• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سيرة الحسين (عليه السلام) قبل كربلاء(الرسول يقول )

سيرة الحسين (عليه السلام) قبل كربلاء
11-الرسول يقول

ولاحظنا أنّ الرسول - بعد أن يعمل - يقول : حسينٌ منّي وأنا من حسين.
فأمّا أنّ الحسينَ من الرسول ، فأمرٌ واضحٌ واقعٌ ، فهو سبطه : ابن بنته ، وَلَدَتْه الزهراءُ وحيدةُ الرسول ، من زوجها عليّ ابن عمّ الرسول .
ومع وضوح هذه المعلومة ، فلماذا يُعلنها الرسول ، وماذا يريد أن يُعلن بها ؟
هل هذا تأكيدٌ منه صلّى الله عليه واَله وسلّم على أنّ عليّاً والد الحسين هو نفسُ الرسول , تلك الحقيقة التي أعلنتها آية المباهلة ؟ كما سبق في الفقرة [5] أو أنّ الرسول صلّى الله عليه واَله وسلّم يريد أن يُمَهّد بهذه الجملة : حُسَينٌ منّي , لما يليها من قوله : وأنا من حُسينٍ ؟تلك الجملة المثيرة للتساؤل : كيف يكون الرسول من الحسين ؟
والجواب : أنّ الرسول ، لم يَعُدْ بعدَ الرسالة - شخصاً ، بل أصبحَ مثالاً ، وَرمْزاً ، وأُنموذجاً ، تتمثّل فيه الرسالةُ بكلّ أبعادها وأمجادها ، فحياتُه هي رسالتُه ،
ورسالتُه هي حياته .
ومن الواضح أنّ أيّ والدٍ إنّما يسعى في الحياة ليكون له ولد ، كي يخلفَه ، ويحافظ عَلى وجوده ليكون استمراراً له . فهو يدافع عنه حتّى الموت ويحرصُ على سلامته وراحته ، لأنّه يعتبره وجوداً آخر لنفسه
إذا كانت هذه رابطةُ الوالد والولد في الحياة المادّية ، فإنّ الحسين عليه السلام قد سعى من أجل إحياء الرسالة المحمديّة بأكبر من ذلك ، وأعطاها أكثر ممّا يُعطي والد ولَده ، بل قدّم الحسينُ في سبيل الحفاظ على الرسالة كلّ ما يملك من غالٍ ، حتّى فلذات أكباده : أولاده الصغار والكبار ، وروّى جذورها بدمه ودمائهم , فقد قدّم الحسين عليه السلام للرسالة أكثر ممّا يقدّم الوالدُ لولده ، فهيَ إذنْ أعزّ من ولده ، فلا غروَ أن تكون هي مِنهُ .
وقد ثبتَ للجميع - بعد كربلاء- أنّ الرسالة التي كانت محمّدية الوجود ، إنّما صارت حُسينيّة البقاء .
فالرسالة المحمّديّة التي مثّلتْ وجودَ الرسول ، كانت في العصر الذي كادتْ الأيدي الأُمويّة الأثيمة أنْ تقضيَ على وجودها ، قد عادتْ من الحسين ولذلك قال صلّى الله عليه واَله وسلّم : . . . وأنا من حسين .
ولم تقف تصريحاتُ الرسول في الحسين عند هذا الحدّ ، بل هناك نصوص أُخر تكشف أبعاداً عميقةً في العلاقة بين الحسين وجدّه ، وتبتني على أُسس ثابتة للاهتمام البالغ من الرسول صلّى الله عليه واَله وسلّم بسبطيه الحسن والحسين .
فممّا قال فيهما : [58 - 60]: الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا(41). حتّى كنّى أباهما عليّاً : أبا الريحانتين , وقال له [159 - 160] : سلام عليك ، أبا أوصيك بريحانتَيَ من الدنيا ، فعن قليلٍ ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك( 42 ) .
فلمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم قال عليّ عليه السلام : هذا أحد الركنين .
فلمّا ماتت فاطمة عليها السلام ، قال عليه السلام : هذا الركن الاَخر .
فبقى الحسنان نعم السلوة لعليّ بعد أخيه الرسول وبعد الزهراء فاطمة البتول ، يَسْتَر عليه السلام بالنظر إليهما ، ويتمتّع بشبههما بالرسول ، ويشمّهما ، كما كانا الرسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم ريحانتيْهِ ، ويقول لفاطمة [124]: ادعي لي بابنيّ > فيشمهمّا ويضمهمّا( 43).
والحديث المشهور عنه صلّى الله عليه واَله وسلّم : [62 - 82] الحسنُ والحسينُ سيّدا شباب أهل الجنّة( 44) الذي رواه من الصحابة : أبوهما عليّ عليه السلام ، والحسينُ نفسُه ، وابنُ عبّاس ، وعمرُ بن الخطّاب ، وابنُ عمر ، وابنُ مسعود ، ومالكُ بن الحويرث ، وحُذَيْفةُ بن اليمان ، وأبو سعيد الخُدْري ، وأنسُ بن مالك .
ونجد في بعض ألفاظ الحديث تكملة هامّة حيث قال الرسولُ صلّى الله عليه واَله وسلّم : [69 و71] . . . وأبوهما خير منهما (45)
وإذا كانت الجنّةُ هي مأوى أهل الخير ، وقد حتمها الله للحسنين ، وخصّهما بالسيادة فيها ، فما أعظم شأن من هُوَ خير منهما ، وهو أبوهما عليّ عليه السلام ؟ لكن إذا كان الحديث عن الحسنَيْن ، فما لأبيهما يُذكر هاهُنا ؟
إنّ النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم المتّصل بالوحي ، والعالِم من خلاله بما سيُحدثه أعداء الإسلام ، في فتراتٍ مظلمة من تاريخه ، من تشويهٍ لسمعة الإمام عليّ عليه السلام ، مع ما له من شرف نَسَبه ، وصهره من رسول الله ، وأُبوّته للحسن والحسين فإنّهم لم يتمكّنوا من تمرير مؤامراتهم على الناس ، إلاّ بالفصل بين السبطين الحسنين فيُفضّلونهما ، وبين عليّ فيضلّلونه !!
لكنّ الرسولَ ، يوم أعلنَ عن مصير الحسنين ، ومأواهما في الجنّة ، وسيادتهما فيها ، أضاف جملة : وأبوهما خير منهما , مؤكّداً على أنّ الّذين ينتمون إلى دين الإسلام ، ويقدّسون الرسولَ و حديثَه و سُنّته ، ويحاولون أن يحترموا آل الرسول ، وسبطيه ، لكونهما سيّدي شباب أهل الجنّة ، ولأنهما من قُربى النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم ، مُتجاوزينَ عليّاً تبعاً لِما أملَتْ عليهم سياسةُ الطغاة البُغاة من تعاليم ..
إنّ هؤلاء على غير هَدْي الرسول!!
إذْ مهما يكنْ للحسن والحسين من مؤهّلات اكتسبا بها سيادة الجنّة ، أوضحُها انتماؤهما إلى الرسول صلّى الله عليه واَله وسلّم ، فهما سبطاه من ابنته الزهراء فاطمة , فأبوهما عليّ اكتسبَه بأنّه ابن عمّه نسباً ، وربيبه طفلاً ، ونفسه نصّاً ، وصهره سبباً ، وهو زوج الزهراء فاطمة ، وهو خيرٌ منهما لفضله في السبق والجهاد ، وكلّ الذاتيّات التي منه أخذاها ، والتي جعلته أخاً وخليفة للنبيّ ، وكفؤً للزهراء ، وأباً للحسنين ، وإماماً للمسلمين .
ومع وضوح هذا التصريح النبويّ الشريف ، فإنّ التَعتيم المضلّل الذي كثّفه بنو أُميّة ، فملأوا به أجواءَ البيئات الإسلامية مَنَعَ من انصياع الأُمّة لفضل عليّ عليه السلام ، فهاهم يفضّلون الحُسَينَ وأُمَهُ ، ويُحاولون غمط فضل عليّ ، وفصله عنهما : ففي الحديث ، قال مولىً لحُذيفةَ : [202] كانَ الحسينُ آخذاً بذراعي في أيّام الموسم ، ورجلٌ خلفَنا يقول : الّلهمّ اغفر له ولأُمّه . فأطال
ذلك . فتركَ الحسينُ عليه السلام ذراعي ، وأقبل عليه ، فقال : قد آذيتنا منذ اليوم تستغفرُ لي ، ولأُمّي ، وتترك أبي وأبي خير منّي ، ومن أُمّي !!

_____________________________________
(40 ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور( 7 /122).
(41) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7 / 118)
( 42) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7/ 123)
(43) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7 /120)
(44) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7/ 119)
(45 ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7 /119).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page