• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الحادي عشر سورة التوبة 123 الی 129


يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكفَّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(123) وَ إِذَا مَا أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَناً فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتهُمْ إِيمَناً وَ هُمْ يَستَبْشِرُونَ(124) وَ أَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتهُمْ رِجْساً إِلى رِجْسِهِمْ وَ مَاتُوا وَ هُمْ كفِرُونَ(125)
اللغة
التفقه تعلم الفقه و الفقه العلم بالشيء و في حديث سلمان أنه قال لامرأة فقهت أي علمت و فهمت فأما فقهت بضم القاف فمعناه صارت فقيهة و قد اختص في العرف بعلم الأحكام الشرعية فيقال لكل عالم بها فقيه و قيل الفقه فهم المعاني المستنبطة و لذلك لا يقال الله سبحانه فقيه و الحذر تجنب الشيء بما فيه من المضرة قال الزجاج يقال غلظة و غلظة و غلظة ثلاث لغات قال أبو الحسن قراءة الناس بالكسر و هي العربية و المراد بالمرض في الآية الشك فإنه فساد في القلب يحتاج إلى العلاج كما أن الفساد في البدن يحتاج إلى مداواة و مرض القلب أعضل و علاجه أعسر و دواؤه أعز و أطباؤه أقل .

الإعراب
« لو لا نفر » بمعنى هلا نفر و هي للتحضيض إذا دخلت على الفعل فإذا دخلت على الاسم فمعناها امتناع الشيء لأجل وجود غيره ، « ليتفقهوا » أي ليتفقه باقوهم لأنه إذا نفر طائفة منهم تفقه من بقي منهم و إن شئت فمعناه ليتفقه كلهم لأنه من نفر منهم إذا رجع استعلم من بقي فصار كلهم فقهاء « و هم يستبشرون » جملة في موضع الحال و كذلك قوله « و هم كافرون » .

النزول
قيل كان رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إذا خرج غازيا لم يتخلف عنه إلا المنافقون و المعذرون فلما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين و بين نفاقهم في غزاة تبوك قال المؤمنون و الله لا نتخلف عن غزاة يغزوها رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و لا سرية أبدا فلما أمر رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بالسرايا
مجمع البيان ج : 5 ص : 126
إلى الغزو نفر المسلمون جميعا و تركوا رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) وحده فأنزل الله سبحانه « و ما كان المؤمنون لينفروا » الآية عن ابن عباس في رواية الكلبي و قيل إنها نزلت في ناس من أصحاب رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) خرجوا في البوادي فأصابوا من الناس معروفا و خصبا و دعوا من وجدوا من الناس على الهدى فقال الناس و ما نراكم إلا و قد تركتم صاحبكم و جئتمونا فوجدوا في أنفسهم في ذلك حرجا و أقبلوا كلهم من البادية حتى دخلوا على النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فأنزل الله عز و جل هذه الآية عن مجاهد .

المعنى
لما تقدم الترغيب في الجهاد بأبلغ أسباب الترغيب و تأنيب من تخلف عنه بأبلغ أسباب التأنيب بين في هذه الآية موضع الرخصة في تأخر من تأخر عنه فقال سبحانه « و ما كان المؤمنون لينفروا كافة » و هذا نفي معناه النهي أي ليس للمؤمنين أن ينفروا و يخرجوا إلى الجهاد بأجمعهم و يتركوا النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فريدا وحيدا و قيل معناه ليس عليهم أن ينفروا كلهم من بلادهم إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ليتعلموا الدين و يضيعوا ما وراءهم و يخلوا ديارهم عن الجبائي « فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين » اختلف في معناه على وجوه ( أحدها ) أن معناه فهلا خرج إلى الغزو من كل قبيلة جماعة و يبقى مع النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) جماعة ليتفقهوا في الدين يعني الفرقة القاعدين يتعلمون القرآن و السنن و الفرائض و الأحكام فإذا رجعت السرايا و قد نزل بعدهم قرآن و تعلمه القاعدون قالوا لهم إذا رجعوا إليهم أن الله قد أنزل بعدكم على نبيكم قرآنا و قد تعلمناه فتتعلمه السرايا فذلك قوله « و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم » أي و ليعلموهم القرآن و يخوفوهم به إذا رجعوا إليهم « لعلهم يحذرون » فلا يعلمون بخلافه عن ابن عباس في رواية الوالبي و قتادة و الضحاك و قال الباقر (عليه السلام) كان هذا حين كثر الناس فأمرهم الله أن تنفر منهم طائفة و تقيم طائفة للتفقه و أن يكون الغزو نوبا ( و ثانيها ) أن التفقه و الإنذار يرجعان إلى الفرقة النافرة و حثها الله تعالى على التفقه لترجع إلى المتخلفة فتحذرها و معنى « ليتفقهوا في الدين » ليتبصروا و يتيقنوا بما يريهم الله من الظهور على المشركين و نصرة الدين و لينذروا قومهم من الكفار إذا رجعوا إليهم من الجهاد فيخبروهم بنصر الله النبي و المؤمنين و يخبروهم أنهم لا يدان لهم بقتال النبي و المؤمنين لعلهم يحذرون أن يقاتلوا النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فينزل بهم ما نزل بأصحابهم من الكفار عن الحسن و أبي مسلم قال أبو مسلم اجتمع للنافرة ثواب الجهاد و التفقه في الدين و إنذار قومهم ( و ثالثها ) أن التفقه راجع إلى النافرة و التقدير ما كان لجميع المؤمنين أن ينفروا إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و يخلوا ديارهم و لكن لينفر إليه من كل ناحية طائفة لتسمع كلامه و تتعلم الدين منه ثم ترجع إلى قومها فتبين لهم ذلك و تنذرهم عن الجبائي قال و المراد بالنفر هنا الخروج لطلب العلم و إنما سمي
مجمع البيان ج : 5 ص : 127
ذلك نفرا لما فيه من مجاهدة أعداء الدين قال القاضي أبو عاصم و في هذا دليل على اختصاص الغربة بالتفقه و أن الإنسان يتفقه في الغربة ما لا يمكنه ذلك في الوطن ثم بين سبحانه ما يجب تقديمه فقال « يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار » أي قاتلوا من قرب منكم من الكفار الأقرب منهم فالأقرب في النسب و الدار و قال الحسن كان هذا قبل الأمر بقتال المشركين كافة و قال غيره هذا الحكم قائم الآن لأنه لا ينبغي لأهل كل بلد أن يخرجوا إلى قتال الأبعد و يدعوا الأقرب و الأدنى لأن ذلك يؤدي إلى الضرر و ربما يمنعهم ذلك عن المضي في وجهتهم إلا أن يكون بينهم و بين الأقرب موادعة فلا بأس حينئذ بمجاوزة الأقرب إلى الأبعد على ما يراه المتولي لأمور المسلمين و لو قال سبحانه قاتلوا الأبعد فالأبعد لكان لا يصح لأنه لا حد للأبعد يبتدىء منه كما للأقرب و في هذا دلالة على أنه يجب على أهل كل ثغر الدفاع عن أنفسهم إذا خافوا على بيضة الإسلام و إن لم يكن هناك إمام عادل و قال ابن عباس أمروا أن يقاتلوا الأدنى فالأدنى من عدوهم مثل قريظة و النضير و خيبر و فدك و قال ابن عمر أنهم الروم لأنهم سكان الشام و الشام أقرب إلى المدينة من العراق و كان الحسن إذا سئل عن قتال الروم و الترك و الديلم تلا هذه الآية « و ليجدوا فيكم غلظة » أي شجاعة عن ابن عباس و قيل شدة عن مجاهد و قيل صبرا على الجهاد عن الحسن و المعنى و ليحسوا منكم بضد اللين و خلاف الرقة و هو العنف و الشدة ليكون زجرا لهم « و اعلموا أن الله مع المتقين » عن الشرك أي معينهم و ناصرهم و من كان الله ناصره لم يغلبه أحد فأما إذا نصره سبحانه بالحجة فإنه يجوز أن يغلب بالحرب لضرب من المحنة و شدة التكليف ثم عاد الكلام إلى ذكر المنافقين فقال سبحانه « و إذا ما أنزلت سورة » في القرآن « فمنهم » أي من المنافقين « من يقول » على وجه الإنكار أي يقول بعضهم لبعض « أيكم زادته هذه » السورة « إيمانا » و قيل معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف أيكم زادته هذه السورة إيمانا أي يقينا و بصيرة « فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا » معناه فأما المؤمنون المخلصون فزادتهم تصديقا بالفرائض مع إيمانهم بالله عن ابن عباس و وجه زيادة الإيمان أنهم كانوا مؤمنين بما قد نزل من قبل و آمنوا بما أنزل الآن « و هم يستبشرون » أي يسرون و يبشر بعضهم بعضا قد تهللت وجوههم و فرحوا بنزولها « و أما الذين في قلوبهم مرض » أي شك و نفاق « فزادتهم رجسا إلى رجسهم » أي نفاقا و كفرا إلى نفاقهم و كفرهم لأنهم يشكون في هذه السورة كما شكوا فيما تقدمها من السورة فذلك هو الزيادة و سمي الكفر رجسا على وجه الذم له و أنه يجب تجنبه كما يجب تجنب الأرجاس و أضاف الزيادة إلى السورة لأنهم يزدادون عندها رجسا و مثله كفى بالسلامة داء و قول الشاعر :
و حسبك داء أن تصح و تسلما « و ماتوا
مجمع البيان ج : 5 ص : 128
و هم كافرون » أي و أداهم شكهم فيما أنزل الله تعالى من السور إلى أن ماتوا على كفرهم و آبوا شر م آب .
أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فى كلِّ عَام مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَينِ ثمَّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُمْ يَذَّكرُونَ(126) وَ إِذَا مَا أُنزِلَت سورَةٌ نَّظرَ بَعْضهُمْ إِلى بَعْض هَلْ يَرَام مِّنْ أَحَد ثُمَّ انصرَفُوا صرَف اللَّهُ قُلُوبهُم بِأَنهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ(127) لَقَدْ جَاءَكمْ رَسولٌ مِّنْ أَنفُسِكمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ(128) فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسبىَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكلْت وَ هُوَ رَب الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(129)
القراءة
قرأ أ و لا ترون بالتاء حمزة و يعقوب و هي قراءة أبي و القراءة المشهورة « من أنفسكم » بضم الفاء و قرأ ابن عباس و ابن علية و ابن محيصن و الزهري من أنفسكم بفتح الفاء و قيل إنها قراءة فاطمة (عليهاالسلام) .

الحجة
من قرأ بالتاء فهو خطاب للمؤمنين و من قرأ بالياء فهو تقريع للمنافقين بالإعراض عما يجب أن لا يعرضوا عنه من التوبة و الإقلاع عما هم عليه من النفاق و من قرأ من أنفسكم بفتح الفاء فمعناه من أشرفكم و من خياركم يقال هذا أنفس المتاع أي أجوده و خياره و اشتقاقه من النفس و هي أشرف ما في الإنسان .

اللغة
العزيز الشديد و العزيز في صفات الله تعالى معناه المنيع القادر الذي لا يتعذر عليه فعل ما يريده و العزة امتناع الشيء بما يتعذر معه ما يحاول منه و هو على ثلاثة أوجه امتناع الشيء بالقدرة أو بالقلة أو بالصعوبة و العنت لقاء الشدة و الأذى الذي يضيق به الصدر و عنت الدابة يعنت عنتا إذا حدث في قوائمه كسر بعد جبر لا يمكنه معه الجري فكأنه شق عليه الجري و أكمة عنوت شاقة المصعد و حسبي الله أي كافي الله و هو من الحساب لأنه
مجمع البيان ج : 5 ص : 129
تعالى يعطي بحسب الكفاية التي تغني عن غيره و يزيد من نعمة ما لا يبلغ إلى حد و نهاية إذ نعمه دائمة و مننه متواترة متظاهرة و التوكل تفويض الأمر إلى الله على الثقة بحسن تدبيره و كفايته .

الإعراب
« أ و لا يرون » الواو للعطف دخلت عليها همزة الاستفهام و يحتمل الرؤية أن تكون المتعدية إلى مفعولين و أن تكون من رؤية العين فإذا كانت المتعدية إلى المفعولين يسدان مسدهما و إن كانت من رؤية العين يكون أبلغ « ما عنتم » ما مصدرية و تقديره عزيز عليه عنتكم فهو في موضع رفع بعزيز و قوله « لا إله إلا هو » جملة في موضع الحال و تقديره حسبي الله مستحقا لإخلاص العبادة و الإقرار بالوحدانية و جر القراء كلهم العظيم على أنه صفة العرش و لو قرىء بالرفع على أن يكون صفة لرب العرش لجاز .

المعنى
ثم نبه سبحانه على إعراض المنافقين عن النظر و التدبر لما ينبغي أن ينظروا و يتدبروا فيه فقال « أ و لا يرون » أي أ و لا يعلم هؤلاء المنافقون و قيل معناه أ و لا يبصرون « أنهم يفتنون » أي يمتحنون « في كل عام مرة أو مرتين » أي دفعة أو دفعتين بالأمراض و الأوجاع و هو رائد الموت « ثم لا يتوبون » أي لا يرجعون عن كفرهم « و لا هم يذكرون » أي لا يتذكرون نعم الله عليهم و قيل يمتحنون بالجهاد مع رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و ما يرون من نصرة الله رسوله و ما ينال أعداؤه من القتل و السبي عن ابن عباس و الحسن و قيل بالقحط و الجوع عن مجاهد و قيل بهتك أستارهم و ما يظهر من خبث سرائرهم عن مقاتل و قيل بالبلاء و الجلاء و منع القطر و ذهاب الثمار عن الضحاك « و إذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض » معناه و إذا أنزلت سورة من القرآن و هم حضور عند النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) كرهوا ما يسمعونه و نظر بعضهم إلى بعض نظرا يؤمنون به « هل يراكم من أحد » و إنما يفعلون ذلك لأنهم منافقون يحذرون أن يعلم بهم فكأنهم يقول بعضهم لبعض « هل يراكم من أحد » ثم يقومون فينصرفون و إنما يفعلون ذلك مخافة أن تنزل آية تفضحهم و كانوا لا يقولون ذلك بألسنتهم و لكن ينظرون نظر من يقول لغيره ذلك القول فكأنه يقول ذلك و قيل معناه أن المنافقين كان ينظر بعضهم إلى بعض نظر تعنت و طعن في القرآن ثم يقولون هل يرانا أحد من المسلمين فإذا تحقق لهم أنه لا يراهم أحد من المسلمين بالغوا فيه و إن علموا أنهم يراهم واحد منهم كفوا عنه « ثم انصرفوا » أي انصرفوا عن المجلس و قيل انصرفوا عن الإيمان به « صرف الله قلوبهم » عن الفوائد التي يستفيدها المؤمنون و السرور بها و حرموا الاستبشار بتلك الحال و قيل معناه صرف الله قلوبهم عن رحمته و ثوابه عقوبة لهم على انصرافهم عن الإيمان بالقرآن و عن مجلس
مجمع البيان ج : 5 ص : 130
النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و قيل إنه على وجه الدعاء عليهم أي خذلهم الله باستحقاقهم ذلك و دعاء الله على عباده وعيد لهم و إخبار بلحاق العذاب بهم عن أبي مسلم « بأنهم قوم لا يفقهون » أي ذلك بسبب أنهم لا يفقهون مراد الله بخطابه لأنهم لا ينظرون فيه ثم خاطب الله سبحانه جميع الخلق و أكد خطابه بالقسم فقال « لقد جاءكم رسول من أنفسكم » عنى بالرسول محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أي جاءكم رسول من جنسكم من البشر ثم من العرب ثم من بني إسماعيل عن السدي و قيل إن الخطاب للعرب و ليس في العرب قبيلة إلا و قد ولدت النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و له فيهم نسب عن ابن عباس و قيل معناه أنه من نكاح لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية عن الصادق (عليه السلام) و روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام و إنما من الله عليهم بكونه منهم لأنهم عرفوا مولده و منشأه و شاهدوه صغيرا و كبيرا و عرفوا حاله في صدقه و أمانته و لم يعثروا على شيء يوجب نقصا فيه فبالحري أن يكونوا أقرب إلى القبول منه و الانقياد له « عزيز عليه ما عنتم » معناه شديد عليه عنتكم أي ما يلحقكم من الضرر بترك الإيمان و قيل معناه شديد عليه ما أثمتم عن الكلبي و الضحاك و قيل ما أعنتكم و ضركم عن القتيبي و قيل ما هلكتم عليه عن ابن الأنباري « حريص عليكم » معناه حريص على من لم يؤمن أن يؤمن عن الحسن و قتادة « بالمؤمنين رءوف رحيم » قيل هما واحد و الرأفة شدة الرحمة و قيل رءوف بالمطيعين منهم رحيم بالمذنبين و قيل رءوف بأقربائه رحيم بأوليائه رءوف لمن رآه رحيم بمن لم يره و قال بعض السلف لم يجمع الله سبحانه لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلا للنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فإنه قال « بالمؤمنين رءوف رحيم » و قال « إن الله بالناس لرءوف رحيم » « فإن تولوا » أي ذهبوا عن الحق و اتباع الرسول و ما يأمرهم به و أعرضوا عن قبوله و قيل معناه فإن تولوا عنك و عن الإقرار بنبوتك « فقل حسبي الله » أي كافي الله فإنه القادر على كل شيء « لا إله إلا هو عليه توكلت » و به وثقت و عليه اعتمدت و أموري إليه فوضت « و هو رب العرش العظيم » خص العرش بالذكر تفخيما لشأنه و لأنه إذا كان رب العرش مع عظمه كان رب ما دونه في العظم و قيل إن العرش عبارة عن الملك و السلطان فمعناه رب الملك العظيم في السماوات و الأرض عن أبي مسلم و قيل إن هذه الآية آخر آية نزلت من السماء و آخر سورة كاملة نزلت سورة براءة و قال قتادة آخر القرآن عهدا بالسماء هاتان الآيتان خاتمة براءة .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page