• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثاني والعشرون سورة فاطر آیات 4الى 11


وَ إِن يُكَذِّبُوك فَقَدْ كُذِّبَت رُسلٌ مِّن قَبْلِك وَ إِلى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ(4) يَأَيهَا النَّاس إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقُّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَْيَوةُ الدُّنْيَا وَ لا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ(5)

مجمع البيان ج : 8 ص : 625
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم و أبو جعفر غير الله بالجر و الباقون بالرفع .

الحجة
قال أبو علي من قرأ غير الله بالجر جعله صفة على اللفظ و الخبر « يرزقكم من السماء و الأرض » و من قرأ « غير الله » بالرفع احتمل وجوها ( أحدها ) أن يكون خبر المبتدأ ( و الآخر ) أن يكون صفة على الموضع و الخبر مضمر تقديره هل خالق غير الله في الوجود أو العالم ( و الثالث ) أن يكون غير استثناء و الخبر مضمر كأنه قال هل من خالق إلا الله و يدل على جواز الاستثناء قوله ما من إله إلا الله .

اللغة
الفطر الشق عن الشيء بإظهاره للحس و فاطر السموات خالقها .

الإعراب
« مثنى و ثلاث و رباع » صفة لأجنحة معدولة عن اثنين اثنين و ثلاثة ثلاثة و أربعة أربعة .
« ما يفتح الله » ما شرطية في محل النصب لكونها مفعول يفتح .

المعنى
« الحمد لله فاطر السماوات و الأرض » أي خالقهما مبتدئا على غير مثال سبق حمد سبحانه نفسه ليعلمنا كيف نحمده و ليبين لنا أن الحمد كله له « جاعل الملائكة رسلا » إلى الأنبياء بالرسالات و الوحي « أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع » تقدم تفسيرها و إنما جعلهم أولي أجنحة ليتمكنوا بها من العروج إلى السماء و من النزول إلى الأرض فمنهم من له جناحان و منهم من له ثلاثة أجنحة و منهم من له أربعة أجنحة عن قتادة قال و يزيد فيها ما يشاء و هو قوله « يزيد في الخلق ما يشاء » قال ابن عباس رأى رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) جبرائيل ليلة المعراج و له ستمائة جناح و هذا اختيار الزجاج و الفراء و قيل أراد بقوله « يزيد في الخلق ما يشاء »
مجمع البيان ج : 8 ص : 626
حسن الصوت عن الزهري و ابن جريج و قيل هو الملاحة في العينين عن قتادة و روى أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال هو الوجه الحسن و الصوت الحسن و الشعر الحسن « إن الله على كل شيء قدير » لا شيء إلا و هو قادر عليه بعينه أو قادر على مثله ثم بين سبحانه أنعامه على خلقه فقال « ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها » أي ما يأتيهم به من مطر أو عافية أو أي نعمة شاء فإن أحدا لا يقدر على إمساكه « و ما يمسك » من ذلك « فلا مرسل له من بعده » أي فإن أحدا لا يقدر على إرساله و قيل معناه ما يرسل الله من رسول إلى عباده في وقت دون وقت فلا مانع له لأن إرسال الرسول رحمة من الله كما قال « و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين » و ما يمسكه في زمان الفترة أو عمن يقترحه من الكفار فلا مرسل له عن الحسن و اللفظ محتمل للجميع « و هو العزيز » أي القادر الذي لا يعجز « الحكيم » في أفعاله أن أنعم و أن أمسك لأنه يفعل ما تقتضيه الحكمة ثم خاطب المؤمنين فقال « يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم » الظاهرة و الباطنة التي من جملتها أنه خلقكم و أوجدكم و أحياكم و أقدركم و شهاكم و خلق لكم أنواع الملاذ و المنافع « هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الأرض » هذا استفهام تقرير لهم و معناه النفي ليقروا بأنه لا خالق إلا الله يرزق من السماء بالمطر و من الأرض بالنبات و هل يجوز إطلاق لفظ الخالق على غير الله سبحانه فيه وجهان ( أحدهما ) أنه لا تطلق هذه اللفظة على أحد سواه و إنما يوصف به غيره على جهة التقييد و إن جاز إطلاق لفظ الصانع و الفاعل نحوهما على غيره ( و الآخر ) أن المعنى لا خالق يرزق و يخلق الرزق إلا الله تعالى « لا إله إلا هو » أي لا معبود يستحق العبادة سواه سبحانه « فأنى تؤفكون » أي كيف تصرفون عن طريق الحق إلى الضلال و قيل معناه أنى يعدل بكم عن هذه الأدلة التي أقمتها لكم على التوحيد مع وضوحها ثم سلى سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن تكذيب قومه إياه فقال « و إن يكذبوك » يا محمد « فقد كذبت رسل من قبلك و إلى الله ترجع الأمور » فيجازي من كذب رسله و ينصر من كذب من رسله ثم خاطب الخلق فقال « يا أيها الناس أن وعد الله » من البعث و النشور و الجنة و النار و الجزاء و الحساب « حق » صدق كائن لا محالة « فلا تغرنكم الحياة الدنيا » فتغترون بملاذها و نعيمها و لا يخدعنكم حب الرياسة و طول البقاء فإن ذلك عن قليل نافد بائد و يبقى الوبال و الوزر « و لا يغرنكم بالله الغرور » و هو الذي عادته أن يغر غيره و الدنيا و زينتها بهذه الصفة لأن الخلق يغترون بها و قيل أن الغرور الشيطان الذي هو إبليس عن الحسن و مجاهد .

مجمع البيان ج : 8 ص : 627
إِنَّ الشيْطنَ لَكمْ عَدُوُّ فَاتخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصحَبِ السعِيرِ(6) الَّذِينَ كَفَرُوا لهَُمْ عَذَابٌ شدِيدٌ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ لهَُم مَّغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ(7) أَ فَمَن زُيِّنَ لَهُ سوءُ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَ يهْدِى مَن يَشاءُ فَلا تَذْهَب نَفْسك عَلَيهِمْ حَسرَت إِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ بِمَا يَصنَعُونَ(8) وَ اللَّهُ الَّذِى أَرْسلَ الرِّيَحَ فَتُثِيرُ سحَاباً فَسقْنَهُ إِلى بَلَد مَّيِّت فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْض بَعْدَ مَوْتهَا كَذَلِك النُّشورُ(9) مَن كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَللَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصعَدُ الْكلِمُ الطيِّب وَ الْعَمَلُ الصلِحُ يَرْفَعُهُ وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السيِّئَاتِ لهَُمْ عَذَابٌ شدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولَئك هُوَ يَبُورُ(10)
القراءة
قرأ أبو جعفر فلا تذهب بضم التاء نفسك بالنصب و الباقون « فلا تذهب نفسك » و الوجه فيهما ظاهر .

الإعراب
حسرات مصدر فعل محذوف تقديره فلا تذهب نفسك تتحسر عليهم حسرات و جميعا نصب على الحال و العامل فيه ما يتعلق به اللام من لله « و مكر أولئك هو يبور » هو فصل بين المبتدأ و خبره .

المعنى
ثم أنه سبحانه حذرهم الشيطان فقال « إن الشيطان لكم عدو » يدعوكم إلى ما فيه الهلاك و الخسر و يصرفكم عن أفعال الخير و البر و يدعوكم إلى الشر « فاتخذوه عدوا » أي فعادوه و لا تتبعوه بأن تعملوا على وفق مراده و تذعنوا لانقياده « إنما يدعو
مجمع البيان ج : 8 ص : 628
حزبه » أي أتباعه و أولياءه و أصحابه « ليكونوا من أصحاب السعير » أي النار المسعرة و المعنى أنه لا سلطان له على المؤمنين و لكنه يدعو أتباعه إلى ما يستحقون به النار ثم بين سبحانه حال من أجابه و حال من خالفه فقال « الذين كفروا لهم عذاب شديد » جزاء على كفرهم « و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة » من الله لذنوبهم « و أجر كبير » أي ثواب عظيم ثم قال سبحانه مقررا لهم « أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا » يعني الكفار زينت لهم نفوسهم أعمالهم السيئة فتصوروها حسنة أو زينها الشيطان لهم بأن أمالهم إلى الشبه المضلة و ترك النظر في الأدلة و أغواهم حتى تشاغلوا بما فيه عاجل اللذة و طرح الكلفة و خبر قوله « أ فمن زين له سوء عمله » محذوف أي أ هو كمن علم الحسن و القبيح و عمل بما علم و لم يزين له سوء عمله و قيل تقديره كمن هداه الله و قيل كمن زين له صالح عمله « فإن الله يضل من يشاء و يهدي من يشاء » مر بيانه « فلا تذهب نفسك عليهم حسرات » أي لا تهلك نفسك يا محمد عليهم حسرة و لا يغمك حالهم إذ كفروا و استحقوا العقاب و هو مثل قوله « لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين » و الحسرة شدة الحزن على ما فأت من الأمر « إن الله عليم بما يصنعون » فيجازيهم عليه ثم عاد سبحانه إلى ذكر أدلة التوحيد فقال « و الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا » أي تهيجه و تزعجه من حيث هو « فسقناه » أي فسقنا السحاب « إلى بلد ميت » أي قحط و جدب لم يمطر فيمطر على ذلك البلد « فأحيينا به » أي بذلك المطر و الماء « الأرض بعد موتها » بأن أنبتنا فيها الزرع و الكلأ بعد أن لم يكن « كذلك النشور » أي كما فعل هذا بهذه الأرض الجدبة من إحيائها بالزرع و النبات ينشر الخلائق بعد موتهم و يحشرهم للجزاء من الثواب و العقاب « من كان يريد العزة فلله العزة جميعا » اختلف في معناه فقيل المعنى من كان يريد علم العزة و هي القدرة على القهر و الغلبة لمن هي فإنها لله جميعا عن الفراء و قيل معناه من أراد العزة فليتعزز بطاعة الله فإن الله تعالى يعزه عن قتادة يعني أن قوله « فلله العزة جميعا » معناه الدعاء إلى طاعة من له العزة كما يقال من أراد المال فالمال لفلان أي فليطلبه من عنده يدل على صحة هذا ما رواه أنس عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال أن ربكم يقول كل يوم أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز « إليه يصعد الكلم الطيب » و الكلم جمع الكلمة يقال هذا كلم و هذه كلم فيذكر و يؤنث و كل جمع ليس بينه و بين واحده إلا الهاء يجوز فيه التذكير و التأنيث و معنى الصعود هاهنا القبول من صاحبه و الإثابة عليه و كلما يتقبله الله سبحانه من الطاعات يوصف بالرفع و الصعود لأن الملائكة يكتبون أعمال بني آدم و يرفعونها إلى حيث شاء الله تعالى و هذا كقوله إن كتاب الأبرار لفي عليين و قيل معنى إليه يصعد إلى سمائه و إلى حيث لا يملك الحكم
مجمع البيان ج : 8 ص : 629
سواه فجعل صعوده إلى سمائه صعودا إليه تعالى كما يقال ارتفع أمرهم إلى السلطان و الكلم الطيب الكلمات الحسنة من التعظيم و التقديس و أحسن الكلم لا إله إلا الله « و العمل الصالح يرفعه » قيل فيه وجوه ( أحدها ) العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله فالهاء من يرفعه يعود إلى الكلم و هو معنى قول الحسن ( و الثاني ) على القلب من الأول أي و العمل الصالح يرفعه الكلم الطيب و المعنى أن العمل الصالح لا ينفع إلا إذا صدر عن التوحيد عن ابن عباس ( و الثالث ) أن المعنى العمل الصالح يرفعه الله لصاحبه أي يقبله عن قتادة و على هذا فيكون ابتداء إخبار لا يتعلق بما قبله ثم ذكر سبحانه من لا يوحد الله سبحانه فقال « و الذين يمكرون السيئات » أي يعملون السيئات عن الكلبي و قيل يمكرون أن يشركون بالله و قيل يعني الذين مكروا برسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) في دار الندوة عن أبي العالية و هو قوله و إذ يمكر بك الذين كفروا الآية « لهم عذاب شديد » في الآخرة ثم أخبر سبحانه أن مكرهم يبطل فقال « و مكر أولئك هو يبور » أي يفسد و يهلك و لا يكون شيئا و لا ينفذ فيما أرادوه .
وَ اللَّهُ خَلَقَكم مِّن تُرَاب ثُمَّ مِن نُّطفَة ثُمَّ جَعَلَكمْ أَزْوَجاً وَ مَا تحْمِلُ مِنْ أُنثى وَ لا تَضعُ إِلا بِعِلْمِهِ وَ مَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّر وَ لا يُنقَص مِنْ عُمُرِهِ إِلا فى كِتَب إِنَّ ذَلِك عَلى اللَّهِ يَسِيرٌ(11)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page