• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء التاسع والعشرون سورة الملک آیات13 الی26


وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ الصدُورِ(13) أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيف الخَْبِيرُ(14) هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرْض ذَلُولاً فَامْشوا فى مَنَاكِبهَا وَ كلُوا مِن رِّزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشورُ(15) ءَ أَمِنتُم مَّن فى السمَاءِ أَن يخْسِف بِكُمُ الأَرْض فَإِذَا هِىَ تَمُورُ(16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فى السمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَستَعْلَمُونَ كَيْف نَذِيرِ(17) وَ لَقَدْ كَذَّب الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْف كانَ نَكِيرِ(18) أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلى الطيرِ فَوْقَهُمْ صفَّت وَ يَقْبِضنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكلِّ شىْءِ بَصِيرٌ(19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكمْ يَنصرُكم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَفِرُونَ إِلا فى غُرُور(20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِى يَرْزُقُكمْ إِنْ أَمْسك رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فى عُتُوّ وَ نُفُور(21)
القراءة
قرأ ابن كثير النشور و أمنتم و قرأ أبو جعفر و نافع و أبو عمرو و يعقوب بهمزة واحدة ممدودة و هو تحقيق الهمزة الأولى و تخفيف الثانية بأن تجعل بين بين و قرأ الباقون « أ أمنتم » بهمزتين .

الحجة
أما الأول فهو تخفيف الهمزة الأولى بأن جعلت واوا و هذا في المنفصل نظير قولهم في المتصل التؤدة و جون في جمع جؤنة فأما الهمزة التي هي فاء من قولهم « أ أمنتم » بعد تخفيف الأولى بقلبها واوا فإنه يجوز فيه التحقيق و التخفيف فإن حقق كان لفظه النشور و أمنتم و إن خفف كان القياس أن تجعل بين بين أعني بين الألف و الهمزة لتحركها بالفتحة و من قال
لا هناك المرتع و قلبها ألفا كان القياس أن يقول هنا النشور و أمنتم بقلبها ألفا محضة و سيبويه يجيز هذا القلب في الشعر و غير حال السعة و كان قياس قول أبي عمرو على ما حكاه عنه سيبويه من أنه إذا اجتمع همزتان خفف الأولى منهما دون الثانية أن يقلب الأولى منهما هنا واوا كما فعله ابن كثير فأما الثانية فإن شاء حققها و إن شاء خففها و تخفيفها أن تجعل بين الهمزة و الألف و لعل أبا عمرو ترك هذا القول في هذا الموضع فأخذ فيه بالوجه الآخر و هو تخفيف الثانية منهما إذا التقتا دون الأولى .

اللغة
اللطف من الله الرأفة و الرحمة و الرفق و اللطيف الرفيق بعبادة يقال لطف به يلطف لطفا إذا رفق به و الذلول من المراكب ما لا صعوبة فيه و مناكب الأرض ظهورها و منكب كل شيء أعلاه و أصله الجانب و منه منكب الرجل و الريح النكباء و النشور الحياة بعد الموت يقال نشر الميت ينشر نشورا إذا عاش و أنشره الله أحياه قال الأعشى :
مجمع البيان ج : 10 ص : 489

حتى يقول الناس مما رأوا
يا عجبا للميت الناشر و أصله من النشر ضد الطي و الحاصب الحجارة التي ترمي بها كالحصاء و حصبه بالحصاة يحصبه حصبا إذا رماه بها و يقال للذي يرمي به حاصب أي ذو حصب .

الإعراب
« بالغيب » في موضع نصب على الحال « أ لا يعلم من خلق » فيه وجوه ( أحدها ) أن يكون « من خلق » في موضع رفع بأنه فاعل يعلم و التقدير أ لا يعلم من خلق الخلق ضمائر صدورهم ( الثاني ) أن يكون « من خلق » في موضع نصب بأنه مفعول به و تقديره أ لا يعلم الله من خلقه ( و الثالث ) أن يكون استفهاما في موضع نصب بأنه مفعول و فاعل خلق الضمير المستكن فيه العائد إلى الله تعالى و الأول أصح الوجوه و قوله « أن يخسف بكم الأرض » في موضع نصب بأنه بدل من في قوله « من في السماء » و هو بدل الاشتمال « فإذا هي تمور » إذا ظرف المفاجاة و هو معمول .
قوله « و هي تمور » جملة في موضع نصب على الحال من « يخسف بكم الأرض » و ذو الحال الأرض « و أن يرسل » بدل أيضا مثل قوله « أن يخسف » و قوله « كيف نذير » مبتدأ و خبر و الخبر مقدم و الجملة متعلقة بقوله « فستعلمون » و التقدير فستعلمون محذور إنذاري أم لا و قوله « فكيف كان نكير » كيف هنا خبر كان و قوله « و يقبضن » معطوف على « صافات » و إنما عطف الفعل على الاسم و من الأصل المقرر أن الفعل لا يعطف إلا على الفعل كما أن الاسم لا يعطف إلا على الاسم لأنه و إن كان فعلا فهو في موضع الحال فتقديره تقدير اسم فاعل و صافات حال فجاز أن يعطف عليه فكأنه قال صافات و قابضات و قد جاء مثل هذا في الشعر قال :
بات يعشيها بعضب باتر
يعدل في أسوقها و جائر « أمن هذا الذي هو جند لكم » من هنا استفهام في موضع رفع بالابتداء دخل عليه أم المنقطعة و هذا مبتدأ ثان و الذي خبره و قد وصل بالمبتدإ و الخبر و هو قوله « هو جند لكم » و « ينصركم » صفة الجند .

مجمع البيان ج : 10 ص : 490
المعنى
لما تقدم الوعيد عقبه سبحانه بالوعد فقال « إن الذين يخشون ربهم بالغيب » أي يخافون عذاب ربهم باتقاء معاصيه و فعل طاعاته على وجه الاستسرار بذلك لأن الخشية متى كانت بالغيب على ما ذكرنا كانت بعيدة من الرياء خالصة لوجه الله و خشية الله بالغيب تنفع بأن يستحق عليها الثواب و خشيته في الظاهر بترك المعاصي لا يستحق بها الثواب فإذا الخشية بالغيب أفضل لا محالة و قيل بالغيب معناه أنه يخشونه و لم يروه فيؤمنون به خوفا من عذابه و قيل يخافونه حيث لا يراهم مخلوق لأن أكثر ما ترتكب المعاصي إنما ترتكب في حال الخلوة فهم يتركون المعصية لئلا يجعلوا الله سبحانه أهون الناظرين إليهم و لأن من تركها في هذه الحال تركها في حال العلانية أيضا « لهم مغفرة » لذنوبهم « و أجر كبير » أي عظيم في الآخرة لا فناء له ثم قال سبحانه مهددا للعصاة « و أسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور » يعني أنه عالم بإخلاص المخلص و نفاق المنافق فإن شئتم فأظهروا القول و إن شئتم فأبطنوه فإنه عليم بضمائر القلوب و من علم إضمار القلب علم أسرار القول قال ابن عباس كانوا ينالون من رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فيخبره به جبرئيل فقال بعضهم لبعض أسروا قولكم لكيلا يسمع آل محمد فنزلت الآية « أ لا يعلم من خلق » قيل في معناه وجوه ( أحدها ) أ لا يعلم ما في الصدور من خلق الصدور ( و ثانيها ) أ لا يعلم سر العبد من خلقه أي من خلق العبد فعلى الوجهين يكون « من خلق » بمعنى الخالق ( و ثالثها ) أن يكون من خلق بمعنى المخلوق و المعنى أ لا يعلم الله مخلوقة « و هو اللطيف » أي العالم بما لطف و دق و قيل اللطيف بعباده من حيث يدبرهم بألطف التدبير و اللطيف التدبير من يدبر تدبيرا نافذا لا يجفو عن شيء يدبره به و قيل اللطيف من كان فعله في اللطف بحيث لا يهتدي إليه غيره و هو فعيل بمعنى فاعل كالقدير و العليم و قيل هو بمعنى الملطف كالبديع بمعنى المبدع و قيل اللطيف الذي يكلف اليسير و يعطي الكثير « الخبير » العالم بالعباد و أعمالهم ثم عدد سبحانه أنواع نعمه ممتنا على عباده بذلك فقال « هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا » أي سهلة ساكنة مسخرة تعملون فيها ما تشتهون و قيل ذلولا لم يجعلها بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة و الغلظ و قيل ذلولا موطأة للتصرف فيها و المسير عليها و يمكنكم زراعتها « فامشوا في مناكبها » أي في طرقها و فجاجها عن مجاهد و قيل في جبالها لأن منكب كل شيء أعلاه عن ابن عباس و قتادة ثم إن كان هذا أمر ترغيب فالمراد فامشوا في طاعة الله و إن كان للإباحة فقد أباح المشي فيها لطلب المنافع في التجارات « و كلوا من رزقه » أي كلوا مما أنبت الله في الأرض و الجبال من الزروع و الأشجار حلالا « و إليه النشور » أي و إلى حكمه المرجع في القيامة و قيل معناه و إليه الإحياء للمحاسبة فهو مالك النشور و القادر عليه عن الجبائي ثم
مجمع البيان ج : 10 ص : 491
هدد سبحانه الكفار زاجرا لهم عن ارتكاب معصيته و الجحود لربوبيته فقال « أ أمنتم من في السماء » أي أمنتم عذاب من في السماء سلطانه و أمره و نهيه و تدبيره لا بد أن يكون هذا معناه لاستحالة أن يكون الله جل جلاله في مكان أو في جهة و قيل يعني بقوله « من في السماء » الملك الموكل بعذاب العصاة « أن يخسف بكم الأرض » يعني أن يشق الأرض فيغيبكم فيها إذا عصيتموه « فإذا هي تمور » أي تضطرب و تتحرك و المعنى أن الله يحرك الأرض عند الخسف بهم حتى تضطرب فوقهم و هم يخسفون فيها حتى تلقيهم إلى أسفل و المور التردد في الذهاب و المجيء مثل الموج « أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا » أي ريحا ذات حجر كما أرسل على قوم لوط حجارة من السماء و قيل سحابا يحصب عليكم الحجارة « فستعلمون » حينئذ « كيف نذير » أي كيف إنذاري إذا عاينتم العذاب « و لقد كذب الذين من قبلهم » رسلي و جحدوا وحدانيتي « فكيف كان نكير » أي عقوبتي و تغييري ما بهم من النعم و قيل كيف رأيتم إنكاري عليهم بإهلاكهم و استئصالهم ثم نبه سبحانه على قدرته على الخسف و إرسال الحجارة فقال « أ و لم يروا إلى الطير فوقهم صافات » تصف أجنحتها في الهواء فوق رءوسهم « و يقبضن » أجنحتهن بعد البسط و هذا معنى الطيران و هو بسط الجناح و قبضه بعد البسط أي يضربن بأرجلهن و يبسطن أجنحتهن تارة و يقبضن أخرى فالجو للطائر كالماء للسابح و قيل معناه أن من الطير ما يضرب بجناحه فيصف و منه ما يمسكه فيدف و منه الصفيف و الدفيف « ما يمسكهن إلا الرحمن » بتوطئة الهواء لهن و لو لا ذلك لسقطن و في ذلك أعظم دلالة و أوضح برهان و حجة بأن من سخر الهواء هذا التسخير على كل شيء قدير و الصف وضع الأشياء المتوالية على خط مستقيم و القبض جمع الأشياء عن حال البسط و الإمساك اللزوم المانع من السقوط عن علي بن عيسى « إنه بكل شيء بصير » أي بجميع الأشياء عليم « أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن » هذا استفهام إنكار أي لا جند لكم ينصركم مني و يمنعكم من عذابي إن أردت عذابكم عن ابن عباس و لفظ الجند موحد و لذلك قال « هذا الذي » و كأنه سبحانه يقول للكفار بأي قوة تعصونني أ لكم جند يدفع عنكم عذابي بين بذلك أن الأصنام لا يقدرون على نصرتهم « إن الكافرون إلا في غرور » أي ما الكافرون إلا في غرور من الشيطان يغرهم بأن العذاب لا ينزل بهم و قيل معناه ما هم إلا في أمر لا حقيقة له من عبادة الأوثان يتوهمون أن ذلك ينفعهم و الأمر بخلافه « أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه » أي الذي يرزقكم إن أمسك الله الذي هو رازقكم أسباب رزقه عنكم و هو المطر هاهنا « بل لجوا في عتو و نفور » أي ليسوا يعتبرون فينظرون بل تمادوا و استمروا في اللجاج و جاوزوا الحد في
مجمع البيان ج : 10 ص : 492
تماديهم و نفورهم عن الحق و تباعدهم عن الإيمان لما كان للمشركين صوارف كثيرة عن عبادة الأوثان و هم كانوا يتقحمون بذلك على العصيان فقد لجوا في عتوهم قال الفراء قوله « من هذا الذي يرزقكم » الآية تعريف حجة ألزمها الله العباد فعرفوا فأقروا بها و لم يردوا لها جوابا فقال سبحانه « بل لجوا في عتو و نفور » .
أَ فَمَن يَمْشى مُكِباًّ عَلى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشى سوِياًّ عَلى صِرَط مُّستَقِيم(22) قُلْ هُوَ الَّذِى أَنشأَكمْ وَ جَعَلَ لَكمُ السمْعَ وَ الأَبْصرَ وَ الأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشكُرُونَ(23) قُلْ هُوَ الَّذِى ذَرَأَكُمْ فى الأَرْضِ وَ إِلَيْهِ تحْشرُونَ(24) وَ يَقُولُونَ مَتى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صدِقِينَ(25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَ إِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ(26)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page