• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء التاسع والعشرون سورة الملک آیات1 الی12


مجمع البيان ج : 10 ص : 481
( 67 ) سورة الملك مكية و آياتها ثلاثون ( 30 )
و تسمى سورة المنجية لأنها تنجي صاحبها من عذاب القبر و قد ورد به الخبر و تسمى الواقية لما روي عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنها الواقية من عذاب القبر و هي مكية .

عدد آيها
إحدى و ثلاثون آية مكي و المدني الأخير و ثلاثون آية في الباقين .

اختلافها
آية واحدة « قد جاءنا نذير » مكي و المدني الأخير .

فضلها
أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال و من قرأ سورة تبارك فكأنما أحيا ليلة القدر و عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) وددت أن تبارك الملك في قلب كل مؤمن و عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال أن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار و أدخلته الجنة و هي سورة تبارك و عن ابن مسعود قال إذا وضعت الميت في قبره يؤتى من قبل رجليه فيقال له ليس لكم عليه سبيل لأنه قد كان يقوم بسورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول لسانه ليس لكم عليه سبيل لأنه كان يقرأ بي سورة الملك ثم قال هي الممانعة من عذاب القبر و هي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر و أطيب و روى الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر و هي مكتوبة في التوراة سورة الملك و من قرأها في ليلة فقد أكثر و أطاب و لم يكتب من الغافلين و إني لأركع بها بعد العشاء الآخرة و أنا جالس و إن الذي كان يقرأها في حياته في يومه و ليلته إذا دخل عليه في قبره ناكر و نكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم علي فيقرأ سورة الملك في كل يوم و ليلة فإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما ليس لكما إلى ما
مجمع البيان ج : 10 ص : 482
قبلي سبيل كان هذا العبد و قد وعى سورة الملك و إذا أتياه من قبل لسانه قال لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ في كل يوم و ليلة سورة الملك .
أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من قرأ سورة تبارك الذي بيده الملك في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح و في أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة إن شاء الله .


تفسيرها
لما ختم الله سبحانه تلك السورة بأن الوصلة لا تنفع إلا بالطاعة و أصل الطاعة المعرفة و التصديق بالكلمات الإلهية افتتح هذه السورة بدلائل المعرفة و آيات الربوبية فقال : .
سورة الملك
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَرَك الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْك وَ هُوَ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(1) الَّذِى خَلَقَ الْمَوْت وَ الحَْيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكمْ أَحْسنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2) الَّذِى خَلَقَ سبْعَ سمَوَت طِبَاقاً مَّا تَرَى فى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَوُت فَارْجِع الْبَصرَ هَلْ تَرَى مِن فُطور(3) ثمَّ ارْجِع الْبَصرَ كَرَّتَينِ يَنقَلِب إِلَيْك الْبَصرُ خَاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ(4) وَ لَقَدْ زَيَّنَّا السمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصبِيحَ وَ جَعَلْنَهَا رُجُوماً لِّلشيَطِينِ وَ أَعْتَدْنَا لهَُمْ عَذَاب السعِيرِ(5)
القراءة
قرأ حمزة و الكسائي من تفوت بتشديد الواو من غير ألف و هي قراءة الأعمش و الباقون « تفاوت » بالألف .

الحجة
قال أبو الحسن تفاوت أجود لأنهم يقولون تفاوت الأمر و لا يكادون يقولون تفوت الأمر قال و هي أظن لغة قال سيبويه قد يكون فاعل و فعل بمعنى نحو ضاعف و ضعف و تفاعل مطاوع فاعل كما أن تفعل مطاوع فعل فعلى هذا القياس يكون تفاعل و تفعل بمعنى و تفاوت و تفوت بمعنى .

مجمع البيان ج : 10 ص : 483
اللغة
تبارك أصله من البرك و هو ثبوت الطائر على الماء و البركة ثبوت الخير بنمائه و قوله « طباقا » مصدر طوبقت طباقا فهي مطبق بعضها على بعض عن الزجاج و قيل هو جمع طبق مثل جمل و جمال و التفاوت الاختلاف و الاضطراب و الفطور الشقوق و الصدوع من الفطر و هو الشق الخاسىء الذليل الصاغر و قيل هو البعيد مما يريده منه و قيل للكلب اخسأ و الحسير من الإبل المعيي الذي لا فضل فيه للسير قال :
بها جيف الحسرى فأما عظامها
فبيض و أما جلدها فصليب و السعير النار المسعرة و أعتدنا أصله أعددنا أي هيأنا فأبدلت الدال تاء .

الإعراب
« الذي خلق » بدل من « الذي بيده الملك » و يجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف فعلى هذا الوجه يجوز الوقف على ما قبله و على الوجه الأول لا يجوز و قوله « أيكم أحسن عملا » تعليق لأن التقدير ليبلوكم فيعلم أيكم أحسن عملا و ارتفع أي بالابتداء و إنما لم يعمل فيه ما قبله لأنه على أصل الاستفهام و طباقا نصب على الحال إذا أردنا في سماوات معنى الألف و اللام و إن جعلناها نكرة كان طباقا صفتها و قوله « كرتين » منصوب على المصدر أي رجعتين .

المعنى
أخبر سبحانه عن عظمته و علو شأنه و كمال قدرته فقال « تبارك » أي تعالى و جل عما لا يجوز عليه في ذاته و أفعاله عن أبي مسلم و قيل معناه تعالى بأنه الثابت الذي لم يزل و لا يزال و قيل معناه تعاظم بالحق من ثبوت الأشياء به إذ لولاه لبطل كل شيء لأنه لا يصح سواه شيء إلا و هو مقدوره أو مقدور مقدوره الذي هو القدرة و قيل معناه تعالى من جميع البركات منه إلا أن هذا المعنى مضمر في الصفة غير مصرح به و إنما المصرح به أنه تعالى باستحقاق التعظيم « الذي بيده الملك » و الملك هو اتساع المقدور لمن له السياسة و التدبير و معناه الذي هو المالك و له الملك يؤتيه من يشاء و يتصرف فيه كما يشاء و إنما ذكر اليد تأكيدا و لأن أكثر التصرفات و العطايا باليد « و هو على كل شيء قدير » من إنعام و انتقام و قيل معناه أنه قادر على كل شيء يصح أن يكون مقدورا له و هو أخص من قولنا و هو بكل شيء عليم لأنه لا شيء إلا و يجب أن يعلمه إذ لا شيء إلا و يصح أن يكون معلوما في نفسه و لا يوصف سبحانه بكونه قادرا على ما لا يصح أن يكون مقدورا في نفسه مثل ما تقضي وقته مما لا يبقى ثم وصف سبحانه نفسه فقال « الذي خلق الموت و الحياة » أي خلق الموت
مجمع البيان ج : 10 ص : 484
للتعبد بالصبر عليه و الحياة للتعبد بالشكر عليها و قيل خلق الموت للاعتبار و الحياة للتزود و قيل إنما قدم ذكر الموت على الحياة لأنه إلى القهر أقرب كما قدم البنات على البنين في قوله « يهب لمن يشاء إناثا » الآية و قيل إنما قدمه لأنه أقدم فإن الأشياء في الابتداء كانت في حكم الأموات كالنطفة و التراب ثم اعترضت الحياة « ليبلوكم أيكم أحسن عملا » أي ليعاملكم معاملة المختبر بالأمر و النهي فيجازي كل عامل بقدر عمله و قيل ليبلوكم أيكم أكثر للموت ذكرا و أحسن له استعدادا و أحسن صبرا على موته و موت غيره و أيكم أكثر امتثالا للأوامر و اجتنابا عن النواهي في حال حياته قال أبو قتادة سألت النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن قوله تعالى « أيكم أحسن عملا » ما عنى به فقال يقول أيكم أحسن عقلا ثم قال أتمكم عقلا و أشدكم لله خوفا و أحسنكم فيما أمر الله به و نهى عنه نظرا و إن كان أقلكم تطوعا و عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه تلا قوله تعالى « تبارك الذي بيده الملك » إلى قوله « أيكم أحسن عملا » ثم قال أيكم أحسن عقلا و أورع عن محارم الله و أسرع في طاعة الله و عن الحسن أيكم أزهد في الدنيا و أترك لها « و هو العزيز » في انتقاله ممن عصاه « الغفور » لمن تاب إليه أو لمن أراد التفضل عليه بإسقاط عقابه و التكليف إنما يصح بالترغيب و الترهيب لأن معناه تحمل المشقة في الأمر و النهي ثم عاد سبحانه إلى وصف نفسه فقال « الذي خلق سبع سماوات » أي أنشأهن و اخترعهن « طباقا » واحدة فوق الأخرى و قيل أراد بالمطابقة المشابهة أي يشبه بعضها بعضا في الإتقان و الأحكام و الاتساق و الانتظام « ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت » أي اختلاف و تناقض من طريق الحكمة بل ترى أفعاله كلها سواء في الحكمة و إن كانت متفاوتة في الصور و الهيئات يعني في خلق الأشياء على العموم و في هذا دلالة على أن الكفر و المعاصي لا يكون من خلق الله تعالى لكثرة التفاوت في ذلك و قيل معناه ما ترى يا ابن آدم في خلق السماوات من عيب و اعوجاج بل هي مستقيمة مستوية كلها مع عظمها « فارجع البصر » أي فرد البصر و أدره في خلق الله و استقص في النظر مرة بعد أخرى و التقدير أنظر ثم ارجع النظر في السماء « هل ترى من فطور » أي شقوق و فتوق عن سفيان و قيل من وهن و خلل عن ابن عباس و قتادة « ثم ارجع البصر كرتين » أي ثم كرر النظر مرتين لأن من نظر في الشيء كرة بعد أخرى بأن له ما لم يكن بائنا و قيل معناه أدم النظر و التقدير ارجع البصر مرة بعد أخرى و لا يريد حقيقة التثنية لقوله « و هو حسير » و لا يصير حسيرا بمرتين و نظيره قولهم لبيك و سعديك أي إلبابا بعد إلباب و إسعادا بعد إسعاد يعني كلما دعوتني فأنا ذو إجابة بعد إجابة و ذو ثبات بمكاني بعد ثبات من قولهم لب بالمكان و ألب إذا ثبت و أقام و هو نصب على المصدر أي أجيبك إجابة بعد إجابة « ينقلب إليك البصر
مجمع البيان ج : 10 ص : 485
خاسئا » أي يرجع إليك بصرك بعيدا عن نيل المراد ذليلا صاغرا عن ابن عباس كأنه ذل كذلة من طلب شيئا فلم يجده و أبعد عنه « و هو حسير » أي كال معي عن قتادة و التحقيق أن بصر هذا الناظر بعد الإعياء يرجع إليه بعيدا عن طلبته خائبا في بغيته ثم أقسم سبحانه فقال « و لقد زينا السماء الدنيا » لأن هذه اللام هي التي يتلقى بها القسم أي حسنا السماء الدنيا يعني التي هي أدنى إلى الأرض و هي التي يراها الناس « بمصابيح » واحدها مصباح يعني الكواكب سماها المصابيح لإضاءتها و هي السرج « و جعلناها رجوما للشياطين » الذين يسترقون السمع و قيل ينفصل من الكواكب شهب تكون رجوما للشياطين فأما الكواكب أنفسها فليست تزول إلى أن يريد الله تعالى إفناءها عن الجبائي « و أعتدنا لهم عذاب السعير » يعني أنا جعلنا مع الكواكب رجوما للشياطين هيأنا لهم و ادخرنا لأجلهم عذاب النار المسعرة المشعلة و في هذا دلالة على أن الشياطين مكلفة .
وَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبهِمْ عَذَاب جَهَنَّمَ وَ بِئْس الْمَصِيرُ(6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سمِعُوا لهََا شهِيقاً وَ هِىَ تَفُورُ(7) تَكادُ تَمَيزُ مِنَ الْغَيْظِ كلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سأَلهَُمْ خَزَنَتهَا أَ لَمْ يَأْتِكمْ نَذِيرٌ(8) قَالُوا بَلى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَ قُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شىْء إِنْ أَنتُمْ إِلا فى ضلَل كَبِير(9) وَ قَالُوا لَوْ كُنَّا نَسمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فى أَصحَبِ السعِيرِ(10) فَاعْترَفُوا بِذَنبهِمْ فَسحْقاً لأَصحَبِ السعِيرِ(11)
القراءة
قرأ أبو جعفر و الكسائي فسحقا بضمتين و الباقون بالتخفيف .

الحجة
سحق و سحق مثل عنق و عنق و طنب و طنب و نحو ذلك و كلاهما حسن .

اللغة
الشهيق صوت تقطيع النفس كالنزع و إذا اشتد لهيب النار سمع منها ذلك الصوت كأنها تطلب الوقود قال رؤبة :
مجمع البيان ج : 10 ص : 486

حشرج في الجوف سحيلا أو شهق
حتى يقال ناهق و ما نهق و قيل إن الشهيق في الصدر و الزفير في الحلق و الفور ارتفاع الشيء بالغليان يقال فارت القدر تفور و منه الفوارة لارتفاعها بالماء ارتفاع الغليان و منه فار الدم من الجرح و فار الماء من الأرض و السحق البعد يقال أسحقهم الله إسحاقا و سحقا أي ألزمهم الله سحقا عن الخير فجاء المصدر على غير لفظه كما قال و الله أنبتكم من الأرض نباتا و تقديره فأسحقهم إسحاقا و أما سحقته سحقا فمعناه باعدته بالتفريق عن حال اجتماعه حتى صار كالغبار .

المعنى
لما تقدم وعيد الشياطين الذين دعوا إلى الكفر و الضلال أتبعه سبحانه بذكر الكفار الضلال فقال « و للذين كفروا بربهم عذاب جهنم و بئس المصير » أي بئس المال و المرجع و إنما وصف ببئس و هو من صفات الذم و العقاب حسن لما في ذلك من الضرر الذي يجب على كل عاقل أن يتقيه بغاية الجهد و لا يجوز قياسا على ذلك أن يوصف به فاعل العقاب لأنه لا يقال بئس الرجل إلا على وجه الذم و وجه الحكمة في فعل العقاب ما فيه من الزجر المتقدم للمكلف و لا يمكن أن يكون مزجورا إلا به و لولاه لكان مغرى بالقبيح « إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا » أي إذا طرح الكفار في النار سمعوا للنار صوتا فظيعا مثل صوت القدر عند فورانها و غليانها فيعظم بسماع ذلك عذابهم لما يرد على قلوبهم من قوله « و هي تفور » أي تغلي بهم كغلي المرجل « تكاد تميز » أي تتقطع و تتفرق « من الغيظ » أي شدة الغضب سمى سبحانه شدة التهاب النار غيظا على الكفار لأن المغتاظ هو المتقطع مما يجد من الألم الباعث على الإيقاع بغيره فحال جهنم كحال المتغيظ « كلما ألقي فيها » أي كلما طرح في النار « فوج » من الكفار « سألهم خزنتها أ لم يأتكم نذير » أي تقول لهم الملائكة الموكلون بالنار على وجه التبكيت لهم في صيغة الاستفهام أ لم يجئكم مخوف من جهة الله سبحانه يخوفكم عذاب هذه النار « قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شيء » أي فيقولون في جوابهم بلى قد جاءنا مخوف فلم نصدقه و كذبناه و لم نقبل منه بل قلنا له ما نزل الله شيئا مما تدعونا إليه و تحذرنا منه فتقول لهم الملائكة « إن أنتم إلا في ضلال كبير » أي لستم اليوم إلا في عذاب عظيم و قيل معناه قلنا للرسل ما أنتم إلا في ضلال أي ذهاب عن الصواب كبير في قولكم أنزل الله علينا كتابا « و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل » من النذر ما جاءونا به و دعونا إليه و عملنا بذلك « ما كنا في
مجمع البيان ج : 10 ص : 487
أصحاب السعير » و قال الزجاج لو كنا نسمع سمع من يعي و يفكر و نعقل عقل من يميز و ينظر ما كنا من أهل النار و في الحديث عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال إن الرجل ليكون من أهل الجهاد و من أهل الصلاة و الصيام و ممن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و ما يجزي يوم القيامة إلا على قدر عقله و عن أنس بن مالك قال أثنى قوم على رجل عند رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) كيف عقل الرجل قالوا يا رسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة و أصناف الخير و تسألنا عن عقله فقال إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر و إنما يرتفع العباد غدا في الدرجات و ينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم ثم قال سبحانه « فاعترفوا بذنبهم » في ذلك الوقت الذي لا ينفعهم فيه الإقرار و الاعتراف و الإقرار مشتق من قر الشيء يقر قرارا إذا ثبت و الاعتراف مأخوذ من المعرفة و الذنب مصدر لا يثنى و لا يجمع و متى جمع فلاختلاف جنسه « فسحقا لأصحاب السعير » هذا دعاء عليهم أي أسحقهم الله و أبعدهم من النجاة سحقا و إذا قيل ما وجه اعترافهم بالذنب مع ما عليهم من الفضيحة به فالجواب أنهم قد علموا حصولهم على الفضيحة اعترفوا أم لم يعترفوا فليس يدعوهم إلى أحد الأمرين إلا مثل ما يدعوهم إلى الآخر في أنه لا فرج فيه فاستوى الأمران عليهم الاعتراف و ترك الاعتراف و الجزع و ترك الجزع .

مجمع البيان ج : 10 ص : 488
إِنَّ الَّذِينَ يخْشوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ(12)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page