الحديث الفنّي
يظلّ الحديث المأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله) أكبر النصوص حجماً ـ كما أشرنا ـ ، كما يظلّ أشدّها احتفاء بقيم الصوت و الصورة . و السرّ في ذلك ( من حيث ضخامة العدد ) أنّ الحديث ـ و نعني به القصير حجماً فيما لا يتجاوز نطاق الجملة أو أكثر ـ يتكَفَّل ببيان مئات أو آلاف الظواهر العباديّة المختلفة : و هذا ما لا يتوفَّر في الخُطب و الرسائل مثلا إلاّ أنّ يتخلّلها الحديث القصير ، و حينئذ فإنّ ( الحديث ) هو الّذي يأخذ استقلاله من خلال الخُطبة أو الرسالة أو الوصيّة : فيكثر عدده حينئذ .