قال الراوي(1) : واشتدّ العطش بالحسين (عليه السّلام) ، فركب المسنّاة يريد الفرات ، والعباس أخوه بين يديه ، فاعترضتهما خيل ابن سعد ، فرمى رجل من بني دارم الحسين (عليه السّلام) بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع صلوات الله عليه السهم وبسط يده تحت حنكه حتّى امتلأت راحتاه من الدم(2) ثمّ رمى به ، وقال : (( اللهمَّ ، إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك )) .
ثم اقتطعوا العبّاس عنه ، وأحاطوا به من كلّ جانب ومكان حتّى قتلوه قدّس الله روحه(3) ، فبكى الحسين (عليه السّلام) بكاءً شديداً ، وفي ذلك يقول الشاعر :
أحـقّ النّاس أنْ يُبكى عليه فتىً أبكى الحسينَ بكربلاء
أخــوه وابـنُ والده عليٍّ أبو الفضل المضرّج بالدماءِ
ومَـن واساه لا يثنيه شيءٌ وجـاد له على عطشٍ بماءِ
ــــــــــــــــــــ
(1) الراوي ، لم يرد في ر .
(2) ر : راحته دماً .
(3) جاء بعد قوله قدس الله روحه في نسخة ب : وكان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي ، وحكيم بن الطفيل السنبسي .
شهادة العبّاس(عليه السّلام)
- الزيارات: 977