سياسات
عند نشوب الحرب [51]
لما عبأ عمر بن سعد أصحابه نادى: يادريد ادن رايتك فأدناها، ثم وضع سهماً في كبد قوسه ثم رمي وقال: اشهدوا أنّي أوّل من رمى، فرمى أصحابه كلّهم فما بقي من أصحاب الحسين (عليه السلام) إلاّ أصابه من سهامهم، قيل: فلمّا رموهم هذه الرمية، قلّ أصحاب الحسين (عليه السلام) وقتل في هذه الحملة خمسون رجلاً، فقال (عليه السلام) لأصحابه:
قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابدّ منه، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم. فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة، حتى قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) جماعة.
قال: فعندها ضرب الحسين (عليه السلام) بيده إلى لحيته وجعل يقول:
اشتد غضب الله تعالى على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتدّ غضب الله تعالى على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم، أما والله ? اجيبهم إلى شيء ممّا يريدون حتى ألقي الله تعالى، وأنا مخضب بدمي، ثم صاح (عليه السلام): أما من مغيث يغيثنا لوجه الله؟ أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟
____________________________________
[51] اللّهوف 43 ـ 44:...