اليوم الخامس ولادة الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام
ولد الإمام زين العابدين(عليه السلام) في المدينة في اليوم الخامس من شعبان سنة (36 هـ)[1] يوم فتح البصرة، حيث إنّ الإمام علي(عليه السلام) لم ينتقل بعد بعاصمته من المدينة الى الكوفة. و توفّي بالمدينة سنة (94 أو 95هـ).
و هناك من المؤرخين ذكر أنّه ولد في سنة (38 هـ) و في مذينة الكوفة حيث كان جدّه الإمام أمير المؤمنين(عليه السام ) قد اتّخذها عاصمة لدولته بعد حرب الجمل، فمن الطبيعي أن يكون الحسين السبط(عليه السلام) مع أهله و أبيه(عليه السلام) في هذه الفترة بشكل خاص[2]
امّه:
اسمها ((شهربانو)) أو ((شهر بانويه)) أو ((شاه زنان)) بنت يزد جرد اخر ملوك الفرس [3]، و ذكر البعض أنّ امه قد أجابت نداء ربّها أيّام نفاسها فلم تلد سواه[4].
كناه:
أبو الحسن، أبو محمّد، أبو الحسين، أبو عبدالله[5].
ألقابه:
((زين العابدين)) و ((ذوالثفنات)) و ((سيّد العابدين)) و ((قدوة الزاهدين)) و ((سيّد المتقين)) و ((إمام المؤمنين)) و ((الأمين)) و ((السجّاد)) و ((الزكي)) و ((زين الصالحين)) و ((منارالقانتين)) و ((العدل )) و ((إمام الامّة)) و ((البكاء))، و قد اشتهر بلقبي ((السجاد)) و ((زين العابدين)) أكثر من غير هما.
إن هذه الألقاب قد منحها الناس للإمام عندما وجدوه التجسيد الحيّ لها، و المصداق الكامل للآية الكريمة: ((و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً))[6]، و بعض الذين منحوه هذه الألقاب لم يكونوا من شيعته، و لم يكونوا يعتبرونه أماماً من قبل الله تعالى، لكنّهم ما استطاعوا أن يتجاهلوا الحقائق التي رأوها فيه.
لقد ذكر المؤرّخون ما يبيّن لنا بعض العلل التأريخية لجملة من هذه الألقاب المباركة:
1- روي عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري أنّه قال: كنت جالساً عند رسول الله(صلى الله عليه و اله) و الحسين في حجره و هو يلاعبه فقال(صلى الله عليه و اله) : (يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم (سيّد العابدين) فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمّد، فإن أنت أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام))[7].
2- كان الزهري إذا حدّث عن علي بن الحسين(عليه السلام) قال: حدّثني((زين العابدين)) علي بن الحسين، فقال له سفيان بن عيينة: و لم تقول له زين العابدين؟ قال: لأنّي سمعت سعيد بن المسيب يحدّث عن ابن عباس أنّ رسول الله (ص) قال: ((إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأنّي أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر (يخطو) بين الصفوف؟[8]
3- و جاء عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال: ((كان لأبي في مواضع سجوده اثار ناتئة، و كان يقطعها في السنة مرتين، في كلّ مرة خمس ثفنات، فسمّي ذا الثفنات لذلك))[9].
4- كان جاء عنه عن كثرة سجود أبيه: ما ذكر لله عز و جل نعمة عليه إلاّ و سجد، و لا دفع الله عنه سوءً إلاّ و سجد، و لا فرغ من صلاة مفروضة إلاّ و سجد، و كان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمّي بالسجّاد[10].
--------------------------------------------------------------------------------
2_ الأرشاد: 2\137، و مناقب ال أبي ظالب: 4\189، و الإقبال: 621، و مصباح الكفعمي: 511، و الأنوار البهية: 107 قال : سنة 36 يوم فتح البصرة.
3- تاريخ أهل البيت ، لابن أبي الثلج البغدادي 325 : 77.
1- رغم أنّ أغلب المؤرخين متفقون على أنّ ام الإمام السجاد(عليه السلام) هي ابنة الملك يزد جرد إلّا أن هناك من يعتبر ذلك مجرد اسطورة، راجع زندكاني علي بن الحسين(عليه السلام) للسيد جعفر الشهيدي. و الاسلام و ايران للشهيد مطهري: 100-109 و حول السيدة شهربانو للشيخ اليوسفي الغروي في مجلة رسالة الحسين(عليه السلام): 24\14 – 39 ، و الثابت أن امّ الإمام السجاد(عليه السلام) سبيّة من سبايا الفرس، و لا يثبت أكثر من هذا.
2- سيرة رسول الله(صلى الله عليه و اله و سلم) و أهل بيته( عليهم السلام) : 2\189، المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام ) الطبعة الاولى 1414 هـ.
3 حياة الإمام زين العابدين ، دراسة و تحليل: 390.
4- الفرقان(25) : 63.
5- إحقاق الحق : 12\13 – 16 ، و البداية و النهاية لابن كثير: 9\106 .
1- علل الشرائع: 1\269 ، و الأمالي: 331 و عنهما في بحار الأنوار: 46\2 الحديث 1 و 2.
2- علل الشرائع: 1\273 و معاني الأخبار: 65 و عنهما في بحار الأنوار: 46\6.
3- علل الشرائع: 1\272 و عنه في بحار الأنوار: 46\6 ح 10.