وَاَنْتُمْ نُورُ الاَْخْيارِ وَهُداةُ الاَْبْرارِ
واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ، ولا له مثل ، ولا نظير » (1) .
(1) ـ هذه الفقرات الشريفة تعليل لقوله : « مواليّ لا اُحصي ثنائكم » الخ ، وبيان لوجه العجز عن إحصاء ثنائهم وبلوغ المدح إلى كنههم وتوصيف قدرهم .
يعني كيف أحصي ثنائكم وأبلغ في المدح كنهكم وأتمكّن من وصف قدركم ؟ والحال أنّكم في هذه الدرجات السامية :
فأنتم نور الأخيار أي : منوّروهم ومعلّموهم وهادوهم ، أنتم شمس الهداية للأخيار .
والأخيار : هم الأنبياء المرسلون والملائكة المقرّبون .
وأنا عاجز عن إحصاء ما لاُولئك الأخيار من الكمالات والمحمدات ، فكيف باحصاء كمالاتكم ومحامدكم التي توجب الثناء عليكم وأنتم منوّروا اُولئك الأخيار .
ففي حديث الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدّم : « الإمام كالشمس المضيئة ... » (2) .
وفي نسخة الكفعمي : « لأنّكم نور الأنوار ، وخيرة الأخيار » .
(2) ـ الأبرار : جمع بَرّ بالفتح بمعنى البارّ ، وهو فاعل الخير .
أي أنتم هداة الأبرار ، وهم شيعتهم الطيّبون وأولياؤهم المحسنون .
فهم (عليهم السلام) الهادون في تفسير قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
وَحُجَجُ الْجَبّارِ بِكُمْ فَتَحَ اللّهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ بِأَمْرِنَا) .
لاحظ بيان ذلك ودليله في فقرة : « والقادة الهداة » .
(1) ـ أي وأنتم حجج الله الملك الجبّار .
فأهل البيت (عليهم السلام) جعلهم الله تعالى حجّته البالغة على جميع خلقه ومخلوقاته ، وتقدّم له باب كامل من الأحاديث المتظافرة في أنّهم الحجج على جميع العوالم وجميع المخلوقات (2) في فقرة : « وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاُولى » .
(2) ـ أي بكم أهل البيت فتح الله تعالى الوجود والخلق ، أو الخلافة والولاية الكبرى ، أو الخيرات والفيوضات .
ففي حديث الكساء الشريف : « فقال الله عزّوجلّ ياملائكتي وياسكّان سماواتي إنّي ما خلقت سماء مبنيّة ، ولا أرضاً مدحيّة ، ولا قمراً منيراً ، ولا شمساً مضيئة ، ولا فلكاً يدور ، ولا بحراً يجري ، ولا فُلكاً يسري إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء .
فقال الأمين جبرائيل : ياربّ ومن تحت الكساء ؟
فقال عزّوجلّ : هم أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها » (3) .
(3) ـ أي بدولتكم المباركة تُختم الدول ، فإنّها آخر الدول كما تقدّم في بيان
________________
(1) الكافي : ج1 ص201 ح1 .
(2) الكافي : ج1 ص200 ح1 .
(3) سورة الأنبياء : الآية 73 .
(4) بحار الأنوار : ج27 ص46 ب15 الأحاديث .
(5) العوالم : ج11 القسم الثاني ص933 .
مناقب أهل البيت (عليهم السلام) حقائق لا تحصى
- الزيارات: 4004