سِماتُ الحُسين (عليه السلام)
3 - المظاهر الخَلْقية :
كان الحسين عليه السلام يُشبَهُ بجدّه الرسول في الخِلْقة واللونِ ، ويقتسمُ الشَبَهَ به صلّى الله عليه واَله وسلّم مع أخيه الحَسَن .
ولا غَرْوَ ، فهما فِلقتان من ثمرةٍ واحدة من الشجرة التي قالَ فيها رسولُ الله صلّى الله عليه واَله وسلّم : [164] أنا الشجرة ، وفاطمة أصلها - أو فرعها - وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها ، فالشجرة أصلها في جنّة عَدْن ، والأَصل والفرع واللقاح والثمر والورق في الجنّة (20) .
روى ذلك عبد الرحمن بن عوف قائلاً : ألا تسألوني قبل أن تشوبَ الأحاديثَ الأباطيلُ .
فالحسنُ أشبَهَ جدَه ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبهه ما كان أسفل من ذلك من لدن قدميه إلى سرّته .
وكان الإمام عليّ عليه السلام يُعلنُ عن ذلك الشَبَه ، ويقول :
[47] : من سرّه أنْ ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم ما بين عنقه وثغره ، فلينظر إلى الحسن . ومن سرّه أنْ ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم ما بين عنقه إلى كعبه خَلقاً ولوناً ،
فلينظر إلى الحسين بن عليّ .
[45] وقال في حديث آخر : اقتسما شَبَهَهُ (21) . ليكون وجودهما ذكرى ، وعبرةً :
استمراراً لوجود النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم في العيون ، مع ذكرياته في القلوب ، وأثره في العقول .
وعبرةً للتاريخ ، يتمثّل فيه للقاتلين حسيناً ، والضاربين بالقضيب ثناياه ، أنهم يقتلون الرسول ويضربون ثناياه .
ولقد أثار ذلك الشَبَهُ خادِمَ الرسول : أنسَ بن مالك لَمّا رأى قضيبَ ابن زياد - حين أُتي برأس الحسين - يَعْلو ثنايا أبي عبد الله الحسين، فجعلَ ينكتُ فيها بقضيب في يده ، فقال أنس :
[48] أما إنّه كانَ أشبههما بالنبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم .
___________________________________
(20 ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (3/7 - 124) .
(21 ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (3/7 - 124) .