• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الحادي والعشرون سورة العنكبوت آیات53 الی 63

وَ يَستَعْجِلُونَك بِالْعَذَابِ وَ لَوْ لا أَجَلٌ مُّسمًّى لجََّاءَهُمُ الْعَذَاب وَ لَيَأْتِيَنهُم بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشعُرُونَ(53) يَستَعْجِلُونَك بِالْعَذَابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطةُ بِالْكَفِرِينَ(54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذَاب مِن فَوْقِهِمْ وَ مِن تحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَ يَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(55)

مجمع البيان ج : 8 ص : 452
القراءة
قرأ نافع و أهل الكوفة « و يقول » بالياء و الآخرون بالنون .

الحجة
قال أبو علي و يقول أي و يقول الموكل بعذابهم ذوقوا كقوله و الملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم تجزون عذاب الهون أي يقولون لهم و من قرأ بالنون فلأن ذلك لما كان بأمره سبحانه جاز أن ينسب إليه و المعنى ذوقوا جزاء ما كنتم تعملون و إنما قيل ذوقوا لوصول ذلك إلى المعذبين و اتصاله كوصول المذوق إلى الذائق قال ( دونك ما جنيته فأحسن و ذق ) .

الإعراب
يتلى في موضع نصب على الحال من الكتاب أي متلو عليهم .
« يعلم ما في السماوات » يجوز أن يكون صفة لقوله « شهيدا » و يجوز أن يكون حالا و يجوز أن يكون جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
« و ليأتينهم » اللام جواب قسم مقدر .
بغتة منصوب على الحال .
« يوم يغشيهم » ظرف لقوله « محيطة » .

المعنى
لما تقدم طلبهم للآيات أجابهم سبحانه فقال « أ و لم يكفهم إنا أنزلنا عليك » يا محمد « الكتاب » أي القرآن « يتلى عليهم » بين سبحانه أن في إنزال القرآن دلالة واضحة و معجزة لائحة و حجة بالغة تنزاح معه العلة و تقوم به الحجة فلا يحتاج في الوصول إلى العلم بصحة نبوته إلى غيره على أن إظهار المعجزات مع كونها إزاحة للعلة تراعى فيه المصلحة فإذا كانت المصلحة في إظهار نوع منها لم يجز إظهار غيرها و لو أظهر الله سبحانه الآيات التي اقترحوها ثم لم يؤمنوا لاقتضت الحكمة إهلاكهم بعذاب الاستئصال كما اقتضت ذلك في الأمم السالفة و قد وعد الله سبحانه أن لا يعذب هذه الأمة بعذاب الاستئصال و في هذا دلالة على أن القرآن كاف في المعجز و أنه في أعلى درجات الإعجاز لأنه جعله كافيا عن جميع المعجزات و الكفاية بلوغ حد ينافي الحاجة « إن في ذلك » معناه إن في القرآن « لرحمة » أي نعمة عظيمة الموقع لأن من تبعه و عمل به نال الثواب و فاز بالجنة « و ذكرى » أي و تذكير أو موعظة « لقوم يؤمنون » أي يصدقون به و قيل أن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب فهددهم سبحانه في هذه الآية و نهاهم عنه و قال النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) جئتكم بها بيضاء نقية « قل » يا محمد « كفى بالله بيني
مجمع البيان ج : 8 ص : 453
و بينكم شهيدا » لي بالصدق و الإبلاغ و عليكم بالتكذيب و العناد و شهادة الله له قوله محمد رسول الله و هو في كلام معجز قد ثبت أنه من الله سبحانه و قيل إن شهادة الله له إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه « يعلم ما في السموات و الأرض » فيعلم أني على الهدى و أنكم على الضلالة « و الذين آمنوا بالباطل » أي صدقوا بغير الله عن ابن عباس و قيل بعبادة الشيطان عن مقاتل « و كفروا بالله » أي جحدوا وحدانية الله « أولئك هم الخاسرون » خسروا ثواب الله بارتكاب المعاصي و الجحود بالله « و يستعجلونك بالعذاب » يا محمد أي يسألونك نزول العذاب عاجلا لجحودهم صحة ما توعدهم به كما قال النضر بن الحرث أمطر علينا حجارة من السماء « و لو لا أجل مسمى » أي وقت قدره الله تعالى أن يعاقبهم فيه و هو يوم القيامة أو أجل قدره الله تعالى أن يبقيهم إليه لضرب من المصلحة « لجاءهم العذاب » الذي استحقوه « و ليأتينهم » العذاب « بغتة و هم لا يشعرون » بإتيانه و وقت مجيئه ثم ذكر أن موعد عذابهم النار فقال « يستعجلونك بالعذاب و إن جهنم لمحيطة بالكافرين » يعني إن العذاب و إن لم يأتهم في الدنيا فإن جهنم محيطة بهم أي جامعة لهم و هم معذبون فيها لا محالة « يوم يغشيهم العذاب من فوقهم و من تحت أرجلهم » يعني أن العذاب يحيط بهم لا أنه يصل إلى موضع منهم دون موضع فلا يبقى جزء منهم إلا و هو معذب في النار عن الحسن و هذا كقوله لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش « و يقول ذوقوا ما كنتم تعملون » أي جزاء أعمالكم و أفعالكم القبيحة .
يَعِبَادِى الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ أَرْضى وَسِعَةٌ فَإِيَّىَ فَاعْبُدُونِ(56) كلُّ نَفْس ذَائقَةُ الْمَوْتِ ثمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(57) وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الجَْنَّةِ غُرَفاً تجْرِى مِن تحْتهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَمِلِينَ(58) الَّذِينَ صبرُوا وَ عَلى رَبهِمْ يَتَوَكلُونَ(59) وَ كَأَيِّن مِّن دَابَّة لا تحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السمِيعُ الْعَلِيمُ(60)
القراءة
قرأ يرجعون بالياء يحيي عن أبي بكر و هشام و الباقون بالتاء و قرأ أهل الكوفة
مجمع البيان ج : 8 ص : 454
غير عاصم لنثوينهم بالثاء و الباقون « لنبوئنهم » بالباء .

الحجة
قال أبو علي أما يرجعون بالياء فلان الذي قبله على لفظ الغيبة و « ترجعون » على أنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب مثل إياك نعبد بعد قوله الحمد لله و حجة من قرأ « لنبوئنهم » بالباء قوله « و لقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق » و « إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت » و تكون اللام هنا زائدة كزيادتها في قوله « ردف لكم » و يجوز أن يكون بوأنا لدعاء إبراهيم (عليه السلام) و يكون المفعول محذوفا أي بوأنا لدعائه ناسا مكان البيت و من قرأ لنثوينهم فحجته قوله « و ما كنت ثاويا في أهل مدين » أي مقيما نازلا فيهم قال الأعشى :
أثوى و قصر ليلة ليزودا
و مضى و أخلف من قتيلة موعدا و قال حسان :
ثوى في قريش بضع عشرة حجة أي أقام فيهم فإذا تعدى بحرف جر فزيدت عليه الهمزة وجب أن يتعدى إلى المفعول الثاني بحرف جر و ليس في الآية حرف جر قال أبو الحسن قرأ الأعمش لنثوينهم من الجنة غرفا و لا يعجبني لأنك لا تقول أثويته الدار قال أبو علي و وجهه أنه كان في الأصل لنثوينهم من الجنة في غرف كما يقول لننزلنهم من الجنة في غرف و حذف الجار كما حذف من قولك أمرتك الخير فافعل ما أمرت به و يقوي ذلك أن الغرف و إن كانت أماكن مختصة فقد أجريت المختصة من هذه الحروف مجرى غير المختص نحو قوله :
كما عسل الطريق الثعلب ) و نحو ذهبت الشام عند سيبويه .

الإعراب
خالدين نصب على الحال من الهاء و الميم .
« الذين صبروا » في موضع جر صفة للعالمين و يكون المخصوص بالمدح محذوفا أي نعم أجر العاملين الصابرين المتوكلين أجرهم و يجوز أن يكون المضاف محذوفا أي نعم أجر العاملين أجر الذين صبروا فحذف المخصوص بالمدح و أقام المضاف إليه مقامه .
« و كأين من دابة لا تحمل رزقها الله » .
موضع كأين مرفوع .
و من دابة في موضع التبيين له .
و قوله « لا تحمل رزقها » صفة للمجرور و يكون قوله الله مبتدأ و يرزقها خبره و الجملة خبر كأين .

مجمع البيان ج : 8 ص : 455
النزول
قيل نزلت الآية الأولى في المستضعفين من المؤمنين بمكة أمروا بالهجرة عنها عن مقاتل و الكلبي و نزل قوله « و كأين من دابة لا لا تحمل رزقها » في جماعة كانوا بمكة يؤذيهم المشركون فأمروا بالهجرة إلى المدينة فقالوا كيف نخرج إليها و ليس لنا بها دار و لا عقار و من يطعمنا و من يسقينا .

المعنى
ثم بين سبحانه أنه لا عذر لعباده في ترك طاعته فقال « يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة » يبعد أقطارها فاهربوا من أرض يمنعكم أهلها من الإيمان و الإخلاص في عبادتي و قال أبو عبد الله (عليه السلام) معناه إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها و قيل معناه إن أرض الجنة واسعة عن الجبائي و أكثر المفسرين على القول الأول « فإياي فاعبدون » أي اعبدوني خالصا و لا تطيعوا أحدا من خلقي في معصيتي و إياي منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده و قد مر بيانه و قيل إن دخول الفاء للجزاء و التقدير إن ضاق بكم موضع فاعبدوني و لا تعبدوا غيري إن أرضي واسعة أمر سبحانه المؤمنين إذا كانوا في بلد لا يلتئم فيه لهم أمر دينهم أن ينتقلوا عنه إلى غيره ثم خوفهم بالموت ليهون عليهم الهجرة فقال « كل نفس ذائقة الموت » أي كل نفس أحياها الله بحياة خلقها فيه ذائقة مرارة الموت بأي أرض كان فلا تقيموا بدار الشرك خوفا من الموت « ثم إلينا ترجعون » بعد الموت فنجازيكم بأعمالكم ثم ذكر سبحانه ثواب من هاجر فقال « و الذين آمنوا و عملوا الصالحات » يعني المهاجرين « لنبوئنهم » أي لننزلنهم « من الجنة غرفا » أي علالي عاليات « تجري من تحتها الأنهار » قال ابن عباس لنسكننهم غرف الدر و الزبرجد و الياقوت و لننزلنهم قصور الجنة « خالدين فيها » يبقون فيها ببقاء الله « نعم أجر العاملين » لله تلك الغرف ثم وصفهم فقال « الذين صبروا » على دينهم فلم يتركوه لشدة نالتهم و أذى لحقهم و صبروا على مشاق الطاعات « و على ربهم يتوكلون » في مهمات أمورهم و مهاجرة دورهم ثم قال « و كأين من دابة لا تحمل رزقها » أي و كم من دابة لا يكون رزقها مدخرا معدا عن الحسن و قيل معناه لا تطيق حمل رزقها لضعفها و تأكل بأفواهها عن مجاهد و قيل إن الحيوان أجمع من البهائم و الطيور و غيرهما مما يدب على وجه الأرض لا تدخر القوت لغدها إلا ابن آدم و النملة و الفأرة بل تأكل منه قدر كفايتها فقط عن ابن عباس « الله يرزقها و إياكم » أي يرزق تلك الدابة الضعيفة التي لا تقدر على حمل رزقها و يرزقكم أيضا فلا تتركوا الهجرة بهذا السبب و عن عطا عن ابن عمر قال خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر و يأكل فقال يا ابن عمر ما لك لا تأكل فقلت لا أشتهيه يا رسول الله قال لكني أشتهيه و هذه صبح رابعة منذ لم أذق
مجمع البيان ج : 8 ص : 456
طعاما و لو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى و قيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت مع قوم يخبئون رزق سنتهم لضعف اليقين فو الله ما برحنا حتى نزلت هذه الآية « و كأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها و إياكم و هو السميع العليم » أي السميع لأقوالكم عند مفارقة أوطانكم العليم بأحوالكم لا يخفى عليه شيء من سركم و إعلانكم .
وَ لَئن سأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض وَ سخَّرَ الشمْس وَ الْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنى يُؤْفَكُونَ(61) اللَّهُ يَبْسط الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكلِّ شىْء عَلِيمٌ(62) وَ لَئن سأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْض مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكثرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ(63)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page