ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت والبرزخ ومنازل الآخرة وأهوال يوم المحشر ، وذلك لاَنّ رقّة القلب سبب في الاخلاص المؤدي إلى القرب من رحمة الله وفضله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنّها رحمة » (1).
وقال الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام : «بالاخلاص يكون الخلاص ، فإذا اشتدّ الفزغ ، فإلى الله المفزع » (2).
وقال الاِمام الصادق عليه السلام : «إذا رق أحدكم فليدع ، فإنّ القلب لا يرقّ حتى يخلص » (3).
وكلّما رقّ قلب الداعي كلّما كان مهيئاً لاستقبال ذخائر الرحمة الاِلهية وتحقق قصده في الاستجابة ، قال الاِمام الصادق عليه السلام : «إذا اقشعرجلدك، ودمعت عينك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك » (4).
أما القلب القاسي بكثرة الذنوب والمعاصي ، والقلب اللاهي عن ذكر الله ، المتعلق بعرض الدنيا وزخرفها ، فكلاهما مطرودان عن رحاب الله تعالى ورحمته ، ولا يستجاب لهما دعاء ، لاَنّه ليس ثمّة انسجام بين القلب واللسان ، جاء في وصية النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : «لا يقبل الله دعاء قلب ساهٍ » (5) .
وعن الاِمام أميرالمؤمين عليه السلام : «لا يقبل الله عزَّ وجل دعاء قلبٍ لاهٍ»(6).
وعن الاِمام الصادق عليه السلام : «إن الله عزوجلّ لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاس » (7) .
_______________
(1) بحار الاَنوار 93 : 313 .
(2) الكافي 2 : 340 | 2 .
(3) الكافي 2 : 346 | 5 .
(4) الكافي 2 : 346 | 8 .
(5) الفقيه 4 : 265 .
(6) الكافي 2 : 344 | 2 .
(7) الكافي 2 : 344 | 4 .
16 ـ ترقيق القلب :
- الزيارات: 1030