فيه أقامة الله على تل من النار حتى يخرج مما فيه»(18).
10 ـ بنو إسرائيل (اليهود)(19):
إن اسرائيل التي تعني «عبد الله» وهو يعقوب بن اسحاق، واسحاق هو اخو اسماعيل ولد النبي ابراهيم(عليه السلام) وبنو اسرائيل هم اليهود، وقد عُرف اليهود بصعوبة قيادتهم وكثرة مطاليبهم، وقد بعث الله اليهم العديد من الانبياء، منهم النبي موسى(عليه السلام) الذي لقي الكثير من اذاهم فهم مرةً يطلبون منه ان يريهم الله جهرةً واخرى يعبدُ بعضهم العجل من دون الله تعالى وثالثة يكثرون السؤال عن الاوامر الموجهه اليهم يقول القرآن ( سَلّ بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءتهُ فإن الله شديد العقاب ) البقرة / 211. كما عرف اليهود بإيذائهم للنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) والتآمر عليه وعلى الاسلام والمسلمين بالرغم من سيرته الحسنة معهم، وعلمهم عن طريق كتبهم الدينية أنه هو النبي الموعود به ولم يؤمن بالرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إيماناً حقيقياً سوى أعداد قليلة، أمثال الحصين الذي سماه الرسول (عبد الله) ومخريق، وكانا من أحبار اليهود وسادتهم.
وقد عقد النبي بينه وبينهم ميثاق عندما هاجر الى المدينة ينص على التعايش السلمي وعدم الاعتداء أو التعاون مع القوى خارج المدينة ضد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين، ولكنهم نقضوا هذا الميثاق وعملوا على إثارة الفتن بين المسلمين والتعاون مع المشركين ضد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في معركة الأحزاب، مما اضطر النبي الى قتالهم وطردهم عن المدينة، كما حصل بالنسبة الى يهود بني قينقاع ويهود بني قريظة، كما تصالح مع يهود خيبر ويهود فدك على أن يدفعوا له نصف عائدات أراضيهم، وكذلك صالح يهود بني النضير.
ولا يزال اليهود مصدر الفتن والحروب في العالم، وها هم قد تجمعوا من مختلف دول العالم وبدعم من الأستعمار الأمريكي والفرنسي والبريطاني، والروسي على أرض المسلمين في فلسطين واغتصبوا بيوتهم واراضيهم وعرضوهم للقتل والتشريد، وهم يطمحون أكثر من ذلك فشعارهم «بلادك يا إسرائيل من الفرات الى النيل»، وليس أمام المسلمين من حل سوى إستخدام القوة للتخلص من هذه الغدة السرطانية كما عبّر عنها الأمام الخميني الراحل، ويقول عنهم ربنا ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )البقرة / 120.
11 ـ المبُاهلة(20):
حادث تأريخي حصل بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ووفد نجران الذي كان يمثل النصارى آنذاك في جنوب اليمن، فقد دعاهم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الى الأسلام بعد أن أقام لهم البراهين التي يعتقدون بها فلم يستجيبوا فدعاهم الى المباهلة (الملاعنة) وذلك بان ينزل الله تعالى اللعنة والعذاب على الفريق المبطل، فقبلوا بالمباهلة وحدّدوا لذلك موعداً، فخرج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومعهُ فاطمة وعلي والحسن والحسين(عليهما السلام) وهم أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، كما خرج كبار شخصيات النصارى كالعاقب والسيد، ولكنهم عندما رأوا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في اهل بيته تراجعوا وصالحوا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على دفع الجزية، يقول القرآن مشيراً الى هذا الحادث ( فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل الى الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) آل عمران / 61.
12 ـ البكاء:
هو سيلان الدمع عن حزن وعويل(21)، وله صورتان:
الاولى: البكاء الممدوح ويشمل:
أ ـ عندما يكون خوفاً من الله تعالى واشفاقاً من عذابه كما يحصل عند تلاوة القرآن أو سماعه، قال تعالى: ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً )الأسراء / 109.
ب ـ عندما يكون رقّه وعطفاً على الآخرين ممن يستحقون ذلك بسبب مظلوميتهم كالبكاء على أهل البيت(عليهم السلام) والشهداء، ومنهُ البكاء بسب العلاقة العاطفية كمن فقد عزيزاً من وَلد أو صديق ومنه البكاء على اصحاب الخدمات من ذوي البِر والاحسان، وقد ورد عن الامام الصادق(عليه السلام) «البكاؤون خمسة، آدم، ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين»(22).
الثانية: البكاء المذموم، كالبكاء على ما فاته من متاع الدنيا أوالبكاء إعتراضاً على قضاء الله تعالى، ومنه التجاوز بالبكاء عن الحد الطبيعي «الجزع».
13 ـ التبذير والأسراف:
ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ( وأت ذا القربى حقه
والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )الأسراء / 26 ـ 27، (ولاتبذر تبذيراً) ـ من أنفق في غير طاعة الله(23)، ولما سئل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عن قوله تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً ) الفرقان / 67 (من أعطى في غير حق فقد أسرف)(24).

وعلى ضوء ما تقدم يمكن القول بأن التبذير الأنفاق للمال وغيره كالعلم والجهاد في الوجوه التي لاتُرضي الله تعالى (في النوعية)، وأن الأعطاء أو الأخذ أكثر من الاستحقاق سواء في الأموال أو الدماء أو الأكل والشرب، أو ما شابه ذلك يدخل في دائرة الاسراف (في الكمية) لذا قال ربنا ( ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل ) الأعراف / 31.
وقوله ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) الأعراف / 31، يقول الشهيد الصدر(قدس سره)«الأسراف أمر نسبي يتأثر بدرجة الرخاء العام في المجتمع، فكلما كانت درجة الرخاء المألوفة عموماً أكبر كان الأسراف يعني تجاوز تلك الدرجة بصورة حادة، بينما هذه الدرجة تعتبر إسرافاً في مجتمع أقل رخاء على العموم، وأما التبذير فهو يمثل تحديداً كيفياً للتصرف إذ لا يسمح لأي فرد بأن يصرف المال في نزوات غير مقبولة واندفاعاً مع خواطر غير متزنة في العرف الاسلامي العام من قبيل أن ينفق جزءاً من أمواله في إعالة مجموعة من الكلاب أو على ألعاب رخيصة ونحو ذلك من الأغراض غير الرشيدة»(25).
14 ـ البُخل:
وهو إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه(26).
وللبخل في الاسلام عدّة صور:
الأول: عدم الأنفاق لكل ما من شأنه الانفاق مع القدرة على ذلك، جاء في الحديث عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «أبخل الناس من بخل بما إفترض الله عليه»(27)، وعنه «إن أبخل الناس من بخل بالسلام»(28).
الثاني: الكسب للمال بالحرام، حيث ور في الحديث «ان البخيل مَن كسب مالاً من غير حلّه»(29).
الثالث: الانفاق للمال في غير حقّه واليه تشير تكملة الحديث السابق: «...، وانفقه في غير حقه»(30) وقد نهى الاسلام عن البخل ودعا الى البذل والعطاء وامر بالأعتدال بين البخل والأسراف وهو ما يسمى بالكرم الذي تشير له الآية المباركة ( ولا تجعل يدكَ مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد لوماً محسورا ) الاسراء / 29.
15 ـ البِدعة: وهي ايراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة، وأصولها المتقنة(31).
وبعبارة أخرى، البدعة نسبة ما ليس من الدين الى الدين كالتطبير باسم الدين وهدم القبور، يقول الامام علي(عليه السلام) «أما أهل البِدعة فالمخالفون لأمرِ الله ولكتابهِ ورسولهِ، العاملون برأيهم وأهوائهم وان كثروا»(32).
لذا فإن مختلف المذاهب والأحزاب التي لا تعمل بتعاليم الأسلام هي من مظاهر البدعة، وعلى المسلمين رفضها ومحاربتها، وتقع هذهِ المسؤولية اولاً على العلماء فقد جاء عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله»(33).
16 ـ البغي:
وهو تجاوز الحق الى الباطل والى الشُبه(34).
ومن صور البغي نذكر:
1 ـ الخروج على التعاليم الاسلامية والتمرد عليها، يقول الأمام الصادق(عليه السلام)«أُنظر أن لا تكلمن بكلمة بغي أبداً وأن أعجبتك نفسك وعشيرتك»(35).
2 ـ الخروج على الأمام العادل الواجب الطاعة، كما خرج معاوية على الأمام علي(عليه السلام)، فقد ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد ) البقرة / 173، (الباغي: الذي يخرج على الأمام)(36).
17 ـ البَداء(37):
البداء في اللغة: ظهور الشيء عن خفاء وكتمان، أي عن وجود له سابق، لا عن عدم. واصطلاحاً عُرف بأنه إظهار أو إبداء في القضاء الموقوف، ولتوضيح ذلك نقول:
ينقسم القضاء الألهي الى قسمين: المحتوم، الموقوف (المشروط).
1 ـ القضاء المحتوم: وقد يسمى (المبرم)، ويتمثل في نوعين هما:
أ ـ القضاء الذي إختص به الله تعالى، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه.
ب ـ القضاء الذي أخبر الله تعالى أنبياءه وملائكته بانه سيقع حتماً.
2 ـ القضاء الموقوف (المشروط): وهو القضاء الذي أخبر الله تعالى أنبياءه وملائكته بأن وقوعه في الخارج موقوف على أنه لا تتعلق مشيئة الله تعالى بخلافه، أي أن وقوعه مشروط بعدم تعلق المشيئة الألهية بخلافه.
والبداء إنما يقع في القسم الثاني (القضاء الموقوف)، كما في قصة إسماعيل(عليه السلام) عندما أمر الله والده ابراهيم أن يذبحه ثم أبدله بعد ذلك بكبش، قال تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) الرعد / 39، وروي عن الأمام أبي عبد الله(عليه السلام) سُئل عن قول الله يمحو الله.. قال: إن ذلك الكتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه الذي يرد به القضاء، حتى إذا صار الى أم الكتاب لم يُغنِ الدعاء فيه شيئاً(38).
ونخلص من هذا كله أن البداء عند الأمامية هو بمعنى الأظهار عن خفاء على العبد مع علم الله المسبق لحكمة ومصلحة.
18 ـ الباطِل:
والباطل نقيض الحق، وهو ما لا ثبات له عند الفحص(39).
وهكذا فإن الباطل هو القول أو الفعل المخالف للواقع، ومن أسبابه الجهل أو الخوف أو الطمع أو الحقد أو الحسد وقد نهى الاسلام عن اتباع الباطِل أو الدعوة اليه أو السكوت عنه، وأوعد أهله بسوء العاقبة في الدُنيا والآخرة، لان في ذلك مضيعة للحق ورواج للفساد والخراب قال تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطِل وتكتموا الحق وانتم تعلمون ) البقرة / 42.
قال الامام علي(عليه السلام) «والحق طريق الجنة والباطل طريق النار وعلى كل طريق داع»(40).
19 ـ الابتلاء / البلاء:
والبلاء هو إختبار الله للعباد وهو تارة بالمسار ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا(41) قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) الأنبياء / 35، وللأبتلاء عدة ثمرات، منها:
1 ـ إظهار المراتب قال تعالى ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) محمد / 3.
2 ـ إلفات النظر بضرورة العودة الى الله، قال تعالى ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلّهم يرجعون ) الاعراف / 168.
3 ـ تمييز الخبيث من الطيب قال تعالى ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) آل عمران / 179.
4 ـ عقوبة للظالم، قال تعالى ( ولا يحسبن الذين كفروا إنما نُملي لهم خير لأنفسهم إنما نُملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ) آل عمران / 177.
5 ـ إظهار ما في النفوس، قال تعالى ( وليبتلي الله ما في نفوسكم ) آل عمران / 154.
6 ـ تكفير الذنوب والثواب: فقد ورد عن الأمام علي(عليه السلام) «الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنتهم لتسلم بها طاعتهم ويستحقوا عليها ثوابها»(42).
ويعتبر المؤمن من اكثر الناس بلاءً، لأن البلاء ينقيه من الشوائب ويرفع من درجته عند الله فقد ورد في الحديث عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «المؤمن بين خمس شداشد: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله، ونفس تنازعه، وشيطان يضله»(43)، ولكي ينجح المؤمن أمام الأبتلاء عليه أن يعمل بما يأتي(44):
أ ـ الصبر بمعنى التحمل.
ب ـ إستشعار العبودية التامة لله تعالى والرجوع اليه (إنا لله وإنا إليه راجعون).
ج ـ التأسي بتأريخ الصالحين وكيف أنهم واجهوا مختلف الأبتلاءات.
20 ـ البعثة النبوية:
لقد كانت بعثة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بن عبدالله أبرز حدث في تاريخ الأنسانية، حيث أرسله الله بالهدى ودين الحق، مبشراً ونذيراً، بعد أن عانت البشرية من الأنحراف والمآسي الشيء الكثير، فقد كانت الحياة في جزيرة العرب بوجه خاص والعالم بشكل عام تعيش التخلف والفساد وعلى مختلف الأصعدة منها:
1 ـ العقيدة: حيث عبادة الأصنام والطواغيت من البشر.
2 ـ الجانب الأجتماعي: فالناس بين السادة والعبيد، والمرأة مُهانة ومستعبدة.
3 ـ الجانب السياسي: القوي يستعبد ويستغل الضعيف والحروب تشتعل بين الفترة والأخرى.
4 ـ الجانب الأخلاقي: فالخرافات سائدة، والتقليد الأعمى للآباء في سيرتهم وأعرافهم الفاسدة.
قال تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) الجمعة / 2.
ويقول الأمام علي(عليه السلام) في وصف الفترة التي بُعث بها الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم).
«أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، واعتزام من الفتن، وانتشار من الأمور، وتلظ من الحروب، والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين إصفرار من ورقها واياس من ثمرها، واغورار من مائها، قد درست أعلام الهدى، وظهرت أعلام الردى فهي متجهمه لأهلها، عابسة في وجه طالبها، ثمرها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف»(45).
ويروى أن في السنة التي أراد الله سبحانه أن يبعث نبيه محمداً الى الناس كافة وهي سنة (610 م) كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ذهب في شهر رمضان المبارك تلك السنة الى غار حراء فجاءه جبرائيل(عليه السلام) فألقى إليه كلمة الوحي وأبلغه بأنه نبي هذه البشرية والمبعوث إليها، وتفيد الروايات أن أول آيات قرأها جبرئيل(عليه السلام) على محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) هي ( إقرأ بأسم ربك الذي خلق * خلق الأنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الأنسان ما لم يعلم ) العلق / 1 ـ 5.
وعاد فاضطجع في فراشه وتدثر ليمنح نفسه قسطاً من الراحة والأسترخاء، فجاءه الوحي مرة أخرى يأمره بالقيام، وترك الفراش والبدء بالدعوة والأنذار(46) ( يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر ) المدثر / 1 ـ 3 واتفاق الأمامية على أن مبعث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان في السابع والعشرين من رجب، وتأويل ما ورد من أنه بُعث في شهر رمضان، بأنه كانت لبعثته درجات أولها الرؤيا الصادقة(47).
21 ـ البينة الشرعية:
ورد عن الرسول قوله «إنما أقضي بينكم بالبينات والأيمان»(48).
تعتبر البينة الشرعية من إحدى طرق إثبات الدعوى، والبينة تعني الشهود، والشائع في سيرة المتشرعة أن البينة هي شهادة عدلين(49)، وفي حالات معينة إكتفت الشريعة بشاهد واحد مع اليمين كما في الدين، أو بأربعة شهداء كما في الزنا.
ويشترط في البينة (الشاهد) ما يأتي:
1 ـ البلوغ.
2 ـ العقل.
3 ـ العدالة.
4 ـ الاسلام.
5 ـ طهارة المولد.
6 ـ ألا تجر شهادته نفعاً ولا تدفع ضرراً كشهادة الشريك لشريكه.
7 ـ ألاّ يكون الشاهد ذا عداوة دنيوية مع المشهود عليه.
8 ـ أن لا يكون سائلاً بكفه(50).
22 ـ البيع(51):
قال تعالى ( وأحل الله البيع وحرم الربا ) البقرة / 275.
هو عقد بين طرفين ويتحقق بالايجاب والقبول أو بالمعاطاة فالأيجاب والقبول مثل أن يقول البائع: بعت بكذا فيقول المشتري: قبلت.
والمعاطاة: هي أن يدفع البائع البضاعة مقابل أخذ الثمن دون الحاجة الى الكلام.
وشروط المتعاقدين هي:
1 ـ البلوغ: فلا يصح بيع الصغير إلاّ إذا كانت الاشياء يسيرة.
2 ـ العقل، فلا يصح من المجنون.
3 ـ القصد، فلا يصح بيع غير القاصد كالهازل.
4 ـ الأختيار، فلا يقع البيع من المكره.
5 ـ كونهما مالكين للتصرف فلا يصح من السفيه أو المفلس.
23 ـ البَيعة(52):
هي تعهد بالالتزام، وهذا التعهد أما أن يكون ابتدائياً أو يكون تأكيداً على الألتزام بالتعهد المفروض شرعاً أو عقلاً، فمثلاً بيعة الرضوان التي بايع بها المؤمنون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على الائتمار باوامره جاءت بعد إيمانهم بطاعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فهي تأكيد لهذا التعهد.
وقد كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم بأخذ البيعة من أصحابه ليختبر مدى استعدادهم للتضحية في سبيل الاسلام أولاً وليحملهم المسؤولية التي اكدوها ببيعتهم الحسية ثانيا، قال تعالى ( ان الذين يُبايعونك إنما يبايعون الله ) الفتح / 1.
24 ـ البَيت الحرام «الكعبة المشرفة»(53):
قال تعالى ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ) المائدة / 97، ويعتبر البيت الحرام، أول بيت «مسجد» وضعه الله تعالى للعبادة في هذه الأرض، قال تعالى ( ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ) آل عمران / 96، ومن المتواتر ان الذي بنى الكعبة هو النبي ابراهيم(عليه السلام) وهي بناء مربع «مكعب» وما زالت الكعبة على بنائه حتى جددها العمالقة ثم بنو جرهم، ثم آلَ أمر الكعبة الى قصي بن كلاب أحد أجداد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)حيث هدمها وبناها فاحكم بناءها. وقبل البعثة النبوية بخمس سنين هدم السيل الكعبة فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود إختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه لتأخذ مكانها الأرقى في التأريخ فلما رأى أبو أمية المخزومي، وهو أسن قريش كلها أن الأمر سيتسع الى ما لا تحمد عُقباه، قال يا معشر قريش إجعلوا فيما تختلفون فيه اول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه، ففعلوا، فكان أول من دخل هو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فلما رأوه قالوا هذا الصادق الامين رضينا به حكماً فحكموه فيما تنازعوا فيه فقال هلّموا اليّ ثوباً فأُوتي به، فأخذ الحجر فوضعه في الثوب، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا فلما بلغوا بهِ فوضعه بيدهِ ثم بنوا عليه وانتهت الأمور بأحسن ما يرام بدون أن تقع معارك بين القبائل العربية.
ويطلق على الكعبة المشرفة كذلك بالبيت العتيق، والكعبة المعظمة هي قبلة المسلمين اينما كانوا تحيتها لمن دخلها الطواف حولها، ويجب التوجه اليها في عِدّة موارد منها الصلاة، الاحتضار، الدفن، الذبح. والكعبة المعظمة مبنية بالحجارة الزرقاء الصلبة ويبلغ إرتفاعها (16)م، وقد كانت زمن النبي أخفض منه بكثير، وطول الضلع الذي فيه الميزاب والذي قباله عشرة أمتار وعشرة سنتيمترات، وطول الضلع الذي فيه الباب والذي قبالته إثنا عشر متراً، والباب على إرتفاع مترين من الأرض، وفي الركن الذي على يسار الباب للداخل، الحجر الأسود على إرتفاع متر ونصف من أرض المطاف، والحجر الاسود حجر ثقيل بيضي الشكل غير منتظم، لونه أسود ضارب الى الحمرة، وفيه نقط حمراء، وتعاريج صفراء وهي أثر لحام القطع التي كانت تكسرت منه، قطره نحو ثلاثين سنتيمتراً.
وتسمى زوايا الكعبة من قديم أيامها بالأركان فيسمى الشمالي بالركن العراقي، والغربي بالشامي والجنوبي باليماني، والشرقي الذي فيه الحجر الاسود بالاسود، وتسمى المسافة بين الباب وركن الحجر بالملتزم لألتزام الطائف إياه في دعائه واستغاثته، وأما الميزاب على الحائط الشمالي ويسمى ميزاب الرحمة فمما أحدثه الحجاج الثقفي.
وقبالة الميزاب حائط قوسي يسمى بالحطيم، وهو قوس من البناء طرفاه الى زاويتي البيت الشمالية والغربية، ويبعدان عنهما مقدار مترين وثلاثة سنتيمترات، ويبلغ إرتفاعه متراً، وسمكه متراً ونصف المتر، وهو مبطن بالرخام المنقوش، والمسافة بين منتصف هذا القوس من داخله الى منتصف ضلع الكعبة ثمانية أمتار وأربعة وأربعين سنتيمتراً والفضاء الواقع بين الحطيم وبين حائط البيت هو المسمى بحجر اسماعيل(عليه السلام)، وقد كان يدخل منه ثلاثة أمتار تقريباً في الكعبة في بناء ابراهيم(عليه السلام)، والباقي كان زريبة لغنم هاجر وولدها، ويقال: إن هاجر واسماعيل مدفونان في الحجر.
25 ـ بيعة الدار(54):
عندما نزل قوله تعالى ( وانذر عشيرتك الاقربين ) الشعراء / 214 دعا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً(عليه السلام) وأمره أن يصنع طعاماً ويدعو له بني عبد المطلب ليكلمهم ويبلغهم ما أُمر به، فصنع عليٌ صاعاً من طعام وجعل عليه رجل شاة وملأ عساً من لبن ثم دعاهم وهم يومئذ أبعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه فيهم اعمامه، ابو طالب والحمزة والعباس وابو لهب، فأكلوا، ثم قال النبي لعلي(عليه السلام) إسق القوم فشربوا حتى رووا منهُ جميعاً، فلما أراد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ان يكلمهم بدرهُ أبو لهب فقال: لقد سحركم صاحبكم، فتفرق القوم فلم يكلمهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فامر
الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)علياً في اليوم الثاني ان يفعل كما فعل آنفاً، وبعد ان أكلوا وشربوا، قال لهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن ادعوكم، فايكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم، قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقال علي(عليه السلام): أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فأسمعوا لهُ واطيعوا».

26 ـ بعث أسامة(55):
كان ذلك في سنة (11) للهجرة، عندما أمر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بالتهؤ لغزو الروم، ودعا أُسامة بن زيد وقال له: سِرْ الى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر عليهم صباحاً وأسرع السير حتى لا تسبقك الأخبار إليهم، فإن ظفرت بهم فأقل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك، ويروى أنه لم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا وأمره بأن يشترك في تلك الغزوة.
وقد إستاء بعض الصحابة من تأمير أسامة عليهم في قيادة الجيش لصغر سنة وتثاقلوا في تنفيذ أمر الرسول بالرغم من تأكيداته المتتالية على ضرورة تسريح الجيش بقيادة أسامة، واضطر أن يخرج الى الناس ويحثهم على المسير والجهاد، وبدا عليه الأنزعاج والتصلب حينما طالبوه بأن يولي عليهم غيره، وقال لهم:
«لعمري لئن قلتم في إمارته اليوم فقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وانه لخليق بها من قبل وفي رواية مشهورة بين المحدثين أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول ويكرر: «أنفذوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة» وكان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الوقت مريضاً يشتد عليه المرض بين الفترة والأخرى.
وقد أصر النبي على إنضمام أبي بكر وعمر الى الجيش وأبقى علياً عنده، وذلك ليبتعدوا بعد وفاته عن المدينة فلا يقع منهم توثب على الأمامة، وليتم لعلي(عليه السلام) الأمر بدون منازع.
27 ـ براءة(56):
لما نزلت سورة براءة أو التوبة على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ( براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين ) التوبة / 1 دفعها الى أبي بكر لينبذ بها عهد المشركين فلما سار غير بعيد نزل جبرائيل(عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له «إن الله يقرؤك السلام ويقول لك لا يؤدي عنكَ إلاّ أنتَ أو رجلٌ منك» فاستدعى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً وقال لهُ: إركب ناقتي العضباء وألحق ابا بكر فخذ براءة من يدهِ وامض بها الى مكة وانبذ بها عهد المشركين إليهم وخيّر ابا بكر بين أن يسير مع ركبك أو يرجع اليَّ، فركب أمير المؤمنين الناقة وسار حتى لحق أبا بكر، فلما رآه فزع من لحوقه واستقبلهُ قائلاً: فيم جئتَ يا أبا الحسن أسائر انت مغي أم لغير ذلك؟ فقال له: إن رسول الله أمرني أن الحقك فأقبض منك الآيات من براءة وأنبذ بها عهد المشركين إليهم وأمرني أن أخبرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه، فقال بل ارجع اليه فعاد الى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فلما دخل عليه قال: يا رسول الله إنك اهلتني لأمر طالت الأعناق اليَّ فيه، فلما توجهت إليه رددتني عنه، مالي، انزل في قرآن فقال له النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لا، ولكن الأمين جبريل(عليه السلام) هبط إليَّ عن الله عز وجلّ بأن لا يؤدي عنكَ الاَّ أنت أو رجل منك وعليٌ مني ولا يؤدي إلاّ عليٌ، وانطلق علي في طريقه حتى بلغ مكة وعندما إجتمع الناس لأداء مناسكهم قرأ عليهم الآيات الأولى من السورة كما جاء في البداية والنهاية لأبن كثير، ونادى في الناس: «لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عهد، فعهده الى مدته».
28 ـ المبيتُ على فراش النبي(57):
بعد المعاهدة التي أبرمها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) مع الاوس والخزرج في العقبة الثانية أدركت قريش بأنه اذا إستطاع أن يفلت منهم ويلحق بأنصاره سيصبح أقوى منهم لذا إجتمع الوجوه في دار الندوة وناقشوا طرق التخلص من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فاقترح بعضهم السجن والآخر النفي وكان رأي أبي جهل بن هشام القتل على أن يشترك به من كُل عشيرة رجل حتى يضيع دمه، فنزل جبرائيل(عليه السلام)وأخبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك وأمره بالهجرة من مكة الى المدينة، قال تعالى ( واذ يمكر بكَ الذين كفروا ليثبتوّك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خيرُ الماكرين )الانفال / 30، فدعا النبي علياً وشرح له مؤامرة قريش وطلب منهُ المبيت على فراشه، فقال عليٌ أو تسلمن بمبيتي هنا يا نبي الله؟ قال نعم فتبسم علي(عليه السلام)وسجد شكراً لما أخبر بهِ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من سلامته، فإنطلق النبي الى الغار ونام عليٌ مكانه، فجاء الرجال يريدون قتل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعلوا يرمون علياً بالحجارة وهم يرون انه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعندما أصبح الصباح هجموا على فراش النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ورموه بالأحجار لينتبه بها، فكشف عن رأسه وقال: ما شأنكم، فعرفوه فاذا هو علي(عليه السلام)فقالوا لهُ اين محمد؟ قال: اجعلتموني عليه رقيباً، ألستم قلتم نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم، وقد إمتدح الله هذا الموقف من علي بقوله ( ومن الناس مَن يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) البقرة / 207.
وقال اليعقوبي في تاريخه. ان الله تعالى أوحى الى ملكين من ملائكته المقربين في تلك الليلة التي بات بها علي على فراش الرسول أني قد قضيت على أحدكما بالموت فأيكما يفدي صاحبه، فاختار كل منهما الحياة فأوحى الله إليهما هلاّ كنتما كعلي بن أبي طالب ومحمد بن عبدالله آخيت بينهما وجعلت عمر أحدهما أكثر من الآخر فاختار علي الموت وآثر محمداً بالبقاء ونام في مضجعه، إهبطا الى الأرض واحفظاه من عدوه، فهبطا يحرسانه وجبرائيل يقول: بخ بخ لك يابن أبي طالب من مثلك يباهي به الله ملائكته من فوق سبع سماوات(58).
29 ـ بيعة الشجرة «الرضوان»(59):
بعث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عثمان بن عفان الى قريش ليتفاهم معها ويوضح لهم الأهداف من توجه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه الى مكة، غير ان الغرور دفع قريشاً لألقاء القبض على عثمان وحبسه، فشاع الخبر بين أصحاب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ان عثمان قد قتُل، فتأذى الرسول وغضب، فدعا أصحابه للبيعة على القتال وتنادى أصحابه الى نصرته وبايعوه وهو جالس تحت الشجرة فسميت هذه البيعة ببيعة الشجرة وبيعة الرضوان لأن الله رضي عنها وانزل فيها قرآناً ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليه واثابهم فتحاً قريباً * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً ) الفتح / 18 ـ 19.
30 ـ بيعة النساء(60):
لما فتح رسول الله مكة بايع الرجال، ثم جاءت النساء يبايعنه، فانزل الله تعالى قوله: ( يا ايها النبي إذا جاءك المؤمنات يُبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم ) الممتحنة / 12.
31 ـ بدر الكبرى(61):
وقعت هذه المعركة في 17 / شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة قرب بئر لرجل اسمه «بدر»، وكان سبب هذه المعركة هو تعرض المسلمين لقافلة تجارية لقريش كان عليها أبو سفيان، مما دفع قريشاً لتوجيه ضربة ضد المسلمين، وكان عدد المسلمين (313) رجلاً، وعدد المشركين الف رجل وقد أعطى النبي الراية علياً وكان عمره عشرين سنة، ولما تقابل الجيشان برز شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، وعتبة بن ربيعة، وطلبوا الأكفاء، فبرز الحمزة لشيبة بن ربيعة، وبرز علي إلى الوليد بن عتبة، وبرز عبيدة بن الحارث الى عتبة بن ربيعة، وانتهت المبارزة بمقتل أبطال الشرك وشهادة عبيدة بن الحارث.
ثم إشتدت المعركة وكان لعلي(عليه السلام) وحمزة دور بطولي واضح، وقد مدّ النبي يديه الى الدعاء قائلاً: «اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» فهبت ريح عاصف على العدو، وأمدّهم الله بالملائكة ليزداد عزمهم وتصلب قلوبهم ( اذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) الأنفال / 12.
وانتهت المعركة بانهزام قوى الشرك بعد مقتل قيادته المتمثلة، بـ أبي جهل وكانت النتائج كالآتي:
1 ـ عدد القتلى من المشركين (72) وعدد الأسرى (70).
2 ـ الغنائم من الأموال وغيرها.
وكان عدد الشهداء من المسلمين (14) رجلاً ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار وفي نهاية المعركة أمر النبي بجمع الغنائم ودفن القتلى من المسلمين، كما أمر بقتلى المشركين أن يدفنوا في بئر كانت خربة، وأمر بقتل إثنين من الاسرى وهما: النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط، وفرق الأسرى بين أصحابه وأوصى بهم خيراً.
وعندما رجع الى المدينة أخرج خمس الغنائم ووزع الباقي على المقاتلين، أما الأسرى فقد تعامل معهم كالآتي:
1 ـ أطلق سراح العديد منهم مقابل دفع جزية من المال تتراوح بين (2000 الى 4000) درهم.
2 ـ منّ على بعضهم دون عوض.
3 ـ إشترط على من يعرف القراءة والكتابة أن يعلم بعض صبيان المدينة القراءة والكتابة مقابل فكه من الاسر.
32 ـ البينة على من ادّعى واليمين على مّن أنكر(62):
قاعدة فقهية، والبينة ما ينكشف بهِ من الحق، واليمين هو ان يحلف بالله تعالى، والمعنى ان على صاحب الدعوى إثبات ما يدعيه باقامة البينة، وهي تختلف بأختلاف الدعوى، ففي دعوى القتل شاهدان، وفي دعوى الزنا أربعة شهود، اما المنكر فيدفع عنه الدعوى بالحلف في حالة عدم وجود الشهود أو عند طلب المدعي ذلك منه مع إذن الحاكم الشرعي، فقد ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)«البينة على من ادعى، واليمين على من أُدعي عليه»(63).
33 ـ الاستبراء:
هو طلب البراءة، وقد استخدم في الفقه في الموارد الآتية:
1 ـ استبراء الرحم أو الفرج من دم الحيض، وذلك بأن تدخل قطنة وتتركها في موضع الدم ثم تخرجها فإن كانت نقية فقد إنقطع حيضها وإلا فلا(64).
2 ـ الاستبراء من البول، هو أن يتحرى خروج ما يحتمل بقاؤه من البول في مجراه، أو بواسطة الخرطات التسع وكيفيتها : ان يمسح بقوة مابين المقعد واصل الذكر ثلاثاً ثم يضع سبابته مثلاً تحت الذكر والابهام فوقه ويمسح بقوة مابينه الى رأسه ثلاثاً ثم يعصر رأسهُ ثلاثاً(65).
3 ـ الأستبراء من المني أي البول بعد خروج المني للتأكد من عدم وجود بقايا المني في المجرى(66).
4 ـ استبراء الحيوان الجلاّل «الآكل لعذرة الانسان» بمعنى منعه من اكلها الى ان يصل الى الاكل الطبيعي ويعتادهُ وقد ذكروا عدَداً لبعض الحيوانات وهي الأبل اربعون يوماً، البقر عشرون يوماً، الغنم عشرة أيام، البطة خمسة أيام، الدجاجة ثلاثة أيام(67).
34 ـ بر الوالدين(68):
وهو الاحسان اليهما وعدم الاساءة لهما، وذلك بمختلف الاساليب من الكلام الطيب وتقديم الخدمات لهما وعدم التعالي عليهما، وقد أمر الاسلام بالاحسان اليهما حتى اذا كان غير مؤمنين بالله قال تعالى: ( وقضى ربُّك ألاّ تعبدوا إلاّ اياه وبالوالدين إحسانا ) الاسراء / 23. ويقول ( وان جاهداك على ان تشرك بي ماليس لكَ به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) لقمان / 15.
وعلى المرء ان يُحسن لوالديه في الدُنيا وهما حيّان، وبعد موتهما بأن يقضي عنهما الصلاة أو الصيام أو الحج وان يتصدق عنهما و يستغفر لهما فمن وصايا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل من المسلمين «ووالديك فاطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين»(69)، وينبغي أن يكون الأحسان الى الام أكثر وذلك لما تتحمله من المشاق من أجل أولادها، فعن الأمام الصادق(عليه السلام): جاء رجل الى النبي فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أمك. قال: ثم مّن؟ قال: أمك. قال: ثم من أبر؟ قال: أباك(70).
35 ـ التبري والتولي(71):
التبري: هو اعلان الرفض القلبي واللساني والسلوكي لاعداء الله والاسلام والمؤمنين من الكفر والشرك والنفاق واتباعهم، والتبري من هؤلاء من علامات الايمان الواقعي قال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم واخوانكم اولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ) التوبة / 23.
وقال تعالى ( وإذ قال ابراهيم لأبيه وقومه إنني براءٌ مما تعبدون ) الزخرف / 26.
أما التولي فيعني النصرة والمتابعة لله تعالى وأحكامه وأوليائه من الأنبياء والأئمة والعلماء والمؤمنين، وهذه النصرة يجب أن تكون بالقلب واللسان والسلوك، قال تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) المائدة / 55، وقال ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة / 56، وقد ورد في زيارة عاشوراء «أتقرب الى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم»(72).
36 ـ بقرة بني إسرائيل(73):
قال تعالى: ( واذا قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعود بالله ان أكون من الجاهلين )البقرة / 67.. وقصة البقرة هي: قُتل شخص من بني إسرائيل بشكل غامض ولم يعرف القاتل، حدث بين قبائل بني اسرائيل نزاع بشأن هذه الحادثة، توجهوا الى موسى ليقضي بينهم، فما كانت الأساليب الاعتيادية لتحل هذه المشكلة، وما كان بالامكان إهمالها لوقوع الفتنة لجأ موسى بإذن الله الى طريقة اعجازية، فأمرهم أن يشتروا بقرة ولما تباطؤا شدد عليهم في أوصافها، فطلبوها فوجدوها عند فتىً من بني اسرائيل فقال: لا ابيعها الا بملء جلدها ذهباً فجاؤا الى موسى(عليه السلام) وقالوا لهُ ذلك، قال اشتروها فاشتروها وجاؤابها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضربوا الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيي المقتول وقال يارسول الله ان ابن عمي قتلني، فعلموا بذلك قاتله، فقال لرسول الله موسى(عليه السلام) بعض اصحابه: ان هذه البقرة لها نبأ فقال وماهو؟ قال: ان فتىً من بني اسرائيل كان باراً بأبيه وانه اشترى بيعاً فجاء الى أبيه والأقاليد «المفاتيح» تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع، فاستيقظ أبوه فأخبره، فقال: احسنت، هذه البقرة فهي لك عوضاً مما فاتك. فقال له رسول الله موسى(عليه السلام): انظر الى البر ما بلغ بأهله.
وقد تناولت الآيات (67 ـ 73) من سورة البقرة الحديث عن هذه القصة.
37 ـ ابن ـ بنت:
الأبن هو المولود الذكر، والبنت هي المولود الأنثى، وقد تحدثنا عن حقوقهم وواجباتهم في موضوع الأسرة فراجع، ونريد هنا ان نتحدث عن نقطتين:
الأولى: ما يختص به الأبن الأكبر:
أ ـ وجوب قضاء ما فات عن والده المتوفى من الصلاة لعذر من نوم أو نسيان ونحوهما(74).
ب ـ يختص بالحَبوة من أبيه وهي ثياب بدن أبيه وخاتمه وسيفه ومصحفه(75).
الثانية: توصية الشريعة بالعناية والمحبة للبنات اكثر من البنين من ذلك:
أ ـ عن الرسول: «إن الله تبارك وتعالى على الأناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على إمرأة بينه وبينها حرمة إلا فرّحه الله تعالى يوم القيامة»(76).
ب ـ عن الأمام الصادق(عليه السلام): «البنات حسنات والبنون نعم، والحسنات يُثاب عليها والنعم مسؤول عنها»(77).
38 ـ البرزخ(78):
ويطلق على الحياة الفاصلة بين عالم الدنيا وعالم الآخرة وفي هذه الحياة تصنف ارواح الموتى الى ثلاثة أصناف:
الأول: من محض الايمان في وادي سلام لدى النجف الأشرف.
الثاني: من محض الكفر في وادي برهوت لدى حضر موت.
الثالث: من خلط عملاً صالحاً بآخر طالح يُرجون «يُؤخرون» الى أمر الله تعالى حتى مجي القيامة الكبرى قال تعالى ( ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون )المؤمنون / 10. والصنف الأوّل ينعمون برزق الله تعالى وتنتقل ارواحهم الطاهرة هُنا وهناك قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضلهِ ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون ) آل عمران / 107.
وأما الصنف الثاني فيتعرضون لانواع العذاب قال تعالى ( النار يعرضون عليها غُذواً وعشياً ) غافر / 46.
وأما الصنف الثالث فلا نعيم ولا عذاب قال تعالى ( وآخرون مرجون لأمر الله ) التوبة / 106.
39 ـ البعث يوم القيامة(79):
وهذا إنما يتحقق بعد أن يموت الناس جميعاً وذلك بعد أن تستوفي الإنسانية الأجل المحدد لها قال تعالى ( كل مَن عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) الرحمن / 27.. فاذا صدر الامر الالهي بانبعاث الموتى من قبورهم وهو كائن قال تعالى ( فاذا نفخ في الصورِ نفخة واحدة فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون ) الحاقة / 13. عند ذلك تلتحق الاجسام بالارواح باذن الله تعالى ويجتمع الناس جميعاً فوق ارض جديدة وتحت سماء غير سمائنا قال تعالى ( يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) ابراهيم / 48.
40 ـ البديهيات(80):
وهي ما لا يحتاج في حصولهِ الى كسب ونظر وفكر، وهي ستة: ـ
الاول: ـ الأوليات: وهي قضايا يُصدق بها العقل بدون سبب خارج عن ذاتها مثل الكل اعظم من الجزء.
الثاني: ـ المشاهدات والمحسوسات: وهي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة الحس ـ والحس قسمان:
القسم الأول: ظاهر: وهو خمسة أنواع: البصر، السمع، الذوق، الشم، اللمس، كالحكم بأن هذهِ الثمرة حلوة.
القسم الثاني: باطن والقضايا المتيقن بها تسمى وجدانيات كالعلم بان لنا خوفاً والماً.
الثالث: ـ التجريبيات والمجربات: وهي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة تكرر المشاهدة منا كاحساسنا بان كل نار حارة.
الرابع: ـ المتواترات: وهي قضايا تسكن اليها النفس سكوناً يزول معه الشك ويحصل الجزم القاطع وذلك بواسطة إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب ويمتنع اتفاق خطئهم في فهم الحادثة كعلمنا بنزول القرآن على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
الخامس: ـ الحدسيات: وهي قضايا مبدأ الحكم فيها حدس من النفس قوي جداً يزول معه الشك ويذعن الذهن بمضمونها، مثل حكمنا بان القمر وسائر الكواكب مستفاد نورها من نور الشمس.
السادس: ـ الفطريات: وهي القضايا التي قياساتها معها اي أن العقل لا يصدق بها بمجرد تصور طرفيها بل لابد لها من وسط، كالحكم بان الاثنين نصف الأربعة.
وهذه القضايا الستة إنما تكون حُجة في آثارها إذا أفادت العلم القطعي لأن العلم القطعي حجيته ذاتية قال تعالى ( ولا تقفَ ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً ) الأسراء / 36.
41 ـ بيع الفضولي(81):
والفضولي هو الشخص الذي لا يمتلك التصرف، فلو باع هذا الشخص ما لا يملكه توقفت صحة البيع على رضا المالك، وفي حالة رضا المالك بعقد الفضولي، فإنَّ هذا الرضا يكشف عن صحة البيع منذ عقد الفضولي، وهذه القاعدة مطردة في كل التصرفات التي لا يحق للشخص اجراء عقدها لأنه غير مأذون فيها، فلو رهن الفضولي أو آجر عن غيره بدون إذن توقفت صحة تصرفاته على رضا المالك الحقيقي واجازته، وفي حالة عدم رضا المالك فالعقد باطل ولا يجوز للطرفين التصرف بآثاره، فقد ورد في توقيع الأمام العسكري(عليه السلام) الى الصفار «لا يجوز بيع ما ليس يملك»(82).
42 ـ بيعة العقبة الأَولى(83):
في سنة احدى عشرة من البعثة النبوية التقى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كعادته في كل موسم للحج بنفر من الخزرج قال لهم: مَن انتم؟ قالوا نفر من الخزرج قال أمِن موالي اليهود؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون أُكلمكم؟ قالوا: بلى فجلسوا معه فدعاهم الى الله تعالى وعرض عليهم الاسلام وتلا عليهم القرآن، وهنا قال بعضهم لبعض يا قوم تكلموا والله إنهُ لَلنبي الذي وعدكم بهِ اليهود فلا تسبقنكم اليه، وكان اليهود إن وقع بينهم وبين الخزرج شيء يهددونهم بمبعث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فأجابوا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيما دعاهم اليه وقالوا: انا قد تركنا قومنا وبينهم العداوة والشر فعسى الله ان يجمعنا بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ثم انصرفوا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) راجعين الى بلادهم فلما قدموا المدينة الى قومهم ذكروا لهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى إذا كان العام المُقبل وافى الموسم من الانصار إثنا عشر رجلاً فلقوه بالعقبة وهي العقبة الاولى فبايعوه على ألاّ يشرك أحدهم بالله شيئاً ولا يسرق ولا يزني ولا يقتل أولاده ولا يأتي ببهتان يفتريه بين يديه ورجليه، ولا يعصيه في معروف فان وفى في ذلك فلهُ الجنة وان غش من ذلك شيئاً فامرهُ إلى الله إن شاء عذب وان شاء غفر، فبعث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) مصعب بن عمير يقرؤهم القرآن ويعلمهم الاسلام.
43 ـ بيعة العقبة الثانية(84):
وتبدأ برجوع مصعب بن عمير الى مكة السنة الثانية بجمع من المسلمين في موسم الحج مع حجاج قومهم من اهل الشرك وقد واعدوا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وصولهم مكة، يقول كعب بن مالك «فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي تواعدنا فيها مع الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد مضى من الليل ثلثه تسللنا الى محل الموعد حتى اذا اجتمعنا عند العقبة وقد تكاملنا ثلاثة وسبعون رجلاً ومعنا أمرأتان هما نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمرو قام العباس عمّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال يا معشر الخزرج إن محمداً منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه فهو في عز من قومهِ ومنعة في بلدهِ وانه قد أبى إلا الأنحياز اليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون انكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج اليكم فمن الآن فدعوه فانه في عِز ومنعه من قومه وبلدهِ».
ثم تكلم رسول الله فتلا آيات من القرآن ورغب في الاسلام ثم قال «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون من نسائكم وأبنائكم» فاخذ البراء بن معرور بيد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال «نعم والذي بعثك بالحق نبياً لنمنعنك مما نمنع منه أُزرُنا فبايعنا يا رسول فنحن أبناء الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر.
وتكلم أبو الهيثم بن التيهان فقال «يا رسول الله ان بيننا وبين الرجال حيالاً وانا قاطعوها «يعني اليهود» فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ان ترجع الى قومك وتدعنا فتبسم رسول الله وقال: «الدم الدم، الهدم، الهدم انا معكم وانتم معي أُحارب من حاربتم وأُسالم من سالمتم»(85) فتقدم القوم ليبايعوا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فاعترضهم العباس الأنصاري قائلاً: «يا معشر الخزرج اتعلمون علام تبايعون الرجل؟ انكم تبايعون على حرب الاسود والاحمر من الناس فان كنتم ترون انكم اذا نهكت اموالكم مصيبة وأشرافكم قتلاً أسلمتموه فمن الآن فدعوه فهو والله ان فعلتم خزي الدنيا والآخرة وان كنتم ترون انكم وافون له مما دعوتموه اليه على نهكة الاموال وقتل الاشراف فخذوه فهو والله خير الدُنيا والاخرة».
فاجاب القوم إنّا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الاشراف فمالنا يا رسول الله ان نحن وفينا بذلك؟ فردّ عليهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) متبسماً قائلاً: «الجنة». ومدّوا اليه أيديهم فبسط النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يدهُ فبايعوه فلما فرغوا من البيعة قال لهم: أخرجوا اليَّ فيكم إثني عشر نقيباً ليكونوا رؤساء على قومهم فاخرجوا إثني عشر نقيباً، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأُوس.
44 ـ بيعة الغدير(86):
وبيعة الغدير نسبة الى موضع قريب من الجحفة يسمى «غدير خم» وكانت هذهِ البيعة في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة السنة العاشرة للهجرة حيث تم في هذا اليوم تنصيب علي(عليه السلام) اماماً وخليفة للمسلمين بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد أن نزل قولهُ تعالى ( يا أيها الرسول بلّغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) المائدة / 68 وكان ذلك بعد رجوع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من حجّة الوداع ونزوله مكاناً يدعى «غدير خم» وكان عدد المشاركين (120) ألف وفي هذا المكان توقف ركب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمر أن تُصنع له منصه ومرتفع من أقتاب الأبل فصعد عليها قائلاً: «إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن» ثم أخذ بيد علي(عليه السلام)فقال: «مَن كنتُ مولاه فعليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذلهُ وادر الحق معهُ كيفما دار» ثم امر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بنصب خيمة للامام علي(عليه السلام) وأخذ الناس يُبايعونهُ، وأول من قال له عمر «بخ بخ يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة).
كما قال له أبو بكر أمسيت يا بن أبي طالب مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ونزل جبرائيل بهذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً ) المائدة / 3.
وقد قام حسان بن ثابت ليؤرخ لهذه الواقعة العظيمة شعراً فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم وأكرم بالنبي مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم***فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا***ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني***رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه***فكونوا له انصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه***وكن للذي عادى علياً معادياً
45 ـ بيعة الامام علي(عليه السلام)(87):
لما قُتل عثمان بن عفان ورجع الى المسلمين أمرهم وانحلوا من كل بيعة سابقة تهافتوا على الامام علي(عليه السلام) فاجتمع المهاجرون والانصار فيهم طلحة والزبير فأتوا علياً فقالوا: هلّم نبايعك:
فقال لا حاجة لي في أمركم أنا معكم إن اخترتم فقد رضيت به فقالوا: والله ما نختار غيرك فاختلفوا إليه مراراً ثم اتوه في آخر ذلك فقالوا: انّه لا يصلح الناس الاّ بإمره وقد طال الأمر لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفياً ولا تكون الاّ عن رضى المسلمين فاجتمعوا في المسجد يهرعون إليه واوّل مَن صعد اليه يُبايعه طلحة ثم تتابع المهاجرون والانصار ثم سائر الناس فبايعوا علياً.
46 ـ بيت الأحزان(88):
جاء في بعض المرويات ان علياً بنى للسيدة فاطمة (عليها السلام) بيتاً في البقيع كانت تأوي إليه في ساعات من الليل والنهار تبكي اباها فيه سُمّي بيت الاحزان، وقد بقيت على هذه الحالة حتى شهادتها، ويروى ان الامام انما بنى لها هذا البيت بعد ان شكا أهل المدينة منها كثرة بكائها على والدها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وما كان بكاء الزهراء(عليها السلام) بهذا المقدار أمراً عاطفياً، وهي السيدة المعصومة التي قال عنها والدها المصطفى «إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(89)، بل كان شكوىً وتظاهرة سياسية لما حصل من إغتصاب الحقوق الشرعية وفي مقدمتها حق الخلافة الذي كان إغتصابه الأساس في جرّ كل الويلات على الامة الاسلامية.
47 ـ البيت المعمور(90):
هو بيت في السماء الرابعة بمحاذاة الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة، وطبقاً لبعض الروايات فإن سبعين الف ملك يزورون ذلك البيت كل يوم ولا يعودون إليه أبداً قال تعالى: ( والبيت المعمور ) الطور / 4.
48 ـ الباقيات الصالحات(91):
وتشمل كل فكرة نافعة او كلمة طيبة أو عمل صالح يأتي به الانسان بقصد التقرب لله تعالى، ومن مصاديق الباقيات الصالحات; مودة أهل البيت(عليهم السلام)وأداء الصلوات الواجبة والمستحبة وذكر الله تعالى، فإن هذه الاعمال الصالحة في الوقت الذي لها آثارها الدنيوية تكون كذلك رصيداً لآخرة الأنسان، قال تعالى ( والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخير املاً ) الكهف / 46.
49 ـ البُراق(92):
دابة ركبها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الاسراء، وُصفت بأنها فوق الحمار دون البغل سُميت بذلك لنصُوع لونها وشدّة بريقها، وقيل لسرعة حركتها تشبيهاً لها بالبرق، ويعتبر البُراق آية من آيات الله، التي لا يمكن الوصول الى أمثالها الا بالمعرفة قال تعالى: ( يا معشر الأنس والجن ان استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ولا تنفذون الا بسلطان ) الرحمن / 33.
50 ـ بيت المال(93):
هو مخزن اموال الدولة الاسلامية تجمع فيه من مصادرها المعينة: كالزكاة، الخمس، الجزية، الأنفال والخراج والضرائب الاُخرى ـ وتصرف منه في وجوهها المحددة كصيانة البلاد من الطواري، وتنظيم جهاز الدفاع والأمن، وضمان مصلحة الافراد والجماعات ورفع مستوى الحياة الدينية والثقافية والصناعية والتجارية والزراعية وما شابه ذلك، ومن وظيفة ولي أمر المسلمين المساواة في توزيع المال بينهم لأنه مال الله تعالى وهو خليفته المأمور بالعدل فيما بينهم، وقد حاول البعض أيام خلافة الأمام علي أن يقنع الأمام بضرورة المحاباة في توزيع أموال بيت المال لبعض رؤساء العشائر ليكسب دعمهم، فأبى الأمام علي ذلك وقال «أتامروني أن أطلب النصر بالجور... لو كان المال لي لسوّيتُ بينهم، فكيف والمال مال الله»(94).
51 ـ البركة(95):
وتعني الزيادة في الخير المادي والمعنوي، ومنبع البركات هو الله تعالى حيث يوسع في الخيرات المادية كالماء والغذاء والمال، والخيرات المعنوية كالامن والعلم والسعادة وتتجلى لنا هذهِ البركات من خلال ممارسات الأنبياء والصالحين، ومن خلال بعض الاماكن والأزمنة أو الاعمال التي أمرنا الله تعالى بها، قال تعالى: ( وجعلني مباركاً اينما كنتُ ) مريم / 21 وقال: ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة مباركاً وهدىً للعالمين ) آل عمران / 96. ويقول ربنا ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) الأعراف / 96، وقد كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يطُعم الجمع الكثير الطعام والشراب القليل فيأكلو حتى يشبعوا ويشربوا حتى يرووا وذلك ببركة الدعاء.
52 ـ البراهمة(96):
طائفة دينية في الهند، تنسب الى «براهما» أي اسم الله جلّ جلاله في اللغة السنسكريتيه وهو عند البراهمة الألّه الموجود بذاته، لا تدركه الحواس، وانما يدرك بالعقل، خالق الكون، لاحد له، كتابها المقدس «الفيدا» و «البورانا» ولهم تثليث مكون من: أ ـ براهما: هو الأله الخالق. ب ـ فيشنو: هو الأله الحافظ. ج ـ سيفا، هو الأله الملاشي «القوة التي تلاشي الكائنات واحداً بعد الآخر».
ويتمثل أصحاب هذه الديانة هؤلاء الآلهة على شكل إله واحد ويعتبرون هذه الاسماء صفات مختلفة له. والناس عند البراهميين أربع طبقات منغلقة على نفسها هي: 1 ـ البراهمن: وهم طبقة العلماء ورجال الدين. 2 ـ الحاتيراس: وهم الجنود وحماة الوطن. 3 ـ البانيان: وهم التجار والمزارعون. 4 ـ الودراس: وهم العمال. وكل طبقة مستقلة عن الأخرى، فلا تزاوج بينها ولا إختلاط ومن معتقداتهم:
l التناسخ: بمعنى إنتقال النفس من جسد الى آخر في هذا العالم.
l تقديس البقر وتحريم ذبحها.
l حرق الموتى، وحرق الزوجة نفسها مع زوجها الميت.
l تقديس نهر الغانج.
53 ـ البُشرى(97):
وقد وردت في النصوص الأسلامية بعدة دلالات نذكر منها:
أ ـ البشارة التي تقدمها الملائكة للمؤمنين عند الأحتضار والانتقال من هذا العالم، قال تعالى ( وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) السجدة / 30.
ب ـ الأشارة الى وعود الله بالنصر والتغلب على الاعداء، قال تعالى: ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به ) آل عمران / 126.
ج ـ المنامات الحسنة والرؤيا الصالحة التي يراها المؤمنون، ويجمع كل هذهِ المعاني قوله تعالى: ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) يونس / 64.
54 ـ البقاء للقيم الخيرة(98):
الحق والباطل في صراع دائم ولطالما إنتصر الباطل على الحق بالقوة والتضليل وشراء الضمائر، ولكن سرعان ما تتكشف الامور وتعلو مبادىء الحق، وهذا ما نجده في كلمات السيدة زينب بعد شهادة أخيها الحسين(عليه السلام) ومواجهتها للتضليل الاموي في مجلس يزيد الذي حاول ان يسدل ستاراً على الثورة الحسينية حيث خاطبته قائلة «فكد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تُميت وحينا ولا يرحض عنك عارها وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلاّ بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين»... ويقول ربنا: ( فأما الزّبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض ) الرعد / 17.
55 ـ البراءة الشرعية:
راجع كلمة (الأصول العملية) في حرف الألف.
56 ـ البوذية(99):
هي ديانة ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية في القرن الخامس قبل الميلاد وكانت بدايتها متوجهه الى العناية بالانسان كما أن فيها دعوة الى التصوف والخشونة ونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير، ولكنها لم تلبث بعد موت مؤسسها ان تحولت الى معتقدات باطلة ذات طابع وثني، مؤسسها (سرهار تاجرتاما) الملقب ببوذا (560 ق.م ـ 480 ق.م) وبوذا تعني العالِم.
ومن معتقداتهم:
ـ ان بوذا هو ابن الله، وهو المخلص للبشرية من مآسيها ويتحمل عنهم جميع خطاياهم.
ـ يؤمنون برجعة بوذا ثانية الى الارض ليعيد السلام والبركة إليها.
57 ـ البهائية(100):
فرقة من البابية، نسبة الى الميرزا حسين علي الملقب بالبهاء والمولود سنة (1243) هـ ، كان مؤسس البابية قبل قتله، كتب وصية وجعل خليفته الميرزا يحيى، وعين البهاء وكيلاً لأخيه، وكان هذا من أسباب الخلاف ووقوع القتل واستفحال الشر بين الفريقين في بعض المدن الأيرانية وبغداد.
وبعد مقتل (يحيى) بدأ البهاء ينشر دعوته، فادعى أولاً: خلافة البابية، ثم المهدوية، ثم الولاية المطلقة، فالنبوة العامة والخاصة. ثانياً: بدأ بإدعاء الربوبية الخاصة ثم الألوهية المطلقة وذلك بواسطة كتب كتبها بالفارسية والعربية منها «هفت وادي» و«الأيقان» .. وغيرها.
وجعل الأمر من بعده لولده الأكبر عباس ومن بعده لولده الثاني الميرزا محمد، وأقفل من بعده دعوى الربوبية والألوهية الى الف سنة وبعد موته وقع الشقاق بين ولديه وكانت الغلبة لعباس، ومات بعد الحرب العالمية الاولى عن عمر يقارب الثمانين عاماً.
من عقائدهم: قدسية العدد تسعة عشر الذي يعني حروف (بسم الله الرحمن الرحيم) والسنة عندهم تسعة عشر شهراً، كل شهر تسعة عشر يوماً، وهم يصومون شهراً من هذه الشهور من الشروق الى الغروب، أما صلاتهم فهي تسع ركعات، متوجهين شطر عكا حيث يرقد بها الله، وهم يحجون الى شيراز في الدار التي ولد بها محمد مؤسس البابية، ولديهم أعياد خاصة غير أعياد المسلمين، والمتأمل في أفكار هذه الفرقة لا يشك بكفرها لمخالفة أفكارها لضرورات الاسلام، قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )المائدة / 44.
58 ـ البنك اللاربوي(101):
يقوم البنك الربوي عادة بنشاطين:
الأول: القرض (التوديع) والأقراض (التسليف) بفائدة.
الثاني: الخدمات المختلفة كالتحويل والتصريف.. الخ مقابل فائدة.
وبما أن الفائدة الربوية محرمة في الاسلام قال تعالى ( أحل الله البيع وحرّم الربا ) البقرة / 275، لذا فإن المعاملة القائمة على أساس الفائدة الربوية في البنك الربوي محرمة.
وللتعويض عن البنك الربوي بالنبك اللاربوي توجد أطروحة تقوم على أساس القرض والأقتراض بعيداً عن الربا، أو التشغيل على أساس المضاربة، ودفع فائدة بعنوان الأجرة أو الجعالة بالنسبة للخدمات التي لا تخالف مبادي الاسلام، وتوضيح ذلك؟
أولاً: أطروحة البنك اللاربوي في المجتمع الاسلامي: ونشاط البنك يكون كالآتي:
أ ـ الأقراض ضمن شروط معينة ويقصد الثواب الذي حث الاسلام عليه، قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له ) الحديد / 11.
ب ـ الأقتراض من خلال ودائع التوفير والودائع المتحركة، والمراد بودائع التوفير: الأموال التي يودعها أصحابها بهدف التوفير والسحب منها متى شاؤا.
أما الودائع المتحركة: فهي المبالغ التي يودعها أصحابها بقصد أن تكون حاضرة التداول والسحب لجظة الحاجة إليها.
ج ـ التشغيل من خلال الودائع الثابتة، وهي المبالغ التي تودع لفترة محددة كستة أشهر مثلاً، فيمكن تشغيلها مضاربة ضمن شروط معينة.
د ـ أخذ الأجرة على الخدمات المختلفة التي يؤديها البنك لأنها عمل محترم.
ثانياً: أطروحة البنك اللاربوي في مجتمع لا يعيش الاسلام، ونشاط البنك يكون كالآتي:
أ ـ يجوز إعطاء الأجرة على الخدمات التي يقوم بها البنك بشرط عدم مخالفتها للاسلام.
ب ـ الأقتراض من البنك يكون على أساس الثواب لا الفائدة الربوية.
ج ـ أما الودائع فالتعامل يكون معها:
1 ـ لا يجوز أخذ الفائدة الربوية على الودائع الثابتة وانما يمكن تشغيلها بالمضاربة.
2 ـ ودائع التوفير يمكن تشغيل نسبة منها بالمضاربة لتبقى نسبة منها تغطي حاجات السحب.
3 ـ الودائع المتحركة يكون توديعها في البنك كقرض لأنه من الصعوبة تشغيلها.
أما التعامل مع البنك الربوي فيكون كالآتي(102):
إن البنوك على ثلاثة اصناف:
الأول: أهلي: وهو ما يتكون رأس ماله من شخص واحد أو أشخاص مشتركين.
الثاني: حكومي: وهو الذي تقوم الدولة بتمويله.
الثالث: مشترك: وتموله الدولة وأفراد الشعب.
وحكم التعامل مع هذه الأصناف كالآتي:
أ ـ يجوز دفع الأجرة مقابل الخدمات إذا لم تكن مخالفة لمبادي الاسلام، كما في التحويل والتصريف فلا مانع من دفع الأجرة هنا.
ب ـ حرمة التوديع مقابل فائدة ربوية.
ج ـ حرمة الأقتراض بشرط الفائدة الربوية.
هذا في البنوك الاسلامية، وأما البنوك غير الاسلامية ـ أهلية كانت أم غيرها ـ فلا يجوز الأقتراض منها مع دفع فائدة ربوية، كما يصح التوديع فيها وأخذ الفائدة الربوية ولا حرمة في دفع الأجرة مقابل الخدمات التي يقوم بها البنك إذا كانت غير مخالفة مبادي الاسلام.
أما العمل في البنوك فهو على نوعين:
1 ـ محرم: وهو عبارة عن المعاملات الربوية فلا يجوز الدخول فيها ولا الأشتراك والعامل لا يستحق الأجرة لقاء تلك الأعمال.
2 ـ سائغ (مباح) وهو عبارة عن الاُمور التي لا صلة لها بالمعاملات الربوية، فيجوز الدخول فيها وأخذ الأجرة عليها.
59 ـ بنو أمية(103):
يعتبر أبو سفيان وهو صخر بن حرب بن أمية رأس الأمويين، وكان شيخاً ضالاً لم يدخل الاسلام هو وزوجته وأولاده إلا خوفاً وذلك بعد فتح مكة، وقد عُرف أبو سفيان وزوجته هند وابنه معاوية بعدائهم للاسلام والمسلمين فقد وقف أبو سفيان ضد المسلمين في معركتي أحد والخندق، وعندما ولي عثمان الخلافة قال: «يا معشر بني أمية ان الخلافة صارت في تيم وعدي، حتى طمعت فيها، وقد صارت اليكم فتلقفوها بينكم تلقف الكرة، فوالله ما من جنة ولا نار»(104)، وكانت هند تحرض الرجال على القتال ضد المسلمين وعندما استشهد حمزة بن عبد المطلب يوم أحد شقت بطنه وقطعت أذنيه وأنفه حقداً منها عليه، وقد ولّى أبو بكر يزيد بن أبي سفيان على الشام فلما مات في عهد عمر بن الخطاب، استخلف مكانه أخاه معاوية، وفي خلافة عثمان قرب الأمويين أمثال مروان بن الحكم والوليد بن عُقبة، وأغدق عليهم الأموال حتى ثار عليه المسلمون وقتلوه.
وعندما بايع الناس الأمام علياً خليفة لهم دعا معاوية للبيعة ولكنه امتنع عن الدخول في البيعة واضطر الأمام الى حربه في صفين التي كاد الأمام أن ينتصر فيها لولا مكيدة رفع المصاحف التي توسل بها معاوية لأيقاف الحرب.
وقد شارك معاوية في إغتيال الأمام علي(عليه السلام)، وبعد شهادة الأمام علي(عليه السلام)نازع ولده الأمام الحسن(عليه السلام) الخلافة مستخدماً أساليب التضليل الأعلامي والأرهاب وتوزيع الأموال على رؤساء العشائر مما اضطر الأمام الى الهدنة مع معاوية وترك الخلافة له ضمن شروط معينة، وبعد ذلك دخل معاوية الكوفة وخطب فيهم قائلاً: «يا أهل الكوفة، أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج، وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وألي رقابكم، وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون»(105).
ثم لم يهدأ معاوية حتى خطط لقتل الأمام الحسن(عليه السلام)، كما أمر بسب الأمام علي(عليه السلام) من فوق المنابر، وكانت سياسة معاوية قائمة على التنكيل بشيعة علي(عليه السلام) حيث حاربهم في أرزاقهم وقتل خيارهم أمثال حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي وسلط الولاة القساة على المدن الاسلامية أمثال: بسر بن إرطاة، والضحاك بن قيس الفهري، كما إستخدم سلاح إحياء النزعة القبلية بين العشائر ودعا الى وضع الأحاديث التي تمدح بني أمية وتقلل من قيمة أهل البيت(عليهم السلام) وجعل الخلافة من بعده لأبنه يزيد الذي عُرف بالفسق والفجور، والذي كان من أعماله بعد هلاك معاوية، أن قتل الأمام الحسين(عليه السلام)، وقاتل أهل المدينة وأباح نساءهم لجنده، وهدم الكعبة المشرفة.. ثم توالى الحكام والولاة أمثال ابن زياد والحجاج، يقول الأمام الباقر(عليه السلام) «قتلت شيعتنا بكل بلد وقطعت الأيدي على الظنة، وكان من يذكر بحبنا والأنقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره لم يزل البلاء يشتد ويزداد الى زمن عبيد الله بن زياد قاتل الحسين(عليه السلام)، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة وأخذهم بكل ظنة وتهمة حتى ان الرجل ليقال له: زنديق أو كافر أحب من أن يقال شيعة علي»(106).
وكان الأمويون بعد يزيد سائرين على سياسة معاوية في الأرهاب وسلب خيرات الأمة وتحريف أحكام الاسلام، مما دفع الأمة للقيام بعدة ثورات ضدهم كان في مقدمتها ثورة الأمام الحسين(عليه السلام) ثم ثورة أهل المدينة، فالتوابون، فالمختار ـ وهكذا وقد أدت هذه الثورات الى طي بساط حكمهم الذي دام حوالي الثمانين سنة (41 هـ ـ 132 هـ).
إن الأمويين كما تدل سيرتهم من الأقوال والأفعال عملوا على إماتة الاسلام واحياء الجاهلية، لذا فهم ينطبق عليهم قوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) المائدة / 44.
60 ـ بنو هاشم(107):
وهم السادة الذين ينتهي نسبهم بواسطة الرجال الى هاشم، أحد أجداد النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) واسمه عمرو، وكان يقال له عمرو العلى، وسمي (هاشم) لأنه كان يهشم الخبز ويصب عليه المرق واللحم ويطعمه الناس، وكان من أحسن الناس وأجملهم، وأصطلحت قريش على أن يولى هاشم الرئاسة والسقاية والرفادة في مكة.
وهو أول من سنّ لقريش رحلتين رحة الى الحبشة ورحة الى الشام، وذلك ان تجارة قريش كانت لا تعدو مكة، وكان يأمر بحياض من أُدم فتجعل في موضع زمزم، ثم يُسقى فيها من الآبار التي بمكة، فيشرب منها الحاج، وكان إذاحضر الحج قام في قريش خطيباً فقال «يا معشر قريش إنكم جيران الله، وأهل بيته الحرام، وانه ياتيكم في هذا الموسم، زوار الله يعظمون حرمة بيته، فهم أضياف الله، فاكرموا ضيفه وزواره».
لقد فرض الله تعالى الخمس لليتامى والمساكين وابن السبيل من السادة حيث قال تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) الأنفال / 41، وحرّم عليهم الصدقات الواجبة كالزكاة وزكاة الفطرة إذا كانت من غير السادة.
وفي مقدمة بني هاشم ذرية علي(عليه السلام) وفاطمة(عليهما السلام)، الذين يجب إحترامهم وتوقيرهم بالأضافة الى أداء حقهم في الخمس، لا سيما الذين ساروا على خط جدهم المصطفى في العلم والعمل الصالح، فقد ورد عن الأمام الرضا(عليه السلام) عن أبائه عن علي(عليه السلام) قال: قال رسول الله «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة، المكرم لذريتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم، والمحب لهم بقلبه ولسانه»(108).
61 ـ التبشير(109):
حركة تتظاهر بالدعوة الى الدين المسيحي، ولكنها في الواقع ذات دوافع إستعمارية، تستهدف دول العالم لا سيما العالم الاسلامي والعربي وأفريقيا، تتظاهر هذه الحركة بأعمال البر والأحسان مقابل إدخال الناس النصرانية، فمن مشاريعهم في البر والأحسان نذكر:
1 ـ رياض الأطفال والمدارس.
2 ـ الكليات والجامعات والمعاهد.
3 ـ المستوصفات والمستشفيات.
يقول أحد المبشرين «كان التطبيب والتعليم من وسائل التبشير، ويجب أن يبقيا كذلك، أما أعمال الأحسان فيجب أن تستعمل بحكمة كيلا تذهب في غير سبيلها، يجب أن تعطى الأموال أولاً للبعداء عن الكنيسة ثم تقل تدريجاً كلما إقترب أولئك من الدخول في الكنيسة، فإذا دخلوها مُنع عنهم الاحسان مرة واحدة».
أما الأهداف الحقيقية لحركة التبشير فيمكن تلخيصها بما يأتي:
1 ـ ربط الناس ببلدانهم الأستعمارية لأستعبادهم وسرقة خيراتهم.
2 ـ التجسس لصالح بلدانهم.
3 ـ إيجاد الفرقة والفتن والحروب بين الناس لسهولة السيطرة عليهم.
4 ـ نشر الفساد والتحلل عن طريق الخمرة والأختلاط.
وقد ركزوا على البلاد الاسلامية لأبعاد المسلمين عن إسلامهم أو تشكيكهم به من خلال:
الف ـ التشكيك بشخصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول (هاربر) «إن محمداً كان في الحقيقة عابد أصنام».
ب ـ التشكيك في تعاليم الاسلام، يقول جب «ان المسلمين قد حكموا على المرأة بأن تبقى جاهلة».
لقد روجوا الأفكار الجاهلية ودعوا إلا الى إحلال القومية محل الاسلام، وسعوا الى تحكيم الأقلية مقابل الأكثرية..، وهكذا وجد الأستعمار الأمريكي والبريطاني والفرنسي، وكذا الصهيونية وغيرهم، وجدوا من التبشير، بل صنعوا من التبشير وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية والأقتصادية... لذا يجب على المسلمين وقادتهم الحذر من هذه الحركة بالتصدي لكل مظاهرها ونواياها الخبيثة قال تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولانصير ) البقرة / 120.
62 ـ بنو العباس(110):
الذين ينتهُون في نسبهم الى العباس بن عبد المطلب (عمّ النبيّ) ويذكر أهل السيرة أنه حين اضطربت أمور بني أمية إجتمع بنو الحسن(عليه السلام) وبنو العباس، وعقدوا البيعة لمحمد بن عبد الله بن الحسن، وكان فيما بايعه السفاح والمنصور، وكان العباسيون يعملون بإسم العلويين في الظاهر، ويكتمون الدعوة لهم سراً، ولما تلاشت الدولة الأموية تحت ضربات العلويين إستخلف العباسيون السفاح وأعطوا ظهرهم للعلويين وشيعتهم، ثم جاء من بعده المنصور، الذي جمع أبناء الحسن وأمر بجعل القيود والسلاسل في أرجلهم وأعناقهم وحملهم في محامل مكشوفة وبغير وطاء، ثم أودعهم مكاناً تحت الأرض لا يعرفون فيه الليل من النهار، وأشكلت أوقات الصلاة عليهم فجزؤا القرآن خمسة أجزاء فكانوا يُصلون على فراغ كل واحد من جزئه، وكانوا يقضون الحاجة الضرورية في مواضعهم، فاشتدت عليهم الرائحة وتورمت أجسادهم، ولا يزال الورم يصعد من القدم حتى يبلغ الفؤاد فيموت صاحبه مرضاً وعطشاً وجوعاً.
لقد كانت سيرة الحكام من بني العباس أمثال «السفاح، المنصور، الهادي، المهدي، الرشيد، المتوكل، المستعصم، الخ» مليئة بالظلم والطغيان، عامرة بالخمور والطرب، فاسحة المجال للفرق والمذاهب المناوءة للاسلام...، وقد جندّ العباسيون قوتهم لمحاربة أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم، فلاقى الأئمة المعصومون منهم الحصار والسجن والقتل بالسم، كما تعرض الشيعة الى شتى أنواع الأضطهاد والتصفية، فمن الضرب على الأعين حتى تسيل ، الى هدم البيوت على الأحياء، الى رصفهم مع الأحجار في الجدران، الى تسميمهم بالفضلات والقذرات.
فقد قتل المنصور من أبناء عليّ وفاطمة(عليه السلام) ألفاً أو يزيدون، وقتل من شيعتهم ما لا يعد ولا يُحصى.. وقد قتل الرشيد في ليلة واحدة ستين علوياً، وهذا المتوكل العباسي لم يكتف بتنكيل الأحياء حتى إعتدى على قبور الأموات، فهدم قبر الأمام الحسين(عليه السلام)، وما حوله من المنازل والدور ومنع الناس من زيارته. كل هذه الأعمال الجائرة وغيرها كانوا يعملونها مع أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم ولم يراعوا حرمة القرابة ولا حرمة الدين وقد قاد العلويون عدة ثورات وانتفاضات بوجه بني العباس جوبهت من قبلهم بالعنف والقسوة وفعلوا معهم أضعاف ما كان يفعله الأمويون مع أهل البيت وشيعتهم واستمرت دولتهم الغاشمة حتى نهاية (656 هـ)، فكانوا ممن عناهم الله تعالى بقوله: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) محمد / 22.
63 ـ التبرج(111):
يقال: تبرجت المرأة: إذا أظهرت زينتها ومحاسنهالغير زوجها(112).
قال تعالى ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) الأحزاب / 33.
كانت ظاهرة تبرج النساء ولا تزال من الظواهر الأجتماعية التي يعمل على إشاعتها من يريد إستغلال المرأة ومصادرة أنوثتها والأستفادة منها كسلعة أو واجهة لتسيير مصلحة المعمل أو المصنع وبدعوى حرية المرأة أو مساواتها مع الرجل أو ما شابه ذلك وقد إختلفت الأمم بمقدار ما تسمح به للمرأة من إظهار مفاتنها ونوع الزينة التي تظهرها أمام الناس، ففي الجاهلية التي سبقت ظهور الاسلام كانت المراة تتبرج بإظهار رأسها وجزء من صدرها ونحرها مع قلادتها وأقراطها... أما في عصرنا فالنساء كاسيات عاريات، ومساحيق الزينة وملابس الزينة الضيقة والشفافة والتي لا تتجاوز الركبتين هي السائدة، بل هناك أماكن خاصة تسمى بنوادي العراة، فضلاً عن المسابح والمحلات المعينة لعرض النساء عاريات.
لقد حذر الاسلام من السماح للمرأة بالتبرج أمام الأجانب لما في ذلك من إثارة شهوة الرجال وبالتالي وقوع الزنا الذي من شأنه تهديد كيان الأسرة واشاعة الشذوذ الجنسي فالتعرض للأصابة بالأمراض الخطرة، ناهيك عن استخدام الحبوب لأجهاض حالات الحمل، ثم الضياع والحرمان للأطفال الذي تكتب لهم الحياة من أولاد الزنا والذين يفقدون الحنان الأبوي ويمنون بالعقد النفسية.
ولم يكتفِ الاسلام من أجل صيانة كل من المرأة والرجل عن الأنحراف الجنسي بمنع التبرج وإنما منع كل المقدمات التي من شأنها الفتنة الجنسية، من ذلك اللمس أو النظر بشهوة، قال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) النور / 30 ـ 31، ومن ذلك الكلام الرقيق المغري قال تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) الاحزاب / 32، ومن ذلك مظاهر الزينة المختلفة المثيرة، بل وحتى حركة الزينة المثيرة، قال تعالى ( ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) النور / 30 وقال ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) النور / 30.. ولهذا وغيره أمر الاسلام بالحجاب أمام الأجانب، وسمح للمرأة بالتبرج في بيتها وأمام زوجها. راجع كلمة (الحجاب في حرف الحاء).
64 ـ الأبرار(113):
والأبرار جمع برَ ـ بفتح الباء ـ من البر وهو الأحسان، ويتحصل معناه في أن يحسن الانسان في عمله من غير أن يريد به نفعاً يرجع اليه من جزاء أو شكور، فهو يريد الخير لأنه خير لا لان فيه نفعاً يرجع الى نفسه وان كرهت نفسه ذلك فيصبر على مر مخالفة نفسه فيما يريده، ويعمل العمل في نفسه كالوفاء بالنذر، أو لأن فيه خيراً لغيره كإطعام الطعام للمستحقين من عبيد الله، إذ لاخير في عمل ولاصلاح إلا بالأيمان بالله ورسوله واليوم الآخر.
ومن أبرز مصاديق الأبرار أهل البيت (عليهم السلام)، الذين تحدث القرآن والسيرة عن أعمالهم الخيرة، من ذلك وفاؤهم بالنذر، وإطعامهم الطعام للمحتاجين مع حاجتهم إليه، واليك توضيح هذين المفردتين:
قالوا مرض الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام) فعادهما جدهما ووجوه العرب، وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة وكذلك فضة، فبرء الحسن(عليه السلام)والحسين(عليه السلام)، وكان عند فاطمة شعير فجعلوه عصيدة فلما أنضجوها ووصعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال: رحمكم الله فقام علي(عليه السلام) فأعطاه ثلثها فلم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم رحمكم الله فقام علي(عليه السلام)فأعطاه الثلث ثم جاء اسير فقال: رحمكم الله فأعطاه علي(عليه السلام)الثلث الباقي، ولم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم اتى علي(عليه السلام) ومعه الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام) الى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وبهما ضعف فبكى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ونزل جبرائيل بسورة هل أتى، وعن الأمام الصادق(عليه السلام)وهي جاريه في كل من فعل ذلك لله عزوجل، والآيات المرتبطة بالحادث تبدأ بقوله تعالى (ان الأبرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا) الى قوله تعالى (ان هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورا).
65 ـ البحث(114):
ويطلق على «بذل الجهد في موضوع ما، وجمع المسائل التي تصل به»
والحديث عن موضوع البحث يتضمن النقاط الآتية:
l أنواع البحث:
1 ـ البحث النظري: هو نشاط ذهني هدفه العلم والمعرفة ويقابل العملي، ويمكن القول بأن البحث النظري هو الذي يعتمد المنهج العقلي أو المنهج النقلي.
2 ـ البحث العملي: وهو البحث الذي يعتمد المنهج التجريبي، ومن أهم وسائله المعمل او المختبر، وينقسم البحث العملي الى قسمين:
الأول: البحث المعملي: وهو الذي تجري تجاربه داخل المختبر أو المكتبة أو العيادة ويعتمد فيه على التجربة.
الثاني: البحث الميداني: هو دراسة الكائنات الحية في بيئاتها المعتادة، أو ما تجمع بياناته خارج المختبر والمكتبة والعيادة، ويعتمد فيه على الملاحظة.
3 ـ البحث المعياري: والعلوم المعيارية، هي العلوم التي تتجاوز دراستها وصف ماهو كائن الى دراسة ماينبغي ان يكون مثل المنطق والأخلاق.
4 ـ البحث الوصفي او الوضعي: وهو الذي يدرس ماهو كائن، أي يقتصر على تفسير الواقع دونما تقييم أو تقويم وفق المقاييس الفكرية، والمعايير العقلية، كعلم السياسية والأقتصاد.
l أسلوب البحث:
وهو عبارة عن طريقة التعبير، وينقسم الى ثلاثة أقسام:
1 ـ الأسلوب الخطابي: فن التعبير عن الأشياء بحيث أن السامعين يصغون الى مايقوله المتكلم في موقف يختلف عن المجالس المألوفه في الحياة اليومية، وهذا يتوقف على مؤهلات الخطيب الذهنية والجسمية والأخلاقية، وصفات أخرى من الصدق وقوة الحجة والمعرفة بمن يخطب فيهم، من ذلك ما ورد عن الأمام علي(عليه السلام) في باب الجهاد « فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولاتغيرون وتغزون ولاتغزون، ويعصى الله وترضون»(115)
2 ـ الأسلوب الأدبي: هو مجموع الأثار النثرية والشعرية المتميزة بجمال الشكل أو الصياغة، والمعبرة عن فكرات ذات قيمة باقية من ذلك ماورد عن الأمام الحسين(عليه السلام)«خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة».
3 ـ الأسلوب العلمي: هو الشكل أو الصورة اللفظية التي تصاغ فيها المادة العلمية أو المضمون الفكري، وينبغي فيه الألتزام باللغة العلمية، مع الوضوح ومراعاة مستوى المخاطب قارئاً كان أو سامعاً من ذلك ماورد في تحديد «العدالة: هي الاستقامة في العمل، وتتحقق بترك المحرقات وفعل الواجبات»(116)
l صفات الباحث: وهي:
1 ـ المعرفة العلمية: الألمام بشكل وافي بموضوع بحثه.
2 ـ المنهجية: أن يكون عارفاً بأصول المنهج العلمي العام وقواعد المنهج العلمي الخاص، بما يناسب موضوع بحثه.
3 ـ الوضوح: ويراد به أن يكون الباحث واضحاً في:
أ- الهدف في البحث.
ب ـ خطوات البحث.
جـ ـ نتائج البحث.
4 ـ الأمانة في النقل: وذلك فيما ينقله من النصوص والأراء.
5 ـ الموضوعية: بمعنى أن يتجرد الباحث عن إعتباراته الشخصية، والتأثيرات الخارجية وينظر للأشياء على حقائقها ويلتزم بنتائج البحث.
6 ـ إختيار البحث المناسب بحاجة أهل زمانه.
l خطوات البحث: وتشمل:
1 ـ تحديد عنوان البحث.
2 ـ وضع قائمة بمصادر البحث من الكتب والمجلات.
3 ـ قراءة المصادر وجمع المعلومات المرتبطة بالبحث.
4 ـ تبويب البحث «المسودة» من حيث:
أ - المقدمة ب ـ فصول البحث جـ ـ الهوامش د ـ المصادر هــ الفهرس.
5 ـ إعادة كتابة المسودة أو طباعتها «المبيضة».
--------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) الطباطبائي محمد حسين / الميزان في تفسير القرآن: 1/18 ـ 19.
( 2 ) الحر العاملي / الوسائل: 4/1194.
( 3 ) مغنية محمد جواد / فقه الأمام جعفر الصادق(عليه السلام): 2/263.
( 4 ) الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 11/96.
( 5 ) الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل;
نقلاً عن تفسير نور الثقلين: 3/607.
( 6 ) الطباطبائي / الميزان: 1/44.
( 7 ) ( 3 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/1279 ـ 1512.
( 9 ) الموسوعة الفقهية الكويتية: 8/62.
( 10 ) الأنصاري محمد علي / الموسوعة الفقهية الميسرة: 431 ـ 432.
( 11 ) القمي عباس / سفينة البحار: 1/258 ـ 259.
( 12 ) الصدر محمد باقر / الفتاوى الواضحة: 29.
( 13 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/296.
( 14 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 2/296.
( 15 ) مؤسسة البلاغ / مناهج المبلغين.
قراءتي محسن / التبليغ الاسلامي.
( 16 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 4/3443.
( 17 ) ( 2 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/314.
( 19 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 379، 513، 547، 559.
مغنية محمد جواد / اسرائيليات القرآن: 40.
( 20 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 301 ـ 302.
الفيروز آبادي / فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/290 ـ 296.
( 21 ) الأصفهاني الراغب / معجم مفردات الفاظ القرآن: 56.
( 22 ) القمي عباس / سفينة البحار: 1/355.
( 23 ) و ( 2 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/246، 2/1295.
( 25 ) الصدر محمد باقر / الاسلام يقود الحياة: 113 ـ 114.
( 26 ) الأصفهاني / معجم مفردات الفاظ القرآن: 35.
( 27 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/333.
( 28 ) و ( 3 ) و ( 4 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/234 ، 233.
( 31 ) الأصفهاني الراغب / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 36.
( 32 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/236.
( 33 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/238.
( 34 ) الأصفهاني الراغب / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 53.
( 35 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/278، 280.
( 36 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/278، 280.
( 37 ) الخوئي أبو القاسم / البيان في تفسير القرآن: 386 ـ 393 بتصرف.
( 38 ) الخوئي أبو القاسم / نقلاً عن البحار: 2/139.
( 39 ) الأصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 48.
( 40 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/268.
( 41 ) الأصفهاني / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 59.
( 42 ) ( 2 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 1/306 ـ 302.
( 44 ) الشيرازي ناصر / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 1/390 ـ 391.
( 45 ) الصالح د. صبحي / نهج البلاغة: 121 ـ 122.
( 46 ) مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله وأهل بيته: 1/54 ـ 55.
( 47 ) القمي الشيخ عباس / سفينة البحار: 1/330.
( 48 ) الحر العاملي / الوسائل: 18/169.
( 49 ) الصدر محمد باقر / بحوث في العروة الوثقى: 2/91.
( 50 ) الأيرواني محمد باقر / دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي: 2/419.
( 51 ) الخميني / زبدة الاحكام: 140 ـ 143.
( 52 ) الشيرازي ناصر / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 16/423 ـ 429.
( 53 ) الطباطبائي محمد حسين / الميزان: 3/358 ـ 363.
الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 69 ـ 76.
( 54 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): 129 ـ 130;
الفيروز آبادي / فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/380 ـ 384.
( 55 ) ابن سعد / الطبقات: 2/189 ـ 192.
الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 705 ـ 710.
( 56 ) الطباطبائي / الميزان: 9/162 ـ 165.
الحسني هاشم معروف / سيرة الأئمة الاثني عشر: 1/243 ـ 244.
( 57 ) الحسني هاشم معروف / سيرة الأئمة الأثني عشر: 1/164 ـ 167.
( 58 ) اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي: 2/29.
( 59 ) مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله وأهل بيته: 1/150.
( 60 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 231 ـ 232.
( 61 ) الحسني هاشم معروف : سير المصطفى: 331 ـ 336.
الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 5/336 ـ 348.
اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي: 2/45.
( 62 ) المصطفوي محمد كاظم / القواعد: 78.
( 63 ) الحر العاملي / الوسائل: 18/170.
( 64 ) الأنصاري محمد علي / الموسوعة الفقهية الميسرة: 2/208.
الخوئي أبو القاسم : المسائل المنتخبة: 27.
( 65 ) الخميني روح الله / زبدة الاحكام: 9، 20، 44.
( 66 ) الخميني روح الله / زبدة الاحكام: 9، 20، 44.
( 67 ) الخميني روح الله / زبدة الاحكام: 9، 20، 44.
( 68 ) الصدر مهدي / أخلاق أهل البيت(عليهم السلام): 350 ـ 355.
( 69 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 4/3675، 3675.
( 70 ) الري شهري محمد / ميزان الحكمة: 4/3675، 3675.
( 71 ) الأصفهاني الراغب / معجم مفردات ألفاظ القرآن: 38، 570.
( 72 ) القمي عباس / مفاتيح الجنان: 457.
( 73 ) الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 1/231.
( 74 ) الخميني روح الله / زبدة الأحكام: 70، 222.
( 75 ) الخميني روح الله / زبدة الأحكام: 70، 222.
( 76 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2/3672 ـ 3673.
( 77 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 2/3672 ـ 3673.
( 78 ) النفاخ السيد حسن / دروس في العقيدة والأخلاق: 193 ـ 194.
( 79 ) النفاخ حسن / دروس في العقيدة والاخلاق: 195.
( 80 ) المظفر محمد رضا / المنطق: 3/282 ـ 289.
( 81 ) الخميني روح الله / تحرير الوسيلة: 1/509 ـ 510.
( 82 ) الأنصاري الشيخ مرتضى / كتاب المكاسب: 1/479.
( 83 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 229 ـ 231.
ابن هشام / السيرة النبوية: 2/56 ـ 58.
( 84 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 232 ـ 236.
ابن هشام / السيرة النبوية: 2/61 ـ 64.
( 85 ) «كانت العرب تقول عند عقد الحلف والجوار، دمي دمك وهدمي هدمك، أي: ما هدمت من الدماء هدمته أنا».
( 86 ) الحسني هاشم معروف / سيرة المصطفى: 693 ـ 702.
القمي عباس / سفينة البحار: 6/604 ـ 606.
الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 2/79 ـ 85.
الفيروز آبادي / فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/239 ـ 399.
( 87 ) الحسني هاشم معروف / سيرة الأئمة الأثني عشر: 1/390 ـ 204.
( 88 ) القمي عباس / بيت الاحزان: 237 ـ 238.
( 89 ) الري شهري / ميزان الحكمة: 1/150.
( 90 ) القمي عباس / سفينة البحار: 1/425.
( 91 ) الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 9/253.
( 92 ) القمي عباس / سفينة البحار: 1/272 ـ 273.
( 93 ) العجوز احمد محي الدين / مناهج الشريعة الاسلامية: 2/136.
( 94 ) نهج البلاغة: 183.
( 95 ) القمي عباس / سفينة البحار: 1/275 ـ 279.
( 96 ) د. حسين علي أحمد / قاموس المذاهب والأديان / 50 ـ 51.
وجدي محمد فريد / دائرة معارف القرن العشرين: 2 / 154 ـ 155.
( 97 ) الشيرازي ناصر مكارم / الامثل في تفسير كتاب الله المنزل: 6/336.
( 98 ) المقرم عبدالرزاق / مقتل الحسين: 464.
( 99 ) الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب المعاصرة: 107 ـ 111.
( 100 ) الأمين شريف يحيى / معجم الفرق الاسلامية: 61 ـ 62.
( 101 ) الصدر محمد باقر / البنك اللاربوي في الاسلام: 8 ـ 74.
الصدر محمد باقر / الاسلام يقود الحياة: 211 ـ 230.
( 102 ) الخوئي أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 398 ـ 411.
( 103 ) القمي عباس / سفينة البحار: 4،6/193،716.
شمس الدين محمد مهدي / ثورة الحسين: 66 ـ 130.
( 104 ) الأصفهاني / الأغاني: 6/371.
( 105 ) ابن الأثير / الكامل: 6/220.
( 106 ) ابن ابي الحديد / شرح النهج: 3/15.
( 107 ) اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي: ص441 ـ 443.
الخوئي أبو القاسم / المسائل المنتخبة: 217 ـ 205.
( 108 ) المجلسي / البحار: 2/57.
( 109 ) خالدي د.مصطفى وفروخ د. عمر. التبشير والاستعمار.
( 110 ) مغنية محمد جواد / الشيعة والحاكمون: 135 ـ 170.
الحسني هاشم معروف / الأنتفاضات الشيعية;
مؤسسة البلاغ / سيرة رسول الله وأهل بيته: 2/378 ـ 392.
اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي: 2/350.
( 111 ) الشيرازي ناصر مكارم / الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 13/228.
القرشي باقر شريف / النظام التربوي في الاسلام: 92 ـ 94.
د. جليل علي لفتة / المرأة بين الجاهلية المعاصرة والاسلام: 69 ـ 82.
( 112 ) المعجم الوسيط: 46.
( 113 ) الطباطبائي / الميزان: 20/124.
الطبري / مجمع البيان: 1/611 ـ 612.
( 114 ) الفضلي / أصول البحث: 11، 191، 193، 204 ـ 212، 239 ـ 243، 253 ـ 257، 266 ـ 270.
نهج البلاغة / الخطبة:27.
( 115 ) نهج البلاغة / الخطبة رقم: 27.
( 116 ) الخوئي / المسائل المنتخبة: 9.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page