• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الرابع عشر سورة الحجر آیات 32 الى 51


قَالَ يَإِبْلِيس مَا لَك أَلا تَكُونَ مَعَ السجِدِينَ(32) قَالَ لَمْ أَكُن لأَسجُدَ لِبَشر خَلَقْتَهُ مِنْ صلْصل مِّنْ حَمَإ مَّسنُون(33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنهَا فَإِنَّك رَجِيمٌ(34) وَ إِنَّ عَلَيْك اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ(35)
اللغة
الصلصال الطين اليابس أخذ من الصلصلة و هي القعقعة و يقال لصوت الحديد و لصوت الرعد صلصلة و هي صوت شديد متردد في الهواء و صل يصل إذا صوت قال :
رجعت إلى صوت كجرة حنثم
إذا قرعت صفرا من الماء صلت و يقال الصلصال المنتن أخذ من صل اللحم و أصل إذا أنتن و الحمأ جمع حمأة و هو الطين المتغير إلى السواد يقال حمئت البئر و أحمأتها أنا و المسنون المصبوب من سننت الماء على وجهه أي صببته و يقال سننت بالسين غير معجمة أرسلت الماء و شننت بالشين معجمة صببت و قيل إنه المتغير من قولهم سننت الحديد على المسن إذا غيرتها بالتحديد و أصلها الاستمرار في جهة من قولهم هو على سنن واحد و السنة الطريقة و سنة الوجه صورته قال ذو الرمة :
تريك سنة وجه غير مقرفة
ملساء ليس بها خال و لا ندب قال سيبويه جمع الجان جنان فهو مثل حائط و حيطان و راع و رعيان و السموم الريح الحارة أخذ من دخولها بلطفها في مسام البدن و منه السم القاتل يقال سم يومنا يسم إذا هبت فيه ريح السموم .

الإعراب
من جعل الجان جمعا قال و لم يقل خلقناها كما قال مما في بطونه و مما في بطونها و قوله « ما لك ألا تكون مع الساجدين » ما مبتدأ و لك خبره و التقدير أي شيء ثابت لك و إلا تكون تقديره في أن لا تكون فحذف في و هي متعلقة بالخبر أيضا فلما حذفت في
مجمع البيان ج : 6 ص : 516
انتصب موضع أن لا تكون على قول سيبويه و بقي على الجر على قول الخليل و أبو الحسن حمل أن على الزيادة و لا تكون في موضع الحال قال و تقديره ما لك خارجا عن الساجدين .

المعنى
لما ذكر سبحانه الإحياء و الإماتة و النشأة الثانية عقبه ببيان النشأة الأولى فقال « و لقد خلقنا الإنسان » يعني آدم « من صلصال » أي من طين يابس يسمع له عند النقر صلصلة أي صوت عن ابن عباس و الحسن و قتادة و أكثر المفسرين و قيل طين صلب يخالطه الكثيب عن الضحاك و قيل منتن عن مجاهد و اختاره الكسائي « من حمإ » أي من طين متغير « مسنون » أي مصبوب كأنه أفرغ حتى صار صورة كما يصب الذهب و الفضة و قيل إنه الرطب عن ابن عباس و قيل مسنون مصور عن سيبويه قال أخذ من سنة الوجه « و الجان » و هو إبليس عن الحسن و قتادة و قيل هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر عن ابن عباس و قيل هم الجن نسل إبليس و هو منصوب بفعل مضمر معناه و خلقنا الجان « خلقناه من قبل » أي من قبل خلق آدم « من نار السموم » أي من نار لها ريح حارة تقتل و قيل هي نار لا دخان لها و الصواعق تكون منها و روى أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس قال كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة و خلق الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار و قيل السموم النار الملتهبة عن أبي مسلم و في هذا إشارة إلى أن الإنسان لا يفضل بأصله و إنما يفضل بدينه و علمه و صالح عمله و أصل آدم (عليه السلام) كان من تراب و ذلك قوله خلقه من تراب ثم جعل التراب طينا و ذلك قوله و خلقته من طين ثم ترك ذلك الطين حتى تغير و استرخى و ذلك قوله « من حمإ مسنون » ثم ترك حتى جف و ذلك قوله « من صلصال » فهذه الأقوال لا تناقض فيها إذ هي إخبار عن حالاته المختلفة « و إذ قال ربك للملائكة » تقديره و اذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة « إني خالق » أي سأخلق « بشرا » أي آدم و سمي بشرا لأنه ظاهر الجلد لا يواريه شعر و لا صوف « من صلصال من حمإ مسنون » مر معناه « فإذا سويته » بإتمام خلقته و إكمال خلقه و قيل معناه عدلت صورته « و نفخت فيه من روحي » و النفخ إجراء الريح في الشيء باعتماد فلما أجرى الله سبحانه الروح في آدم على هذه الصفة كان قد نفخ الروح فيه و إنما أضاف روح آدم إلى نفسه تكرمة له و تشريفا و هي إضافة الملك « فقعوا له ساجدين » أي اسجدوا له قال الكلبي أي فخروا له ساجدين « فسجد الملائكة كلهم أجمعون » هذا توكيد بعد توكيد عند سيبويه و قال المبرد و يدل قوله « أجمعون » على اجتماعهم في السجود أي فسجدوا كلهم في حالة واحدة قال الزجاج و قول سيبويه أجود لأن أجمعون معرفة فلا يكون حالا « إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين » أي امتنع أن يكون معهم فلم يسجد معهم و قد سبق القول في أن إبليس هل كان
مجمع البيان ج : 6 ص : 517
من الملائكة أو لم يكن و اختلاف العلماء فيه و ما لكل واحد من الفريقين من الحجج و ذكرنا ما يتعلق بذلك من الكلام في سورة البقرة فلا معنى للإعادة و أن يكون في محل نصب أي أبي الكون مع الساجدين « قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين » قال الزجاج معناه أي شيء يقع لك في أن لا تكون مع الساجدين فموضع أن نصب بإسقاط في و إفضاء الناصب إلى أن و هذا خطاب من الله سبحانه لإبليس و معناه لم لا تكون مع الساجدين فتسجد كما سجدوا و إنما قال سبحانه بنفسه على جهة الإهانة له كما يقول لأهل النار اخسئوا فيها و لا تكلمون و قال الجبائي إنما قال سبحانه ذلك على لسان بعض رسله لأنه لا يصح أن يكلمه الله بلا واسطة في زمان التكليف « قال » أي قال إبليس مجيبا لهذا الكلام « لم أكن لأسجد » أي ما كنت لأسجد و قيل معناه ما كان ينبغي أن أسجد « لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون » لأني أشرف أصلا منه و لم يعلم أن التفاضل بالدين و الأعمال لا بالأصل « قال فاخرج منها » أي من الجنة « فإنك رجيم » أي مشئوم مطرود ملعون و قيل معناه اخرج من السماء عن أبي مسلم و قيل من الأرض فألحقه بالبحار لا يدخل الأرض إلا كالسارق و قيل رجيم مرجوم أي إن رجعت إلى السماء رجمت بمثل الشهب التي يرجم به الشياطين عن الجبائي « و إن عليك اللعنة » أي و إن عليك مع ذلك اللعنة أي الإبعاد من رحمة الله و لذلك لا يجوز أن يلعن بهيمة « إلى يوم الدين » أي يوم الجزاء و هو يوم القيامة و المراد أن الله سبحانه قد لعنك و أهل السماء و الأرض يلعنونك لعنة لازمة لك إلى يوم القيامة ثم يحصل بعد ذلك على الجزاء بعذاب النار و فيه بيان أنه لا يؤمن قط و قال بعض المحققين إنما قال سبحانه هنا « و إن عليك اللعنة » بالألف و اللام و قال في سورة ص لعنتي بالإضافة لأن هناك يقول لما خلقت بيدي مضافا فقال و إن عليك لعنتي على المطابقة و قال هنا « ما لك ألا تكون مع الساجدين » و ساق الآية على اللام في قوله « و لقد خلقنا الإنسان » و قوله « و الجان » فأتى باللام أيضا في قوله « و إن عليك اللعنة » .

مجمع البيان ج : 6 ص : 518
قَالَ رَب فَأَنظِرْنى إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36) قَالَ فَإِنَّك مِنَ الْمُنظرِينَ(37) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(38) قَالَ رَب بمَا أَغْوَيْتَنى لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فى الأَرْضِ وَ لأُغْوِيَنهُمْ أَجْمَعِينَ(39) إِلا عِبَادَك مِنهُمُ الْمُخْلَصِينَ(40) قَالَ هَذَا صِرَطٌ عَلىَّ مُستَقِيمٌ(41) إِنَّ عِبَادِى لَيْس لَك عَلَيهِمْ سلْطنٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَك مِنَ الْغَاوِينَ(42) وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ(43) لهََا سبْعَةُ أَبْوَب لِّكلِّ بَاب مِّنهُمْ جُزْءٌ مَّقْسومٌ(44)
القراءة
قرأ يعقوب صراط علي بالرفع و هي قراءة أبي رجاء و ابن سيرين و قتادة و الضحاك و مجاهد و قيس بن عبادة و عمرو بن ميمون و روي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) و الباقون من القراء قرءوا « علي » .

الحجة
قال ابن جني علي هنا كقولهم كريم شريف و ليس المراد به علو الشخص و النصبة و قال أبو الحسن في قراءة الجماعة « هذا صراط علي مستقيم » هو كقولك الدلالة اليوم علي أي هذا صراط في ذمتي و تحت ضماني كقولك صحة هذا المال علي و توفية عدته علي و ليس معناه عنده مستقيم علي كقولنا قد استقام على الطريق و استقر على كذا و ما أحسن ما ذهب إليه أبو الحسن فيه .

اللغة
الإغواء الدعاء إلى الغي و الإغواء خلاف الإرشاد و هذا أصله و قد يكون بمعنى الحكم بالغي على وجه الذم و التزيين جعل الشيء متقبلا في النفس من جهة الطبع أو العقل بحق أو بباطل و أغواء الشيطان تزيينه الباطل حتى يدخل صاحبه فيه .

المعنى
ثم بين سبحانه ما سأله إبليس عند إياسه من الآخرة فقال عز اسمه « قال رب فأنظرني » أي فأمهلني و أخرني « إلى يوم يبعثون » أي يحشرون للجزاء استنظره إبليس إلى يوم القيامة لئلا يموت إذ يوم القيامة لا يموت فيه أحد فلم يجبه الله تعالى إلى ذلك بل « قال » له « فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم » الذي هو آخر أيام التكليف و هو النفخة الأولى حين يموت الخلائق عن ابن عباس و قيل الوقت المعلوم يوم القيامة أنظره الله سبحانه في رفع العذاب عنه إلى يوم القيامة عن الحسن و الجبائي و أبي مسلم و قيل هو الوقت الذي قدر الله أجله فيه و هو معلوم لله سبحانه غير معلوم لإبليس فأبهم و لم يبين لأن في بيانه إغراء بالمعصية عن البلخي و اختلف في تجويز إجابة دعاء الكافر و قال الجبائي لا يجوز لأن في إجابة الدعاء تعظيما له و قال ابن الإخشيد يجوز ذلك لأن الإجابة كالنعمة في احتمالها أن يكون ثوابا و تعظيما و أن يكون استصلاحا و لطفا « قال » إبليس « رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين » قيل فيه أقوال ( أحدها ) أن الإغواء الأول و الثاني بمعنى
مجمع البيان ج : 6 ص : 519
الإضلال أي كما أضللتني لأضلنهم و هذا لا يجوز لأن الله سبحانه لا يضل عن الدين إلا أن يحمل على أن إبليس كان معتقدا للخير ( و ثانيها ) إن الإغواء الأول و الثاني بمعنى التخييب أي بما خيبتني من رحمتك لأخيبنهم بالدعاء إلى معصيتك عن الجبائي ( و ثالثها ) إن معناه بما أضللتني عن طريق جنتك لأضلنهم بالدعاء إلى معصيتك ( و رابعها ) بما كلفتني السجود لآدم الذي غويت عنده فسمي ذلك غواية كما قال فزادتهم رجسا إلى رجسهم لما ازدادوا عندها عن البلخي و الباء في قوله « بما أغويتني » قيل إن معناها القسم هاهنا عن أبي عبيدة و قيل هي بمعنى السبب أي بكوني غاويا لأزينن كما يقال بطاعته لندخلن الجنة و بمعصيته لندخلن النار و مفعول التزيين محذوف و تقديره لأزينن الباطل لهم أي لأولاد آدم حتى يقعوا فيه ثم استثنى من جملتهم فقال « إلا عبادك منهم المخلصين » و هم الذين أخلصوا عبادتهم لله و امتنعوا عن عبادة الشيطان و انتهوا عما نهاهم الله عنه و من قرأ المخلصين بفتح اللام فهم الذين أخلصهم الله بأن وفقهم لذلك و لطف لهم فيه ليس للشيطان عليهم سبيل « قال » الله سبحانه « هذا صراط علي مستقيم » قيل فيه وجوه ( أحدها ) إنه على وجه التهديد له كما تقول لغيرك افعل ما شئت و طريقك علي أي لا تفوتني عن مجاهد و قتادة و مثله قوله إن ربك لبالمرصاد ( و ثانيها ) معناه أن ما نذكره من أمر المخلصين و الغاوين طريق ممره علي أي ممر من مسلكه علي مستقيم لا عدول فيه عني و أجاز لي كلا من الفريقين بما عمل ( و ثالثها ) أن معناه هذا دين مستقيم علي بيانه و الهداية إليه « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان » هذا إخبار منه تعالى بأن عباده الذين يطيعونه و ينتهون إلى أوامره لا سلطان للشيطان عليهم و لا قدرة له على أن يكرههم على المعصية و يحملهم عليها و لكن من يتبعه فإنما يتبعه باختياره قال الجبائي و ذلك يدل على أن الجن لا يقدرون على الإضرار ببني آدم لأنه على عمومه ثم استثنى سبحانه من جملة العباد من يتبع إبليس على إغوائه و ينقاد له و يقبل منه فقال « إلا من اتبعك من الغاوين » لأنه إذا قبل منه صار له عليه سلطان بعدوله عن الهدى إلى ما يدعوه إليه من اتباع الهوى و قيل إن الاستثناء منقطع و المراد لكن من اتبعك من الغاوين جعل لك على نفسه سلطانا « و إن جهنم لموعدهم أجمعين » أي موعد إبليس و من تبعه « لها سبعة أبواب » فيه قولان ( أحدها ) ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض و وضع إحدى يديه على الأخرى فقال هكذا و إن الله وضع الجنان على العرض و وضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم و فوقها لظى و فوقها الحطمة و فوقها سقر و فوقها الجحيم و فوقها السعير و فوقها الهاوية و في رواية الكلبي أسفلها الهاوية و أعلاها جهنم و عن ابن عباس أن الباب الأول جهنم و الثاني سعير و الثالث سقر و الرابع
مجمع البيان ج : 6 ص : 520
جحيم و الخامس لظى و السادس الحطمة و السابع الهاوية اختلفت الروايات في ذلك كما ترى و هو قول مجاهد و عكرمة و الجبائي قالوا إن أبواب النيران كإطباق اليد على اليد ( و الآخر ) ما روي عن الضحاك قال للنار سبعة أبواب و هي سبعة أدراك بعضها فوق بعض فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون على قدر أعمالهم و أعمارهم في الدنيا ثم يخرجون و الثاني فيه اليهود و الثالث فيه النصارى و الرابع فيه الصابئون و الخامس فيه المجوس و السادس فيه مشركو العرب و السابع فيه المنافقون و ذلك قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و هو قول الحسن و أبي مسلم و القولان متقاربان « لكل باب منهم » أي من الغاوين « جزء مقسوم » أي نصيب مفروض عن ابن عباس .
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فى جَنَّت وَ عُيُون(45) ادْخُلُوهَا بِسلَم ءَامِنِينَ(46) وَ نَزَعْنَا مَا فى صدُورِهِم مِّنْ غِل إِخْوَناً عَلى سرُر مُّتَقَبِلِينَ(47) لا يَمَسهُمْ فِيهَا نَصبٌ وَ مَا هُم مِّنهَا بِمُخْرَجِينَ(48) * نَبىْ عِبَادِى أَنى أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49) وَ أَنَّ عَذَابى هُوَ الْعَذَاب الأَلِيمُ(50)
اللغة
الغل الحقد الذي ينغل في القلب و منه الغل الذي يجعل في العنق و الغلول الخيانة التي يطوق عارها صاحبها و السرير المجلس الرفيع موطأ للسرور و جمعه الأسرة و السرر و النصب التعب و الوهن الذي يلحق من العمل مشتق من الانتصاب لأن صاحبه ينتصب بالانقطاع عن العمل للوهن الذي يلحقه .

المعنى
لما ذكر سبحانه عباده المخلصين عقبه بذكر حالهم في الآخرة فقال « إن المتقين » الذين يتقون عقاب الله باجتناب معاصيه « في جنات » أي في بساتين خلقت لهم « و عيون » من ماء و خمر و عسل يفور من الفوارة ثم يجري في مجاريها « ادخلوها بسلام » أي يقال لهم ادخلوا الجنات بسلامة من الآفات و براءة من المكاره و المضرات « آمنين » من الإخراج منها ساكني النفس إلى انتفاء الضرر فيها « و نزعنا ما في صدورهم من غل » أي و أزلنا عن صدور أهل الجنة ما فيها من أسباب العداوة من الغل أي الحقد و الحسد و التنافس
مجمع البيان ج : 6 ص : 521
و التباغض « إخوانا » منصوب على الحال أي و هم يكونون إخوانا متوادين يريد مثل الإخوان فيصفو لذلك عيشهم « على سرر » أي كائنين على مجالس السرور « متقابلين » متواجهين ينظر بعضهم إلى وجه بعض قال مجاهد لا يرى الرجل في الجنة قفا زوجته و لا ترى زوجته قفاه لأن الأسرة تدور بهم كيف ما شاءوا حتى يكونوا متقابلين في عموم أحوالهم و قيل متقابلين في الزيادة إذا تزاوروا استوت مجالسهم و منازلهم و إذا افترقوا كانت منازل بعضهم أرفع من بعض « لا يمسهم فيها » أي في الجنة « نصب » أي عناء و تعب لأنهم لا يحتاجون إلى إتعاب أنفسهم لتحصيل مقاصدهم إذ جميع النعم حاصلة لهم « و ما هم منها بمخرجين » أي يبقون فيها مؤبدين ثم أمر سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أن يخبر عباده بكثرة عفوه و مغفرته و رحمته لأوليائه و شدة عذابه لأعدائه فقال « نبىء » يا محمد « عبادي أني أنا الغفور » أي كثير الستر لذنوب المؤمنين « الرحيم » كثير الرحمة لهم « و أن عذابي هو العذاب الأليم » فلا تعولوا على محض غفراني و رحمتي و خافوا عقابي و نقمتي .
وَ نَبِّئْهُمْ عَن ضيْفِ إِبْرَهِيمَ(51)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page