• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس والعشرون سورة الشوری آیات23 الی31

ذَلِك الَّذِى يُبَشرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ قُل لا أَسئَلُكمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فى الْقُرْبى وَ مَن يَقْترِف حَسنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شكُورٌ(23) أَمْ يَقُولُونَ افْترَى عَلى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشإِ اللَّهُ يخْتِمْ عَلى قَلْبِك وَ يَمْحُ اللَّهُ الْبَطِلَ وَ يحِقُّ الحَْقَّ بِكلِمَتِهِ إِنَّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ الصدُورِ(24) وَ هُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السيِّئَاتِ وَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(25)
القراءة
قرأ أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف يبشر الله بفتح الياء و سكون الباء و ضم الشين و الباقون « يبشر الله » بضم الياء و فتح الباء و كسر الشين مشددة و قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر « و يعلم ما تفعلون » بالتاء على الخطاب و الباقون بالياء .

الإعراب
« ذلك الذي يبشر الله عباده » تقديره الذي يبشر الله به عباده فحذف الباء ثم حذف الهاء و يجوز أن يكون الذي حكمه حكم ما التي تكون مصدرية أي ذلك تبشير الله عباده و « يمح الله الباطل » ليس بمعطوف على يختم لأن محو الباطل واجب فلا يكون معلقا بالشرط .

المعنى
لما أخبر الله سبحانه أن من يطلب الدنيا بأعماله فلا حظ له في خير الآخرة قال « أم لهم شركاء » أي بل لهؤلاء الكفار شركاء فيما كانوا يفعلونه « شرعوا لهم » أي بينوا لهم و نهجوا لهم « من الدين ما لم يأذن به الله » أي ما لم يأمر به الله و لا أذن فيه أي شرعوا لهم دينا غير دين الإسلام عن ابن عباس « و لو لا كلمة الفصل لقضي بينهم » أي لو لا أن الله حكم في كلمة الفصل بين الخلق بتأخير العذاب لهذه الأمة إلى الآخرة لفرغ من عذاب الذين يكذبونك في الدنيا « و إن الظالمين » الذين يكذبونك « لهم عذاب أليم » في الآخرة « ترى الظالمين مشفقين » أي خائفين « مما كسبوا » أي من جزاء ما كسبوا من المعاصي و هو العقاب الذي استحقوه « و هو واقع بهم » لا محالة لا ينفعهم منه خوفهم من وقوعه و الإشفاق الخوف من جهة الرقة على المخوف عليه من وقوع الأمر « و الذين آمنوا و عملوا الصالحات في روضات الجنات » فالروضة الأرض الخضرة بحسن النبات و الجنة و الأرض التي يحفها الشجر « لهم فيها ما يشاءون عند ربهم » أي لهم ما يتمنون و يشتهون يوم القيامة الذي لا يملك فيه الأمر و النهي غير ربهم و لا يريد بعند قرب المسافة لأن ذلك من صفات الأجسام و قيل عند ربهم أي في حكم ربهم « ذلك هو الفضل الكبير » أي ذلك الثواب هو الفضل العظيم من الله إذ نالوا نعيما لا ينقطع بعمل قليل منقطع ثم قال « ذلك » الفضل
مجمع البيان ج : 9 ص : 43
الكبير « الذي يبشر الله به عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات » ليستعجلوا بذلك السرور في الدنيا من شدد الشين أراد به التكثير و من خفف فلأنه يدل على القليل و الكثير ثم قال سبحانه « قل » لهم يا محمد « لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » اختلف في معناه على أقوال ( أحدها ) لا أسألكم على تبليغ الرسالة و تعليم الشريعة أجرا إلا التواد و التحاب فيما يقرب إلى الله تعالى من العمل الصالح عن الحسن و الجبائي و أبي مسلم قالوا هو التقرب إلى الله تعالى و التودد إليه بالطاعة ( و ثانيها ) أن معناه إلا أن تودوني في قرابتي منكم و تحفظوني لها عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و جماعة قالوا و كل قريش كانت بينه و بين رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قرابة و هذا لقريش خاصة و المعنى أن لم تودوني لأجل النبوة فودوني لأجل القرابة التي بيني و بينكم ( و ثالثها ) أن معناه إلا أن تودوا قربتي و عترتي و تحفظوني فيهم عن علي بن الحسين (عليهماالسلام) و سعيد بن جبير و عمرو بن شعيب و جماعة و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) و أخبرنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال أخبرنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال حدثني القاضي أبو بكر الحميري قال أخبرنا أبو العباس الضبعي قال أخبرنا الحسن بن علي بن زياد السري قال أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال حدثنا حسين الأشتر قال أخبرنا قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت « قل لا أسألكم عليه أجرا » الآية قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم قال علي و فاطمة و ولدهما و أخبرنا السيد أبو الحمد قال أخبرنا الحاكم أبو القاسم بالإسناد المذكور في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى و خلقت أنا و علي من شجرة واحدة فأنا أصلها و علي فرعها و فاطمة لقاحها و الحسن و الحسين ثمارها و أشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا و من زاغ عنها هوى و لو أن عبدا عبد الله بين الصفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار ثم تلا « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » و روى زاذان عن علي (عليه السلام) قال فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن قم قرأ هذه الآية و إلى هذا أشار الكميت في قوله :
وجدنا لكم في آل حم آية
تأولها منا تقي و معرب و على الأقوال الثلاثة فقد قيل في « إلا المودة » قولان : ( أحدهما ) أنه استثناء منقطع لأن
مجمع البيان ج : 9 ص : 44
هذا مما يجب بالإسلام فلا يكون أجرا للنبوة ( و الآخر ) أنه استثناء متصل و المعنى لا أسألكم عليه أجرا إلا هذا فقد رضيت به أجرا كما أنك تسأل غيرك حاجة فيعرض المسئول عليك برا فتقول له اجعل بري قضاء حاجتي و على هذا يجوز أن يكون المعنى لا أسألكم عليه أجرا إلا هذا و نفعه أيضا عائد عليكم فكأني لم أسألكم أجرا كما مر بيانه في قوله قل ما سألتكم من أجر فهو لكم و ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس أن رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) حين قدم المدينة و استحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها نأتي رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فنقول له إن تعرك أمور فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج و لا محظور عليك فأتوه في ذلك فنزلت « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فقرأها عليهم و قال تودون قرابتي من بعدي فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون إن هذا لشيء افتراء في مجلسه أراد بذلك أن يذللنا لقرابته من بعده فنزلت أم يقولون افترى على الله كذبا فأرسل إليهم فتلاها عليهم فبكوا و اشتد عليهم فأنزل الله و هو الذي يقبل التوبة عن عباده الآية فأرسل في إثرهم فبشرهم و قال و يستجيب الذين آمنوا و هم الذين سلموا لقوله ثم قال سبحانه « و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا » أي و من فعل طاعة نزد له في تلك الطاعة حسنا بأن نوجب له الثواب و ذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي قال إن اقتراف الحسنة المودة لآل محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و صح عن الحسن بن علي (عليهماالسلام) أنه خطب الناس فقال في خطبته إنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا » فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت و روي إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال إنها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء « إن الله غفور شكور » أي غفور للسيئات شكور للطاعات يعامل عباده معاملة الشاكر في توفية الحق حتى كأنه ممن وصل إليه النفع فشكره « أم يقولون افترى على الله كذبا » أي بل يقولون افترى محمد على الله كذبا في ادعائه الرسالة عن الله « فإن يشأ الله يختم على قلبك » أي لو حدثت نفسك بأن تفتري على الله كذبا لطبع الله على قلبك و لأنساك القرآن فكيف تقدر أن تفتري على الله و هذا كقوله لئن أشركت ليحبطن عملك و قيل معناه فإن يشأ الله يربط على قلبك بالصبر على أذاهم حتى لا يشق عليك قولهم إنه مفتر و ساحر عن مجاهد و مقاتل فعلى هذا لا يحتاج إلى إضمار و حذف ثم أخبر سبحانه أنه يذهب ما يقولونه باطلا فقال « و يمح الله الباطل » أي يزيله و يرفعه بإقامة الدلائل على بطلانه و حذف الواو من يمحو في المصاحف
مجمع البيان ج : 9 ص : 45
كما حذف من قوله سندع الزبانية على اللفظ في ذهابها لالتقاء الساكنين و ليس بعطف على قوله « يختم » لأنه مرفوع يدل عليه قوله « و يحق الحق بكلماته » أي و يثبت الحق بأقواله التي ينزلها على نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و هو هذا القرآن المعجز « إنه عليم بذات الصدور » أي بضمائر القلوب « و هو الذي يقبل التوبة عن عباده » و إن جلت معاصيهم فكأنه قال من نسب محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إلى الافتراء ثم تاب قبلت توبته و إن جلت معصيته « و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون » من خير و شر فيجازيهم على ذلك .
وَ يَستَجِيب الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ وَ يَزِيدُهُم مِّن فَضلِهِ وَ الْكَفِرُونَ لهَُمْ عَذَابٌ شدِيدٌ(26) * وَ لَوْ بَسط اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فى الأَرْضِ وَ لَكِن يُنزِّلُ بِقَدَر مَّا يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ(27) وَ هُوَ الَّذِى يُنزِّلُ الْغَيْث مِن بَعْدِ مَا قَنَطوا وَ يَنشرُ رَحْمَتَهُ وَ هُوَ الْوَلىُّ الْحَمِيدُ(28) وَ مِنْ ءَايَتِهِ خَلْقُ السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَث فِيهِمَا مِن دَابَّة وَ هُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشاءُ قَدِيرٌ(29) وَ مَا أَصبَكم مِّن مُّصِيبَة فَبِمَا كَسبَت أَيْدِيكمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِير(30)
القراءة
قرأ أهل المدينة و ابن عامر و ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم بغير فاء و الباقون بالفاء .

الحجة
قال أبو علي القول في ذلك أن أصاب في قوله « و ما أصابكم » يحتمل أمرين يجوز أن يكون صلة ما و يجوز أن يكون شرطا في موضع جزم فمن قدره شرطا لم يجز حذف الفاء منه على قول سيبويه و قد تأول أبو الحسن بعض الآي على حذف الفاء في جواب الشرط و قال بعض البغداديين حذف الفاء من الجواب جائز و استدل على ذلك بقوله و إن أطعتموهم
مجمع البيان ج : 9 ص : 46
إنكم لمشركون و إذا كان صلة فالإثبات و الحذف جائزان على معنيين مختلفين أما إذا ثبت الفاء ففيه دليل على أن الأمر الثاني وجب بالأول و إذا لم يذكر الفاء جاز أن يكون الثاني وجب للأول و جاز أن يكون لغيره .

المعنى
لما تقدم وعيد أهل العصيان عقبه سبحانه بالوعد لأهل الطاعة فقال « و يستجيب الذين آمنوا و عملوا الصالحات » أي يجيبهم إلى ما يسألونه و قيل معناه يجيبهم في دعاء بعضهم لبعض عن معاذ بن جبل و قيل معناه يقبل طاعاتهم و عباداتهم و يزيدهم من فضله على ما يستحقونه من الثواب و قيل معناه و يستجيب الذين آمنوا بأن يشفعهم في إخوانهم « و يزيدهم من فضله » و يشفعهم في إخوان إخوانهم عن ابن عباس و روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) في قوله « و يزيدهم من فضله » الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا « و الكافرون لهم عذاب شديد » ظاهر المعنى و لما بين سبحانه أنه يزيد المؤمنين من فضله أخبر عقيبه أن الزيادة في الأرزاق في الدنيا تكون على حسب المصالح فقال « و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض » أي لو وسع الرزق على عباده على حسب ما يطلبونه لبطروا النعمة و تنافسوا و تغالبوا و ظلموا في الأرض و تغلب بعضهم على بعض و خرجوا عن الطاعة قال ابن عباس بغيهم في الأرض طلبهم منزلة بعد منزلة و دابة بعد دابة و ملبسا بعد ملبس « و لكن ينزل بقدر ما يشاء » أي و لكنه ينزل من الرزق قدر صلاحهم ما يشاء نظرا منه لهم عن قتادة و المعنى أنه يوسع الرزق على من تكون مصلحته فيه و يضيق على من يكون مصلحته فيه و يؤيده الحديث الذي رواه أنس عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن جبرائيل (عليه السلام) عن الله إن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم و لو صححته لأفسده و إن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة و لو أسقمته لأفسده و إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى و لو أفقرته لأفسده و إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر و لو أغنيته لأفسده و ذلك أني أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة و متى قيل نحن نرى كثيرا ممن يوسع عليه الرزق يبغي في الأرض قلنا إنا إذا علمنا على الجملة أنه سبحانه يدبر أمور عباده بحسب ما يعلم من مصالحهم فلعل هؤلاء كان يستوي حالهم في البغي وسع عليهم أو لم يوسع أو لعلهم لو لم يوسع عليهم لكانوا أسوأ حالا في البغي فلذلك وسع عليهم و الله أعلم بتفاصيل أحوالهم « إنه بعباده خبير بصير » أي عليم بأحوالهم بصير بما يصلحهم و ما يفسدهم ثم بين سبحانه حسن نظره بعباده فقال « و هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا » أي ينزله عليهم من بعد ما يئسوا من نزوله و الغيث ما كان نافعا في وقته و المطر قد يكون نافعا و قد يكون ضارا في وقته و غير وقته و وجه إنزاله بعد القنوط أنه أدعى إلى شكر الآتي به
مجمع البيان ج : 9 ص : 47
و تعظيمه و المعرفة بموقع إحسانه « و ينشر رحمته » أي و يفرق نعمته و يبسطها بإخراج النبات و الثمار التي يكون سببها المطر « و هو الولي » الذي يتولى تدبير عباده و تقدير أمورهم و مصالحهم المالك لهم .
« الحميد » المحمود على جميع أفعاله لكون جميعها إحسانا و منافع « و من آياته » الدالة على وحدانيته و صفاته التي باين بها خلقه « خلق السماوات و الأرض » لأنه لا يقدر على ذلك غيره لما فيهما من العجائب و الأجناس التي لا يقدر عليها القادر بقدرته « و ما بث فيهما من دابة » و الدابة ما تدب فيدخل فيه جميع الحيوانات « و هو على جمعهم إذا يشاء قدير » أي و هو على حشرهم إلى الموقف بعد إماتتهم قادر لا يتعذر عليه ذلك ثم قال سبحانه « و ما أصابكم » معاشر الخلق « من مصيبة » من بلوى في نفس أو مال « فبما كسبت أيديكم » من المعاصي « و يعفوا عن كثير » منها فلا يعاقب بها قال الحسن : الآية خاصة بالحدود التي تستحق على وجه العقوبة و قال قتادة هي عامة و روي عن علي (عليه السلام) أنه قال قال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) خير آية في كتاب الله هذه الآية يا علي ما من خدش عود و لا نكبة قدم إلا بذنب و ما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه و ما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده و قال أهل التحقيق إن ذلك خاص و إن خرج مخرج العموم لما يلحق من مصائب الأطفال و المجانين و من لا ذنب له من المؤمنين و لأن الأنبياء و الأئمة يمتحنون بالمصائب و إن كانوا معصومين من الذنوب لما يحصل لهم على الصبر عليها من الثواب .

النظم
و الوجه في اتصال هذه الآية بما قبلها إن الله تعالى لما بين عظيم إنعامه على العباد بين بعده أن لا يعاقبهم إلا على معاصيهم .

مجمع البيان ج : 9 ص : 48
وَ مَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فى الأَرْضِ وَ مَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلىّ وَ لا نَصِير(31)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page