• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

دعاء الاستقرار والثبوت على ولايتهم ودينهم وتوفيق طاعتهم ونيل شفاعتهم ومتابعة آثارهم ودرك الفضائل بهم

وَكُلِّ مُطاع سِواكُمْ  وَمِنَ الاَْئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ  فَثَبَّتَنِيَ اللّهُ اَبَداً ما حَيِيتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ
    (1) ـ فإنّ الإطاعة الحقّة هي إطاعة الله ورسوله واُولي الأمر المنصوبين من قبله بنصّ آية الإطاعة الشريفة .
    فإطاعة غيرهم إطاعة باطلة ، مقرونة بالبراءة منها والابتعاد عنها .
    (2) ـ أي وبرئت إلى الله عزّوجلّ من أئمّة الضلالة الذين يدعون إلى النار .
    فإنّهم بأعمالهم وعقائدهم الموصلة إلى النار يكونون دعاة النار ، في مقابل أئمّة الحقّ الذين هم دعاة الجنّة وقادة الهداية إلى الجنان .
    قال تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ) (1) .
    وفي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) : « إنّ الأئمّة في كتاب الله عزّوجلّ إمامان .
    قال الله تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (2) لا بأمر الناس ، يقدّمون أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم .
    قال : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزّوجلّ » (3) .
    (3) ـ جملة دعائية شريفة تبدأ بسؤال سبيل الأمان وأرقى الإيمان ، وهو الإيمان المستقرّ الثابت في القلب
    وهو الإيمان الذي لا ينتزع من القلب أبداً ، ولا يسلب في العاقبة قطعاً .. والمعنى إنّي أدعو الله تعالى أن يثبّتني دائماً مدّة حياتي على موالاتكم ومحبّتكم ودينكم الإسلامي الحقّ الذي جاء بيانه منكم (4)
    والثبات هذا يكون للمؤمنين كما تلاحظه في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الاْخِرَةِ) (5) .
    وتلاحظ معنى الإيمان المستقرّ عند بيان قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) (6) .
    فعن سعيد بن أبي الأصبغ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) وهو سئل عن « مستقرّ ومستودع » ؟
    قال : « مستقرّ » في الرحم . و « مستودع » في الصلب .
    وقد يكون مستودع الإيمان ثمّ ينزع منه ; ولقد مشى الزبير في ضوء الإيمان ونوره حين قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى مشى بالسيف وهو يقول : لا نبايع إلاّ علياً .
    وعن محمّد بن الفضل ، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) .
    قال : ما كان من الإيمان المستقرّ ، فمستقرّ إلى يوم القيامة أو أبداً ، وما كان مستودعاً ، سلبه الله قبل الممات .
وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ
    وعن صفوان قال : سألني أبو الحسن (عليه السلام) ومحمّد بن خلف جالس ، فقال لي : مات يحيى بن القاسم الحذّاء ؟
    فقلت له : نعم ، ومات زرعة .
    فقال : كان جعفر (عليه السلام) يقول : « فمستقرّ ومستودع » . فالمستقرّ ، قوم يُعطون الإيمان ويستقرّ في قلوبهم ، والمستودع قوم يعطون الإيمان ثمّ يسلبونه » (7) .
    (1) ـ أي وفّقني الله تعالى لإطاعتكم في أوامركم ونواهيكم ، وفي أقوالكم وأفعالكم .
    والتوفيق من الله : توجيه الأسباب نحو المطلوب الخير ، مقابل الخذلان (8) .
    ويتّضح معنى التوفيق جليّاً ، كما يتّضح مقابلته للخذلان من الأحاديث الشريفة مثل :
    1 ـ حديث الهاشمي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : فقلت : قوله عزّوجلّ : (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ) (9) وقوله عزّوجلّ : (إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ) (10) .
    فقال : « إذا فعل العبد ما أمره الله عزّوجلّ به من الطاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزّوجلّ ، وسمّي العبد به موفّقاً .
    وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك
وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ  وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمُ التّابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ  وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ
وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره .
    ومتى خلّي بينه وبين تلك المعصية فلم يحل بينه وبينها حتّى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفّقه » (11)
    2 ـ حديث سليمان بن خالد ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « إنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكّل به ملكاً يسدّده .
    وإذا أراد بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء ، وسدّ مسامع قلبه ووكّل به شيطاناً يضلّه .
    ثمّ تلا هذه الآية : (فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاِِْسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَآءِ) (12) » (13) .
    (1) ـ دعاء بارتزاق النعمة العظمى في الآخرة وهي شفاعة أهل البيت (عليهم السلام) .
    وقد مرّ في فقرة « وشفعاء دار البقاء » حقيقة الشفاعة ودليلها فلاحظ .
    (2) ـ أي دعوتم إليه قولا وعملا في دعوتكم الحسنى .
    وتلاحظ بيان ذلك في فقرتي « دعائم الأخيار » و « الدعوة الحسنى » .
    (3) ـ الاقتصاص : هي المتابعة .
    والآثار : هي السنن الباقية .
وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ  وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ  وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ وَيَكِرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ
    أي جعلني الله تعالى ممّن يتّبع آثاركم الطيّبة وسننكم الحسنة قولا وعملا .
    (1) ـ السبيل معناه : الطريق أي جعلني الله ممّن يسلك طريقكم الذي تسلكوه .
    وقد ورد صريحاً في الأحاديث المباركة أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم سبيل الله وسبيل الهدى وسبيل الرشاد ومن سلكه نجا ، كما تلاحظها مجموعة في أحاديث المرآة (14) .
    (2) ـ أي جعلني الله تعالى ممّن يهتدي بهداكم الذي هو هدى الله تعالى .
    فهم (عليهم السلام) أئمّة الهداية والإرشاد ، كما تقدّم بيان ذلك في فقرة « السلام على أئمّة الهدى » .
    (3) ـ الحشر : هو الجمع بكثرة مع سَوق ، كما تلاحظ تفصيله في تفسير قوله تعالى : (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) (15) (16) .
    والزمرة : هي الجماعة من الناس .
    أي جعلني الله تعالى ممّن يُحشر يوم القيامة في جماعتكم أهل البيت ..
    لأنّه الحشر الفائز يوم القيامة ، والموصل إلى الجنّة تحت راية الأئمّة ..
    فهم (عليهم السلام) يقودون شيعتهم إلى روضات الجنّات وأعلى الدرجات كما تقدّم بيانه مع أحاديثه في فقرة : « والقادة الهداة » .
    (4) ـ كرَّ يكرُّ على وزن مدّ يمُدّ بمعنى : رجَعَ ، من الكرّة بمعنى الرجعة .
وَيُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ  وَيُشَرَّفُ فِي عافِيَتِكُمْ
    والرجعة : هي الرجوع إلى الدنيا بعد الموت والحياة قبل يوم القيامة عند ظهور الإمام المهدي أرواحنا فداه ، كما تقدّم بيانها ودليلها في فقرة « مصدّق برجعتكم » .
    أي جعلني الله تعالى من خواصّ شيعتكم الذين يكرّون في رجعتكم الغرّاء .
    (1) ـ يُملّك بصيغة المبني للمجهول أي : يُجعل مَلِكاً .
    أي جعلني الله تعالى ممّن يصير مَلِكاً لإعلاء كلمته وإظهار دينه في دولتكم الحقّة .
    فإنّ خواصّ الشيعة في الرجعة يصيرون ملوكاً في دولتهم المظفّرة .
    (2) ـ الشرف : هو العلو والمكان العالي ، وشُبّه به العلو المعنوي في الشرافة .
    والعافية : هي السلامة من المكاره والبلايا .
    أي جعلني الله تعالى ممّن يصير شريفاً معظّماً في زمان سلامتكم من أعاديكم ، وسلامتكم من بغي كلّ باغ وطاغ عليكم ، وهو زمان دولتهم السعيدة .
    واحتمل السيّد شبّر قراءة عافيتكم بالقاف ، يعني عاقبتكم بمعنى عاقبة أمركم وهي : دولتهم وأيّام ظهورهم (17) .
    كما احتمله والد العلاّمة المجلسي (18) ، كما هو هكذا في نسخة الكفعمي أعلى الله مقامه .
__________
(1) سورة القصص : الآية 41 .
(2) سورة الأنبياء : الآية 73 .
(3) الكافي : ج1 ص216 ح2 .
(4) الكافي : ج2 ص21 ح10 ـ 14 .
(5) سورة إبراهيم : الآية 27 .
(6) سورة الأنعام : الآية 98 .
(7) كنز الدقائق : ج4 ص404 .
(8) مجمع البحرين : ص447 .
(9) سورة هود : الآية 88 .
(10) سورة آل عمران : الآية 160 .
(11) التوحيد : ص242 ب35 ح1 .
(12) سورة الأنعام : الآية 125 .
(13) التوحيد : ص415 ب64 ح14 .
(14) مرآة الأنوار : ص124 .
(15) سورة الكهف : الآية 47 .
(16) كنز الدقائق : ج8 ص90 .
(17) الأنوار اللامعة : ص177 .
(18) روضة المتّقين : ج5 ص491 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page