• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الرابع والعشرون سورة الزمرآیات57 الی 67


أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَاخ لَكنت مِنَ الْمُتَّقِينَ(57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَاب لَوْ أَنَّ لى كرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(58) بَلى قَدْ جَاءَتْك ءَايَتى فَكَذَّبْت بهَا وَ استَكْبرْت وَ كُنت مِنَ الْكَفِرِينَ(59) وَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسوَدَّةٌ أَ لَيْس فى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبرِينَ(60)

مجمع البيان ج : 8 ص : 786
القراءة
قرأ أبو جعفر يا حسرتاي بياء مفتوحة بعد الألف و الباقون « يا حسرتا » بغير ياء .

الحجة
قال ابن جني في قوله يا حسرتاي إشكال و ذلك أن الألف في حسرتا إنما هي بدل من يا حسرتي أبدلت الياء ألفا هربا إلى خفة الألف من ثقل الياء قال و الذي عندي فيه أنه جمع بين العوض و المعوض عنه كمذهب أبي إسحاق و أبي بكر في قول الفرزدق :
هما نفثا في في من فمويهما
على النابح العاوي أشد رجام فجمع بين الميم و الواو و إنما الميم بدل من الواو و مثله ما أنشده أبو زيد :
إني إذا ما حدث ألما
أقول يا اللهم يا اللهما فجمع بين ياء و ميم و إنما الميم عوض من ياء .

اللغة
التفريط إهمال ما يجب أن يتقدم فيه حتى يفوت وقته و مثله التقصير و ضده الأخذ بالحزم يقال فلان حازم و فلان مفرط و التحسر الاغتمام مما فأت وقته لانحساره عنه بما لا يمكنه استدراكه و مثله التأسف و أصل الباب الانقطاع يقال انحسرت الدابة أي انقطع سيرها كلالا و الجنب العضو المعروف و الجنب أيضا معظم الشيء و أكثره يقال هذا قليل في جنب مودتك و يقال ما فعلت في جنب حاجتي أي في أمره قال كثير :
أ لا تتقين الله في جنب عاشق
له كبد حري عليك تقطع .

الإعراب
« بلى قد جاءتك » جواب قوله « أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين » لأن معناه ما هداني فقيل لها بلى قد جاءتك آياتي لأن بلى جواب النفي و ليس في الظاهر نفي فيحمل على المعنى .
« وجوههم مسودة » مبتدأ و خبر و الجملة في موضع نصب على الحال و استغني عن الواو لمكان الضمير و يجوز في غير القرآن وجوههم بالنصب على البدل من « الذين كذبوا » أي ترى وجوه الذين كذبوا على الله مسودة بالنصب و مثل النصب قول عدي بن زيد :
مجمع البيان ج : 8 ص : 787

دعيني إن أمرك لن يطاعا
و ما ألفيتني حلمي مضاعا .

المعنى
لما أمر الله سبحانه باتباع الطاعات و اجتناب المقبحات تحذيرا من نزول العقوبات بين الغرض في ذلك بقوله « أن تقول نفس » أي خوف أن تقول أو حذرا من أن تقول و المعنى كراهة أن تصيروا إلى حال تقولون فيها « يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله » أي يا ندامتي على ما ضيعت من ثواب الله عن ابن عباس و قيل قصرت في أمر الله عن مجاهد و السدي و قيل في طاعة الله عن الحسن قال الفراء الجنب القرب أي في قرب الله و جواره يقال فلان يعيش في جنب فلان أي في قربه و جواره و منه قوله تعالى و الصاحب بالجنب فيكون المعنى على هذا القول على ما فرطت في طلب جنب الله أي في طلب جواره و قربه و هو الجنة و قال الزجاج أي فرطت في الطريق الذي هو طريق الله فيكون الجنب بمعنى الجانب أي قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله و روى العياشي بالإسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال نحن جنب الله « و إن كنت لمن الساخرين » أي و إني كنت لمن المستهزءين بالنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و القرآن و بالمؤمنين في دار الدنيا عن قتادة و السدي و قيل من الساخرين ممن يدعوني إلى الإيمان « أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين » أي فعلنا ذلك كراهة أن تقول لو أراد الله هدايتي لكنت ممن يتقي معاصيه خوفا من عقابه و قيل إنهم لما لم ينظروا في الأدلة و أعرضوا عن القرآن و اشتغلوا بالدنيا و الأباطيل توهموا أن الله تعالى لم يهدهم فقالوا ذلك بالظن و لهذا رد الله عليهم بقوله « بلى قد جاءتك آياتي » الآية و قيل معناه لو أن الله هداني إلى النجاة بأن يردني إلى حال التكليف لكنت ممن يتقي المعاصي عن الجبائي قال لأنهم يضطرون يوم القيامة إلى العلم بأن الله قد هداهم « أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين » أي لو أن لي رجعة إلى الدنيا فأكون من الموحدين المطيعين ثم قال سبحانه منكرا على هذا القائل « بلى » أي ليس كما قلت « قد جاءتك آياتي » أي حججي و دلالاتي « فكذبت بها » و أنفت من اتباعها و ذلك قوله « و استكبرت و كنت من الكافرين » بها و إنما قال جاءتك و إن كانت النفس مؤنثة لأن المراد بالنفس هنا الإنسان و روي في الشواذ عن عاصم و الجحدري و يحيى بن يعمر بكسر الكاف و التاءات « بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها و استكبرت و كنت من الكافرين » « و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله » فزعموا أن له شريكا و ولدا « وجوههم مسودة أ ليس في جهنم مثوى للمتكبرين » الذين تكبروا عن الإيمان بالله هذا استفهام تقرير أي فيها مثواهم و مقامهم و روى العياشي بإسناده عن خيثمة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول من حدث عنا بحديث فنحن سائلوه عنه يوما فإن صدق علينا فإنما يصدق على الله و على رسوله و إن كذب علينا فإنما
مجمع البيان ج : 8 ص : 788
يكذب على الله و على رسوله لأنا إذا حدثنا لا نقول قال فلان و قال فلان إنما نقول قال الله و قال رسوله ثم تلا هذه الآية « و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله » الآية ثم أشار خيثمة إلى أذنيه فقال صمتا إن لم أكن سمعته و عن سودة بن كليب قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الآية فقال كل إمام انتحل إمامة ليست له من الله قلت و إن كان علويا قال (عليه السلام) و إن كان علويا قلت و إن كان فاطميا قال و إن كان فاطميا .
وَ يُنَجِّى اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسهُمُ السوءُ وَ لا هُمْ يحْزَنُونَ(61) اللَّهُ خَلِقُ كلِّ شىْء وَ هُوَ عَلى كلِّ شىْء وَكِيلٌ(62) لَّهُ مَقَالِيدُ السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِئَايَتِ اللَّهِ أُولَئك هُمُ الْخَسِرُونَ(63) قُلْ أَ فَغَيرَ اللَّهِ تَأْمُرُونى أَعْبُدُ أَيهَا الجَْهِلُونَ(64) وَ لَقَدْ أُوحِىَ إِلَيْك وَ إِلى الَّذِينَ مِن قَبْلِك لَئنْ أَشرَكْت لَيَحْبَطنَّ عَمَلُك وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الخَْسِرِينَ(65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُن مِّنَ الشكِرِينَ(66)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير حفص بمفازاتهم و الباقون « بمفازتهم » و قرأ أهل المدينة تأمروني خفيفة النون مفتوحة الياء و قرأ ابن عامر تأمرونني بنونين ساكنة الياء و قرأ ابن كثير تأمروني مشددة النون مفتوحة الياء و الباقون « تأمروني » مشددة النون ساكنة الياء و قرأ زيد عن يعقوب لنحبطن عملك و الباقون و « ليحبطن عملك » .

الحجة
قال أبو علي حجة الإفراد أن المفازة و الفوز واحد فأفراد المفازة كأفراد الفوز و حجة الجمع أن المصادر قد تجمع إذا اختلفت أجناسها و مثله في الإفراد و الجمع على مكانتكم و مكاناتكم و قوله « أ فغير الله تأمروني أعبد » غير ينتصب على وجهين ( أحدهما ) أعبد غير الله فيما تأمرونني ( و الآخر ) أن ينتصب بتأمرونني أي أ تأمرونني بعبادة غير الله فلما حذف أن ارتفع أعبد فصارت أن و صلتها في موضع نصب و لا يجوز انتصاب غير بأعبد على هذا لأنه في تقدير الصلة فلا يعمل فيما تقدم عليه فموضع أعبد و أن المضمرة نصب على
مجمع البيان ج : 8 ص : 789
تقدير البدل من غير كأنه قال أ بعبادة غير الله تأمروني إلا أن الجار حذف كما حذف من قوله أمرتك الخير و صار التقدير بعد الحذف أ غير الله تأمروني عبادته فأضمر المفعول الثاني للأمر و المفعول الأول علامة المتكلم و أن أعبد بدل من غير و مثل هذا في البدل قوله و ما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره أي ما أنساني ذكره إلا الشيطان و أقول في بيانه و شرحه أن تقديره كان في الأصل أ فبعبادة غير الله تأمرونني ثم حذف الجار الذي هو الباء فوصل الفعل فنصبه فصار أ فبعبادة غير الله تأمرونني ثم حذف المضاف الذي هو عبادة و أقيم المضاف إليه الذي هو غير مقامه فصار أ فغير الله تأمرونني ثم جعل أعبد الذي تقديره أن أعبده و هو في معنى عبادته بدلا من غير الله و بيانا للمحذوف الذي هو عبادة في قوله أ فبعبادة غير الله فصار مثل قوله تعالى « و ما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره » و من قال أن قوله « أعبد » في موضع نصب على الحال فلا وجه لقوله و أما على الوجه الأول و هو أن يكون غير الله منصوبا بأعبد فإنه يكون تأمرني اعتراضا بين العامل و المعمول .
رجعنا إلى كلام أبي علي فأما تأمروني فالقياس تأمرونني و يدغم فيصير تأمروني و جاز الإدغام و إسكان النون المدغمة لأن قبلها حرف لين و هو الواو في تأمرونني و من خفف فقال تأمروني ينبغي أن يكون حذف النون الثانية المصاحبة لعلامة المنصوب المتكلم لأنها قد حذفت في مواضع نحو :
يسوء الفاليات إذا فليني و إني و كأني و قدي و قدني و إنما قدرنا حذف الثانية لأن التكرير و التثقيل به وقع و لأن حذف الأولى لحن لأنها دلالة الرفع و على هذا يحمل قول الشاعر :
أ بالموت الذي لا بد أني
ملاق لا أباك تخوفيني و فتح الياء من تأمروني و إسكانها جميعا سائغ حسن .

المعنى
لما أخبر الله سبحانه عن حال الكفار عقبه بذكر حال الأتقياء الأبرار فقال « و ينجي الله الذين اتقوا » معاصيه خوفا من عقابه « بمفازتهم » أي بمنجاتهم من النار و أصل المفازة المنجاة و بذلك سميت المفازة على وجه التفاؤل بالنجاة منها كما سموا اللديغ سليما « لا يمسهم السوء » أي لا يصيبهم المكروه و الشدة « و لا هم يحزنون » على ما فاتهم من لذات الدنيا و لما ذكر الوعد و الوعيد بين سبحانه أنه القادر على كل شيء بقوله « الله خالق كل شيء » أي محدث كل شيء و مبدعه « و هو على كل شيء وكيل »
مجمع البيان ج : 8 ص : 790
أي حافظ مدبر « له مقاليد السماوات و الأرض » واحدها مقليد و مقلاد يريد مفاتيح السماوات و الأرض بالرزق و الرحمة عن ابن عباس و قتادة و قيل خزائن السماوات و الأرض يفتح الرزق على من يشاء و يغلقه عمن يشاء عن الضحاك « و الذين كفروا ب آيات الله أولئك هم الخاسرون » لأنهم يخسرون الجنة و نعيمها و يصلون النار و سعيرها ثم أعلم سبحانه أنه المعبود لا معبود سواه بقوله « قل » يا محمد لهؤلاء الكفار « أ فغير الله تأمروني أعبد » أي أ تأمرونني أن أعبد غير الله « أيها الجاهلون » فيما تأمرونني به إذ تأمرون بعبادة من لا يسمع و لا يبصر و لا ينفع و لا يضر ثم قال لنبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « و لقد أوحي إليك » يا محمد « و إلى الذين من قبلك » من الأنبياء و الرسل « لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين » قال ابن عباس هذا أدب عن الله تعالى لنبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و تهديد لغيره لأن الله تعالى قد عصمه من الشرك و مداهنة الكفار و ليس في هذا ما يدل على صحة القول بالإحباط على ما يذهب إليه أهل الوعيد لأن المعنى فيه أن من أشرك في عبادة الله غيره من الأصنام و غيرها وقعت عبادته على وجه لا يستحق عليها الثواب به و لذلك وصفها بأنها محبطة إذ لو كانت العبادة خالصة لوجه الله تعالى لاستحق عليها الثواب ثم أمر سبحانه بالتوحيد فقال « بل الله فاعبد » أي وجه عبادتك إليه تعالى وحده دون الأصنام « و كن من الشاكرين » الذين يشكرون الله على نعمه و يخلصون العبادة له قال الزجاج الله منصوب بقوله « فاعبد » في قول البصريين و الكوفيين و الفاء جاءت على معنى المجازاة و المعنى قد تبينت فاعبد الله .
وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الأَرْض جَمِيعاً قَبْضتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَ السمَوَت مَطوِيَّت بِيَمِينِهِ سبْحَنَهُ وَ تَعَلى عَمَّا يُشرِكُونَ(67)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page