• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس والعشرون سورة الشوری آیات32 الی44


وَ مِنْ ءَايَتِهِ الجَْوَارِ فى الْبَحْرِ كالأَعْلَمِ(32) إِن يَشأْ يُسكِنِ الرِّيحَ فَيَظلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلى ظهْرِهِ إِنَّ فى ذَلِك لاَيَت لِّكلِّ صبَّار شكُور(33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسبُوا وَ يَعْف عَن كَثِير(34) وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يجَدِلُونَ فى ءَايَتِنَا مَا لهَُم مِّن محِيص(35)
القراءة
قرأ أهل الكوفة و ابن عامر « الجوار » بحذف الياء في الوصل و الوقف و قرأ الباقون الجواري بإثبات الياء في الوصل و ابن كثير و يعقوب في الوقف أيضا و قرأ أهل المدينة و ابن عامر يعلم الذين يجادلون بالرفع و الباقون و « يعلم » بالنصب .

الحجة
قال أبو علي القياس الجواري و من حذف فلان حذف هذه الياءات و إن كانت لاما قد كثر في كلامهم فصار كالقياس المستمر و من قرأ يعلم بالرفع استأنف لأنه موضع استئناف من حيث جاء من بعد الجماعة إن شئت جعلته خبر مبتدإ محذوف و من نصب فلان قبله شرط و جزاء و كل واحد منهما غير واجب تقول في الشرط إن تأتني و تعطيني أكرمك فتنصب تعطيني و تقديره إن يكن إتيان منك و إعطاء أكرمك فالنصب بعد الشرط إذا عطفت عليه بالفاء أمثل من النصب بالفاء بعد جزاء الشرط فأما قوله :
و من لا يقدم رجله مطمئنة
فيثبتها في مستوى الأرض يزلق فالنصب فيه حسن لمكان النفي فأما العطف على الشرط نحو إن تأتني و تكرمني فأكرمك فالذي يختار سيبويه النصب في العطف على جزاء الشرط فيختار « و يعلم الذين يجادلون » إذا لم يقطعه من الأول فيرفعه و يزعم أن المعطوف على جزاء الشرط شبيه بقوله :
و الحق بالحجاز فاستريحا قال إلا أن من ينصب في العطف على جزاء الشرط أمثل من ذلك لأنه ليس يوقع فعلا إلا بأن يكون من غيره فعل فصار بمنزلة غير الواجب و زعم سيبويه أن بعضهم قرأ يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء بالنصب و أنشد للأعشى في نصب ما عطف بالفاء على الجزاء :
و من يغترب عن أهله لم يزل يرى
مصارع مظلوم مجرا و مسحبا
و تدفن منه الصالحات و إن يسيء
يكن ما أساء النار في رأس كبكبا فهذا حجة لمن قرأ « و يعلم » .

اللغة
الأعلام الجبال واحدها علم قالت الخنساء :
مجمع البيان ج : 9 ص : 49

و إن صخرا لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار فيظللن أي يدمن و يقمن يقال ظل يفعل كذا إذا فعله نهارا و الرواكد الثوابت و الإيباق الإهلاك و الإتلاف و وبق الرجل يبق و وبق يوبق إذا هلك و المحيص المعدل و الملجأ .

المعنى
ثم قال سبحانه « و ما أنتم » يا معشر المشركين « بمعجزين في الأرض » أي لا تعجزونني حيث ما كنتم فلا تسبقونني هربا في الأرض و في هذا استدعاء إلى العبادة و ترغيب فيما أمر به و ترهيب عما نهى عنه « و ما لكم من دون الله من ولي » يدفع عنكم عقابه « و لا نصير » ينصركم عليه « و من آياته » أي و من حججه الدالة على اختصاصه بصفات لا يشركه فيها غيره « الجوار » أي السفن الجارية « في البحر كالأعلام » أي كالجبال الطوال « إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره » أي إن يشأ الله يسكن الريح فتبقى السفن راكدة واقفة على ظهر الماء لا يبرحن من المكان لأن ماء البحر يكون راكدا فلو لم تجيء الريح لوقفت السفينة في البحر و لم تجر فالله سبحانه جعل الريح سببا لجريها فيه و جعل هبوبها في الجهة التي تسير إليها السفينة « إن في ذلك » الذي ذكر « لآيات » أي حججا واضحات « لكل صبار » على أمر الله « شكور » على نعمته و قيل صبار على ركوبها شكور على جزيها و النجاة من البحر « أو يوبقهن بما كسبوا » معناه إن يشاء إسكان الريح يسكن الريح أو أن يشأ يجعل الريح عاصفة فيهلك السفن أي أهلها بالغرق في الماء عقوبة لهم بما كسبوا من المعاصي « و يعف عن كثير » من أهلها فلا يغرقهم و لا يعاجلهم بعقوبة معاصيهم « و يعلم الذين يجادلون في آياتنا » أي في إبطال آياتنا و دفعها « ما لهم من محيص » أي ملجأ يلجئون إليه عن السدي .

مجمع البيان ج : 9 ص : 50
فَمَا أُوتِيتُم مِّن شىْء فَمَتَعُ الحَْيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَا عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَ أَبْقَى لِلَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَلى رَبهِمْ يَتَوَكلُونَ(36) وَ الَّذِينَ يجْتَنِبُونَ كَبَئرَ الاثمِ وَ الْفَوَحِش وَ إِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ(37) وَ الَّذِينَ استَجَابُوا لِرَبهِمْ وَ أَقَامُوا الصلَوةَ وَ أَمْرُهُمْ شورَى بَيْنهُمْ وَ مِمَّا رَزَقْنَهُمْ يُنفِقُونَ(38) وَ الَّذِينَ إِذَا أَصابهُمُ الْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ(39) وَ جَزؤُا سيِّئَة سيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَ أَصلَحَ فَأَجْرُهُ عَلى اللَّهِ إِنَّهُ لا يحِب الظلِمِينَ(40)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم هنا و في سورة و النجم كبير الإثم على التوحيد و الباقون « كبائر الإثم » على الجمع .

الحجة
حجة الجمع قوله إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه و من قال كبير فأفرد جاز أن يريد به الجمع كقوله و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها و في الحديث منعت العراق درهمها و قفيزها .

الإعراب
« و إذا ما غضبوا هم يغفرون » يجوز أن يكون هم تأكيدا للضمير في غضبوا و يغفرون جواب إذا و يجوز أن يكون هم ابتداء و يغفرون خبره و كذا « هم ينتصرون » و إن شئت كان هم وصفا للمنصوب قبله و إن شئت كان مبتدأ و قياس قول سيبويه أن يرتفع هم بفعل مضمر دل عليه « هم ينتصرون » .

المعنى
ثم خاطب سبحانه من تقدم وصفهم فقال « فما أوتيتم من شيء » أي الذي أعطيتموه من شيء من الأموال « فمتاع الحيوة الدنيا » أي فهو متاع الحياة الدنيا تتمتعون به أياما ثم تموتون فيبقى عنكم أو يهلك المال قبل موتكم « و ما عند الله » من الثواب و النعيم و ما أعده للجزاء على الطاعة « خير و أبقى » من هذه المنافع القليلة « للذين آمنوا » أي صدقوا بتوحيد الله و بما يجب التصديق به « و على ربهم يتوكلون » و التوكل على الله تفويض الأمور إليه باعتقاد أنها جارية من قبله على أحسن التدبير مع الفزع إليه بالدعاء من كل ما ينوب « و الذين يجتنبون كبائر الإثم » يجوز أن يكون موضع الذين جرا عطفا على قوله « للذين آمنوا » فيكون المعنى و ما عند الله خير و أبقى للمؤمنين المتوكلين على ربهم المجتنبين كبائر الإثم « و الفواحش » و يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء و يكون الخبر محذوفا فيكون المعنى و الذين يجتنبون الكبائر و الفواحش « و إذا ما غضبوا » مما يفعل بهم من الظلم « هم يغفرون » و يتجاوزون عنه لهم مثل ذلك و الفواحش جمع فاحشة و هي أقبح القبيح و المغفرة في الآية المراد بها ما يتعلق بالإساءة إلى نفوسهم فمتى عفوا عنها كانوا ممدوحين فأما ما يتعلق بحقوق الله و واجبات حدوده فليس للإمام تركها و لا العفو عنها و لا يجوز له العفو عن المرتد و عمن جرى مجراه ثم زاد سبحانه في صفاتهم فقال « و الذين استجابوا لربهم » أي أجابوه فيما دعاهم إليه من أمور الدين « و أقاموا الصلاة » أي أداموها في أوقاتها بشرائطها « و أمرهم شورى بينهم » يقال صار هذا الشيء شورى بين القوم إذا تشاوروا فيه و هو فعلي من المشاورة و هي المفاوضة في
مجمع البيان ج : 9 ص : 51
الكلام ليظهر الحق أي لا يتفردون بأمر حتى يشاوروا غيرهم فيه و قيل إن المعنى بالآية الأنصار كانوا إذا أرادوا أمرا قبل الإسلام و قبل قدوم النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) اجتمعوا و تشاوروا ثم عملوا عليه فأثنى الله عليهم بذلك و قيل هو تشاورهم حين سمعوا بظهور النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و ورود النقباء عليه حتى اجتمعوا في دار أبي أيوب على الإيمان به و النصرة له عن الضحاك و في هذا دلالة على فضل المشاورة في الأمور و قد روي عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال ما من رجل يشاور أحدا إلا هدي إلى الرشد « و مما رزقناهم ينفقون » في طاعة الله تعالى و سبيل الخير « و الذين إذا أصابهم البغي » من غيرهم « هم ينتصرون » ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا عن السدي و قيل ينتصرون أي يتناصرون ينصر بعضهم بعضا نحو يختصمون و يتخاصمون عن أبي مسلم و قيل يعني به المؤمنين الذين أخرجهم الكفار من مكة و بغوا عليهم ثم مكنهم الله في الأرض حتى انتصروا ممن ظلمهم عن عطاء و قيل جعل الله المؤمنين صنفين صنف يعفون عمن ظلمهم و هم الذين ذكروا قبل هذه الآية و هو قوله « و إذا ما غضبوا هم يغفرون » و صنف ينتصرون ممن ظلمهم و هم الذين ذكروا في هذه الآية فمن انتصر و أخذ بحقه و لم يجاوز في ذلك ما حد الله فهو مطيع لله و من أطاع الله فهو محمود عن ابن زيد ثم ذكر سبحانه حد الانتصار فقال « و جزاء سيئة سيئة مثلها » قيل هو جواب القبيح إذا قال أخزاك الله تقول أخزاك الله من غير أن تعتدي عن ابن نجيح و السدي و مجاهد و قيل يعني القصاص في الجراحات و الدماء عن مقاتل و سمي الثانية سيئة لأنها في مقابلة الأولى كما قال فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ثم ذكر سبحانه العفو فقال « فمن عفا و أصلح فأجره على الله » أي فمن عفا عما له المؤاخذة به و أصلح أمره فيما بينه و بين ربه فثوابه على الله « إنه لا يحب الظالمين » ثم بين سبحانه أنه لم يرغب المظلوم في العفو عن الظالم لميله إلى الظالم أو لحبه إياه و لكن ليعرضه بذلك لجزيل الثواب و لحبه الإحسان و الفضل و قيل إنه لا يحب الظالم في قصاص و غيره بتعديه عما هو له إلى ما ليس له و قيل إن الآية الأولى عامة في وجوب التناصر بين المسلمين و هذه الآية في خاصة الرجل يجازي من ظلمه بمثل ما فعله أو يعفو و قد روي عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة فيقال من ذا الذي أجره على الله فيقال العافون عن الناس فيدخلون الجنة بغير حساب .

مجمع البيان ج : 9 ص : 52
وَ لَمَنِ انتَصرَ بَعْدَ ظلْمِهِ فَأُولَئك مَا عَلَيهِم مِّن سبِيل(41) إِنَّمَا السبِيلُ عَلى الَّذِينَ يَظلِمُونَ النَّاس وَ يَبْغُونَ فى الأَرْضِ بِغَيرِ الْحَقِّ أُولَئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(42) وَ لَمَن صبرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذَلِك لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ(43) وَ مَن يُضلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلىّ مِّن بَعْدِهِ وَ تَرَى الظلِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَاب يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدّ مِّن سبِيل(44)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page