المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف كان مع الحسين بن علي عليهماالسلام ، فأصابه مرض في الطريق ، فعزم عليه الحسين (ع) أن يرجع فرجع.
فلما بلغه قتله قال يرثيه :
أحزنني الدهر وأبكاني
والدهر ذو صرف وألوانِ
أفردني من تسعة قتلوا
بالطف أضحوا رهن أكفان
وستة ليس لهم مشبه
بني عقيل خير فرسان
والمرء عون واخيه مضى
كلاهما هيج أحزاني
من كان مسروراً بما نالنا
وشامتاً يومآ فمِ الآن (١)
جاء في جمهرة انساب العرب ان نوفل بن الحارث بن عبد المطلب له عقب كثير احدهم : المغيرة. ثم قال تزوج المغيرة هذا أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس ، وامها زينب بنت رسول الله (ص) ولم تلد له شيئاً ، ثم خلف عليها بعده علي بن أبي طالب ولم تلد ايضاً لعلي شيئاً.
ومن ولد المغيرة : يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث روى عنه وعن أبيه الحديث.
وروى الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) ذلك وقال : لما خرج أمير المؤمنين (ع) خاف من معاوية أن يتزوج بأمامة فأمر المغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب ان يتزوجها بعده فلما توفي امير المؤمنين (ع) وقضت العدة تزوجها المغيرة.
وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى. فقال المغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب امه ضريبة بنت سعيد بن القَشِب. ثم ذكر جملة من أحواله.
وابوه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وهو القائل لما أخرج المشركون من كان بمكة من بني هاشم الى بدر كرها :
حرام علي حرب أحمد انني
أرى احمداً مني قريباً أواصرهُ
وإن تك قهر ألبّت وتجمعت
عليه فإن الله لا شك ناصره
وقال ايضا :
إليكم اليكم إنني لست منكم
تبرأت من دين الشيوخ الأكابر
لعمرك ما ديني بشيء أبيعه
وما أنا اذ أسلمت يوماً بكافر
شهدتُ على أن النبي محمداً
أتى بالهدى من ربه والبصائر
وأن رسول الله يدعو الى التقى
وان رسول الله ليس بشاعر
على ذاك أحيا ثم أُبعث موقتاً
وأَثوى عليه ميتاً في المقابر
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : وأسر نوفل بن حارث ببدر فقال له رسول الله (ص) : افد نفسك يا نوفل ، قال مالي شيء أفدي به نفسي يا رسول الله قال : أفد نفسك برماحك التي بجده ، قال : اشهد انك رسول الله ففدى نفسه وكانت الف رمح.
وأسلم نوفل بن الحارث وكان أسن من اخوته ربيعة وأبي سفيان وعبد شمس بني الحارث. ورجع نوفل الى مكة ثم هاجر هو والعباس الى رسول الله (ص) أيام الخندق. واخى رسول الله بينه وبين العباس ابن عبد المطلب وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متقاوضين في المال متحابين متصافين. وأقطع رسول الله (ص) نوفل بن الحارث منزلا عند المسجد بالمدينة وشهد نوفل مع رسول الله (ص) فتح مكة وحنين والطائف ، وثبت يوم حنين مع رسول الله (ص) ، فكان عن يمينه يومئذ ، وأعاده رسول الله (ص) يوم حنين بثلاثة آلاف رمح.
وتوفي نوفل بن الحارث بعد أن استخلف عمر بن الخطاب بسنة وثلاثة اشهر ودفن بالبقيع.
__________________
١ ـ ذكره المرزباني في معجم الشعراء ص ٢٧٢.
٢٠ ـ المغيرة بن نوفل :
- الزيارات: 1560