• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سيرة الحسين (عليه السلام) قبل كربلاء(ضياع بعد الرسول)

سيرة الحسين (عليه السلام) قبل كربلاء
16- ضياع بعد الرسول صلّى الله عليه واَله وسلّم

ولئن ذهبَ قولُهم : المرء يُحْفَظُ في ولده ,مثلاً سائراً فإن لذلك أصلاً قرآنياً أدّبَ اللهُ به عباده المؤمنين ، على لسان عبده الصالح الخضر ، حيث أقام الجدار الذي كان للغلامين اليتيمين في المدينة ، معلّلاً بأنّه ( كَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) [الاَية 81 من سورة الكهف 18] فلصلاح أبيهما استحقّ الغلامانِ تلك الخدمة من الخضر . لكنّ كثيراً ممّن ينتسب إلى أُمّة النبيّ محمّد صلّى الله عليه واَله وسلّم ، لم يُكرموا آلَ محمّد ، من أجل الرسول ، ولم تُمهل الأُمّة أهلَ البيت ، أكثر من أن يُغمِضَ الرسولُ عينيه ، ولمّا يقْبر جسده الشريف ، عَدَوْا على آله ، فغصَبُوا حقّهم في خلافته ، ثم انهالوا عليهم بالهتك والضرب ، حتّى أقدموا على إضرام النار في دار الزهراء ابنته ، وأسقطوا جنينها ، وأغضبوها ، حتّى قضت الأيّام القلائل بعد أبيها معصّبةَ الرأس ، مكسورة الضلع ، يُغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وماتت بعد شهور فقط من وفاة أبيها ، وهي لهم قالية وما كان نصيب الغلامين ، السبطين ، الحسن والحسين ، من الأمّة بأفضل من ذلك بل تكوّنتْ - على أثر ذلك التصرّف المشين - فرقة سياسيّة تستهدف آل النبيّ بالعداء والبغضاء ، فدبّرت المؤامرة التي اغتالت عليّاً في محرابه ، وطعنت الحسن في فسطاطه ، وقتلت الحسين في وضح النهار يوم عاشوراء في كربلائه ، كما يذبح الكَبْش جهاراً ، أمام أعين الناس ، من دون نكير ولم يكن هذان الغلامان بأهونَ من غلامي الخضر ، إذ لم يكن أبوهما أصلح من رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم ، قطعاً .
ولقد جابه الحسينُ عليه السلام بهذه الحقيقة واحداً من كبار زعماء المعادين لاَل محمّد ، والمعروف بنافع بن الأزرق ، في الحديث الاَتي :
[203] قال له الحسين : إنّي سائلك عن مسألة : } وَأَمَا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَينِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ { [الاَية 81 من سورة الكهف 18] يابن الأزرق : مَنْ حُفِظَ في الغلامين ؟ قال ابن الأزرق : أبوهما
قال الحسين : فأبوهما خيٌر ، أم رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم ?(55) إنّها الحقيقة الدامغة ، لكن هل تنفع مَنْ أُشربوا قلوبهم النفاق ، وغطّى عيونهم الجهل ، والحقد ، والكراهية للحقّ ؟
لقد كان من نتائج هذا الضياع أنّه لم يمضِ على وفاة الرسول خمسون عاماً ، حتّى عَدَتْ أُمَتُه على وديعته , و ريحانته الحسين ، وقتلته بأبشع صورة وهل يُتصوّرُ ضياع أبعد من هذا ؟
وكان من نتائج ذلك الضياع المفضوح ، أنّ التاريخَ المشوّه ، وأهله العملاء (56) تغافلوا عن وجود أهل البيت ، طيلة الأعوام التي تلتْ وفاة النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم ، حتّى خلافة الإمام عليّ عليه السلام ، فهذا الحسينُ ، لم نجدْ له ذكراً مسجّلاً على صفحات التاريخ طيلة العهد البكري ، ولا العُمَريّ ، ولا العُثماني ، سوى فلتاتٍ تحتوي على كثير من أسباب ذلك التغافل .

________________________________________
(55) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7 / 130و 131) .
(56) وهناك فلتات من المؤرّخين الّذين تصدّوا لتسجيل بعض الحقائق ، مثل ابن إسحاق صاحب السيرة ، وعمر بن شبّة صاحب الكتب الكثيرة ، لكن تراثهم هجر واندثر ، ولم تبق منه إلاّ نتف ، فيها الدلالات الواضحة على ما نقول .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page