• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الرابع والعشرون سورة الزمرآیات48 الی 56


وَ بَدَا لهَُمْ سيِّئَات مَا كسبُوا وَ حَاقَ بِهِم مَّا كانُوا بِهِ يَستهْزِءُونَ(48) فَإِذَا مَس الانسنَ ضرُّ دَعَانَا ثمَّ إِذَا خَوَّلْنَهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمِ بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ وَ لَكِنَّ أَكْثرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ(49) قَدْ قَالهََا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنى عَنهُم مَّا كانُوا يَكْسِبُونَ(50)

مجمع البيان ج : 8 ص : 783
المعنى
لما قدم سبحانه ذكر الأدلة فلم ينظروا فيها و المواعظ فلم يتعظوا بها أمر نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أن يحاكمهم إليه ليفعل بهم ما يستحقونه فقال « قل » يا محمد ادع بهذا الدعاء « اللهم فاطر السماوات و الأرض » أي يا خالقهما و منشئهما « عالم الغيب و الشهادة » أي يا عالم ما غاب علمه عن جميع الخلق و عالم ما شهدوه و علموه « أنت تحكم بين عبادك » يوم القيامة « فيما كانوا فيه يختلفون » في دار الدنيا من أمر دينهم و دنياهم و تفصل بينهم بالحق في الحقوق و المظالم أي فاحكم بيني و بين قومي بالحق و في هذا بشارة للمؤمنين بالظفر و النصر لأنه سبحانه إنما أمره به للإجابة لا محالة و عن سعيد بن المسيب أنه قال إني لأعرف موضع آية لم يقرأها أحد قط فسأل الله شيئا إلا أعطاه قوله « قل اللهم فاطر السماوات و الأرض » الآية ثم أخبر سبحانه عن وقوع العقاب بالكفار بأن قال « و لو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا و مثله معه » زيادة عليه « لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة » و قد مضى تفسيره « و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون » أي ظهر لهم يوم القيامة من صنوف العذاب ما لم يكونوا ينتظرونه و لا يظنونه واصلا إليهم و لم يكن في حسابهم قال السدي ظنوا أعمالهم حسنات فبدت لهم سيئات و قيل إن محمد بن المنكدر جزع عند الموت فقيل له أ تجزع قال أخذتني آية من كتاب الله عز و جل « و بدا لهم » الآية أخذتني أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب « و بدا لهم » أي و ظهر لهم أيضا « سيئات ما كسبوا » أي جزاء سيئات أعمالهم « و حاق بهم » أي نزل بهم « ما كانوا به يستهزءؤن » و هو كل ما ينذرهم النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) مما كانوا ينكرونه و يكذبون به ثم أخبر عن شدة تقلب الإنسان من حال إلى حال فقال « فإذا مس الإنسان ضر » من مرض أو شدة « دعانا » و استغاث بنا مسلما مخلصا في كشفه علما بأنه لا يقدر غيرنا عليه « ثم إذا خولناه نعمة منا » أي أعطيناه نعمة من الصحة في الجسم و السعة في الرزق أو غير ذلك من النعم « قال إنما أوتيته على علم » قيل فيه وجوه ( أحدها ) قال إنما أوتيته بعلمي و جلدي و حيلتي عن الحسن و الجبائي فيكون هذا إشارة إلى جهلهم بمواضع المنافع و المضار ( و ثانيها ) على علم على خبر علمه الله عندي عن قتادة و مقاتل ( و ثالثها ) على علم يرضاه عني فلذلك أتاني ما أتاني من النعم ثم قال ليس الأمر على ما يقولونه « بل هي فتنة » أي بلية و اختبار يبتليه الله بها فيظهر كيف شكره أو صبره في مقابلتها فيجازيه بحسبها و قيل معناه هذه النعمة فتنة أي عذاب لهم إذا أضافوها إلى أنفسهم و قيل معناه هذه المقالة التي قالوها فتنة لهم لأنهم يعاقبون عليها « و لكن أكثرهم لا يعلمون » البلوى من النعمي و قيل لا يعلمون أن النعم كلها من الله و إن حصلت بأسباب من جهة العبد « قد قالها » أي قد قال مثل هذه الكلمة و هذه المقالة « الذين من قبلهم » مثل قارون حيث قال
مجمع البيان ج : 8 ص : 784
إنما أوتيته على علم عندي « فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون » أي فلم ينفعهم ما كانوا يجمعونه من الأموال بل صارت وبالا عليهم .
فَأَصابهُمْ سيِّئَات مَا كَسبُوا وَ الَّذِينَ ظلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سيُصِيبهُمْ سيِّئَات مَا كَسبُوا وَ مَا هُم بِمُعْجِزِينَ(51) أَ وَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسط الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ وَ يَقْدِرُ إِنَّ فى ذَلِك لاَيَت لِّقَوْم يُؤْمِنُونَ(52) * قُلْ يَعِبَادِى الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوب جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَاب ثُمَّ لا تُنصرُونَ(54) وَ اتَّبِعُوا أَحْسنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكمُ الْعَذَاب بَغْتَةً وَ أَنتُمْ لا تَشعُرُونَ(55)
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن حال هؤلاء الكفار فقال « فأصابهم سيئات ما كسبوا » أي أصابهم عقاب سيئاتهم فحذف المضاف لدلالة الكلام عليه و قيل إنما سمي عقاب سيئاتهم سيئة لازدواج الكلام كقوله و جزاء سيئة سيئة مثلها « و الذين ظلموا من هؤلاء » أي من كفار قومك يا محمد « سيصيبهم سيئات ما كسبوا » أيضا « و ما هم بمعجزين » أي لا يفوتون الله تعالى و قيل لا يعجزون الله بالخروج من قدرته « أ و لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر » أي يوسع الرزق على من يشاء و يضيق على من يشاء بحسب ما يعلم من المصلحة « إن في ذلك لآيات » دلالات واضحات « لقوم يؤمنون » يصدقون بتوحيد الله تعالى لأنهم المنتفعون بها « قل » يا محمد « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم » بارتكاب الذنوب « لا تقنطوا من رحمة الله » أي لا تيأسوا من مغفرة الله « إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم » و عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال ما أحب أن لي الدنيا و ما فيها بهذه الآية و عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال ما في القرآن آية أوسع من « يا
مجمع البيان ج : 8 ص : 785
عبادي الذين أسرفوا » الآية و في مصحف عبد الله إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء و قيل إن الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة حين أراد أن يسلم و خاف أن لا تقبل توبته فلما نزلت الآية أسلم فقيل يا رسول الله هذه له خاصة أم للمسلمين عامة فقال (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بل للمسلمين عامة و هذا لا يصح لأن الآية نزلت بمكة و وحشي أسلم بعدها بسنين كثيرة و لكن يمكن أن يكون قرئت عليه الآية فكانت سبب إسلامه فالآية محمولة على عمومها فالله سبحانه يغفر جميع الذنوب للتائب لا محالة فإن مات الموحد من غير توبة فهو في مشيئة الله إن شاء عذبه بعدله و إن شاء غفر له بفضله كما قال و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم دعا سبحانه عباده إلى التوبة و أمرهم بالإنابة إليه فقال « و أنيبوا إلى ربكم » أي ارجعوا من الشرك و الذنوب إلى الله فوحدوه « و أسلموا له » أي انقادوا له بالطاعة فيما أمركم به و قيل معناه اجعلوا أنفسكم خالصة له قد حث سبحانه بهذه الآية على التوبة كيلا يرتكب الإنسان المعصية و يدع التوبة اتكالا على الآية المتقدمة « من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون » عند نزول العذاب بكم « و اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم » أي من الحلال و الحرام و الأمر و النهي و الوعد و الوعيد فمن أتى بالمأمور به و ترك المنهي عنه فقد اتبع الأحسن عن ابن عباس و قيل إنما قال أحسن ما أنزل لأنه أراد بذلك الواجبات و النوافل التي هي الطاعات دون المباحات و قيل أراد بالأحسن الناسخ دون المنسوخ عن الجبائي قال علي بن عيسى و هذا خطأ لأن المنسوخ يجوز أن يكون حسنا إلا أن العمل بالناسخ يكون أصلح و أحسن « من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة » أي فجاة في وقت لا تتوقعونه « و أنتم لا تشعرون » أي لا تعرفون وقت نزوله بكم .
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَحَسرَتى عَلى مَا فَرَّطت فى جَنبِ اللَّهِ وَ إِن كُنت لَمِنَ السخِرِينَ(56)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page