• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الحادي عشر سورة التوبة 94 الی 99


يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيهِمْ قُل لا تَعْتَذِرُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكمْ وَ سيرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسولُهُ ثمَّ تُرَدُّونَ إِلى عَلِمِ الْغَيْبِ وَ الشهَدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(94) سيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيهِمْ لِتُعْرِضوا عَنهُمْ فَأَعْرِضوا عَنهُمْ إِنهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءَ بِمَا كانُوا يَكْسِبُونَ(95) يحْلِفُونَ لَكمْ لِترْضوْا عَنهُمْ فَإِن تَرْضوْا عَنهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفَسِقِينَ(96)
النزول
قيل نزلت الآيات في جد بن قيس و معتب بن قشير و أصحابهما من
مجمع البيان ج : 5 ص : 93
المنافقين و كانوا ثمانين رجلا و لما قدم النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) المدينة راجعا من تبوك قال لا تجالسوهم و لا تكلموهم عن ابن عباس و قيل نزلت في عبد الله بن أبي حلف للنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أن لا يتخلف عنه بعدها و طلب إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أن يرضى عنه عن مقاتل .

المعنى
ثم أخبر الله سبحانه عن هؤلاء القوم الذين تأخروا عن الخروج مع النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « يعتذرون إليكم » من تأخرهم عنكم بالأباطيل و الكذب « إذا رجعتم إليهم » أي إذا انصرفتم إلى المدينة من غزوة تبوك « قل » يا محمد « لا تعتذروا لن نؤمن لكم » أي لسنا نصدقكم على ما تقولون « قد نبأنا الله من أخباركم » أي قد أخبرنا الله و أعلمنا من أخباركم و حقيقة أمركم ما علمنا به كذبكم و قيل إنه أراد به قوله سبحانه « لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا » الآية « و سيرى الله عملكم و رسوله » أي سيعلم الله فيما بعد و رسوله عملكم هل تتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه و قيل معناه سيعلم الله أعمالكم و عزائمكم في المستقبل و يظهر ذلك لرسوله فيعلمه الرسول بإعلامه إياه فيصير كالشيء المرئي لأن أظهر ما يكون الشيء أن يكون مرئيا كما علم ذلك في الماضي فأعلم به الرسول « ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة » أي ترجعون بعد الموت إلى الله سبحانه الذي يعلم ما غاب و ما حضر و ما يخفى عليه السر و العلانية « فينبؤكم بما كنتم تعملون » أي يخبركم بأعمالكم كلها حسنها و قبيحها فيجازيكم عليها أجمع « سيحلفون بالله لكم » أي سيقسم هؤلاء المنافقون و المتخلفون فيما يعتذرون به إليكم أيها المؤمنون « إذا انقلبتم إليهم » إنهم إنما تخلفوا لعذر « لتعرضوا عنهم » أي لتصفحوا عن جرمهم و لا توبخوهم و لا تعنفوهم ثم أمر الله سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و المؤمنين فقال « فأعرضوا عنهم » أي إعراض رد و إنكار و تكذيب و مقت ثم بين عن سبب الإعراض فقال « إنهم رجس » أي نجس و معناه أنهم كالشيء المنتن الذي يجب الاجتناب عنه فاجتنبوهم كما تجتنب الأنجاس « و مأواهم جهنم » أي مصيرهم و م آلهم و مستقرهم جهنم « جزاء بما كانوا يكسبون » أي مكافاة على ما كانوا يكسبونه من المعاصي « يحلفون لكم لترضوا عنهم » أي طلبا لمرضاتكم عنهم أيها المؤمنون « فإن ترضوا عنهم » لجهلكم بحالهم « فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين » الخارجين من طاعته إلى معصيته لعلمه بحالهم و معناه أنه لا ينفعهم رضاكم عنهم مع سخط الله عليهم و ارتفاع رضاه عنهم و إنما قال سبحانه ذلك لئلا يتوهم أنه إذا رضي المؤمنون فقد رضي الله و المراد بذلك أنه إذا كان الله لا يرضى عنهم فينبغي لكم أيضا أن لا ترضوا عنهم و في هذا دلالة على أن من طلب بفعله رضا الناس و لم يطلب رضا الله سبحانه فإن الله يسخط الناس عليه كما جاء في
مجمع البيان ج : 5 ص : 94
الحديث عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه و أرضى عنه الناس و من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه و أسخط عليه الناس .
الأَعْرَاب أَشدُّ كفْراً وَ نِفَاقاً وَ أَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(97) وَ مِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَ يَترَبَّص بِكمُ الدَّوَائرَ عَلَيْهِمْ دَائرَةُ السوْءِ وَ اللَّهُ سمِيعٌ عَلِيمٌ(98) وَ مِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الاَخِرِ وَ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَت عِندَ اللَّهِ وَ صلَوَتِ الرَّسولِ أَلا إِنهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فى رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(99)
القراءة
قرأ ابن كثير و أبو عمرو دائرة السوء بضم السين و في سورة الفتح مثله و الباقون بفتح السين و قرأ ورش و إسماعيل عن نافع قربة بضم الراء و الباقون « قربة » بسكون الراء .

الحجة
قال أبو علي الدائرة لا تخلو إما أن تكون صفة أو بمنزلة العاقبة و العافية و الصفة أكثر في الكلام فينبغي أن يحمل عليها فالمعني عليها أنها خلة تحيط بالإنسان حتى لا يكون له منها مخلص و أضيفت إلى السوء أو إلى السوء على الوجهين على وجه التأكيد و الزيادة في التبيين و لو لم تضف لعلم هذا المعنى منها كما أن نحو قوله شمس النهار كذلك و السوء الرداءة و الفساد و هو خلاف الصدق الذي في قولك ثوب صدق و ليس الصدق من صدق اللسان كما أن السوء ليس من سؤته في المعنى و إن كان اللفظ واحدا يدلك على ذلك أنك أضفته إلى ما لا يجوز عليه الصدق و الكذب في الأخبار و أما دائرة السوء بالضمة فكقولك دائرة الهزيمة و دائرة البلاء فاجتمعا في جواز إضافة الدائرة إليهما من حيث أريد بكل واحد منهما الرداءة و الفساد فمن قال « دائرة السوء » فتقديره الإضافة إلى الرداءة و الفساد و من قال
مجمع البيان ج : 5 ص : 95
دائرة السوء فتقديره دائرة الضرر و المكروه من قولهم سؤته مساءة و مسائية و المعنيان متقاربان قال أبو الحسن « دائرة السوء » كما تقول رجل السوء و أنشد :
و كنت كذئب السوء لما رأى دما
بصاحبه يوما أحال على الدم و أما قوله « قربة » فالأصل حركة الراء و الإسكان للتخفيف كما في الرسل و الكتب و الأذن و الطنب و أما قربات فينبغي أن يثقل لأنه إذا ثقل ما أصله التخفيف نحو الظلمات و الغرفات فإن تقر الحركة الثانية في الكلمة الواحدة أجدر و مثل قولهم قربة و قربة يسرة و يسرة هدنة و هدنة حكاه محمد بن يزيد .

اللغة
رجل عربي إذا كان من العرب و إن سكن البلاد و رجل أعرابي إذا كان ساكنا في البادية و العرب صنفان عدنانية و قحطانية و الفضل للعدنانية برسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و أجدر مأخوذ من جدر الحائط بسكون الدال و هو أصله و أساسه و المغرم و هو نزول نائبة بالمال من غير خيانة و أصله لزوم الأمر و منه قوله إن عذابها كان غراما أي لازما و حب غرام أي لازم و الغريم يقال لكل واحد من المتداينين للزوم أحدهما الآخر و غرمته كذا أي ألزمته إياه في ماله و التربص الانتظار و منه التربص بالطعام لزيادة الأسعار و أصله التمسك بالشيء لعاقبة و الدوائر جمع دائرة هي من حوادث الدهر و قيل الحال المنقلبة عن النعمة إلى البلية و الدائرة الدولة و القربة هي طلب الثواب و الكرامة من الله تعالى بحسن الطاعة .

الإعراب
« أجدر ألا يعلموا » أن في موضع نصب لأن الباء محذوفة و المعنى أجدر بترك العلم تقول أنت جدير أن تفعل و جدير بأن تفعل أي هذا الفعل ميسر لك و إذا حذفت الباء لم يصلح إلا بأن و إن أثبت الباء صلح بأن و غيرها تقول أنت جدير بأن تقوم و جدير بالقيام و إنما صلح مع أن الحذف لأن أن يدل على الاستقبال فكأنهما عوض من المحذوف و « صلوات الرسول » عطف على قوله « ما ينفق » و موضعه نصب و تقديره و يتخذ النفقة و صلوات الرسول و يتخذ قربات و قيل صلوات معطوف على قربات على معنى يطلبون بالإنفاق قربة الله و صلوات الرسول عن الجبائي .

المعنى
لما تقدم ذكر المنافقين بين سبحانه أن الأعراب منهم أشد في ذلك و أكثر جهلا فقال « الأعراب أشد كفرا و نفاقا » يريد الأعراب الذين كانوا حول المدينة و إنما كان
مجمع البيان ج : 5 ص : 96
كفرهم أشد لأنهم أقسى و أجفى من أهل المدن و هم أيضا أبعد من سماع التنزيل و إنذار الرسل عن الزجاج و معناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا أو منافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم و استماع الحجج و مشاهدة المعجزات و بركات الوحي « و أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله » أي و هم أحرى و أولى بأن لا يعلموا حدود الله في الفرائض و السنن و الحلال و الحرام « و الله عليم » بأحوالهم « حكيم » فيما يحكم به عليهم « و من الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما » أي و من منافقي الأعراب من يعد ما ينفق في الجهاد و في سبيل الخير مغرما لحقه لأنه لا يرجو به ثوابا « و يتربص بكم الدوائر » أي و ينتظر بكم الدوائر أي صروف الزمان و حوادث الأيام و العواقب المذمومة قال الزجاج و الفراء كانوا يتربصون بهم الموت أو القتل فكانوا ينتظرون موت النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ليرجعوا إلى دين المشركين و أكثر ما يستعمل الدائرة في زوال النعمة إلى الشدة و العافية إلى البلاء و يقولون كانت الدائرة عليهم و كانت الدائرة لهم ثم رد سبحانه ذلك عليهم فقال « عليهم دائرة السوء » أي على هؤلاء المنافقين دائرة البلاء يعني أن ما ينتظرون بكم هؤلاء حق بهم و هم المغلبون أبدا « و الله سميع » لمقالاتهم « عليم » بنياتهم لا يخفى عليه شيء من حالاتهم بين سبحانه من الأعراب المؤمنين فقال « و من الأعراب من يؤمن بالله و اليوم الآخر » و منهم من يرجع إلى سلامة الاعتقاد في التصديق بالله و بالقيامة و الجنة و النار « و يتخذ ما ينفق قربات عند الله » أي و يريد بنفقته في الجهاد و غير ذلك من أعمال البر قربات جمع قربة و هي الطاعة أي طاعات عند الله و تعظيم أمره و رعاية حقه و قيل معناه يتقرب إلى الله بإنفاقه و يطلب بذلك ثوابه و رضاه « و صلوات الرسول » أي دعاؤه بالخير و البركة عن قتادة و قيل استغفاره عن ابن عباس و الحسن و معناه أنه يرغب في دعاء النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « ألا إنها قربة لهم » معناه ألا أن صلوات الرسول قربة لهم تقربهم إلى ثواب الله و يجوز أن يكون المعنى إن نفقتهم قربة لهم إلى الله « سيدخلهم الله في رحمته » هذا وعد منه سبحانه بأن يرحمهم و يدخلهم الجنة و فيه مبالغة بأن الرحمة غمرتهم و وسعتهم « إن الله غفور » لذنوبهم « رحيم » بأهل طاعته و هما من ألفاظ المبالغة في الوصف بالمغفرة و الرحمة .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page