• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء السادس سورة المائدة 18 الی23


لَّقَدْ كفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِك مِنَ اللَّهِ شيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِك الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ وَ مَن فى الأَرْضِ جَمِيعاً وَ للَّهِ مُلْك السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(17) وَ قَالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصرَى نحْنُ أَبْنَؤُا اللَّهِ وَ أَحِبَّؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذِّب مَن يَشاءُ وَ للَّهِ مُلْك السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18)
اللغة
الأحباء جمع الحبيب و الحب المحبة و قد يكون بمعنى الإرادة و قد يكون بمعنى الشهوة و قد يستعمل في كل واحد منهما يقال أحب استقامة أمورك و أحب جاريتي .

الإعراب
اللام في قوله « لقد كفر » جواب القسم و تقديره أقسم لقد كفر الذين قالوا و إنما قال « و ما بينهما » و لم يقل و ما بينهن مع أنه ذكر السماوات على الجمع لأنه أراد به النوعين أو الصنفين كما قال الشاعر :
طرقا فتلك هماهمي أقريهما
قلصا لواقح كالقسي و حولا فقال و طرقا ثم قال فتلك هماهمي .

مجمع البيان ج : 3 ص : 272
المعنى
ثم حكى سبحانه عن النصارى ما قالوا في المسيح « لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم » كفرهم الله سبحانه بهذا القول لأنهم قالوه على وجه التدين به و الاعتقاد لا على وجه الإنكار و إنما كفروا بذلك لوجهين ( أحدهما ) أنهم كفروا بالنعمة من حيث أضافوها إلى غير الله ممن ادعوا إلهيته ( و الآخر ) أنهم كفروا بأنهم وصفوا المسيح و هو محدث بصفات الله سبحانه فقالوا هو إله و كل جاهل بالله كافر لأنه لما ضيع نعمة الله تعالى كان بمنزلة من أضافها إلى غيره « قل » يا محمد « فمن يملك من الله شيئا » أي من يقدر أن يدفع من أمر الله شيئا من قولهم ملكت على فلان أمره إذا اقتدرت عليه حتى لا يمكنه إنفاذ شيء من أمره إلا بك و تقديره من يملك من أمر الله شيئا « إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم و أمه و من في الأرض جميعا » عنى بذلك أنه لو كان المسيح إلها لقدر على دفع أمر الله تعالى إذا أراد هلاكه و إهلاك غيره و ليس بقادر عليه لاستحالة القدرة على مغالبة القديم أي فكيف يجوز اعتقاد الربوبية فيه مع أنه مسخر مربوب مقهور و قيل معناه أن من قدر على هذا لم يجز أن يكون معه إله و لا أن يشبهه شيء « و لله ملك السماوات و الأرض و ما بينهما » و من كان بهذه الصفة فلا ثاني له و ذلك يدلك على أن المسيح ملك له و إذا كان ملكا له لم يكن إلها و لا ابنا له لأن المملوك لا يجوز أن يكون مالكا فكيف يكون إلها و قوله « يخلق ما يشاء » أي يخلق ما يشاء أن يخلقه فإن شاء خلق من ذكر و أنثى و إن شاء خلق من أنثى غير ذكر فدل بها على أنه ليس في كون المسيح من أنثى بغير ذكر دلالة على كونه إلها و قوله « و الله على كل شيء قدير » أي يقدر على كل شيء يريد أن يخلقه و في هذه الآية رد على النصارى القائلين بأن الله جل جلاله اتحد بالمسيح فصار الناسوت لاهوتا يجب أن يعبد و يتخذ إلها فاحتج عليهم بأن من جاز عليه الهلاك لا يجوز أن يكون إلها و كذلك من كان مولودا مربوبا لا يكون ربا ثم حكى عن الفريقين من أهل الكتاب فقال « و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه » قيل إن اليهود قالوا نحن في القرب من الله بمنزلة الابن من أبيه و النصارى لما قالوا للمسيح ابن الله جعلوا نفوسهم أبناء الله و أحباؤه لأنهم تأولوا ما في الإنجيل من قول المسيح أذهب إلى أبي و أبيكم عن الحسن و قيل إن جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف و كعب بن أسيد و زيد بن التابوه و غيرهم قالوا لنبي الله حين حذرهم بنقمات الله و عقوباته لا تخوفنا فإنا أبناء الله و أحباؤه فإن غضب علينا فإنما يغضب كغضب الرجل على ولده يعني أنه يزول عن
مجمع البيان ج : 3 ص : 273
قريب عن ابن عباس و قيل إنه لما قال قوم إن المسيح ابن الله أجري ذلك على جميعهم كما تقول العرب هذيل شعراء أي فيهم شعراء ، و كما قالوا في رهط مسيلمة قالوا نحن أنبياء أي قال قائلهم و كما قال جرير :
ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا ) فقال ندسنا و إنما كان النادس رجل من قوم جرير ثم قال تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « قل » لهؤلاء المفترين على ربهم « فلم يعذبكم بذنوبكم » أي فلأي شيء يعذبكم بذنوبكم إن كان الأمر على ما زعمتم فإن الأب يشفق على ولده و الحبيب على حبيبه فلا يعذبه و هم يقرون بأنهم يعذبون لو لم يقولوا به كذبوا بكتابهم و قد أقرت اليهود بأنهم يعذبون أربعين يوما عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل و قيل إن معناه الماضي و إن كان لفظه المستقبل أي فلم عذبكم الله و قد أقررتم بأنه عذبكم عند عبادتكم العجل و عذبكم بأن جعل منكم القردة و الخنازير و خلى بينكم و بين بخت نصر حتى فعل بكم ما فعل و الحبيب لا يعذب حبيبه فلو كنتم أحباءه لما عذبكم « بل أنتم بشر ممن خلق » أي ليس الأمر على ما قلتم إنكم أبناء الله و أحباؤه بل أنتم خلق من بني آدم إن أحسنتم جوزيتم على إحسانكم و إن أسأتم جوزيتم على إساءتكم كما يجازى غيركم و ليس لكم عند الله إلا ما لغيركم من خلقه « يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء » و إنما علق العذاب بالمشيئة مع أنه سبحانه لا يشاء العقوبة إلا لمن كان عاصيا لما في ذلك من البلاغة و الإيجاز برد الأمور إلى العالم الحكيم الذي يجريها على وجه الحكمة « و لله ملك السماوات و الأرض » يملك ذلك وحده لا شريك له يعارضه « و ما بينهما » أي ما بين الصنفين و دل بذلك على أنه لا ولد له لأن الولد يكون من جنس الوالد فلا يكون مملوكا له « و إليه المصير » معناه و يؤول إليه أمر العباد فلا يملك ضرهم و نفعهم غيره لأنه يبطل تمليكه لغيره ذلك اليوم كما يقال صار أمرنا إلى القاضي و إنما يراد بذلك أنه المتصرف فينا و الأمر لنا لا على معنى قرب المكان .
يَأَهْلَ الْكِتَبِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسولُنَا يُبَينُ لَكُمْ عَلى فَتْرَة مِّنَ الرُّسلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِير وَ لا نَذِير فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(19)

مجمع البيان ج : 3 ص : 274
اللغة
الفترة فعلة من فتر عن عمله يفتر فتورا إذا سكن فيه و فترته عنه و الفترة انقطاع ما بين النبيين عند جميع المفسرين و الأصل فيها الانقطاع عما كان الأمر عليه من الجد في العمل و فتر الماء إذا انقطع عما كان عليه من البرد إلى السخونة و امرأة فاترة الطرف أي منقطعة عن حدة النظر .

الإعراب
موضع « أن تقولوا » نصب عند البصريين و تقديره كراهة أن تقولوا فحذف المضاف الذي هو مفعول له و أقيم المضاف إليه مقامه و قال الكسائي و الفراء تقديره لئلا تقولوا و من في قوله « من بشير » مزيدة و فائدتها نفي الجنس و موضع الجار و المجرور رفع تقديره ما جاءنا بشير و لا نذير .

المعنى
ثم عاد سبحانه إلى خطاب أهل الكتاب و حجاجهم و استعطافهم و إلزامهم الحجة برسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا » يعني محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « يبين لكم » أي يوضح لكم أعلام الدين و فيه دلالة على أنه سبحانه اختصه من العلم بما ليس مع غيره « على فترة من الرسل » أي على انقطاع من الرسل و دروس من الدين و الكتب و فيه دلالة على أن زمان الفترة لم يكن فيه نبي و كان الفترة بين عيسى و محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و كانت النبوة متصلة قبل ذلك في بني إسرائيل و روي عن ابن عباس أنه لم يكن بينهما إلا أربعة من الرسل و اختلفوا في مدة الفترة بينهما فقيل ستمائة سنة عن الحسن و قتادة و قيل خمسمائة سنة و ستون عن قتادة في رواية أخرى و قيل أربعمائة و بضع و ستون سنة عن الضحاك و قيل خمسمائة و شيء عن ابن عباس و قيل كان بين ميلاد عيسى و محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) خمسمائة و تسع و ستون سنة و كان بعد عيسى أربعة من الرسل و هو قوله تعالى « إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث » و لا أدري من الرابع فكان من تلك المدة مائة و أربع و ثلاثون سنة نبوة و سائرها فترة عن الكلبي « أن تقولوا ما جاءنا من بشير و لا نذير » معناه قد جاءكم رسولنا كراهة أن تقولوا أو لأن لا تقولوا محتجين يوم القيامة ما جاءنا بشير بالثواب على الطاعة و لا نذير بالعقاب على المعصية ثم بين سبحانه أنه قد قطع عنهم عذرهم و أزاح عليهم بإرسال رسوله فقال « فقد جاءكم بشير و نذير » و هو محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) يبشر كل مطيع بالثواب و يخوف كل عاص بالعقاب « و الله على كل شيء قدير » ظاهر المعنى و في هذه الآية دلالة على بطلان مذهب المجبرة لأن الحجة بمنع القدرة أوكد من الحجة بمنع اللطف و تكون الحجة في ذلك لمن يعلم الله تعالى أن بعثة الأنبياء مصلحة لهم فإذا لم تبعث تكون لهم الحجة فأما من لا يعلم ذلك منهم
مجمع البيان ج : 3 ص : 275
فلا حجة لهم و إن تبعث إليهم الرسل .
وَ إِذْ قَالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يَقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَ جَعَلَكُم مُّلُوكاً وَ ءَاتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّنَ الْعَلَمِينَ(20) يَقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْض الْمُقَدَّسةَ الَّتى كَتَب اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبَارِكمْ فَتَنقَلِبُوا خَسِرِينَ(21)
اللغة
أصل التقديس التطهير و منه قيل للسطل الذي يتطهر به القدس و منه تسبيح الله و تقديسه و هو تنزيهه عما لا يجوز عليه من الصاحبة و الولد و فعل الظلم و الكذب .

الإعراب
« أنبياء » لا ينصرف معرفة و لا نكرة لعلامة التأنيث و لزومها بخلاف علامة التأنيث في حمزة و قائمة فإنها لا تلزم فلذلك انصرف في النكرة و قوله « خاسرين » منصوب على الحال من الواو في « فتنقلبوا » .

المعنى
ثم ذكر سبحانه صنع اليهود في المخالفة لنبيهم تسلية لنبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و مخالفتهم إياه فقال « و إذ قال موسى لقومه » أي و اذكر يا محمد إذ قال موسى لهم « يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم » و أياديه لديكم و آلاءه فيكم « إذ جعل فيكم أنبياء » يخبرونكم بانباء الغيب و تنصرون بهم على الأعداء و يبينون لكم الشرائع و قيل هم الأنبياء الذين كانوا بعد موسى مقيمين فيهم إلى زمن عيسى يبينون لهم أمر دينهم « و جعلكم ملوكا » بأن سخر لكم من غيركم خدما يخدمونكم عن قتادة و قيل إنما خاطبهم موسى بذلك لأنهم كانوا يملكون الدور و الخدم و لهم نساء و أزواج و كل من ملك ذلك و لا يدخل عليه إلا بأمره فهو ملك كائنا من كان عن عبد الله بن عمر و ابن العاص و زيد بن أسلم و الحسن و يؤيد ذلك ما روي عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه و عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا
مجمع البيان ج : 3 ص : 276
بحذافيرها و قيل الملك هو الذي له ما يستغني به عن تكلف الأعمال و تحمل المشاق و التسكع في المعاش عن أبي علي الجبائي و قيل إنهم جعلوا ملوكا بالمن و السلوى و الحجر و الغمام عن ابن عباس و مجاهد و قيل لا يمتنع أن يكون الله سبحانه جعل لهم الملك و السلطان و وسع عليهم التوسعة التي يكون بها الإنسان ملكا عن أبي القاسم البلخي « و آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين » أي أعطاكم ما لم يؤت أحدا من عالمي زمانهم عن الحسن و البلخي و قيل معناه أعطاكم من اجتماع هذه الأمور و كثرة الأنبياء (عليهم السلام) و الآيات التي جاءتهم و إنزال المن و السلوى عليهم عن الزجاج و الجبائي و اختلفوا في المخاطب بقوله « و آتاكم » فقيل هم قوم موسى (عليه السلام) عن ابن عباس و مجاهد و غيره و هو الأظهر و قيل هم أمة النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن سعيد بن جبير و أبي مالك ثم كلفهم سبحانه دخول الأرض المقدسة بعد ذكر النعم فقال « يا قوم » حكاية عن خطاب موسى (عليه السلام) لقومه « ادخلوا الأرض المقدسة » و هي بيت المقدس عن ابن عباس و السدي و ابن زيد و قيل هي دمشق و فلسطين و بعض الأردن عن الزجاج و الفراء و قيل هي الشام عن قتادة و قيل هي أرض الطور و ما حوله عن مجاهد و المقدسة المطهرة طهرت من الشرك و جعلت مكانا و قرارا للأنبياء و المؤمنين « التي كتب الله لكم » أي كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم و قيل معناه وهب الله لكم عن ابن عباس و قيل معناه أمركم الله بدخولها عن قتادة و السدي فإن اعترض معترض فقال كيف كتب الله لهم مع قوله فإنها محرمة عليهم فجوابه أنها كانت هبة من الله لهم ثم حرمها عليهم عن ابن إسحاق و قيل إن المراد به الخصوص و إن كان الكلام على العموم فصار كأنه مكتوب لبعضهم و حرام على البعض و الذين كتب الله لهم دخولها هم الذين كانوا مع يوشع بن نون بعد موت موسى (عليه السلام) بشهرين « و لا ترتدوا على أدباركم » أي لا ترجعوا عن الأرض التي أمرتم بدخولها عن أكثر المفسرين و قيل لا ترجعوا عن طاعة الله إلى معصيته عن الجبائي « فتنقلبوا خاسرين » الثواب في الآخرة و إنما قال ذلك لأنهم كانوا أمروا بدخولها كما أمروا بالصلاة و غيرها عن قتادة و السدي و قيل إنهم لم يؤمروا بذلك فيكون المراد فتنقلبوا خاسرين حظكم في دخولها كما يقال خسر في البيع فلان .

القصة
قال المفسرون لما عبر موسى و بنو إسرائيل البحر و هلك فرعون أمرهم الله سبحانه بدخول الأرض المقدسة فلما نزلوا على نهر الأردن خافوا من الدخول فبعث موسى من كل سبط رجلا و هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله « و بعثنا منهم اثني عشر نقيبا » فعاينوا من عظم شأنهم و قوتهم شيئا عجيبا فرجعوا إلى بني إسرائيل فأخبروا موسى (عليه السلام) )
مجمع البيان ج : 3 ص : 277
بذلك فأمرهم أن يكتموا ذلك فوفى اثنان منهم يوشع بن نون من سبط بن يامين و قيل أنه كان من سبط يوسف و كالب بن يوفنا من سبط يهوذا و عصى العشرة و أخبروا بذلك و قيل كتم الخمسة منهم و أظهر الباقون و فشا الخبر في الناس فقالوا إن دخلنا عليهم تكون نساؤنا و أهالينا غنيمة لهم و هموا بالانصراف إلى مصر و هموا بيوشع و كالب و أرادوا أن يرجموهما بالحجارة فاغتاظ لذلك موسى و قال رب إني لا أملك إلا نفسي و أخي فأوحى الله إليه أنهم يتيهون في الأرض أربعين سنة و إنما يخرج منهم من لم يعص الله في ذلك فبقوا في التيه أربعين سنة في ستة عشر فرسخا و قيل تسعة فراسخ و قيل ستة و هم ستمائة ألف مقاتل لا تتخرق ثيابهم و تثبت معهم و ينزل عليهم المن و السلوى و مات النقباء غير يوشع بن نون و كالب و مات أكثرهم و نشأ ذراريهم فخرجوا إلى حرب أريحا و فتحوها و اختلفوا فيمن فتحها فقيل فتحها موسى و يوشع على مقدمته و قيل فتحها يوشع بعد موت موسى (عليه السلام) و كان قد توفي موسى و بعثه الله نبيا و روي أنهم كانوا في المحاربة إذ غابت الشمس فدعا يوشع فرد الله تعالى عليهم الشمس حتى فتحوا أريحا و قيل كانت وفاة موسى و هارون (عليهماالسلام) في التيه و توفي هارون قبل موسى بسنة و كان عمر موسى (عليه السلام) مائة و عشرين سنة في ملك أفريدون و منوجهر و كان عمر يوشع مائة و ستة و عشرين سنة و بقي بعد وفاته مدبرا لأمر بني إسرائيل سبعا و عشرين سنة .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page