• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء العشرون سورة العنكبوت آیات15 الی 23


فَأَنجَيْنَهُ وَ أَصحَب السفِينَةِ وَ جَعَلْنَهَا ءَايَةً لِّلْعَلَمِينَ(15)
اللغة
الثقل متاع البيت و جمعه أثقال و هو من الثقل يقال ارتحل القوم بثقلهم و ثقلتهم أي بأمتعتهم و منه الحديث إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا
مجمع البيان ج : 8 ص : 432
حتى يردا علي الحوض قال ثعلب سميا به لأن الأخذ بموجبهما ثقيل و قال غيره إن العرب تقول لكل شيء خطير نفيس ثقل فسماهما ثقلين تفخيما لشأنهما و كل شيء يتنافس فيه فهو ثقل و منه سمي الجن و الإنس ثقلين لأنهما فضلا على غيرهما من الخلق و الطوفان الماء الكثير الغامر لأنه يطوف بكثرته في نواحي الأرض قال الراجز :
أفناهم الطوفان موت جارف الجرف الأخذ الكثير و قد جرفت الشيء أجرفه بالضم جرفا أي ذهبت كله شبه الموت في كثرته بالطوفان .

الإعراب
قوله « بحاملين من خطاياهم من شيء » تقديره و ما هم بحاملين من شيء من خطاياهم فقوله « من خطاياهم » في الأصل صفة لشيء فقدم عليه فصار في موضع نصب على الحال .
« ألف سنة » نصب على الظرف خمسين نصب على الاستثناء و عاما تمييزه .

المعنى
ثم أقسم سبحانه فقال « و ليعلمن الله الذين آمنوا » بالله على الحقيقة ظاهرا و باطنا « و ليعلمن المنافقين » فيجازيهم بحسب أعمالهم قال الجبائي معناه و ليميزن الله المؤمن من المنافق فوضع العلم موضع التمييز توسعا و قد مر بيانه و في هذه الآية تهديد للمنافقين بما هو معلوم من حالهم التي استهزءوا بها و توهموا أنهم قد نجوا من ضررها بإخفائها فبين أنها ظاهرة عند من يملك الجزاء عليها و أنه يحل الفضيحة العظمى بها « و قال الذين كفروا » نعم الله و جحدوها « للذين آمنوا » أي صدقوا بتوحيده و صدق رسله « اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطاياكم » أي و نحن نحمل آثامكم عنكم إن قلتم إن لكم في اتباع ديننا إثما و يعنون بذلك أنه لا إثم عليكم باتباع ديننا و لا يكون بعث و لا نشور فلا يلزمنا شيء مما ضمنا و المأمور في قوله « و لنحمل » هو المتكلم به نفسه في مخرج اللفظ و المراد به إلزام النفس هذا المعنى كما يلزم الشيء بالأمر و فيه معنى الجزاء و تقديره إن تتبعوا ديننا حملنا خطاياكم عنكم ثم قال سبحانه « و ما هم بحاملين من خطاياهم من شيء » أي لا يمكنهم حمل ذنوبهم عنهم يوم القيامة فإن الله سبحانه عدل لا يعذب أحدا بذنب غيره فلا يصح إذا أن يتحمل أحد ذنب غيره و هذا مثل قوله و لا تزر وازرة وزر أخرى و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و لا يجري هذا مجرى تحمل الدية عن الغير لأن الغرض في الدية أداء المال عن نفس المقتول فلا فرق بين أن يوديه زيد عنه و بين أن يؤديه عمرو فإنه بمنزلة قضاء الدين « إنهم لكاذبون » فيما ضمنوا
مجمع البيان ج : 8 ص : 433
من حمل خطاياهم « و ليحملن أثقالهم و أثقالا مع أثقالهم » يعني أنهم يحملون خطاياهم و أوزارهم في أنفسهم التي لم يعملوها بغيرهم و يحملون الخطايا التي ظلموا بها غيرهم و قيل معناه يحملون عذاب ضلالهم و عذاب إضلالهم غيرهم و دعائهم لهم إلى الكفر و هذا كقوله من سن سنة سيئة الخبر و هذا كقوله ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم « و ليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون » و معناه أنهم يسئلون سؤال تعنيف و توبيخ و تبكيت و تقريع لا سؤال استعلام و استخبار « و لقد أرسلنا نوحا إلى قومه » يدعوهم إلى توحيد الله عز و جل « فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما » فلم يجيبوه و كفروا به « فأخذهم الطوفان » جزاء على كفرهم فهلكوا « و هم ظالمون » لأنفسهم بما فعلوه من الشرك و العصيان « فأنجيناه و أصحاب السفينة » أي فأنجينا نوحا من ذلك الطوفان و الذين ركبوا معه في السفينة من المؤمنين به « و جعلناها » أي و جعلنا السفينة « آية للعالمين » أي علامة للخلائق أجمعين يعتبرون بها إلى يوم القيامة لأنها فرقت بين المؤمنين و الكافرين و الأبرار و الفجار و هي دلالة للخلق على صدق نوح و كفر قومه .

النظم
إنما اتصل قوله « و قال الذين كفروا » بما تقدمه من ذكر المنافقين فإنه سبحانه لما بين حالهم عند إيراد الشبهة عليهم بين في هذه الآية أن من الواجب أن لا يغتر المؤمنون بما يورده أهل الكفر عليهم من الشبه الفاسدة و قد ذكر في اتصال قصة نوح بما قبلها وجوه ( أحدها ) أنه لما قال فتنا الذين من قبلهم فصل ذلك فبدأ بقصة نوح ثم بما يليها ( و ثانيها ) أنه لما ذكر حال المجاهد الصابر و حال من كان بخلافه ذكر قصة نوح و صبره على أذى قومه و تكذيبهم تلك المدة الطويلة ثم عقب ذلك بذكر غيره من الأنبياء ( و ثالثها ) أنه لما أمر و نهى و وعد و أوعد على امتثال أوامره و ارتكاب نواهيه أكد ذلك بقصص الأنبياء .
وَ إِبْرَهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذَلِكمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كنتُمْ تَعْلَمُونَ(16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَناً وَ تخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَ اعْبُدُوهُ وَ اشكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(17) وَ إِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كذَّب أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَ مَا عَلى الرَّسولِ إِلا الْبَلَغُ الْمُبِينُ(18) أَ وَ لَمْ يَرَوْا كيْف يُبْدِىُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِك عَلى اللَّهِ يَسِيرٌ(19) قُلْ سِيرُوا فى الأَرْضِ فَانظرُوا كيْف بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىُ النَّشأَةَ الاَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(20)

مجمع البيان ج : 8 ص : 434
القراءة
قرأ حمزة و الكسائي و خلف أ و لم تروا بالتاء و الباقون بالياء و روي عن أبي بكر بالتاء و الياء جميعا و قرأ ابن كثير و أبو عمرو النشاءة بفتح الشين ممدودة مهموزة و قرأ الباقون « النشأة » بسكون الشين غير ممدودة و في الشواذ قراءة السلمي و زيد بن علي و تخلقون إفكا .

الحجة
قال أبو علي حجة التاء في أ و لم تروا أن قبلها « و إن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم » و حجة الياء أن المعنى قل لهم أ و لم يروا النشاءة و النشأة مثل الرآفة و الرأفة و الك آبة و الكأبة و قال أبو زيد نشأت أنشأ نشأ إذا شببت و نشأت السحابة نشأ و لم يذكر النشأة و أما تخلقون فإنه على وزن تكذبون و في معناه .

الإعراب
« كيف يبديء الله الخلق » كيف في موضع نصب على الحال من الله و التقدير أ مبدعا يبديء الله الخلق أم لا و يجوز أن يكون حالا من الخلق فيكون تقديره أ مبدعا يبديء الله الخلق أم لا ثم يعيده أم لا و يجوز أن يكون في موضع مصدر و التقدير أي إبداء يبديء و مثله كيف بدأ الخلق و النشأة منصوبة على المصدر و مفعول ينشىء محذوف تقديره و ينشىء الخلق .

المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال « و إبراهيم » أي و أرسلنا إبراهيم « إذ قال لقومه اعبدوا الله و اتقوه » أي أطيعوا الله و خافوه بفعل طاعاته و اجتناب معاصيه « ذلكم خير لكم » أي ذلك التقوى خير لكم « إن كنتم تعلمون » ما هو خير مما هو شر لكم « إنما تعبدون من دون الله أوثانا » ما في هذا الموضع كافة و المعنى أنكم تعبدون
مجمع البيان ج : 8 ص : 435
أصناما من حجارة لا تضر و لا تنفع « و تخلقون إفكا » أي تفتعلون كذبا بأن تسموا هذه الأوثان آلهة عن السدي و قيل معناه و تصنعون أصناما بأيديكم و سماها إفكا لادعائهم إنها آلهة عن مجاهد و قتادة و أبي علي الجبائي ثم ذكر عجز آلهتهم عن رزق عابديها فقال « إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا » أي لا يقدرون على أن يرزقوكم و الملك قدرة القادر على ماله أن يتصرف في ماله أتم التصرف و ليس ذلك إلا لله على الحقيقة فإن الإنسان إنما يملك ما يملكه الله تعالى و يأذن له في التصرف فيه فأصل الملك لجميع الأشياء لله تعالى فمن لا يملك أن يرزق غيره لا يستحق العبادة لأن العبادة تجب بأعلى مراتب النعمة و لا يقدر على ذلك غير الله تعالى فلا يستحق العبادة سواه « فابتغوا عند الله الرزق » أي اطلبوا الرزق من عنده دون من سواه « و اعبدوه و اشكروا له » على ما أنعم به عليكم من أصول النعم من الحياة و الرزق و غيرهما « إليه ترجعون » أي إلى حكمه تصيرون يوم القيامة فيجازيكم على قدر أعمالكم ثم خاطب العرب فقال « و إن تكذبوا » أي و إن تكذبوا محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « فقد كذب أمم من قبلكم » أنبياءهم الذين بعثوا إليهم « و ما على الرسول إلا البلاغ المبين » أي ليس عليه إلا التبليغ الظاهر البين و ليس عليه حمل من أرسل إليه على الإيمان « أ و لم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده » يعني كفار مكة الذين أنكروا البعث و أقروا بأن الله هو الخالق فقال أ و لم يتفكروا فيعلموا كيف أبدأ الله الخلق بعد العدم ثم يعيدهم ثانيا إذا أعدمهم بعد وجودهم قال ابن عباس يريد الخلق الأول و الخلق الآخر « إن ذلك على الله يسير » غير متعذر لأن من قدر على الإنشاء و الابتداء فهو على الإعادة أقدر ثم خاطب محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « قل » لهؤلاء الكفار « سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق » و تفكروا في آثار من كان فيها قبلكم و إلى أي شيء صار أمرهم لتعتبروا بذلك و يؤديكم ذلك إلى العلم بربكم و قيل معناه انظروا و ابحثوا هل تجدون خالقا غير الله فإذا علموا أنه لا خالق ابتداء إلا الله لزمتهم الحجة في الإعادة و هو قوله « ثم الله ينشىء النشأة الآخرة » أي ثم الله الذي خلقها و أنشأ خلقها ابتداء ينشئها نشأة ثانية و معنى الإنشاء الإيجاد من غير سبب « إن الله » تعالى « على كل شيء قدير » أي إن الله على الإنشاء و الإفناء و الإعادة و على كل شيء يشاؤه قدير .
يُعَذِّب مَن يَشاءُ وَ يَرْحَمُ مَن يَشاءُ وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ(21) وَ مَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فى الأَرْضِ وَ لا فى السمَاءِ وَ مَا لَكم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلىّ وَ لا نَصِير(22) وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِئَايَتِ اللَّهِ وَ لِقَائهِ أُولَئك يَئسوا مِن رَّحْمَتى وَ أُولَئك لهَُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(23)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page