• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الرابع سورة آل عمران آیات 158 الی 165


وَ لَئن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لالى اللَّهِ تحْشرُونَ(158)
القراءة
قرأ ابن كثير و أهل الكوفة غير عاصم بما يعملون بالياء و الباقون بالتاء و قرأ نافع و أهل الكوفة غير عاصم متم بالكسر و وافقهم حفص في سائر المواضع إلا هاهنا و قرأ الباقون « متم » بضم الميم و قرأ « مما يجمعون » بالياء حفص عن عاصم و الباقون تجمعون بالتاء .

الحجة
قال أبو علي حجة من قرأ بالتاء قوله « و لا تكونوا كالذين كفروا » و حجة من قرأ بالياء أن قبلها أيضا غيبة و هو قوله « و قالوا لإخوانهم » و ما بعده فحمل الكلام على الغيبة و الأشهر الأقيس في « متم ضم الميم و الكسر شاذ في القياس و نحوه مما شذ فضل يفضل في الصحيح و أنشدوا :
ذكرت ابن عباس بدار ابن عامر
و ما مر من عمري ذكرت و ما فضل
مجمع البيان ج : 2 ص : 866
و أما « تجمعون » بالتاء فالمعنى على تجمعون أيها المقتولون في سبيل الله أو المائتون و معنى الياء أنه لمغفرة من الله خير مما يجمعه غيركم .

اللغة
الضرب في الأرض السير فيها و أصله الضرب باليد و قيل هو الإيغال في السير و غزى جمع غاز نحو ضارب و ضرب و طالب و طلب .

الإعراب
قوله « و قالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض » وضع إذا موضع إذ لأحد أمرين إما لأنه متصل بلا تكونوا كهؤلاء إذا ضرب إخوانهم في الأرض و إما لأن ( الذي ) إذا كان مبهما غير موقت يجري مجرى ما في الجزاء فيقع الماضي فيه موضع المستقبل نحو إن الذين كفروا و يصدون عن سبيل الله معناه يكفرون و يصدون و يجوز لأكرمن الذي أكرمك إذا زرته لإبهام الذي و لا يجوز لأكرمن هذا الذي أكرمك إذا زرته لتوقيت الذي من أجل الإشارة إليه بهذا و قوله « ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم » اللام فيه يتعلق بلا تكونوا أي لا تكونوا كهؤلاء الكفار في هذا القول « ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم » دونكم و قيل أنه يتعلق بقوله « و قالوا لإخوانهم » فيكون لام العاقبة عن أبي علي الجبائي و قوله « لئن قتلتم » استغنى عن جواب الجزاء فيه بجواب القسم في قوله « لمغفرة من الله و رحمة خير مما يجمعون » و قد اجتمع شيئان كل واحد منهما يحتاج إلى جواب و كان جواب القسم أولى بالذكر لأن له صدر الكلام مما يذكر في حشوه و اللام في قوله « و لئن متم » تحتمل أمرين ( أحدهما ) أن يكون خلفا من القسم و يكون اللام في قوله « لألى الله » جوابا كقولك ( و الله إن متم أو قتلتم لتحشرون إلى الله ) ( و الثاني ) أن تكون مؤكدة لما بعدها كما تؤكد أن ما بعدها و تكون الثانية جوابا لقسم محذوف و النون لا بد منها في الفعل المضارع مع لام القسم لأن القسم أحق بالتأكيد من كل ما يدخله النون من جهة أن ذكر القسم دليل على أنه من مواضع التأكيد فإذا جازت في غيره من الأمر و النهي و الاستفهام و العرض و الجزاء مع ما لزمت في القسم لأنه أحق بها من غيره و الفرق بين لام القسم و لام الابتداء إن لام الابتداء يصرف الاسم إليه فلا يعمل فيه ما قبلها نحو قد علمت لزيد خير منك و قد علمت أن زيدا ليقوم و ليس كذلك لام القسم لأنها لا تدخل على الاسم و لا يكسر لها إن نحو قد علمت أن زيدا ليقومن و يلزمها النون في المستقبل .

المعنى
ثم نهى الله سبحانه المؤمنين عن الاقتداء بالمنافقين في أقوالهم و أفعالهم
مجمع البيان ج : 2 ص : 867
فقال « يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا » يريد عبد الله بن أبي سلول و أصحابه من المنافقين عن السدي و مجاهد و قيل هو عام « و قالوا لإخوانهم » من أهل النفاق « إذا ضربوا في الأرض » أي سافروا فيها لتجارة أو طلب معاش فماتوا عن السدي و ابن إسحاق و إنما خص الأرض بالذكر لأن أكثر أسفارهم كان في البر و قيل اكتفي بذكر البر عن ذكر البحر كقوله تعالى « سرابيل تقيكم الحر » و قيل لأن الأرض تشتمل على البر و البحر « أو كانوا غزى » أي غزاة محاربين للعدو فقتلوا « لو كانوا » مقيمين « عندنا ما ماتوا و ما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم » معناه قالوا هذا القول ليثبطوا المؤمنين عن الجهاد فلم يقبل المؤمنون ذلك و خرجوا و نالوا العز و الغنيمة فصار حسرة في قلوبهم و اللام على هذا في ليجعل لام العاقبة و قيل معناه و لا تكونوا كهؤلاء الكفار في هذه المقالة لكي يجعل الله تلك المقالة سببا لإلزام الحسرة و الحزن في قلوبهم لما يحصل لهم من الخيبة فيما أملوا من الموافقة و لما فاتهم من عز الظفر و الغنيمة « و الله يحيي و يميت » أي هو الذي يحيي و يميت في السفر و الحضر عند حضور الأجل لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم و لا راد لما قضى و لا محيص عما قدر و هذا يتضمن منع الناس عن التخلف في الجهاد خشية القتل فإن الإحياء و الإماتة بيد الله سبحانه فلا حياة لمن قدر الله موته و لا موت لمن قدر الله حياته « و الله بما تعملون بصير » أي مبصر و قيل عليم و هذا يتضمن الترغيب في الطاعة و الترهيب عن المعصية ثم حث سبحانه على الجهاد و بين أن الشهادة خير من أموال الدنيا المستفادة بأن قال « و لئن قتلتم » أيها المؤمنون « في سبيل الله » أي في الجهاد « أو متم » قاصدين مجاهدة الكفار استوجبتم « مغفرة من الله و رحمة » و المغفرة الصفح عن الذنوب و الرحمة الثواب و الجنة و هاتان « خير مما يجمعون » من الأموال و المقاصد الدنيوية و هذا يتضمن تعزية المؤمنين و تسليتهم عما أصابهم في سبيل الله و فيه تقوية لقلوبهم و تهوين للموت و القتل عليهم ثم قال « و لئن متم أو قتلتم لألى الله تحشرون » أي سواء متم أو قتلتم فإن مرجعكم إلى الله فيجزي كلا منكم كما يستحقه المحسن على إحسانه و المسيء على إساءته ف آثروا ما يقربكم منه و يوجب لكم رضاه من العمل بطاعته و الجهاد في سبيله و لا تركنوا إلى الدنيا و في هذا المعنى البيت الذي ينسب إلى الإمام الحسين بن علي :
فإن تكن الأبدان للموت أنشئت
فقتل امرىء بالسيف في الله أفضل ( سؤال ) إن قيل كيف عادل بين مغفرة الله و رحمته و بين حطام الدنيا مع تفاوت ما
مجمع البيان ج : 2 ص : 868
بينهما و لا يقول أحد الدرة خير من البعرة ( فجوابه ) إن الناس يؤثرون الدنيا على الآخرة حتى أنهم يتركون الجهاد في سبيل الله محبة للاستكثار من الدنيا و إيثارا للمقام فيها فعلى هذا جاز ذلك .
فَبِمَا رَحْمَة مِّنَ اللَّهِ لِنت لَهُمْ وَ لَوْ كُنت فَظاًّ غَلِيظ الْقَلْبِ لانفَضوا مِنْ حَوْلِك فَاعْف عَنهُمْ وَ استَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْت فَتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يحِب الْمُتَوَكلِينَ(159)
اللغة
( الفظ الغليظ ) الجافي القاسي القلب يقال منه فظظت تفظ فظاظة و أنت فظ على وزن فعل إلا أنه أدغم كصب و الفظاظة خشونة الكلام و الافتظاظ شرب ماء الكرش لجفائه على الطبائع فإن أصل الفظاظة الجفوة و الفظ ماء الكرش و الفض بالضاد تفريق الشيء و الانفضاض التفرق و شاورت الرجل مشاورة و شوارا و الاسم المشورة و قيل المشورة و فلان حسن الشورة و الصورة أي الهيأة و اللباس و أنه لصير شير و هو حسن الشارة و معنى قولهم شاورت فلانا أظهرت في الرأي ما عندي و ما عنده و شرت الدابة أشورها إذا امتحنتها فعرقت هيئتها في سيرها و شرت العسل و أشرته إذا أخذته من مواضع النحل و عسل مشور و مشار قال الشاعر :
كان القرنفل و الزنجبيل
باتا بفيها و أريا مشورا و قال عدي بن زيد :
و غناء يأذن الشيخ له
و حديث مثل ما ذي مشار و العزم عقد القلب على الشيء تريد أن تفعله و العزيمة كذلك قال ابن دريد يقال عزمت عليك يعني أقسمت عليك و التوكل إظهار العجز و الاعتماد على الغير و التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه و الثقة بحسن تدبيره و أصله الاتكال و هو الاكتفاء في فعل ما يحتاج إليه ممن يستند إليه و منه الوكالة لأنه عقد على الكفاية بالنيابة و الوكيل هو المتكل عليه بتفويض الأمر إليه .

مجمع البيان ج : 2 ص : 869
الإعراب
« فبما رحمة » ما زائدة بإجماع المفسرين و مثله قوله عما قليل جاءت ما مؤكدة للكلام و دخولها تحسن النظم كدخولها لاتزان الشعر في نحو قول عنترة :
يا شاة ما قنص لمن حلت له
حرمت علي و وليتها لم تحرم و قال الفرزدق :
ناديت أنك إن نجوت فبعد ما
يأس و قد نظرت إليك شعوب و ذلك ليتمكن المعنى في النفس فجرى مجرى التكرير .

المعنى
ثم بين سبحانه أن مساهلة النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إياهم و مجاوزته عنهم من رحمته تعالى حيث جعله لين العطف حسن الخلق « فبما رحمة » أي فبرحمة « من الله لنت لهم » معناه أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم مع سماحة أخلاقك و كرم سجيتك بالحجج و البراهين « و لو كنت » يا محمد « فظا » أي جافيا سيء الخلق « غليظ القلب » أي قاسي الفؤاد غير ذي رحمة و لا رأفة « لانفضوا من حولك » أي لتفرق أصحابك عنك و نفروا منك و قيل إنما جمع بين الفظاظة و الغلظة و إن كانتا متقاربتين لأن الفظاظة في الكلام فنفى الجفاء عن لسانه و القسوة عن قلبه « فاعف عنهم » ما بينك و بينهم « و استغفر لهم » ما بينهم و بيني و قيل معناه فاعف عنهم فرارهم من أحد و استغفر لهم من ذلك الذنب « و شاورهم في الأمر » أي استخرج آراءهم و اعلم ما عندهم و اختلفوا في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي عن تعرف صواب الرأي من العباد على أقوال ( أحدها ) أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم و الت آلف لهم و الرفع من أقدارهم ليبين أنهم ممن يوثق بأقوالهم و يرجع إلى آرائهم عن قتادة و الربيع و ابن إسحاق ( و ثانيها ) أن ذلك لتقتدي به أمته في المشاورة و لم يروها نقيصة كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم عن سفيان بن عيينة ( و ثالثها ) أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ليتميز الناصح من الغاش ( و خامسها ) أن ذلك في أمور الدنيا و مكائد الحرب و لقاء العدو و في مثل ذلك يجوز أن يستعين ب آرائهم عن أبي علي الجبائي « فإذا عزمت » أي فإذا عقدت قلبك على الفعل و إمضائه و رووا عن جعفر بن محمد و عن جابر بن يزيد فإذا عزمت بالضم فعلى هذا يكون معناه فإذا عزمت لك و وفقتك و أرشدتك « فتوكل على الله » أي فاعتمد على الله و ثق به و فوض أمرك إليه
مجمع البيان ج : 2 ص : 870
« إن الله يحب المتوكلين » يعني الواثقين به و المعتمدين عليه و المنقطعين إليه الواكلين أمرهم إلى لطفه و تدبيره و في هذه الآية دلالة على اختصاص نبينا بمكارم الأخلاق و محاسن الأفعال و من عجيب أمره (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع ثم كان أدناهم إلى التواضع و ذلك أنه كان أوسط الناس نسبا و أوفرهم حسبا و أسخاهم و أشجعهم و أزكاهم و أفصحهم و هذه كلها من دواعي الترفع ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب و يخصف النعل و يركب الحمار و يعلف الناضح و يجيب دعوة المملوك و يجلس في الأرض و يأكل على الأرض و كان يدعو إلى الله من غير زئر و لا كهر و لا زجر و لقد أحسن من مدحه في قوله :
فما حملت من ناقة فوق ظهرها
أبر و أوفى ذمة من محمد و في الآية أيضا ترغيب للمؤمنين في العفو عن المسيء و حثهم على الاستغفار لمن يذنب منهم و على مشاورة بعضهم بعضا فيما يعرض لهم من الأمور و نهيهم عن الفظاظة في القول و الغلظة و الجفاء في الفعل و دعائهم إلى التوكل عليه و تفويض الأمر إليه و فيها أيضا دلالة على ما نقوله في اللطف لأنه سبحانه نبه على أنه لو لا رحمته لم يقع اللين و التواضع و لو لم يكن كذلك لما أجابوه فبين أن الأمور المنفرة منفية عنه و عن سائر الأنبياء و من يجري مجراهم في أنه حجة على الخلق و هذا يوجب تنزيههم أيضا عن الكبائر لأن التنفير في ذلك أكثر .
إِن يَنصرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِب لَكُمْ وَ إِن يخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِى يَنصرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَ عَلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكلِ الْمُؤْمِنُونَ(160)
المعنى
لما أمر الله سبحانه نبيه بالتوكل بين معنى وجوب التوكل عليه فقال « إن ينصركم الله » على من ناواكم « فلا غالب لكم » أي فلا يقدر أحد على غلبتكم و إن كثر عدد من يناوئكم و قل عددكم « و إن يخذلكم » أي يمنعكم معونته و يخل بينكم و بين أعدائكم بمعصيتكم إياه « فمن ذا الذي ينصركم من بعده » الهاء عائدة إلى اسم الله على الظن و المعنى على حذف المضاف و تقديره من بعد خذلانه يعني أنه لا ناصر لكم ينصركم بعد خذلان الله إياكم و من هاهنا معناه التقرير بالنفي في صورة الاستفهام أي لا
مجمع البيان ج : 2 ص : 871
ينصركم أحد من بعده و إنما تضمن حرف الاستفهام معنى النفي لأن جوابه يجب أن يكون بالنفي فصار ذكره يغني عن ذكر جوابه و كان أبلغ لتقرير المخاطب فيه « و على الله فليتوكل المؤمنون » ظاهر المراد و تضمنت الآية الترغيب في طاعة الله التي يستحق بها النصرة و التحذير من معصية الله التي يستحق بها الخذلان مع إيجاب التوكل عليه الذي يؤمن معه أن يكلهم إلى أنفسهم فيهلكوا قال أبو علي الجبائي و في الآية دليل على أن من غلبه أعداء الله من الباغين لم ينصره الله لأنه لو نصره لما غلبوه و ذلك بحسب ما في المعلوم من مصالح العباد مع تعريض المؤمنين لمنازل الأبرار بالصبر على الجهاد مع خوف القتل من حيث لم يجعل على أمان من غلبة الفجار و هذا إنما هو في النصرة بالغلبة فأما النصرة بالحجة فإن الله نصر المؤمنين من حيث هداهم إلى طريق الحق بما نصب لهم من الأدلة الواضحة و البراهين القاطعة و لو لا ذلك لما حسن التكليف و قال أبو القاسم البلخي المؤمنون منصورون أبدا إن غلبوا فهم المنصورون بالغلبة و إن غلبوا فهم المنصورون بالحجة و لا يجوز أن ينصر الله الكافر على وجه و قال الجبائي النصرة بالغلبة ثواب لأنه لا يجوز أن ينصر الله الظالمين من حيث لا يريد استعلاءهم بالظلم على غيرهم و قال ابن الإخشيد ليس بصواب كيف تصرفت الحال لأن الله تعالى أمرنا أن ننصر الفئة المبغى عليها و قد لا تكون مستحقة للثواب فأما الخذلان فلا خلاف أنه عقاب و الخذلان هو الامتناع من المعونة على عدو في وقت الحاجة إليها لأنه لو امتنع إنسان من معونة من يستغني عن معونته لم يكن خاذلا له .
وَ مَا كانَ لِنَبى أَن يَغُلَّ وَ مَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَمَةِ ثُمَّ تُوَفى كلُّ نَفْس مَّا كَسبَت وَ هُمْ لا يُظلَمُونَ(161)
القراءة
قرأ ابن كثير و أبو عمرو و عاصم « أن يغل » بفتح الياء و ضم الغين و قرأ الباقون بضم الياء و فتح الغين .

الحجة
من قرأ « يغل » فمعناه يخون .
يقال غل في الغنيمة يغل إذا خان فيها و أغل بمعناه و قال النمر بن تولب :
جزى الله عنا جمرة بنت نوفل
جزاء مغل بالأمانة كاذب
بما سألت عني الوشاة ليكذبوا
علي و قد أوليتها في النوائب
مجمع البيان ج : 2 ص : 872
و من قرأ يغل فمعناه على وجهين ( أحدهما ) ما كان لنبي أن يخون أي ينسب إلى الخيانة أي يقال له غللت كقولك أسقيته أي قلت له سقاك الله قال ذو الرمة :
و أسقيه حتى كاد مما أبثه
تكلمني أحجاره و ملاعبه و قال الكميت :
و طائفة قد أكفرتني بحبكم
و طائفة قالت مسيء و مذنب أي نسبتني إلى الكفر ( و الآخر ) ما كان لنبي أن يخان بمعنى يسرق منه و يؤخذ من الغنيمة التي حازها و يكون تخصيص النبي بذلك تعظيما للذنب قال أبو علي الفسوي الحجة لمن قرأ « أن يغل » إنما جاء في التنزيل من هذا النحو أسند الفعل فيه إلى الفاعل نحو ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء و ما كان ليأخذ أخاه و ما كان لنفس أن تموت و ما كان الله ليضل قوما و ما كان الله ليطلعكم على الغيب و لا يكاد يقال ما كان لزيد أن يضرب و ما كان لزيد ليضرب فيسند الفعل فيه إلى المفعول به فكذلك قوله و ما كان لنبي أن يغل يسند الفعل فيه إلى الفاعل و يروي عن ابن عباس أنه قرأ « يغل » فقيل له أن عبد الله قرأ يغل فقال ابن عباس بلى و الله و يقتل و روي عن ابن عباس أيضا أنه قال و قد كان النبي يقتل فكيف لا يخون .

اللغة
أصل الغلول من الغلل و هو دخول الماء في خلل الشجر يقال انغل الماء في أصول الشجر و الغلول الخيانة لأنها تجري في الملك على خفاء من غير الوجه الذي يحل كالغلل و منه الغل الحقد لأنه يجري في النفس كالغلل و منه الغليل حرارة العطش و الغلة كأنها تجري في الملك من جهات مختلفة و الغلالة لأنها شعار تحت البدن .

النزول
روي عن ابن عباس و سعيد بن جبير أنها نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من المغنم فقال بعضهم لعل النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أخذها و في رواية الضحاك عنه أن رجلا غل بمخيط أي بإبرة من غنائم هوازن يوم حنين فنزلت الآية و عن مقاتل أنها نزلت في غنائم أحد حين ترك الرماة المركز طلبا للغنيمة و قالوا نخشى أن يقول رسول الله من أخذ شيئا فهو له و لا يقسم كما لم يقسم يوم بدر و وقعوا في الغنائم فقال رسول الله أ ظننتم أنا نغل و لا نقسم لكم فأنزل الله الآية و قيل أنه قسم المغنم و لم يقسم للطلائع فلما قدمت
مجمع البيان ج : 2 ص : 873
الطلائع قالوا أقسم الفيء و لم يقسم لنا فعرفه الله الحكم فنزلت الآية و قيل نزلت في أداء الوحي كان النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) يقرأ القرآن و فيه عيب دينهم و سب آلهتهم فسألوه أن يطوي ذلك فأنزل الله الآية .

المعنى
لما قدم تعالى أمر الجهاد و ذكر بعده ما يتعلق به من حديث الغنائم و النهي عن الخيانة فيها فقال « و ما كان لنبي أن يغل » و تقديره و ما كان لنبي الغلول لأن أن مع الفعل بمعنى المصدر أي لا تجتمع النبوة و الخيانة و قيل معناه ما كان له أن يكتم شيئا من الوحي عن ابن إسحاق و تقديره ما كان له أن يغل أمته فيما يؤدي إليهم و قيل اللام منقولة و تقديره ما كان النبي ليغل كقوله ما كان لله أن يتخذ من ولد معناه ما كان الله ليتخذ ولدا و على القراءة الأخرى ما كان لنبي أن يخون أي يخونه أصحابه أو بمعنى يكتمونه شيئا من المغنم على ما مضى القول فيه و خصه بالذكر و إن كان لا يجوز أن يغل غيره من إمام أو أمير للمسلمين لوجهين ( أحدهما ) لعظم خيانته و أنها أعظم من خيانة غيره و هذا كقوله « فاجتنبوا الرجس من الأوثان » و إن كان اجتناب جميع الأرجاس واجبا ( و الآخر ) أن النبي إنما خص بالذكر لأنه القائم بأمر الغنائم فإذا حرمت الخيانة عليه و هو صاحب الأمر فحرمتها على غيره أولى و أجدر و قوله « و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة » معناه أنه يأتي حاملا على ظهره كما روي في حديث طويل ألا لا يغلن أحد بعيرا فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ألا لا يغلن أحد فرسا فيأتي به على ظهره له حمحمة فيقول يا محمد يا محمد فأقول قد بلغت قد بلغت لا أملك لك من الله شيئا عن ابن عباس و أبي حميد و أحمد الساعدي و ابن عمر و قتادة و قال الجبائي و ذلك ليفضح به على رءوس الأشهاد و قال البلخي فيجوز أن يكون ما تضمنه الخبر على وجه المثل كان الله إذا فضحه يوم القيامة جرى ذلك مجرى أن يكون حاملا له و له صوت و قد روي في خبر آخر أن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) كان يأمر مناديا فينادي في الناس ردوا الخيط و المخيط فإن الغلول عار و شنار يوم القيامة فجاء رجل بكبة شعر فقال إني أخذتها لأخيط بردعة بعيري فقال النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أما نصيبي منها فهو لك فقال الرجل أما إذا بلغ الأمر هذا المبلغ فلا حاجة لي فيها و الأولى أن يكون معناه و من يغلل يواف بما غل يوم القيامة فيكون حمل غلوله على عنقه أمارة يعرف بها و ذلك حكم الله تعالى في كل من وافى يوم القيامة بمعصيته لم يتب منها أو أراد الله تعالى أن يعامله بالعدل أظهر عليه من معصيته علامة تليق بمعصيته ليعلمه أهل القيامة بها و يعلموا سبب استحقاقه العقوبة كما قال تعالى « فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس و لا جان » و هكذا حكمه تعالى في كل من وافى القيامة بطاعة فإنه تعالى يظهر من طاعته علامة يعرف
مجمع البيان ج : 2 ص : 874
بها « ثم توفي كل نفس ما كسبت » أي يعطي كل نفس جزاء ما عملت تاما وافيا « و هم لا يظلمون » أي لا ينقص أحد مقدار ما يستحقه من الثواب و لا يزاد أحد عن مقدار ما استحقه من العذاب و في هذه الآية دلالة على فساد قول المجبرة إن الله لو عذب أولياءه لم يكن ذلك منه ظلما لأنه قد بين أنه لو لم يوفها ما كسبت لكان ظلما .
أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضوَنَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسخَط مِّنَ اللَّهِ وَ مَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْس المَْصِيرُ(162) هُمْ دَرَجَتٌ عِندَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِيرُ بِمَا يَعْمَلُونَ(163)
اللغة
باء أي رجع يقال باء بذنبه يبوء بوءا إذا رجع به و بوأته منزلا أي هيأته له لأنه يرجع إليه و السخط من الله هو إرادة العقاب لمستحقه و لعنه و هو مخالف للغيظ لأن الغيظ هو هيجان الطبع و انزعاج النفس فلا يجوز إطلاقه على الله تعالى و المصير المرجع و يفرق بينهما بأن المرجع هو انقلاب الشيء إلى حال قد كان عليها و المصير انقلاب الشيء إلى خلاف الحال التي هو عليها نحو مصير الطين خزفا و لا يقال رجع الطين خزفا لأنه لم يكن قبل خزفا و الدرجة الرتبة و الدرجان مشي الصبي لتقارب الرتب و الترقي في العلم درجة بعد درجة أي منزلة بعد منزلة كالدرجة المعروفة .

النزول
لما أمر رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بالخروج إلى أحد قعد عنه جماعة من المنافقين و اتبعه المؤمنون فأنزل الله تعالى هذه الآية .

المعنى
لما بين تعالى أن كل نفس توفى جزاء ما كسبت من خير و شر عقبه ببيان من كسب الخير و الشر فقال « أ فمن اتبع رضوان الله » و فيه أقوال ( أحدها ) أن معناه أ فمن اتبع رضوان الله في ترك الغلول كمن باء بسخط من الله في فعل الغلول عن الحسن و الضحاك و اختاره الطبري لأنه أشبه بما تقدم ( و ثالثها ) أ فمن اتبع رضوان الله بالجهاد في سبيله « كمن باء بسخط من الله » في الفرار منه رغبة عنه عن الزجاج و الجبائي و هذا الوجه يطابق ما سبق ذكره من سبب النزول « و ماواه جهنم » أي مصيره و مرجعه جهنم « و بئس المصير » أي المكان الذي صار إليه و المستقر و الآية استفهام و المراد به التقرير و الفرق بين الفريقين أي ليس من اتبع رضوان الله أي رضاءه كمن باء بسخطه « هم
مجمع البيان ج : 2 ص : 875
درجات » أي هم ذوو درجات « عند الله » فالمؤمنون ذوو درجة رفيعة و الكافرون ذوو درجة خسيسة و قيل في معناه قولان ( أحدهما ) أن المراد اختلاف مرتبتي أهل الثواب و العقاب بما لهؤلاء من النعيم و الكرامة و لأولئك من العقاب و المهانة و عبر عن ذلك بدرجات مجازا و توسعا ( و الثاني ) أن المراد اختلاف مراتب كل من الفريقين فإن الجنة طبقات بعضها أعلى من بعض كما جاء في الخبر أن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما يرى النجم في أفق السماء و النار دركات بعضها أسفل من بعض و مثله في حذف المضاف قول ابن هرمة أنشده سيبويه :
أنصب للمنية تعتريهم
رجالي أم هم درج السيول أي هم ذوو درج « و الله بصير بما يعملون » أي عليم و في هذا ترغيب للناس في اتباع مرضاة الله تعالى و تحذيرهم عما يوجب سخطه و إعلام بأن أسرار العباد عنده علانية و فيه توثيق بأنه لا يضيع عمل عامل لديه إذ لا يخفى شيء من ذلك عليه فيثيب على الطاعة و يعاقب على المعصية .
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَث فِيهِمْ رَسولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيهِمْ ءَايَتِهِ وَ يُزَكيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَب وَ الْحِكمَةَ وَ إِن كانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضلَل مُّبِين(164)
اللغة
أصل المن القطع يقال منه يمنه إذا قطعه و المن النعمة لأنه يقطع بها عن البلية يقال من فلان علي بكذا أي استنقذني به مما أنا فيه و المن تكدير النعمة لأنه قطع لها عن وجوب الشكر عليها و المنة القوة لأنه يقطع بها الأعمال .

المعنى
ثم ذكر سبحانه عظيم نعمته على الخلق ببعثه نبينا فقال « لقد من الله » أي أنعم الله « على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا » منهم خص المؤمنين بالذكر و إن كان (صلى الله عليهوآلهوسلّم) مبعوثا إلى جميع الخلق لأن النعمة عليهم أعظم لاهتدائهم به و انتفاعهم ببيانه
مجمع البيان ج : 2 ص : 876
و نظير ذلك ما تقدم بيانه من قوله هدى للمتقين و قوله « من أنفسهم » فيه أقوال ( أحدها ) أن المراد به من رهطهم يعرفون منشأه و صدقه و أمانته و كونه أميا لم يكتب كتابا و لم يقرأه ليعلموا أن ما أتى به وحي منزل و يكون ذلك شرفا لهم و داعيا إياهم إلى الإيمان ( و ثانيها ) أن المراد به أنه يتكلم بلسانهم فيسهل عليهم تعلم الحكمة منه فيكون خاصا بالعرب ( و ثالثها ) أنه عام لجميع المؤمنين و المراد بأنفسهم أنه من جنسهم لم يبعث ملكا و لا جنيا و موضع المنة فيه أنه بعث فيهم من عرفوا أمره و خبروا شأنه و قوله « يتلو عليهم آياته » يعني القرآن « و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة » مضى بيانه في سورة البقرة « و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين » يعني أنهم كانوا في ضلال ظاهر بين أي كفارا و كفرهم هو ضلالهم فأنقذهم الله بالنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) .
أَ وَ لَمَّا أَصبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصبْتُم مِّثْلَيهَا قُلْتُمْ أَنى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(165)
الإعراب
إنما دخلت الواو في « أ و لما » لعطف جملة على جملة إلا أنه تقدمها ألف الاستفهام لأن له صدر الكلام و إنما وصلت هذه الواو الكلام الثاني بالأول ليدل على تعلقه به في المعنى و ذلك أنها وصلت التفريع على الخطيئة بالتذكير بالنعمة لفرقة واحدة .

المعنى
ثم عاد الكلام إلى ذكر الجهاد فقال « أ و لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها » أي حين أصابكم القتل و الجرح و ذلك ما أصاب المسلمين يوم أحد فإنه قتل من المسلمين سبعون رجلا و كانوا هم أصابوا من المشركين يوم بدر مثليها فإنهم كانوا قتلوا من المشركين سبعين رجلا و أسروا سبعين عن قتادة و عكرمة و الربيع و السدي أي و قد أصبتم أيها المسلمون يوم بدر مثليها و قيل قتلهم منهم ببدر سبعين و بأحد سبعين عن الزجاج و هذا ضعيف لأنه خلاف ما ذكره أهل السير فإنه لا خلاف بينهم أنه قتل منهم بأحد نفر يسير فقوله خلاف الجمهور « قلتم أنى يكون هذا » أي من أي وجه أصابنا هذا و نحن مسلمون و فينا رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و ينزل عليه الوحي و هم مشركون و قيل إنهم إنما استنكروا ذلك لأنه وعدهم بالنصر من الله إن أطاعوه عن الجبائي و قوله « قل هو من عند أنفسكم » أي قل يا محمد ما أصابكم من الهزيمة و القتل من عند أنفسكم أي بخلافكم أمر ربكم و ترككم طاعة الرسول (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و فيه أقوال ( أحدها ) أن ذلك بمخالفتهم الرسول في الخروج من
مجمع البيان ج : 2 ص : 877
المدينة للقتال يوم أحد و كان النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) دعاهم إلى أن يتحصنوا بها و يدعوا المشركين إلى أن يقصدوهم فيها فقالوا كنا نمتنع من ذلك في الجاهلية و نحن الآن في الإسلام و أنت يا رسول الله نبينا أحق بالامتناع و أعز عن قتادة و الربيع ( و ثانيها ) أن ذلك باختيارهم الفداء من الأسرى يوم بدر و كان الحكم فيهم القتل و شرط عليهم أنكم إن قبلتم الفداء قتل منكم في القابل بعدتهم فقالوا رضينا فإنا نأخذ الفداء و ننتفع به و إذا قتل منا فيما بعد كنا شهداء عن علي (عليه السلام) و عبيدة السلماني و هو المروي عن الباقر (عليه السلام) ( و ثالثها ) أن ذلك بخلاف الرماة يوم أحد لما أمرهم رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) به من ملازمة مراكزهم « إن الله على كل شيء قدير » أي فهو قادر على نصركم فيما بعد و إن لم ينصركم في الحال لمخالفتكم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page