الامــام المهــدي ( عجل الله تعالى فرجه )قدوة وأسوة
تمهيــد
الحمد لله رب العالمين وصلى اللـه على محمد سيد المرسلين وعلى آله الهداة الميامين ، وعلى أصحابه المنتجبين وعلى عباد اللـه الصالحين .
لم تكن المشاكل الفلسفية ترفاً فكرياً ، أو اسرافاً في المثالية ، بل ان أغلبها تمس صميم واقع البشر لأنها تحاول معرفة العلاقة السليمة بين الإنسان وخالقه . وبينه وبين الكون المحيط به .
وأولئك الذين حاولوا تجريد الفلسفة عن هذا البحث الهام ، أفقدوها مبرر وجودها وحكمة انتشارها بين الناس واهتمامهم بها .
والحديث عن الإمام الغائب حجة اللـه على خلقه والسبب الموصل بين اللـه والإنسان ، وحبل اللـه المتين ، يهدف - فيما يهدف - الكشف عن جوانب هامة من هذه الصلة المباشرة بين خالق السماوات والأرض وبين الإنسان !! .
إذ تتجسد هذه الصلة في إنسان كامل لا يختلف في بشريته عن غيره ، إلاّ انه حجة اللـه ، الذي تجلت فيه رسالات اللـه ، وصاغته بشراً كاملاً ، ليكون قدوةً وإماماً .
ولأن اخترعت البشرية التائهة أبطالاً باسم الجندي المجهول وفي صورة ( سوبرمان ) وأبطال وهميين ، فان يد العناية الإلهية صاغت إنساناً من لحم ودم ولكنه كان رمز كل فضيلة ، ودليل كل سمو ، وليكون حجة اللـه على الإنسان لكي لا يبرر تقاعسه عن بلوغ المقام المحمود بضعفه البشري .
وها نحن في رحاب هذا الإمام العظيم ، واني أرجو من أولئك الذين لا يؤمنون به ان يفكروا في الأمر من جديد لئلا يمنعوا عن أنفسهم خيراً كثيراً .
والكتاب الذي بين أيدينا ، مساهمة بسيطة جداً في هذا المضمار . وكنت قد ألفته قبل حوالي عشرين عاماً . ولقد جددت النظر في بعض فصوله وأقدمه اليوم للقراء عسى اللـه ان ينفعني به يوم الحساب .