سِماتُ الحُسين (عليه السلام)
5 - الطهارة الإلهيّة :
وإذا تقرّرَ في اللوح أن يكونَ الإمامُ الحُسَين عليه السلام من الأئمّة الّذين تجب طاعتهم ، فإنّ الوحيَ الذي عاش الحسينُ في ظلّه ، حيث كان بيتُ الرسالة مهبطَهُ ، تنزلُ آياتُه على جدّه ، وهو يحبُو في أفنانه حتّى شبّ في ظلاله ، لا بُدّ وأن يؤكّد ما تقرّر في اللوح .
وكذلك كان ، فهذه أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة تقول :
[102] نزلت هذه الاَية في بيتي : ( إِنَما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهرَكُمْ تَطْهِيراً ) [ الآية 33 من سورة الأحزاب 33] وفي البيت سبعةٌ : جبريل، وميكائيل ، ورسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم، وعليّ، وفاطمة، والحسن ، والحسين .
قالت : وأنا على باب البيت ، فقلتُ : يا رسول الله ألستُ من أهل البيت ؟
قال : إنّك على خيرٍ ، إنّك من أزواج النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم, وما قال : إنّك من أهل البيت ( 23 ) .
وفي حديث آخر [105] : إنّ رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم كان عند أُمّ سلمة ، فجعَل الحسنَ من شقّ ، والحسين من شقّ ، وفاطمة في حجره ، فقال : (رحمةُ اللهِ وبركاتُه عليكم أهلَ البيتِ إِنَه حَمِيد مَجِيد) [الآية 73 من سورة هود 11].
وكان موعدُ المباهلة ، عندما أمر الله رسولَه بقوله : ( فَقُلْ تَعَالَواْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَةَ اللهِ عَلَى
الكَاذِبِينَ ) . [الآية 61من سورة آل عمران3 ]
فإنّ الإمام عليّاً عليه السلام قال : [162] خرج رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم - حين خرج لمباهلة النصارى - بي وبفاطمة والحسن والحسين (24) .
ثم قال النبي : هؤلاء أبناؤنا ، يعني : الحسن والحسين ، وأنفسنا ، يعني : عليّاً . ونساؤنا ، يعني فاطمة .
وإذا وقفوا مع النبيّ في هذا الموقف الخاصّ العظيم ، فلا بُدّ أن يتّسمَ الواقفون معه بما يتّسم به النبيّ من الطهارة والقُدس والعظمة .
__________________________________________
(23 ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7/ 120).
(24) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ( 7/123)