• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الرابع سورة آل عمران آیات 181 الی 186


لَّقَدْ سمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نحْنُ أَغْنِيَاءُ سنَكْتُب مَا قَالُوا وَ قَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيرِ حَقّ وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذَاب الْحَرِيقِ(181) ذَلِك بِمَا قَدَّمَت أَيْدِيكُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْس بِظلام لِّلْعَبِيدِ(182)
القراءة
قرأ حمزة سيكتب بضم الياء و قتلهم بالرفع و يقول بالياء و قرأ الباقون
مجمع البيان ج : 2 ص : 898
« سنكتب » بالنون و « قتلهم » بالنصب و « نقول » بالنون .

الحجة
الوجه في قراءة من قرأ « سنكتب » أن النون هاهنا بعد الاسم الموضوع للغيبة فهو مثل قوله « بل الله مولاكم » ثم قال « سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب » و لو قال سيكتب بالياء لكان في الإفراد كقوله « و قذف في قلوبهم الرعب » و قوله « كتب الله لأغلبن أنا و رسلي » و قوله « و نقول » معطوف على سنكتب و الوجه في قراءة حمزة و قتلهم أنه عطف على ما قالوا و هو في موضع رفع و من قال « و قتلهم » فإنه عطفه على ما قالوا أيضا و هو في موضع نصب بأنه مفعول به .

اللغة
يقال سمع يسمع سمعا إذا أدرك بحاسة الأذن و الله يسمع من غير إدراك بحاسة و السميع من هو على حالة يسمع لأجلها المسموعات إذا وجدت و السامع المدرك لذلك و قال المحققون أن الله تعالى سميع فيما لم يزل و سامع عند وجود المسموع و كونه سميعا بصيرا ليس بصفة زائدة على كونه حيا و كونه مدركا بصفة زائدة على كونه حيا و كونه سامعا مبصرا عالما بمعناه و قال أبو القاسم البلخي فائدة كونه سميعا بصيرا أنه يعلم المسموعات و المبصرات و هو لا يثبت للقديم تعالى صفة الإدراك و قال الخليل كل ما نزل بإنسان من مكروه فقد ذاقه إلا أنه توسع و جاء في الخبر حتى تذوقي من عسيلته و يذوق من عسيلتك كنى بذلك عن الجماع و هذا من الكنايات المليحة و الحريق النار و كذلك الحرق بفتح الراء و الحرق بسكونه المصدر لقولهم حرقت الشيء إذا بردته بالمبرد .

الإعراب
موضع الباء في قوله « بما قدمت أيديكم » رفع لأنها في موضع خبر المبتدأ و هو ذلك و هي متصلة بالاستقرار كأنه قيل ذلك استقر بما قدمت أيديكم « و أن الله » إنما فتح أن لأنه معطوف على ما عمل فيه الباء و تقديره و بأن الله فموضعه جر .

النزول
لما نزلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قالت اليهود أن الله فقير يستقرض منا و نحن أغنياء و قائله حي بن أخطب عن الحسن و مجاهد و قيل كتب النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) مع أبي بكر إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و أن يقرضوا الله قرضا حسنا فدخل أبو بكر بيت مدارستهم فوجد ناسا كثيرا منهم اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازورا فدعاهم إلى الإسلام و الصلاة و الزكاة فقال فنحاص إن كان ما تقول حقا فإن الله إذا لفقير و نحن أغنياء و لو كان غنيا لما استقرضنا أموالنا فغضب أبو بكر و ضرب وجهه فأنزل الله هذه الآية عن عكرمة و السدي و مقاتل و محمد بن إسحاق .

المعنى
ثم ذكر سبحانه خصلة أخرى من خصالهم الذميمة فقال « لقد سمع الله
مجمع البيان ج : 2 ص : 899
قول الذين قالوا إن الله فقير » قيل معناه أدرك قولهم و قيل علم ذلك عن البلخي « إن الله فقير » أي ذو حاجة لأنه يستقرض منا « و نحن أغنياء » عن الحاجة و قد علموا أن الله لا يطلب القرض و إنما ذلك تلطيف في الاستدعاء إلى الإنفاق و إنما قالوه تلبيسا على عوامهم و قيل معناه قالوا إن الله فقير لأنه يضيق علينا الرزق و نحن أغنياء لأنا نوسع الرزق على أهالينا « سنكتب ما قالوا » قيل معناه سنحفظ ما قالوا و كني بالكتابة عن الحفظ لأنه طريق إلى الحفظ و قيل نأمر بكتب ذلك في صحائف أعمالهم و إنما يفعل ذلك مبالغة في الزجر عن المعصية لأن المكلف إذا علم أن أفعاله و أقواله مكتوبة في الصحائف و أنه لا بد من عرضها عليه و من قراءته على رءوس الأشهاد يوم التناد كان ذلك أبلغ له في الزجر عن المأثم و أمنع عن ارتكاب الجرائم « و قتلهم الأنبياء بغير حق » أي و سنكتب قتل أسلافهم الأنبياء و رضى هؤلاء به فنجازي كلا بفعله و فيه دلالة على أن الرضا بفعل القبيح يجري مجراه في عظم الجرم لأن اليهود الذين وصفوا بقتل الأنبياء لم يتولوا ذلك بأنفسهم و إنما ذموا بذلك لأنهم بمنزلة من تولاه في عظم الإثم « و نقول ذوقوا عذاب الحريق » يعني المحرق و إنما الفائدة فيه أن يعلم أن العذاب بالنار التي تحرق و هي الملتهبة لأن ما لم تلتهب لا يسمى حريقا و قد يكون العذاب بغير النار و يفيد قوله « ذوقوا » إنكم لا تتخلصون من ذلك يقال ذق هذا البلاء أي إنك لست بناج منه « ذلك » إشارة إلى ما سبق أي ذلك العقاب « بما قدمت أيديكم » معناه بما كنتم عملتموه و جنيتموه على أنفسكم « و أن الله ليس بظلام للعبيد » أي بأن الله لا يظلم أحدا من عباده و إنما أضافه إلى اليد و إن كانت تكتسب الذنوب بجميع الجوارح لأن عامة ما يكسبه الإنسان إنما يكسبه بيده و لأن العادة قد جرت بإضافة الأعمال التي يلابسها الإنسان إلى اليد و إن كان اكتسبها بجارحة أخرى فجرى خطاب القديم تعالى على عادتهم و في هذا دلالة على بطلان مذهب المجبرة لأنه يدل على أنه لو وقع العقاب من غير جرم سلف من العبد لكان ظلما و ذلك على خلاف ما يذهبون إليه من أنه سبحانه يعذب الكفار من غير جرم سلف منهم و أنه يخلق فيهم الكفر ثم يعذبهم عليه لأنه لا ظلم أعظم من ذلك و إنما ذكر لفظ الظلام و هو للتكثير تأكيدا لنفي الظلم عنه .

مجمع البيان ج : 2 ص : 900
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسول حَتى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَان تَأْكلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسلٌ مِّن قَبْلى بِالْبَيِّنَتِ وَ بِالَّذِى قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صدِقِينَ(183) فَإِن كذَّبُوك فَقَدْ كُذِّب رُسلٌ مِّن قَبْلِك جَاءُو بِالْبَيِّنَتِ وَ الزُّبُرِ وَ الْكِتَبِ الْمُنِيرِ(184)
القراءة
قرأ ابن عامر وحده و بالزبر بالباء و كذلك هي في مصاحف الشام كما في فاطر و الباقون بغير باء .

الحجة
من حذف فلأن واو العطف أغنت عن تكرار العامل و من أثبتها فإنما كرر العامل تأكيدا و كلاهما حسن .

اللغة
القربان مصدر على وزن عدوان و خسران تقول قربت قربانا و قد يكون اسما كالبرهان و السلطان و هو كل بر يتقرب به العبد إلى الله و الزبر جمع زبور و كل كتاب فيه حكمة فهو زبور قال امرؤ القيس :
لمن طلل أبصرته فشجاني
كخط زبور في عسيب يمان تقول زبرت الكتاب إذا كتبته و زبرت الرجل إذا زجرته و الزبرة مجتمع الشعر على كتف الأسد و زبرت البئر إذا أحكمت طيها بالحجارة فهي مزبورة و الزبر العقل و إنما جمع بين الزبر و الكتاب و معناهما واحد لأن أصلهما يختلف هو كتاب بضم حروف بعضها إلى بعض و زبور لما فيه من الزجر على خلاف الحق و إنما سمي كتاب داود زبورا لكثرة ما فيه من المواعظ و الزواجر .

الأعراب
« الذين قالوا » محله جر ردا على الذين قالوا إن الله فقير على تقدير و سمع قول الذين .

النزول
قيل نزلت الآية في جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف و مالك بن الضيف و وهب بن يهودا و فنحاص بن عازورا قالوا يا محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إن الله عهد إلينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار فإن زعمت أن الله بعثك إلينا فجئنا به نصدقك فأنزل الله هذه الآية عن الكلبي و قيل إن الله أمر بني إسرائيل في التوراة من
مجمع البيان ج : 2 ص : 901
جاءكم يزعم أنه نبي فلا تصدقوه حتى يأتي بقربان تأكله النار حتى يأتيكم عيسى و محمد فإذا أتياكم ف آمنوا بهما بغير قربان .

المعنى
ثم ذكر قولهم الآخر فقال « الذين قالوا » لنبيهم « إن الله عهد إلينا » أي أمرنا و قيل أوصانا في كتبه و على ألسن رسله « ألا نؤمن لرسول » أي لا نصدق رسولا فيما يقول من أنه جاء به من عند الله تعالى « حتى يأتينا بقربان » أي حتى يجيئنا بما يتقرب به إلى الله من صدقة أو بر تتقبل منه و قوله « تأكله النار » بيان لعلامة التقبل فإنه كان علامة قبول قربانهم أن تنزل النار من السماء فتأكله و كان يكون ذلك دلالة على صدق المقرب فيما ادعاه عن ابن عباس « قل » يا محمد لهؤلاء اليهود « قد جاءكم رسل من قبلي » يعني جاء أسلافكم « بالبينات » أي بالحجج الدالة على صدقهم و صحة رسالتهم و حقيقة قولهم كما كنتم تقترحون و تطلبون منهم « و بالذي قلتم » معناه و بالقربان الذي قلتم « فلم قتلتموهم » أراد بذلك زكريا و يحيى و جميع من قتلهم اليهود من الأنبياء يعني لم قتلتموهم و أنتم مقرون بأن الذي جاءوكم به من ذلك كان حجة لهم عليكم « إن كنتم صادقين » فيما عهد إليكم مما ادعيتموه و هذا تكذيب لهم في قولهم و دلالة على عنادهم و على أن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) لو أتاهم بالقربان المتقبل كما أرادوه لم يؤمنوا به كما لم يؤمن آباؤهم بالأنبياء الذين أتوا به و بغيره من المعجزات و إنما لم يقطع الله عذرهم بما سألوه من القربان الذي تأكله النار لعلمه تعالى بأن في الإتيان به مفسدة لهم و المعجزات تابعة للمصالح و لأن ذلك اقتراح في الأدلة على الله و الذي يلزم في ذلك أن يزيح علتهم بنصب الأدلة فقط « فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك » هذا تسلية للنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) في تكذيب الكفار إياه و ذلك بأنه تعالى أخبر بأنه ليس بأول مكذب من الرسل بل كذب قبله رسل « جاءوا بالبينات » أي بالمعجزات الباهرات « و الزبر » أي الكتب التي فيها الحكم و الزواجر « و الكتاب المنير » قيل المراد به التوراة و الإنجيل لأن اليهود كذبت عيسى و ما جاء به من الإنجيل و حرفت ما جاء به موسى من صفة النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و بدلت عهده إليهم فيه و النصارى أيضا جحدت ما في الإنجيل من نعته و غيرت ما أمرهم به فيه و المنير الذي ينير الحق لمن اشتبه عليه و قيل المنير الهادي إلى الحق .

مجمع البيان ج : 2 ص : 902
كلُّ نَفْس ذَائقَةُ المَْوْتِ وَ إِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَ مَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَعُ الْغُرُورِ(185)
اللغة
يقال لكل من نجا من هلكة و كل من لقي ما يغتبط به فقد فاز و تأويل فاز تباعد عن المكروه و لقي ما يحب و معنى قولهم مفازة للمهلكة التفؤل و إنما المفازة المنجاة كما سموا اللذيع سليما و الأعمى بصيرا .

المعنى
ثم بين سبحانه أن مرجع الخلق إليه فيجازي المكذبين رسله على أعمالهم من حيث حتم الموت على جميع خلقه فقال « كل نفس ذائقة الموت » أي ينزل بها الموت لا محالة فكأنها ذاقته و قيل معناه كل نفس ذائقة مقدمات الموت و شدائده و سكراته كقوله تعالى « حتى إذا جاء أحدهم الموت » و على هذا جاء قوله لقنوا أمواتكم شهادة أن لا إله إلا الله و هذا الظاهر يدل على أن كل نفس تذوق الموت و إن كانت مقتولة و إن القتل لا ينفك عن الموت الذي هو فعل الله و قيل أن المراد بالموت هنا انتفاء الحياة و القتيل قد انتفت الحياة منه و القتيل فهو داخل في الآية « و إنما توفون أجوركم » معناه و إنما تعطون جزاء أعمالكم وافيا « يوم القيامة » إن خيرا فخيرا و ثوابا و إن شرا فشرا و عقابا فإن الدنيا ليست بدار جزاء و إنما هي دار عمل و الآخرة دار جزاء و ليست بدار عمل « فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة » أي بوعد عن نار جهنم و نجي عنها و أدخل الجنة « فقد فاز » أي نال المنية و ظفر بالبغية و نجا من الهلكة « و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور » معناه ما لذات الدنيا و شهواتها و زينتها إلا متعة متعكموها الغرور و الخداع المضمحل الذي لا حقيقة له عند الاختبار لأنكم تلتذون بها ثم أنها تعود عليكم بالرزايا و الفجائع و لا تركنوا إليها و لا تغتروا بها فإنها هي غرور و صاحبها مغرور و قيل متاع الغرور القوارير و هي في الأصل ما لا بقاء له عن عكرمة و في الآية دلالة على أن أقل نعيم من الآخرة خير من نعيم الدنيا باسرة و لذلك قال (عليه السلام) موضع سوط في الجنة خير من الدنيا و ما فيها و فيها دلالة على أن كل حي سيموت و لو لا ورود السمع بذلك لكان يجوز في العقل أن يتصل حياتهم إلى وقت المجازاة و إذا قيل أ ليس من قولكم لا بد من القطع بين حال التكليف و حال المجازاة فجوابه أن ذلك القطع كان يجوز أن يحصل مع بقاء الحياة و فيها دلالة على أن المقتول يحصل فيه الموت و قد اختلف في الموت قول أبي علي و أبي هاشم فعند أبي علي الموت معنى يضاد الحياة و عند أبي هاشم عدم الحياة فعلى كلا المذهبين يجوز حصوله في المقتول .

مجمع البيان ج : 2 ص : 903
* لَتُبْلَوُنَّ فى أَمْوَلِكمْ وَ أَنفُسِكمْ وَ لَتَسمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَب مِن قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَ إِن تَصبرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِك مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ(186)
الإعراب
اللام في قوله « لتبلون » لام التأكيد و فيه معنى القسم و النون تأكيد للقسم و إنما ضمت الواو في لتبلون و لم تكسر لالتقاء الساكنين لأنها واو الضمير حركت بما كان يجب لما قبلها من الضم و مثله اشتروا الضلالة بالهدى و لو كانت الواو حرف الإعراب لفتحت نحو هل تغزون زيدا .

النزول
نزلت الآية في كعب بن الأشرف و كان يهجو النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و المؤمنين و يحرض المشركين عليهم و يشبب بنساء المسلمين فقال (صلى الله عليهوآلهوسلّم) من لي بابن الأشرف فقال محمد بن سلمة أنا يا رسول الله فخرج هو و أبو نائلة مع جماعة فقتلوه غيلة و أتوا برأسه إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) آخر الليل و هو قائم يصلي عن الزهري و قيل نزلت في فنحاص اليهودي سيد بني قينقاع لما بعث رسول الله أبا بكر إليه ليستمده و كتب إليه كتابا فلما قرأه قال قد احتاج ربكم إلى أن نمده فهم أبو بكر بضربه ثم ذكر النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) لا تفتاتن بشيء حتى ترجع فكف عنه عن عكرمة و مقاتل .

المعنى
ثم بين تعالى أن الدنيا دار محنة و ابتلاء و أنها إنما زويت عن المؤمنين ليصبروا فيؤجروا فقال « لتبلون » أي لتوقع عليكم المحن و تلحقكم الشدائد « في أموالكم » بذهابها و نقصانها « و » في « أنفسكم » أيها المؤمنون بالقتل و المصاب مثل ما نالكم يوم أحد و يقال بفرض الجهاد و غيره من الفرائض و القرب التي أمرناها بها و إنما سماه بلوى مجازا فإن حقيقة الاختبار و التجربة لا يجوز على الله لأنه العالم بالأشياء قبل كونها و إنما يفعل ذلك ليتميز المحق من المبطل عن أبي علي الجبائي « و لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم » يعني اليهود و النصارى « و من الذين أشركوا » يعني كفار مكة و غيرهم « أذى كثيرا » يعني ما سمعوه من تكذيب النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و من الكلام الذي يغمه « و إن تصبروا و تتقوا » يعني إن صبرتم على ذلكم و تمسكتم بالطاعة و لم تجزعوا عنده جزعا يبلغ الإثم « فإن ذلك من عزم الأمور » أي مما بأن رشده و صوابه و وجب على العاقل العزم عليه و قيل من محكم الأمور .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page