• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء التاسع سورة الأعراف144 الی 149


مجمع البيان ج : 4 ص : 733
قَالَ يَمُوسى إِنى اصطفَيْتُك عَلى النَّاسِ بِرِسلَتى وَ بِكلَمِى فَخُذْ مَا ءَاتَيْتُك وَ كُن مِّنَ الشكِرِينَ(144) وَ كتَبْنَا لَهُ فى الأَلْوَاح مِن كلِّ شىْء مَّوْعِظةً وَ تَفْصِيلاً لِّكلِّ شىْء فَخُذْهَا بِقُوَّة وَ أْمُرْ قَوْمَك يَأْخُذُوا بِأَحْسنهَا سأُورِيكمْ دَارَ الْفَسِقِينَ(145)
القراءة
قرأ أهل الحجاز و روح برسالتي على التوحيد و الباقون « برسالاتي » على الجمع و قد مضى الكلام فيه .

اللغة
اللوح صحيفة مهياة للكتابة فيها و أصله من اللوح و هو اللمع يقال لاح يلوح إذا لمع و تلألأ و التلويح التضمير و لوحه السفر غيره تغييرا تبين عليه أثره لأن حاله يلوح بما نزل به و اللوح الهواء لأنه كاللامع في هبوبه فاللوح تلوح المعاني بالكتابة فيه و الموعظة التحذير بما يزجر عن القبيح و يبصر مواقع المخوف .

المعنى
ثم أخبر سبحانه عن عظيم نعمته على موسى بالاصطفاء و إجلال القدر و أمره إياه بالشكر بقوله « قال » أي قال الله سبحانه « يا موسى إني اصطفيتك » أي اخترتك و اتخذتك صفوة و فضلتك « على الناس برسالاتي » من غير كلام « و بكلامي » من غير رسالة و خص الناس لأنه كلم الملائكة و لم يكلم أحدا من الناس بلا واسطة سوى موسى (عليه السلام) و قيل أنه سبحانه كلم موسى على الطور و كلم نبينا محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عند سدرة المنتهى « فخذ ما آتيتك » أي تناول ما أعطيتك من التوراة و تمسك بما أمرتك « و كن من الشاكرين » أي من المعترفين بنعمتي القائمين بشكرها على حسب مرتبتها فكلما كانت النعمة أعظم و أجل وجب أن تقابل من الشكر بما يكون أتم و أكمل الوجه و في تشريف موسى (عليه السلام) بالاختصاص بالكلام إن ذلك نعمة عظيمة و منة جسيمة منه تعالى عليه لأنه كلمه و علمه الحكمة من غير واسطة بينه و بينه و من أخذ العلم من العالم المعظم كان أجل رتبة ممن أخذه ممن هو دونه « و كتبنا له » يعني لموسى (عليه السلام) « في الألواح » يريد ألواح التوراة عن ابن عباس و قيل كانت من خشب نزلت من السماء عن الحسن و قيل كانت من زمرد و طولها عشرة أذرع عن ابن جريج و قيل كانت من زبرجدة خضراء و ياقوتة حمراء عن الكلبي و قيل إنهما كانا لوحين قال الزجاج و يجوز في اللغة أن يقال للوحين ألواح و يجوز أن يكون ألواح و يجوز أن يكون ألواحا جمع أكثر من اثنين « من كل شيء » قال الزجاج أعلم الله سبحانه أنه أعطاه من كل شيء يحتاج إليه من أمر الدين مع ما أراه من الآيات « موعظة » هذا تفسير لقوله « كل شيء » و بيان لبعض ما دخل تحته « و تفصيلا لكل شيء » يحتاج إليه في الدين من الأوامر و النواهي و الحلال و الحرام و ذكر الجنة و النار و غير ذلك من العبر و الأخبار و تفصيلا أيضا تفسير لقوله « كل شيء » « فخذها بقوة » أي بجد و اجتهاد و قيل بصحة عزيمة و قوة قلب « و أمر قومك
مجمع البيان ج : 4 ص : 734
يأخذوا بأحسنها » أي بما فيها من أحسن المحاسن و هي الفرائض و النوافل فإنها أحسن من المباحات و قيل معناه يأخذ بالناسخ دون المنسوخ عن الجبائي و هذا ضعيف لأن المنسوخ قد خرج من أن يكون حسنا و قيل إن المراد بالأحسن الحسن و كلها حسن كقوله سبحانه و هو أهون عليه و كقوله و لذكر الله أكبر عن قطرب « سأوريكم دار الفاسقين » يعني سأريكم جهنم عن الحسن و مجاهد و الجبائي و المراد فليكن منكم على ذكر لتحذروا أن تكونوا منهم و هذا تهديد لمن خالف أمر الله و قيل يريد ديار فرعون بمصر عن عطية العوفي و قيل معناه سادخلكم الشام فأريكم منازل القرون الماضية ممن خالفوا أمر الله لتعتبروا بها عن قتادة و في تفسير علي بن إبراهيم أن معناه يجيئكم قوم فساق يكون الدولة لهم .
سأَصرِف عَنْ ءَايَتىَ الَّذِينَ يَتَكَبرُونَ فى الأَرْضِ بِغَيرِ الْحَقِّ وَ إِن يَرَوْا كلَّ ءَايَة لا يُؤْمِنُوا بهَا وَ إِن يَرَوْا سبِيلَ الرُّشدِ لا يَتَّخِذُوهُ سبِيلاً وَ إِن يَرَوْا سبِيلَ الْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سبِيلاً ذَلِك بِأَنهُمْ كَذَّبُوا بِئَايَتِنَا وَ كانُوا عَنهَا غَفِلِينَ(146) وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِئَايَتِنَا وَ لِقَاءِ الاَخِرَةِ حَبِطت أَعْمَلُهُمْ هَلْ يجْزَوْنَ إِلا مَا كانُوا يَعْمَلُونَ(147)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم الرشد بفتح الراء و الشين و الباقون « الرشد » بضم الراء و سكون الشين .

الحجة
هما لغتان و يحكى أن أبا عمرو فرق بينهما فقال الرشد الصلاح و الرشد في الدين مثل قوله مما علمت رشدا و تحروا رشدا فهذا في الدين و قوله فإن آنستم منهم رشدا و هو في إصلاح المال و الحفظ له و قد جاء الرشد في غير الدين قال :
حنت إلى نعم الدهناء فقلت لها
أمي بلالا على التوفيق و الرشد .

مجمع البيان ج : 4 ص : 735
اللغة
الرشد سلوك طريق الحق يقال رشد يرشد رشادا و رشد يرشد رشدا و رشدا و ضده الغي غوي يغوى غيا و غواية و الحبوط سقوط العمل حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل و أصله الفساد من الحبط و هو داء يأخذ البعير في بطنه من فساد الكلأ عليه و يقال حبطت الإبل تحبط حبطا إذا أصابها ذلك و إذا عمل الإنسان عملا على خلاف الوجه الذي أمر به يقال أحبطه .

المعنى
« سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض » ذكر في معناه وجوه ( أحدها ) أنه أراد سأصرف عن نيل الكرامة المتعلقة ب آياتي و الاعتزاز بها كما يناله المؤمنون في الدنيا و الآخرة المستكبرين في الأرض بغير الحق كما فعل بقوم موسى و فرعون فإن موسى كان يقتل من القبط و كان أحد منهم لا يجسر أن يناله بمكروه خوفا من الثعبان و عبر ببني إسرائيل البحر و غرق فيه فرعون و قومه عن أبي علي الجبائي و الآيات على هذا التأويل يحتمل أن تكون سائر الأدلة و يحتمل أن تكون معجزات الأنبياء و في قوله « ذلك بأنهم كذبوا ب آياتنا » بيان أن صرفهم عن الآيات مستحق بتكذيبهم ( و ثانيها ) أن معناه سأصرفهم عن زيادة المعجزات التي أظهرها على الأنبياء (عليهم السلام) بعد قيام الحجة بما تقدم من المعجزات التي ثبتت بها النبوة لأن هذا الضرب من المعجزات إنما يظهر إذا كان في المعلوم أنه يؤمن عنده من لا يؤمن بما تقدم من المعجزات فيكون الصرف بأن لا يظهرها جملة أو بأن يصرفهم عن مشاهدتها و يظهرها بحيث ينتفع بها غيرهم و هذا الوجه اختاره القاضي لأن ما بعده يليق به من قوله « و إن يروا سبيل الرشد » إلى آخر الآية ( و ثالثها ) أن معناه سأمنع الكذابين و المتكبرين آياتي و معجزاتي و أصرفهم عنها و أخص بها الأنبياء فلا أظهرها إلا عليهم و إذا صرفهم عنها فقد صرفها عنهم و كلا اللفظين يفيد معنى واحدا فليس لأحد أن يقول هلا قال سأصرف آياتي عن الذين يتكبرون و هذا يبطل قول من قال أن الله تعالى جعل النيل في أمر فرعون فكان يجري بأمره و يقف و ما شاكل ذلك ( و رابعها ) أن يكون الصرف معناه المنع من إبطال الآيات و الحجج و القدح فيها بما يخرجها عن كونها أدلة و حججا و يكون تقدير الآية إني أصرف المبطلين و المكذبين عن القدح في دلالاتي بما أؤيدها و أحكمها من الحجج و البينات و يجري ذلك مجرى قول أحدنا إن فلانا منع أعدائه بأفعاله الحميدة و أخلاقه الكريمة من ذمه و تهجينه و أخرس ألسنتهم عن الطعن فيه و إنما يريد المعنى الذي ذكرناه و يكون على هذا قوله « ذلك بأنهم كذبوا ب آياتنا » راجعا إلى ما قبله بلا فصل من قوله « و إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا » و لا يرجع إلى قوله « سأصرف » ( و خامسها ) أن
مجمع البيان ج : 4 ص : 736
المراد سأصرف عن إبطال آياتي و المنع من تبليغها هؤلاء المتكبرين بالإهلاك أو المنع من غير إهلاك فلا يقدرون على القدح فيها و لا على قهر مبلغيها و لا على منع المؤمنين من اتباعها و الإيمان بها و هو نظير قوله « و الله يعصمك من الناس » و يكون الآيات في هذا الوجه القرآن و ما جرى مجراه من كتب الله التي تحملتها الأنبياء (عليهم السلام) و يكون قوله « ذلك بأنهم كذبوا ب آياتنا » على هذا متعلقا أيضا بقوله « و إن يروا سبيل الرشد » إلى ما بعده و معنى قوله « الذين يتكبرون في الأرض » أي يرون لأنفسهم فضلا على الناس و حقا ليس لغيرهم مثله فيحملهم ذلك على ترك اتباع الأنبياء أنفة من الانقياد لهم و القبول منهم و قوله « بغير الحق » تأكيد و بيان أن التكبر لا يكون إلا بغير الحق كقوله « و يقتلون النبيين بغير الحق و قد مضى ذكر أمثاله « و إن يروا كل آية » أي كل حجة و دلالة تدل على توحيد الله و صحة نبوة أنبيائه « لا يؤمنوا بها » هذا إخبار من الله تعالى عن هؤلاء بعلمه فيهم أنهم لا يؤمنون به و بكتبه و رسله و بيان أنه إنما صرفهم عن آياته لذلك « و إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا » يعني إن يروا طريق الهدى و الحق لا يتخذوه طريقا لأنفسهم « و إن يروا سبيل الغي » أي طريق الضلال « يتخذوه سبيلا » أي طريقا لأنفسهم و يميلون إليه و قيل الرشد الإيمان و الغي الكفر و قيل الرشد كل أمر محمود و الغي كل أمر قبيح مذموم « ذلك » إشارة إلى صرفهم عن الآيات و قيل إشارة إلى اتخاذهم طريق الغي و ترك طريق الرشد و تقديره أمرهم ذلك « بأنهم كذبوا ب آياتنا » أي بحججنا و معجزات رسلنا « و كانوا عنها غافلين » أي لا يتفكرون فيها و لا يتعظون بها و المراد بالغفلة هنا التشبيه لا الحقيقة مثل قوله سبحانه « صم بكم عمي و ذلك أنهم لما أعرضوا عن الانتفاع بالآيات و التأمل فيها أشبهت حالهم حال من كان غافلا ساهيا عنها ثم بين سبحانه وعيد المكذبين فقال « و الذين كذبوا ب آياتنا و لقاء الآخرة » يعني القيامة و البعث و النشور « حبطت أعمالهم » التي عملوها و لا يستحقون بها مدحا و لا ثوابا لأنها وقعت على خلاف الوجه المأمور به فصارت بمنزلة ما لم يعمل « هل يجزون إلا ما كانوا يعملون » صورته صورة الاستفهام و المراد به الإنكار و التوبيخ و معناه ليس يجزون إلا ما عملوه إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا .

النظم
قيل في وجه اتصال الآية بما قبلها وجوه ( أحدها ) أنه تقدم ذكر المعجزات و ما رام فرعون من إبطالها فبين سبحانه بقوله « سأصرف عن آياتي » أنه يمنع عن إبطال المعجزات فيتصل بما تقدم من قصة موسى و فرعون ( و ثانيها ) أنه لما تقدم ذكر معجزات
مجمع البيان ج : 4 ص : 737
موسى نبه عقيبه على أنه سبحانه لا يظهر المعجزات على يد من ليس بنبي و أبان عن صدق موسى و محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) لمكان المعجزة ( و ثالثها ) أنه خطاب لموسى و زيادة في البيان عن إتمام ما وعده في إهلاك أعدائه و صرفهم عن الاعتراض على آياته و معناه خذها آمنا من طعن الطاعنين فإني سأصرف ( و رابعها ) أن الآيتين اعتراض بين قصة موسى و الخطاب لنبينا محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و المراد أنه يصرف المتكبرين عن آياته كما صرف فرعون عن موسى .
وَ اتخَذَ قَوْمُ مُوسى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسداً لَّهُ خُوَارٌ أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكلِّمُهُمْ وَ لا يهْدِيهِمْ سبِيلاً اتخَذُوهُ وَ كانُوا ظلِمِينَ(148)
القراءة
قرأ حمزة و الكسائي حليهم بكسر الحاء و اللام و قرأ يعقوب حليهم بفتح الحاء و سكون اللام و قرأ الباقون « حليهم » بضم الحاء و كسر اللام .

الحجة
من قرأ بضم الحاء فإنه جمع حلي نحو ثدي و ثدي و جمعه لأنه أضافه إلى جمع و من قرأ بكسر الحاء أتبع الكسرة الكسرة و كره الخروج من الضمة إلى الكسرة و أجري مجراه في قسي و نحوه و من قرأ حليهم فلأنه اسم جنس يقع على القليل و الكثير .

اللغة
الاتخاذ اجتباء الشيء لأمر من الأمور فهؤلاء : اتخذوا العجل للعبادة و الحلي ما اتخذ للزينة من الذهب و الفضة و يقال حلي الشيء في عيني يحلي حلي و حلا في فمي يحلو حلاوة .
و حليت الرجل تحلية إذا وصفته بما ترى منه و تحلى بكذا تزين به و تحسن و الجسد جسم الحيوان مثل البدن و هو روح و جسد فالروح ما لطف و الجسد ما كثف و الجسم يقع على جسد الحيوان و غيره من الجمادات و الخوار صوت الثور و هو صوت غليظ و بناء فعال يدل على الآفة نحو الصراخ و السكات و العطاس .

الإعراب
موضع من حليهم نصب تقديره اتخذوا حليهم عجلا و جسدا بدل من عجل .

المعنى
ثم عاد الكلام إلى قصة بني إسرائيل و ما أحدثوه عند خروج موسى (عليه السلام) إلى ميقات ربه فقال سبحانه « و اتخذ قوم موسى » يعني السامري و من جرى على طريقته و قيل يعني جميعهم لأن منهم من ساق العجل و منهم من عبده و منهم من لم ينكر و إنما أنكر
مجمع البيان ج : 4 ص : 738
ذلك القليل منهم فخرج الكلام على الغالب « من بعده » أي من بعد خروج موسى إلى الميقات عن الجبائي و غيره « من حليهم » التي استعاروها من قوم فرعون و كانت بنو إسرائيل بمنزلة أهل الجزية في القبط و كان لهم يوم عيد يتزينون فيه و يستعيرون من القبط الحلي فوافق ذلك عيدهم فاستعاروا حلي القبط فلما أخرجهم الله من مصر و غرق فرعون بقيت تلك الحلي في أيديهم فاتخذ السامري منها « عجلا » و هو ولد البقرة « جسدا » أي مجسدا لا روح فيه و قيل لحما و دما عن وهب « له خوار » أي صوت و روي في الشواذ عن علي (عليه السلام) جؤار بالجيم و الهمزة و هو الصوت أيضا و في كيفية خوار العجل مع أنه مصوغ من ذهب خلاف فقيل أخذ السامري قبضة من تراب أثر فرس جبرائيل (عليه السلام) يوم قطع البحر فقذف ذلك التراب في فم العجل فتحول لحما و دما و كان ذلك معتادا غير خارق للعادة و جاز أن يفعل الله تعالى ذلك بمجرى العادة عن الحسن و قيل أنه احتال بإدخال الريح كما يعمل هذه الآلات التي تصوت بالحيل عن الزجاج و الجبائي و البلخي و إنما أضاف سبحانه الصوت إليه لأنه كان محله عند دخول الريح جوفه و كان السامري عندهم مهيبا مطاعا فيما بينهم فأرجف أن موسى (عليه السلام) قد مات لما لم يرجع على رأس الثلاثين فدعاهم إلى عبادة العجل فأطاعوه و لم يطيعوا هارون و عبدوا العجل على ما مر ذكره في سورة البقرة ثم أنكر سبحانه ذلك عليهم فقال « أ لم يروا » أي أ لم يعلموا « أنه لا يكلمهم » بما يجدي عليهم نفعا أو يدفع عنهم ضررا « و لا يهديهم سبيلا » أي لا يهديهم إلى خير ليأتوه و لا إلى شر ليجتنبوه دل سبحانه بهذا على فساد ما ذهبوا إليه فإن من لا يتكلم في خير و شر و لا يهدي إلى طريق فهو جماد لا ينفع و لا يضر فكيف يكون إلها معبودا « اتخذوه » أي اتخذوه إلها و عبدوه « و كانوا ظالمين » باتخاذهم له إلها واضعين للعبادة في غير موضعها .
وَ لمََّا سقِط فى أَيْدِيهِمْ وَ رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضلُّوا قَالُوا لَئن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَ يَغْفِرْ لَنَا لَنَكونَنَّ مِنَ الْخَسِرِينَ(149)
القراءة
لئن لم ترحمنا بالتاء ربنا بالنصب و تغفر لنا بالتاء كوفي غير عاصم و الباقون « يرحمنا » « و يغفر لنا » بالياء « ربنا » بالرفع .

الحجة
من قرأ بالياء جعل الفعل للغيبة و ارتفع ربنا به و يغفر لنا فيه ضمير ربنا و من
مجمع البيان ج : 4 ص : 739
قرأ بالتاء ففيه ضمير الخطاب و ربنا نداء و حذف حرف التنبيه معه لأن عامة ما في التنزيل حذف حرف التنبيه معه نحو قوله « ربنا إني أسكنت من ذريتي ، ربنا و آتنا ما وعدتنا » .

اللغة
معنى سقط في أيديهم وقع البلاء في أيديهم أي وجدوه وجدان من يده فيه يقال ذلك للنادم عند ما يجده مما كان خفي عليه و يقال سقط في يده و أسقط في يده و بغير ألف أفصح و قيل معناه صار الذي كان يضربه ملقى في يده .

المعنى
ثم أخبر سبحانه أنهم ندموا على عبادة العجل فقال « و لما سقط في أيديهم » أي فلما لحقتهم الندامة « و رأوا أنهم قد ضلوا » أي علموا ضلالهم عن الصواب و طريق الحق بعبادة العجل حين رجع إليهم موسى و بين لهم ذلك « قالوا لئن لم يرحمنا ربنا » بقبول توبتنا « و يغفر لنا » ما قدمناه من عبادة العجل « لنكونن من الخاسرين » باستحقاق العقاب قال الحسن إن كلهم عبدوا العجل إلا هارون بدلالة قول موسى « رب اغفر لي و لأخي » و لو كان هناك مؤمن غيرهما لدعا له و قال غيره إنما عبده بعضهم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page