• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء السابع والعشرون سورة الطور آیات 32 الی 49


أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُم بهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ(32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ(33) فَلْيَأْتُوا بحَدِيث مِّثْلِهِ إِن كانُوا صدِقِينَ(34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شىْء أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ(35) أَمْ خَلَقُوا السمَوَتِ وَ الأَرْض بَل لا يُوقِنُونَ(36) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائنُ رَبِّك أَمْ هُمُ الْمُصيْطِرُونَ(37) أَمْ لهَُمْ سلَّمٌ يَستَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُستَمِعُهُم بِسلْطن مُّبِين(38) أَمْ لَهُ الْبَنَت وَ لَكُمُ الْبَنُونَ(39) أَمْ تَسئَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَم مُّثْقَلُونَ(40)
القراءة
قرأ ابن كثير المسيطرون بالسين و في الغاشية بمصيطر بالصاد و قرأ ابن عامر كليهما بالسين و قرأ بإشمام الراء فيهما حمزة إلا العجلي فإنه قرأ بالصاد فيهما و قرأ الباقون بالصاد فيهما .

الحجة
قال أبو عبيدة المسيطرون الأرباب يقال تسيطرت علي اتخذتني خولا و الأصل السين و كل سين بعده طاء يجوز أن تقلب صادا تقول صطر و سطر و قد مر بيانه في سورة الفاتحة .

اللغة
الكاهن الذي يذكر أنه يخبر عن الحق على طريق العزائم و الكهانة صنعة الكاهن و المنون المنية و ريبها الحوادث التي تريب عند مجيئها قال :
تربص بها ريب المنون لعلها
سيهلك عنها بعلها أو سيجنح و التربص الانتظار بالشيء من انقلاب حال له إلى خلافها و الأحلام جمع الحلم و هو الإمهال الذي يدعو إليه العقل و الحكمة و المسيطر الملزم غيره أمرا من الأمور قهرا مأخوذ من السطر و المثقل المحمول عليه ما يشق حمله .

المعنى
ثم خاطب سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « فذكر » يا محمد أي فعظ هؤلاء المكلفين و لا تترك دعوتهم و إن أساءوا قولهم فيك « فما أنت بنعمة ربك » أي بأنعام ربك عليك بالنبوة و هذا قسم « بكاهن » و هو الذي يوهم أنه يعلم الغيب بطريق خدمة الجن « و لا مجنون » و هو الموءوف بما يغطي على عقله و قد علم الكفار أنه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ليس بكاهن و لا مجنون لكن قالوا ذلك على جهة التكذيب عليه ليستريحوا إلى ذلك كما يستريح السفهاء إلى التكذيب على أعدائهم « أم يقولون » أي بل يقولون هو « شاعر نتربص به ريب المنون » أي ننتظر به حدثان الموت و حوادث الدهر فيهلك كما هلك من تقدم من الشعراء و المنون يكون بمعنى الدهر و يكون بمعنى المنية و أم هذه المنقطعة بمعنى الترك و التحول كقول علقمة :
هل ما علمت و ما استودعت مكتوم
أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم فكأنه قال حبلها مصروم لأن بعده قوله :
مجمع البيان ج : 9 ص : 254

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته
إثر الأحبة يوم البين مسكوم ثم قال سبحانه « قل » لهم يا محمد « تربصوا فإني معكم من المتربصين » أي إنكم إن تربصتم في حوادث الدهر فإني منتظر مثل ذلك بكم و تربص الكفار بالنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و المؤمنين قبيح و تربص النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و المؤمنين بالكفار و توقعهم لهلاكهم حسن و قوله « تربصوا » و إن كان بصيغة الأمر فالمراد به التهديد « أم تأمرهم أحلامهم بهذا » أي بل أ تأمرهم عقولهم بما يقولونه لك و يتربصونه بك قال المفسرون كانت عظماء قريش توصف بالأحلام و العقول فأزرى الله سبحانه بعقولهم حيث لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل ثم أخبر سبحانه عن طغيانهم فقال « أم هم قوم طاغون » و قرأ مجاهد بل هم قوم طاغون و بل في المعنى قريبة من أم هنا إلا أن ما بعد بل متيقن و ما بعد أم مشكوك فيه و المعنى أن عقولهم لم تأمرهم بهذا و لم تدعهم إليه بل حملهم الطغيان على تكذيبك « أم يقولون تقوله » أي افتعل القرآن و تكذبه من تلقاء نفسه و التقول تكلف القول و لا يقال ذلك إلا في الكذب « بل لا يؤمنون » أي ليس الأمر كما زعموا بل ثبت أنه من عند الله و لكنهم لا يصدقون بذلك عنادا و حسدا و استكبارا ثم ألزمهم سبحانه الحجة تحداهم فقال « فليأتوا بحديث مثله » أي مثل القرآن و ما يقاربه في نظمه و فصاحته و حسن بيانه و براعته « إن كانوا صادقين » في أنه تقوله محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فإذا لم يقدروا على الإتيان بمثله فليعلموا أن محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) لم يتقوله من تلقاء نفسه بل هو من عند الله تعالى ثم احتج عليهم بابتداء الخلق فقال « أم خلقوا من غير شيء » أي أم خلقوا لغير شيء أي أ خلقوا باطلا لا يحاسبون و لا يؤمرون و لا ينهون و نحو هذا عن الزجاج و قيل معناه أم خلقوا عبثا و تركوا سدى عن ابن كيسان و هذا في المعنى مثل الأول و قيل معناه أ خلقوا من غير خالق و مدبر دبرهم « أم هم الخالقون » أنفسهم فلا يجب عليهم لله أمر عن ابن عباس « أم خلقوا السماوات و الأرض » و اخترعوهما فلذلك لا يقرون بالله و بأنه خالقهم « بل لا يوقنون » بأن لهم إلها يستحق العبادة وحده و إنك نبي من جهة الله « أم عندهم خزائن ربك » أي بأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا عن مقاتل و عكرمة و قيل أراد خزائن المطر و الرزق عن الكلبي و ابن عباس و قيل خزائنه مقدوراته فلا يأتيهم إلا ما يحبون عن الجبائي « أم هم المصيطرون » أي الأرباب المسلطون على
مجمع البيان ج : 9 ص : 255
الناس فليس عليهم مسيطر و لا لهم ملزم و مقوم و قيل معناه أم هم المالكون الناس القاهرون لهم عن الجبائي « أم لهم سلم » أي مرقى و مصعد إلى السماء « يستمعون فيه » الوحي من السماء فقد وثقوا بما هم عليه و ردوا ما سواه « فليأت مستمعهم بسلطان مبين » أي بحجة ظاهرة واضحة أن ادعي ذلك و التقدير يستمعون عليه فهو كقوله « و لأصلبنكم في جذوع النخل » و إنما قيل لهم ذلك لأن كل من يدعي ما لا يعلم ببداية العقول فعليه إقامة البينة و الحجة « أم له البنات و لكم البنون » و هذا تسفيه لأحلامهم إذ أضافوا إلى الله سبحانه ما أنفوا منه و هذا غاية في جهلهم إذ جوزوا عليه سبحانه الولد ثم ادعوا أنه اختار الأدون على الأعلى « أم تسئلهم أجرا » أي ثوابا على أداء الرسالة و على ما جئتهم به من الدين و الشريعة « فهم من مغرم مثقلون » أثقلهم ذلك الغرم الذي تسألهم فمنعهم ذلك عن الإيمان بك .
أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْب فَهُمْ يَكْتُبُونَ(41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ(42) أَمْ لهَُمْ إِلَهٌ غَيرُ اللَّهِ سبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشرِكُونَ(43) وَ إِن يَرَوْا كِسفاً مِّنَ السمَاءِ ساقِطاً يَقُولُوا سحَابٌ مَّرْكُومٌ(44) فَذَرْهُمْ حَتى يُلَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى فِيهِ يُصعَقُونَ(45) يَوْمَ لا يُغْنى عَنهُمْ كَيْدُهُمْ شيْئاً وَ لا هُمْ يُنصرُونَ(46) وَ إِنَّ لِلَّذِينَ ظلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِك وَ لَكِنَّ أَكْثرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ(47) وَ اصبرْ لِحُكمِ رَبِّك فَإِنَّك بِأَعْيُنِنَا وَ سبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك حِينَ تَقُومُ(48) وَ مِنَ الَّيْلِ فَسبِّحْهُ وَ إِدْبَرَ النُّجُومِ(49)
القراءة
قرأ ابن عامر و عاصم يصعقون بضم الياء و الباقون بفتحها و قرأ زيد عن يعقوب و أدبار النجوم بفتح الألف و الباقون بكسرها .

مجمع البيان ج : 9 ص : 256
الحجة
يقال صعق الرجل يصعق و من قرأ « يصعقون » بضم الياء فإنه على نقل الفعل بالهمزة صعقهم و أصعقهم غيرهم و حكى أبو الحسن صعق فعلى هذا يجوز أن يكون يصعقون منه و من قرأ و أدبار النجوم فإنه يكون كقولهم أعقاب النجوم قال :
فأصبحت من ليلي الغداة كناظر
مع الصبح في أعقاب نجم مغرب .

اللغة
الكيد هو المكر و قيل هو فعل ما يوجب الغيظ في خفية و الكسف جمع كسفة فهو مثل سدرة و سدر و الكسفة القطعة من الغيم بقدر ما يكسف ضوء الشمس و المركوم هو الموضوع بعضه على بعض .

المعنى
ثم قال سبحانه « أم عندهم الغيب فهم يكتبون » أي أ عندهم الغيب حتى علموا أن محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) يموت قبلهم و هذا جواب لقولهم نتربص به ريب المنون عن قتادة و قيل أ عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون منه و يخبرون به الناس عن ابن عباس و قيل هو جواب لقولهم إن كان أمر الآخرة حقا كما تدعون فلنا الجنة و مثله و لئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى عن الحسن و الغيب الذي لا يعلمه إلا الله هو ما لا يعلمه العاقل ضرورة و لا عليه دلالة فالله عالم به لأنه يعلمه لنفسه و العالم لنفسه يعلم جميع المعلومات فلا يخفى عليه شيء منها « أم يريدون كيدا » أي مكرا بك و تدبير سوء في بابك سرا على ما دبروه في دار الندوة « فالذين كفروا هم المكيدون » أي هم المجزيون بكيدهم فإن ضرر ذلك يعود عليهم و يحيق بهم مكرهم كما جزى الله سبحانه أهل دار الندوة بكيدهم أن قتلهم ببدر « أم لهم إله غير الله » يرزقهم و يحفظهم و ينصرهم يعني أن الذين اتخذوهم آلهة لا تنفعهم لا تدفع عنهم ثم نزه سبحانه نفسه فقال « سبحان الله عما يشركون » به من الآلهة ثم ذكر سبحانه عنادهم و قسوة قلوبهم فقال « و إن يروا كسفا من السماء ساقطا » يعني إن عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم لن ينتهوا عن كفرهم و قالوا هو قطعة من السحاب و هو قوله « يقولوا سحاب مركوم » بعضه على بعض و كل هذه الأمور المذكورة بعد أم في هذه السورة إلزامات لعبدة الأوثان على مخالفة القرآن ثم قال سبحانه يخاطب النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « فذرهم » يا محمد أي اتركهم « حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون » أي يهلكون بوقوع الصاعقة عليهم و قيل الصعقة النفخة الأولى التي يهلك عندها جميع الخلائق ثم وصف سبحانه ذلك اليوم فقال « يوم لا
مجمع البيان ج : 9 ص : 257
يغني عنهم كيدهم شيئا » أي لا تنفعهم حيلتهم و لا تدفع عنهم شيئا « و لا هم ينصرون و إن للذين ظلموا » يعني كفار مكة « عذابا دون ذلك » أي دون عذاب الآخرة يعني القتل يوم بدر عن ابن عباس و قيل يريد عذاب القبر عن ابن عباس أيضا و البراء بن عازب و قيل هو الجوع في الدنيا و القحط سبع سنين عن مجاهد و قيل هو مصائب الدنيا عن ابن زيد و قيل هو عام جميع ذلك « و لكن أكثرهم لا يعلمون » ما هو نازل بهم « و اصبر » يا محمد « لحكم ربك » الذي حكم به و ألزمك التسليم له إلى أن يقع عليهم العذاب الذي حكمنا عليهم و قيل و اصبر على أذاهم حتى يرد أمر الله عليك بتخليصك « فإنك بأعيننا » أي بمرأى منا ندركك و لا يخفى علينا شيء من أمرك و نحفظك لئلا يصلوا إلى شيء من أمرك و نحفظك لئلا يصلوا إلى شيء من مكروهك « و سبح بحمد ربك حين تقوم » من نومك عن أبي الأحوص و قيل حين تقوم إلى الصلاة المفروضة فقل سبحانك اللهم و بحمدك عن الضحاك و قيل معناه و صل بأمر ربك حين تقوم من مقامك عن ابن زيد و قيل الركعتان قبل صلاة الفجر عن ابن عباس و الحسن و قيل حين تقوم من نوم القائلة و هي صلاة الظهر عن زيد بن أسلم و قيل حين تقوم من المجلس فقل سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت اغفر لي و تب علي عن عطا و سعيد بن جبير و قد روي مرفوعا أنه كفارة المجلس و قيل معناه اذكر الله بلسانك حين تقوم إلى الصلاة إلى أن تدخل في الصلاة عن الكلبي فهذه سبعة أقوال « و من الليل فسبحه » يعني صلاة الليل و روى زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية قالا إن رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) كان يقوم من الليل ثلاث مرات فينظر في آفاق السماء و يقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها إنك لا تخلف الميعاد ثم يفتتح صلاة الليل الخبر بتمامه و قيل معناه صل المغرب و العشاء الآخرة عن مقاتل « و إدبار النجوم » يعني الركعتين قبل صلاة الفجر عن ابن عباس و قتادة و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) و ذلك حين تدبر النجوم أي تغيب بضوء الصبح و قيل يعني صلاة الفجر المفروضة عن الضحاك و قيل إن المعنى لا تغفل عن ذكر ربك صباحا و مساء و نزهه في جميع أحوالك ليلا نهارا فإنه لا يغفل عنك و عن حفظك و في هذه الآية دلالة على أنه سبحانه قد ضمن حفظه و كلاءته حتى يبلغ رسالته .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page